المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 33706 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 74 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: من حكايات المشايخ السبت مايو 17, 2014 4:17 pm | |
| هناك من العباد والزهاد من يستوحش من كل شئ ؛ فإذا وجدك أحدهم أمامه لا يستطيع أن يتحملك أو يتحمل رؤيتك فهو يريدك أن تذهب بعيدا عنه، ومن هؤلاء "سيدنا أبو السعود الجارحى" كان يعيش فى سرداب بعيداً عن الناس ولا يريد أن يرى وجوههم، فمن يأتى لزيارته كى يتبرك يقول له: ماذا أتى بك إلىّ؟ فيرد عليه قائلاً: يا سيدنا من أجل أن تدعو لى، فيقذفه بحجارة يصيبه بها ويجرحه (ولذلك سُمىَ بالجارحى)، فيقولون عنه إنه رجل مجنون فينصرفون عنه، ولا يستطيع أحد أن يدخل عليه هذا السرداب إلا إذا كان قد أصيب ب...بعض الحجارة وتَحَمَّل ذلك. ولكن إذا وصلت له وقلت له لا مفر أنا أفهمك فيقول لك: إذن أنت فاهم فاجلس حتى أقوم بتعليمك. ولكن انتبهوا هذه ليست السُّنَّة .. النبى صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك بالناس، بل كان صدره واسعاً، إنما هذه حال، وإذا لم تكن مستطيعاً أن تتحملها فلا تذهب وانتهى الأمر، ولكن لا تعترض .. هذه هى حالته لأنه رجل طيب، إنما ليست هذه السُّنَّة، فالعباد والزهاد قد يحدث لهم هذه الحالة، فالسنة ليست أن يقذف الناس بالحجارة . ولكن هذه درجة أقل، لأنهم لو رأوا اللهَ فى كل شئ فعند دخولك عليه يقول لماذا أرسل الله هذا الآن؟ لابد من حكمة فى ذلك، فيقول لك: تعال يا بنى .. مرحباً بضيف الله، وهذه هى حالة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. لو أن هؤلاء العباد والزهاد رأوا الله فى كل ما حولهم ما استوحشوه بل كانوا يطمئنون إلى ما قدره الله عز وجل إذا أصابتهم مصيبة .. إذا شاهدوا مِنَّة .. إذا رأوا خيراً .. إذا رأوا شَرّاً يرددون قائلين إن هذا هو خلق الله؛ أى أن هناك رضاً تاماً وتسليماً تاماً. ...... | |
|