المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 33680 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 74 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: الشيخ سيدي محمد الهبري قدس الله سره الأربعاء يوليو 04, 2018 10:17 am | |
| الشيخ سيدي محمد الهبري قدس الله سره هو العالم العلامة والبحر الفهامة والإمام الصدر الشيخ سيدي محمد بن سيدي الحاج محمد الهبري العزاوي الإدريسي الحسني، ولد رضي الله عنه في مطلع العقد الأخير من القرن الثالث عشر الهجري ونشأ في زاوية أبيه وسط أسرة كريمة أفرادها الفقراء وأهل القرآن والعلماء مما وفر له جوا خاصا بعث فيه حب الطريقة عامة وأقطابها خاصة وذلك ما أهّله وهو في ريعان الشباب لأن يقوم مقام المشايخ الكمل ويضطلع بمهمة التربية وتلقين الإسم الأعظم في عهد والده الشيخ سيدي الحاج محمد الهبري حيث لقن أحد كبار العلماء وهو الشيخ أحمد الدكالي وكان سبباً في إخراجه من دائرة التعلق وحجاب الاشتغال بمطالعة الكتب إلى ساحة التوجه إلى حضرة الحق بالفناء في الشيخ فقال له: لو أنك اخترقت السبع الطباق وجلت الأراضين السبع ما وجدت ما يأتيك مني في كتاب، فألقى السمع وأعرض عن مطالعة الكتب ففتح الله له على يد سيدي محمد الهبري ونال به في الطريقة منزلة سنية فكان سبباً في نشر الطريقة بتلمسان وكان أول من تأثر به فضيلة الشيخ سيدي محمد بن العربي بلقائد الذي أخذ العهد مباشرة عن الشيخ سيدي الحاج محمد الهبري قدس الله سره كما سبق ذكره. هذا وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ سيدي محمد الهبري لازمه المرض ولم يفارقه لحظة منذ نعومة أظافره إلى آخر عهده حتى إنه لما وافت والده المنية كان هو غائباً للعلاج فلما بلغه الخبر رجع مسرعاً إلى الزاوية بجبل تاغيت فاجتمعت كلمة الفقراء عليه بعد ما أبلغهم سيدي محمد بن الحاج الغرماوي وصية والده الشيخ سيدي الحاج محمد الهبري ومفادها أن الخلافة من بعده باقية في نجله سيدي محمد الهبري وكان الأمر كذلك فزادت به الطريقة شهرة وتوسعا إلى درجة أقلقت الاستعمار الفرنسي فقام بنفيه إلى مدينة آفلو بالهضاب العليا الجزائرية خلال الحرب العالمية الأولى 1914م/1918م حيث كان الفقراء يزورونه بكثرة فازداد تخوف الاستعمار منه فنقلوه إلى عنابة خوفاً من استفحال أمره، ويعود سبب هذا الموقف الاستعماري إلى كون الشيخ رحمه الله رفض الاستجابة لإغراءاتهم ورفض المنصب الذي اقترحوه عليه ليستميل لهم الرعية فأجابهم: "إن مهمتي تنحصر في إرشاد الناس إلى عبادة الله وذكره" واستمر في المنفى حتى انتهت الحرب فسمح له بالعودة إلى الزاوية. وكان الاستعمار قد أمم كل أراضي الزاوية ونازعه الشيخ قضائيا في باريس ووكّل لذلك محاميا فجاءه يوما وقال له تمكنت من استرجاع نصف الأراضي فرفض الحكم وقال: "لا أقبل حكما إلا حكما يسترجع للزاوية كامل أراضيها" لكن الاستعمار لم يمكنه من ذلك واستولى على الأراضي كلها فدعا على فرنسا قائلا: "أخذوا مني أرضي وربي يسلط عليهم من يخرب بلادهم" فابتلاهم الله بالألمان فأذلهم على أيديهم وخرب بهم مؤسساتهم عام 1940م. واستمر قدس الله سره بعد الإفراج عنه والسماح له بالعودة إلى الزاوية ينشر العلم والطريقة إلى أن توفاه الله في شهر كانون الأول/ ديسمبر من عام 1939م. ............ | |
|