المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 33680 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 74 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: الحكم العطائية ( 13 ) الجمعة مايو 09, 2014 4:36 pm | |
| بعضهم يسأل لماذا نعتزل؟! وإذا دفنا أنفسنا فى أرض الخمول .. فماذا سوف يحدث إذن؟ فقال له: قلبك سوف يصير مرآة للأنوار. إذن كل حكمة تجاوب على الحكمة التى سبقتها .. فيقول: كيف يشرق قلب: وهذا يعنى أنك لو نَفَّذْتَ ما قلت لك فإن قلبك سوف يشرق بالأ...نوار، ولكن لو قمنا بدهان المرآة دهاناً أزرق اللون وأصبحت معتمة تنظر إليها فلا ترى فيها وجهك لأن صقلها ذهب بهذا الدهان، وهكذا تفعل أنت بقلبك حينما تقوم بإدخال الدنيا فيه وتجعل مرآة القلب عاجزة عن أن تعكس أى شئ، ولا يُشْرِق فيها شئ. حتى لو نزل النور فيها فيكون نوراً باهتاً تشعر بحرارته فقط ولا تشعر بضيائه ولا نوره ولا تفجره. كَيْفَ يُشْرِقُ قَلْبٌ صُوَرُ الأَكْوَانِ مُنْطَبِعَةٌ فِى مِرْآتِه؟ أَمْ كَيْفَ يَرْحَلُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُكَبَّلُ بِشَهَوَاتِهِ؟ أَمْ كَيْفَ يَطْمَعُ أَنْ يَدْخُلَ حَضْرَةَ الله وَهُوَ لم يَتَطَهَّرْ مِنْ جَنَابَةِ غَفَلاتِهِ؟ لم يتطهر من جنابة غفلاته نلحظ منها أن الغفلة تحدث له جنابة، فالذى لديه جنابة هل تجوز له الصلاة؟ لا يجوز، بل يجب أن يغتسل بالماء كى يزيل الحدث المانع من الصلاة، فكذلك لابد عليك أن تتطهر فى عالم الروح، حتى تكون صالحة للوقوف بين يدى باريها تبارك وتعالى. عالم الجسد معروف أن أغتسل بالماء، ولكن فى عالم الروح يجب أن أتطهر من غفلاتى بالتوبة، فهناك فجوات فى القلب لأنه أحياناً يتعلق بالدنيا وبعد ذلك يعود إلى الله، وهكذا. وهذه التوبة هى اغتسالك الروحى. أَمْ كَيْفَ يَرْجُو أَنْ يَفْهَمَ دَقَائقَ الأسْرَارِ وَهُوَ لم يَتُبْ مِنْ هَفَوَاتِهِ؟! فما هى هذه الأسرار؟ هذه الأسرار هى تعلم الأدب مع الله، فهذا سِرّ لأنه لو عرفته تستقيم، ولو عرفته تشعر بالراحة، ولو عرفته تفرح، ولو عرفته تجد نفسك ترشد الْخَلْق، فحينما تتكلم كلامك يصل إلى القلوب. علمنا أن الغفلة تسبب جنابة روحية، فهذا سر، والشيخ سطره لنا هنا رضى الله تعالى عنه، ولكى تنطلق فإنه يجب أن تفك قيودك الروحية، والقيود هى الشهوات، وهذا أيضاً سر. فهل هناك أحد على علم بذلك؟. .............................. | |
|