من حكايات المشايخ

حدثنا الشيخ جاد الرب رحمه الله وكان يسمى بالشافعى الصغير لأنه كان من كبار العلماء الشافعية أنه كان يدرس هو وزملائه على الشيخ المعداوى الصعيدى بالظاهر جاشنكير وكان الشيخ ضريرًا فدخلوا عليه مرة وكانوا ستة فقال : اخرجوا فوالله ينقطع هذا الذى يبارز الله بالمعصية بل ويُفْضَح على رؤوس الأشهاد .. بَرَّه .. وطردهم.
وبعد أربع وعشرين ساعة وجدوا اسم أحدهم معلقًا على باب الدرس -وكانت الكلية مازالت قد نشأت- كل...ية الشريعة أنه قد ارتكب الفاحشة وفُضِحَ وقبض عليه متلبسًا ورُفِدَ من الكلية، فعادوا إليه فأصبحوا خمسة لأن واحد سقط مسكين فى الطريق سقط مع الله لأن الله يستر وبعد ذلك يفضح فنحن دائمًا نقول استر .. استر العيوب .. واغفر الذنوب. فعادوا إليه وقالوا : عَلِّمْنَا يا سيدنا الشيخ هل هذا وحى أم إلهام أم عفاريت أم ماذا ما الذى عَرَّفَك؟ فالمصيبة أنهم قبضوا عليه بعد أن كان عندك هنا وسمع الكلام وليس قبلها فكيف عرفت ؟ فأنت قلت البرنامج كله من أوله إلى آخره. قال له : يا بنى إذا ما دخلتم على دخلت عليّ أنوار، فلما دخلتم على هذه المرة دخلت على ظلمة لا أعرف من فيكم لكن هناك شئ مظلم دخل عَلَىّ.
إنها شفافية، ومِن عند مَنْ هذا؟ من عند الله، فمن كثرة اشتغاله بالعلم واشتغال قلبه بالذكر ومن كثرة لهج لسانه بذكر الله كانت هذه الشفافية وهو ضرير لا يرى. وكان المثل يقول: " على وِشَّك يِبَان يا نَدَّاغ اللبان". لكن هذا الشيخ لا يرى ضرير لكنه يرى بنور قلبه وبصيرته. فوجدت ظلمة أتت علىَّ فعرفت أنه هناك فاحشة.

............

اللهم انر قلوبنا بنورك