الفرق بين الصُّوفي ..... والغُنُّوصي:
الغُنُّوصي:
يَصل في مجاهدة النَّفس، إلى عبادة الذَّات، وتأليه النَّفس، وذلك ممَّا يحصل له من قوى نفسانية مستمدة من الشَّي...طان، فالنَّفس إن ألفت الإعراض عن طريق الرُّسل –عليهم الصَّلاة والسَّلام- يقيض الله لها قرينا، يمدها بالظُلمة التي تطمس على القلب، وتحجب العقل عن الهداية الربانية، فيظهر على الغنوصي خوارق عادات فيما يبدو للناظر، بهذه الخوارق يضل ويضل غيره.
وهذا واضح بين فيما يظهر على المنقطعين من أصحاب الديانات المحرفة أو الوضعية، وهو ما سيظهر على يدي المسيح الدجال الكذاب الذي يفتن الناس بما يبدو للناس أنه يأتي بالخوارق.
أمَّا الصُّوفي:
فإنه يصل في مجاهدة النفس وتزكيتها وتهذيبها، وتزكيتها إلى مقام الفلاح { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس: 9]، وهذه التزكية إنما تكون عن طريق الشرع الإلهي، ومقام الفلاح هو مقام الشُّهود، الذي يصل فيه الصَّوفي لمقام العبودية الخالصة لله وحده لا شَّريك له، وهو مقامٌ تمحى فيه من قلبه كل شهوة وينقطع فيه كل تلفت للسوى، وهو التوحيد الخالص من كل شائبة شرك ظاهر أو خفي.
فشتان بين من يصل لعبادة ذاته وتأليه نفسه، وبين من يعبد الله تعالى وحده لا شريك له، فتمعن في هذه الآيات الكريمة التي توضع طريق السير إلى الله -تعالى-: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)} [الزمر: 11 - 15]
....................