المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 33724 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 74 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: من قواعد الطريق إلى الله: أن العبرة بمن صَدَقَ، وليست بمن سَبَقَ الخميس مايو 15, 2014 4:37 pm | |
| من قواعد الطريق إلى الله: أن العبرة بمن صَدَقَ، وليست بمن سَبَقَ الصوفية وهم يسعون في هذا الطريق وجدوا أنه قد يفتح علىٰ المريد في لحظة بما لا يفتح علىٰ الآخر، فقالوا: (إن العبرة بمن صدق، وليسـت العبرة بمن سبق)، وقالوا: (قد تسبق العرجاء)، يشيرون إلىٰ مثل مشهور عند العرب، معناه أن الشاة العرجاء قد تسبق الشاة التي ليست بعرجاء، لأحوال وظروف تتوفر للأولىٰ ولا تتوفر للثانية، فأشار أهل السلوك بهذا المثل إلىٰ أن اللاحق المتأخر الذي تقاعد زمنًا عن سلوك الطريق لعله أن تنهض همته،... فيُقْبِل علىٰ اللّٰه بهمّة، يَسْبِق بها من سار قبله، فلعل اللّٰه أخَّره ليقدمه، أي أن اللّٰه أخَّره زمانا، وجعله في آخر السالكين لحكمة، حتىٰ يكون إمامهم وسابقهم. واستأنسوا لذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان آخر الأنبياء ، فكان إمامهم، وهذا المعنىٰ مهم جدًا في تجديد الهمّةِ، وإخراج أهل المعصية من حال الحرج، والشعور المذل بالإثم، مما يحبط العبد، ويقطعه عن مولاه، فإذا علم أن الصدق في السلوك إلىٰ الحق يطوي له المسافات، ولربما جاوز بها من سبقه في الطريق انبعثت همته، وتجدد نشاطه، وانتعش أمله، وأقبل علىٰ اللّٰه تعالىٰ من جديد. إذن كل الساعين والسائرين في هذا الطريق إنما يريدون اللّٰه سبحانه وتعالى، فاللّٰه هو مقصود الكل، وأن هدف هذا الطريق هو أن نتعلم الأدب مع اللّٰه، وأن الأدب مع اللّٰه إنما يكون بـ : التوبة، وبالتوكل، وبالحب في اللّٰه، والبغض في اللّٰه، وبعبادة اللّٰه، وبالاستعانة باللّٰه، وبالثقـة بما في يد اللّٰه.. إلىٰ غير ذلك مما فصَّلناه ونفصله -إن شاء اللّٰه تعالىٰ- شيئًا فشيئًا، حتىٰ نتعلَّم الأدب مع اللّٰه. وأن هذا الشيخ الذي يتصدر للتربية ينبغي أن يتصف بصفات، وأن يتخلق بأخلاق، وتلك الأخلاق إنما هي وراثة محمدية عن سيدنا رسول اللّٰه صلى الله عليه وسلم ، حيث يتشبه به، ويتخلّق بأخلاقه، ويحاول أن يتغيّاها، وأن يجعل رسول اللّٰه صلى الله عليه وسلم أسوته الحسنة، وقد تكلمنا في شيء من صفات الشيخ، والآن نذكر شيئًا من صفات الطريق. وقبل ذلك نقول: يجب علينا أن نحفظ هذه الأشياء؛ لأن هذه هي القواعد التي لخصوا بها حقائق الأمور، ولخصوا بها تجربة الساعين إلىٰ اللّٰه، وهذه الحقائق هي ملخص الشرع الشريف، حيث أخذوا لب ما أمر به اللّٰه ورسوله، مع تجربتهم الروحية التي هي التطبيق الإنساني الحي للأمر الشرعي، وجعلوا تجربتهم في إطار ما أمر اللّٰه ورسوله، وشبّهوا الطريق إلىٰ اللّٰه بالطريق الحسي الذي يسير فيه الإنسان، وهناك علىٰ جانبي الطريق فتن، وهي عبارة عن شهوات الدنيا وشواغلها، وهي عبارة أيضًا عما يُفتح للإنسان في طريقه إلىٰ اللّٰه سبحانه وتعالى من خير، والإنسان يسأل نفسه: هل الغاية هي أن يلتذ بهذا الطريق؟!! أو أن الغاية هي أن يعبد اللّٰه سبحانه وتعالى وحده، فإذا ما وجد الإنسان لذة أو حالة فلا ينبغي عليه أن يلتفت إليها، بل عليه أن يستمر في سعيه، وألا يلتفت إلىٰ هذه اللذة، ولا إلىٰ هذا الفتح، ولا إلىٰ هذا الكشف، ولا إلىٰ أي شاغل عن اللّٰه سبحانه وتعالى. .................. | |
|