الحكم العطائية ( 17 )

مَا تَرَكَ مِنَ الجَهْلِ شيئاً أى جاهل الذى يعتقد أن له حولا وقوة، أو يظن أنه يستطيع أن يفعل شيئاً بذاته أو يظن أنه يستطيع أن يعاند ربه ويصارعه - العياذ بالله - فَيَغْلِب. مثل الوثنيات اليونانية حيث يقولون إن الإنسان تصارع مع الآلهة وغلبها، وهذا هو مبنى عقلية الْغَرْب، أن الإنسان يصارع الكون ويغلبه، ويصارع الإله ويغلبه وهذا الكلام طراهات وخرافات. لكن هذا ليس عند المسلمين، فالمسلمون أهل حقيقة.
مَا تَرَكَ مِنَ الجَهْلِ شيئاً هذا الصنف من الناس شرب الجهل كله مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحْدِثَ فِى الوَقْتِ غَيْرَ مَا أَظْهَرَهُ اللهُ فِيهِ.
فمثلاً الله سبحانه وتعالى أَظْهَر أن نجتمع الآن .. فلو اجتمع من فى الأرض جميعاً يريدون منعنا من الاجتماع الآن ويجعلوننا نجتمع غداً ما استطاعوا، أو أمس لا يقدرون، لا هم ولا نحن .. هذا هو التسليم المطلق وهذه هى الحقيقة الثابتة.
وحين تعلم هذه الحقيقة أتترك الأسباب؟ لا .. بل تأخذ بها وترضى بقضاء الله فيك، فترك الأسباب جهل والاعتماد عليها شرك، فتركها جهل لأن الأنبياء ما تركت الأسباب وأيضاً لم تعتمد عليها كما ورد من قصصهم فى القرآن والسُنَّة.

..........

» الحكم العطائية ( 12 )
» الحكم العطائية ( 21 )
» الحكم العطائية ( 13 )
» الحكم العطائية ( 22 )
» الحكم العطائية ( 19 )