الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى الصوفى للنور المحمدى

الملتقي الصوفي للنور المحمدي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ثلاثة في واحــــــــــــد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الهدهد السليماني
الاداره
الاداره
الهدهد السليماني


عدد المساهمات : 1979
نقاط : 16681
التفاعل مع الاعضاء : 35
تاريخ التسجيل : 05/11/2010

ثلاثة في واحــــــــــــد Empty
مُساهمةموضوع: ثلاثة في واحــــــــــــد   ثلاثة في واحــــــــــــد Emptyالثلاثاء نوفمبر 23, 2010 8:01 am

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه

في عنوان هذا الموضوع المتواضع يخيل الينا انها دعاية لمستحضر ما لكن ماسنقف عنده يوحي العكس

هم الروح والنفس والجسد............
فقد ذهب كثير من المفكرين والفلاسفة في موضوع البحث عن النفس وعلاقتها بالروح والعقل والجسد ، إلا أن أغلب تلك البحوث لم تسفر بشكل واضح عن التفسير المنطقي لتلك العلاقة حيث كانت في مجملها تعتمد على الحدس والآراء الشخصية.
ولعل المتتبع للمنهج الرباني يجد ما يكشف الحقيقة وينير الطريق حول ذلك فإن الله عز وجل هو من خلق النفس ونفخ الروح وكون العقل وخلق الإنسان في احسن تقويم..فلا هدي إلاّ هداه ولا علم إلا من علمه ، يقول تعالى(وعلم الإنسان ما لم يعلم) العلق (5) . كما يقول جل شأنه: ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) الملك(14).
لقد وردت النفس في القرآن الكريم على ألفاظ متعددة وفي صور مختلفة ،فلقد أتت للدلالة على الذات الآلهية كما في قوله تعالى: ( ويحذركم الله نفسه والله روؤف بالعباد) آل عمران (30)


كما وردت النفس في القرآن الكريم للدلالة على شخص الإنسان ، كما في قوله تعالى : (واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ) البقرة (48) ، (لا تكلف نفس إلا وسعها) البقرة (233) ، ( انه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً) المائدة (32) ، ( ولقد راودته عن نفسه فأستعصم) يوسف (32).
كما وردت النفس في القرآن الكريم للإشارة الى الضمير الإنساني ، كما في قوله تعالى : ( ربكم اعلم بما في نفوسكم) الإسراء (25) ، ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ) ق (16).
كما وردت النفس في القرآن الكريم للدلالة على طبيعة الإنسان ، كما في قوله تعالى : ( ولا اقسم بالنفس اللوامة) القيامة (2) ، ( وما أبري نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ) يوسف (53) ، ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية) الفجر (27).


علاقة النفس بالجسد :


في القرآن الكريم تفريق واضح بين النفس والجسد ، يقول تعالى مخاطباً فرعون: ( ولقد جاوزنا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً حتى إذا إداركه الغرق قال آمنت انه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل ، الآن وقد عصيت من قبل وكنت من المفسدين ، فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آيه وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون) يونس (90-92) ، يتضح أن البدن قد نجاه الله من اجل العبرة أما نفس فرعون الآثمة فقد ماتت ، يقول تعالى: ( كل نفس ذائقة الموت) آل عمران(185).
ومن الأدلة العلمية على التفريق بين النفس والجسد ، أنه لا يمكن أن يتم تحنيط الأجساد دون إزالة السوائل الموجودة في الجسم وفي ذلك إشارة الى الاختلاف بين النوعين. (الشريف، د.ت).
ومن خلال ذلك يمكن القول أن الجسد وعاء النفس فهو بمثابة المسرح للعمليات الناتجة عن التفاعل بين العقل والنفس.


النفس والروح :


المتمعن في لفظ الروح في القرآن الكريم يجد أنها وردت بمعنى إفاضة الحياة من الله عز وجل الى الإنسان ، يقول تعالى : (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) الحجر(26). وقد خرج ابن منده ، من رواية موسى ابن عبيده الربذي ، عن عبد الله بن يزيد ، عن أم كبشة بنت المعرور ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن أرواح المؤمنين في حواصل طير خضر ، ترعى في الجنة ، تأكل من ثمارها ، وتشرب من مائها ، وتأوي الى قناديل من ذهب تحت العرش، فيقولون ربنا ألحق بنا إخواننا وآتنا ما وعدتنا. وإن أرواح الكفار في حواصل طير سود ، تأكل من النار ، وتشرب من النار ، وتأوي الى حجر من النار ، يقولون ربنا لا تلحق بنا إخواننا ، ولا تؤتنا ما وعدتنا) (الحنبلي،1423هـ) . أي أن الحياة مستمرة حتى بعد الموت بقدرة الله عز وجل ، الذي يصف حال فرعون وأتباعه بعد الموت : ( النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم القيامة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب) غافر(46) . والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل الروح التي تعذب أو تنعم هي النفس؟ يقول الله عز وجل: (كل نفس ذائقة الموت) آل عمران (185) والموت هو الانقطاع الدائم عن الحياة بما تنطوي عليه من المشاعر والأحاسيس ، فإذا كانت الروح هي النفس فكيف يكون العذاب أو النعيم في البرزخ لنفسٍ ميته ليس فيها حياة!! والمتتبع للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة يجد أن الموت يقترن دائماً بالنفس في حين تقترن الروح بالحياة.


النفس والعقل :


العقل هو نعمة جليلة من الله عز وجل على الإنسان فقد كرمه به على سائر المخلوقات ، والعلاقة بين النفس والعقل علاقة تفاعلية فإذا رشد العقل فإن الإنسان يتصرف بالحكمة وتبعاً لذلك فإن النفس تهنئ وتسعد.
والمتمعن لألفاظ العقل في القرآن الكريم يجد أن لفظ العقل لم يرد كمصدر ، بل إن الألفاظ الواردة هي فعل العقل بمختلف إشتقاقاته ، وجميعها تدل على عنصر التفكير.(العثمان، د.ت). قال تعالى : (يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه) البقرة (75) ، (إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون) الأنفال(22).


ويتضح من العرض السابق أن الجسد والنفس والروح والعقل هي أشياء مختلفة عن بعضها البعض ، فالروح هي الحياة التي وضعها الله في الجسد ، والنفس هي الأداة الناقلة والمسيرة لهذه الروح في مختلف أجزاء الجسد ، أما العقل فهو هبة من الله جلّ شأنه خص بها الإنسان عن غيره من المخلوقات كي يسمو بنفسه عن الرذائل ويدرك أن الله حق وغيره باطل.



وقفة مع آيه :


قال تعالى : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له وما لهم من دونه من وال) الرعد(11).
على المتعامل مع النفس البشرية أن يدرك هذه الحقيقة الربانية ، فالتغيير لا بد أن يكون في التركيب الداخلي للنفس البشرية قبل أن نعتني بتغيير الظروف الخارجية التي نتوقع أنها السبب في مشاكل النفس وتعقيدها - وقد تكون كذلك- ولكن إصلاح النفس داخلياً والقرب من الله عز وجلّ هو كفيل بالتغلب على كافة الصعوبات وقهر المعوقات.

وفي رؤية اخرى

حروف الملكية وتبيانها يوضح لنا ماسيلي ذكره

نُضيف إلى نهاية الأسماء الحروف: (ى، نا، ك، كى، كم، كن، ـه، ها، هم، هن) لبيان ملكية الشىء.

وعندما أقول: قلبى فمعناها أن هذا القلب جُزء منى

وعندما أقول: سيارتى فمعناها أن هذه السيارة مِلكى (وليست جزءا منى)

وعندما أقول: صديقى فمعناها أن هناك علاقة بيننا هى الصداقة (فهو ليس جزءا منى ولا أمتلكه كذلك)

وعندما أقول ابنى فمعناها أن هناك علاقة بيننا هى البنوة والأبوة (ولو أن الابن كان جزءا من الأب والأم سابقا)



وعندما يقول الله: روحى أو روحنا فليس معنى هذا أن الروح جزء منه

فلو كانت الروح جزء من الله لكان آدم وعيسى أبناءه بالروح

ولكن الله وتعالى أنكر بنوة عيسى وكذلك بنوة عُزير له، فقد قال تعالى:

{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }التوبة30

{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }المائدة73

فقد اتهم الله سبحانه من قال إن الله هو ثالث ثلاثة (الآب والابن والروح القدس)، واتهمهم بالكفر، وهددهم بالعذاب الأليم إن أصروا على هذا الكُفر.

من هذا نفهم أن الروح ليست جزءًا من الله تعالى

وليست شخصا آخر بينه وبين الله علاقة ندية أو شراكة لأن الله يمتلك كل شىء وليس له شريك أو ند على الإطلاق؛ فهو واحد أحد وهو خالق كل شىء ومالكه.

وإذن فالروح من ممتلكات الله.

وهذا يُثبت كذب من ادعى أن عيسى ابن لله، أو أن آدم (ونحن بالتبعية) أبناء الله كما يفعل المتصوفة أصحاب مذهب الحلول والاتحاد) الذين يأخذون بالمتشابه من الآيات، ولا يعرضوها على باقى آيات القرآن.





الرُّوحُ

وردت كلمة رُوح وحدها ستة عشر مرة

ولم ترد بالجمع "أرواح" أبدا

ووردت روح القدس أربع مرات

ووردت الروح الأمين مرة واحدة



ووردت كلمة "رَوْحٌ" ثلاث مرات





معنى كلمة رُوح فى القرآن الكريم:

1- جبريل عليه السلام

{قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }البقرة97

وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ{192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ{193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ{194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ{195} الشعراء

من الآيتين السابقتين نعلم أن جبريل هو الروح الأمين، فالله نَزَّل جبريل أو الروح الأمين على قلب الرسول.

{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل102

وهو أيضا: روح القدس الذى أنزله الله إلى مُحمد وأيد به عيسى (وهذا دليل على أن جبريل هو روح القدس وليس ميكال كما قال البعض)

{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة110



ومن الآيات الدالة على جبريل عليه السلام أيضا:

{تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ }المعارج4

{يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ }النحل2

{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً }النبأ38

{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ }القدر4



وورد اسم جبريل ثلاث مرات فى القرآن الكريم:

{قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }البقرة97

{مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ }البقرة98

{إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ }التحريم4

والواضح أن جبريل (عليه السلام) شخصية عالية القدر، مُتميزة عن باقى الملائكة لأن الله يذكره بالإسم وكذلك فقد قال عنه: الروح، الروح الأمين، وروح القدس، وتحمله الملائكة، وشديد القوى، وذو مِرة، ورسول كريم، و{ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ}(التكوير20)، ومُطاع ثم أمين. فهل هو رئيس للملائكة أم خلق مُتميز عنهم؟





2- ما يكون به حياة الإنسان

أ- حياة آدم:

{ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ }السجدة9

{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ }ص72

{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ{7} ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ{8} ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ{9}السجدة



فالله سبحانه وتعالى سوَّى آدم من مادة الأرض، ثم نفخ فيه من روحه (الروح أوعبده جبريل)، وجعل له السمع والأبصار والأفئدة (أى منحه ما يجعله يُفكر ويتعلم ويفهم)، أى بعث فيه الحياة.

ولنتأمل الآية التالية:

{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة31

فآدم كان جسدا هامدا من طين الأرض، ثم نفخ الله فيه من روحه (أى الروح التى يمتلكها)، فصار حيا وله حواس وعقل، وبذلك صار آدم قابلا للتعلم. ولا نجد آية على الإطلاق تقول أن الله وضع نفسا فى الجسد الذى صنعه.





ب- حياة المسيح:

{فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً }مريم17

أى أن جبريل تمثل لمريم على شكل بشر

وبأمر الله نفخ فيها جبريل من روح الله التى فيه فبدأت حياة المسيح فى رحم أمه:

{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء91

{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} التحريم12



3- المسيح


{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }النساء171

ولماذا سمى الله عيسى ابن مريم روحًا؟

تتميز روح المسيح بأن الله أذن لها أن تمنح الحياة لغيرها، كما سترى فى الآية التالية:

{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة110

فبإذن الله منح عيسى الحياة لقطعة من الطين شكلها على هيئة طائر فلما نفخ فيها صارت طائرا حيا (وبالتالى نستنتج أن للحيوانات أرواح بنص القرآن).

وبإذن الله أخرج الموتى من قبورهم أحياء.

ومن هنا كان التشابه بين خلق عيسى وآدم:

{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59

ولإن عيسى روح من الله فهو لم يَمُت على يد بشر، فلم يقتلوه يقينا، وإنما قتلوا شبيها له أو توهموا ذلك:

{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }النساء157

وكذلك فقد كف الله عنه بنى إسرائيل:

{...... وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }المائدة110

ولذلك فقد رفعه الله إليه، فكلمة مُتوفيك تعنى "تسلمه كاملا" كمن يتسلم دَيْنَه كاملا لا ينقص:

{إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }آل عمران55

والسؤال: هل رفع الله عيسى عليه السلام بروحه وجسده؟

ويُجيبنا الله جل وعلا فى كتابه الكريم:

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }العنكبوت57

وقال تعالى أيضا:

وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً{31} وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً{32} وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً{33} ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ{34} مريم

ولكن متى مات عيسى عليه السلام؟

ذلك ما لا نعرفه، ولكنه بالتأكيد مات قبل أن يعبده من انحرف بدينه من قومه، وإلا لشهد على قومه بالكفر، فيقول تعالى:








4- الوحى أو الكتاب (فهو يُحيى موات القلوب، ويُنير لها طريقها فتعرف طريق الهدى من طريق الضلال):

{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الشورى52

{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ }غافر15

{لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22

فالروح فى الآيات السابقة هو الوحى أو الكتاب (القرآن)

وفى الآية التالية يدعو الرسولُ المُؤمنين إلى كتاب الله أو وحيه حتى يحيوا حياة طيبة فى الدنيا والآخرة:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنفال24

ويقول تعالى:{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام122

فالجاهل أوالغافل أوالكافر ميت القلب يمشى فى ظلمات الجهل مُكبا على وجهه، ولكن القرآن يُحيى قلبه فيمشى فى نور الهداية.

ولإن القرآن روح من الله، فهو محفوظ من الضياع أو العبث بما فيه إلى أن يشاء الله:

{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9



الخُلاصة: إن الروح هى ما تكون به الحياة، أوهى ما يُسبب الحياة، أو بتعبير شاعرى هى شُعلة الحياة.



ولذلك فقد سُئل الرسول عن هذه الروح (باعثة الحياة: أو جبريل أو الوحى أو القرآن) وعن ماهيتها، وأجاب رب العزة:

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85

فقد أُوتينا القليل من العلم وهو ما تفضل علينا به ربنا من علم وأنباء الغيب.



وبالرغم من التطور الهائل فى العلم الذى تم فى القرنين الأخيرين إلا أننا لا ندرى حتى الآن كيف تنشأ الحياة فى المادة الصماء، وكل ما قدرنا عليه هو أخذ شىء حى والعبث به عن طريق الهندسة الجينية Genetic engineering ، أما كيف نصنع الحياة؟ فهيهات!



وأما القول بأن المسيح عليه السلام والقرآن سُميا روحا لاتصالهما بالروح (جبريل) فهذا غير صحيح، فمحمد عليه السلام اتصل بجبريل ومع ذلك فلم يُسمه الله روحا، ولو كان روحا من الله لما مات رسولنا الكريم.





الرَّوْحُ

ووردت كلمة: "رَوْحٌ" ثلاث مرات:

والرَّوْحُ هى رحمة الله ونعمته التى تُرَوِّح عن قلوب المؤمنين فتُزيل عنهم الهم وتبعث فيهم السعادة والرضا:



{يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }يوسف87

{فََأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ{88} فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ{89}الواقعة





ووجود الروح يبعث الحياة فى الجسد الذى دخله، فيشعر ويتحرك ويُفكر، إلخ

وبذلك يصير الإنسان ذاتا مُستقلة أو شخصا مُكونا من جسد وروح

وهذه الذات العاقلة هى ما يُسميها الله بـ "النفس"

أى أن:

نفس الإنسان = جسد + روح



النفس

وردت كلمة نفس وأنفس ونفوس حوالى 269 مرات فى القرآن الكريم

وكلها بمعنى "ذات" أو "شخص"

وقد قرأت الآيات كلها واضعا كلمة "ذات" بدلا من كلمة نفس ولم يتغير المعنى،

ووضعت كلمة "شخص" بدلا من كلمة نفس (مع تغيير الضمائر للمذكر) ولم يتغير المعنى (وبالطبع تغيرت موسيقى الآيات وجرسها).

وعليكم أن تُجربوا هذا ولن تجدوا استثناءً واحدا!



بل إن الله سبحانه وتعالى استعمل كلمة نفس للإشارة إلى ذاته الجليلة وشخصه الكريم:

{وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} المائدة116

وما بالنفس هو ما بداخلها أى السريرة أو الدخيلة.

فالله يعلم سريرة المسيح ودخيلته، ولكن المسيح لا يعلم ما يُسره الله.



ويقول سبحانه أيضا:{وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي }طه41

أى خلقتك لتكون صنيعة لِذاتى، مُطيعا لى.



وقال سبحانه تعالى:

{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ }آل عمران30

فالله يُحذرنا من ذاته جل جلاله ومن غضبه علينا (نَفْسَهُ مفعول به، ولو كانت فاعلا لكُتبت: نَفْسُهُ).



ونفس الإنسان (أو ذاته أو شخصه) ولأنها تتكون من جسد وروح فهى:



1- تُقتل وتموت (فلو فسد الجسد فسادا شديدا لا تتمكن الروح من البقاء فيه، فتنفصل عنه وتموت النفس أو الذات أو الشخص). ويقول تعالى:

{وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ }البقرة72

{ثُمَّ أَنتُمْ هَـؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة85

{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ }آل عمران145

{الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} آل عمران168

{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران185

ويقول تعالى أيضا:

{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الزمر42

فالله يتوفى (أى يتسلم كاملا) الأنفس (أى الأشخاص أو ذواتهم) التى قضى عليها بالموت (فيفصل الجسد عن الروح، ويأخذ الروح إلى حيث يشاء، أم الجسد فيتركه هامدا ليتحلل ويعود إلى الأرض حتى يوم البعث)

وأثناء النوم يتسلم الله النفس كاملة (جسدا وروحا) وتظل النفس فى رعايته حتى تستيقظ. فهو سبحانه لا يفصل الروح عن جسد النائم. (والخطأ فى تفسير السورة هذه هو فى فهم كلمة يتوفى بمعنى يُميت)

وغير ذلك كثير.





2- والأنفس تنقص (أى يقل عددها أى يقل عدد الأشخاص، ولو كانت النفس داخل الجسد فلا أدرى كيف يكون هذا)، فيقول تعالى:

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }البقرة155 فالأشخاص عددهم ينقص (نتيجة المجاعة أو الحرب أو أى ابتلاء آخر)





3- والنفس تأكل (حتى يعيش الجسد وتتمكن الروح من البقاء فيه)، فيقول تعالى:

{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }آل عمران93

ويقول تعالى عن الرسل:

{وََمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ{7} وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ{8}الأنبياء

فالرسل رجال أى أنفس (من روح وجسد)، ولا يُمكن أن يُرسل الله أجسادا لا تأكل الطعام وإلا تحللت هذه الأجساد، وما كان لهم أن يخلدوا فى الجنة بدون أرواح تُحييها.

فمن يحتاج إلى الطعام؟ الجسم أم النفس التى بداخله كما اقترح البعض؟ ولكن إذا كان معنى النفس هو شخصه أو ذاته، أى الجسد + الروح فيصبح الكلام مفهوما.



4- والنفس تُكلف:

{وَلَا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }المؤمنون62

(فماذا يمكنها أن تفعل إذا كانت بلا جسد؟)





5- والنفس تُبعث وتعود إلى الله للحساب (جسدا وروحا وإلا لما أكد الله على خروج الأجساد من الأجداث إلى الحياة فى عشرات الآيات):

{وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }البقرة281

{فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }آل عمران25

{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ }آل عمران30

{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ }يس78

{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة259



والله يُزوج الأجساد بأرواحها يوم القيامة حتى يتم الحساب والجزاء، فيقول تعالى:

{وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ }التكوير7





6- والنفس تُعذب فى النار أو تتنعم فى الجنة (وهذا يستلزم جسدا وروحا حتى تُحس النفس ما يتم بها من عذاب أو نعيم) والآيات كثيرة لمن يُريد أن يبحث أو يتأكد.

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ }الأنعام93

فالملائكة تطلب منهم أن يُخرجوا أشخاصهم وذواتهم من عذاب جهنم الذى كانوا يُنكرونه من قبل. (انظر مقالى: غمرات الموت وسكرة الموت)

ويقول تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً }النساء56

{وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة25







مُلحق:

جسد

وردت أربعة مرات بمعنى شكل مُجسم ليس به مظاهر الحياة أى هامد:

{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ }الأعراف148

{فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ }طه88

{وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ }الأنبياء8

{وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ }ص34



ولم ترد بالجمع "أجساد" ولا مرة



جسم

وردت مرة واحدة مفردة، ووردت بالجمع (أجسام) مرة أخرى:

{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة247



ووردت جسم بالجمع "أجسام" مرة واحدة

أجسام

{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }المنافقون4



والجسم هو الشكل الخارجى للنفس، وتبدو عليه مظاهر الحياة.



هذا ما توصلت إليه من تدبر آيات الله الكريمة

فما رأيكم؟


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثلاثة في واحــــــــــــد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثلاثة ..ثلاثة..ثلاثة..
» ثلاثة في واحد
» اوصانا نبينا بصيام ثلاثة ايام وصلاة ركعتان......

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى :: ๑۩۩۩۩ ملتقى العرفان الصافى المصفى ۩۩۩۩๑ :: ๑۩ سلوك و تزكية ورقائق ۩๑-
انتقل الى: