الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى الصوفى للنور المحمدى

الملتقي الصوفي للنور المحمدي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ( أسرار الفتنة الكبرى )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المحبة للمصطفى
المدير العام
المدير العام
المحبة للمصطفى


عدد المساهمات : 5852
نقاط : 33690
التفاعل مع الاعضاء : 15
تاريخ التسجيل : 18/09/2010
العمر : 74
الموقع : النور المحمدى

( أسرار الفتنة الكبرى ) Empty
مُساهمةموضوع: ( أسرار الفتنة الكبرى )   ( أسرار الفتنة الكبرى ) Emptyالثلاثاء يوليو 09, 2019 12:15 pm

( أسرار الفتنة الكبرى) 
نص ماكتبه سيدى العارف بالله القطب الغوث الفرد الجامع الكبير سيدى الإمام فخر الدين مولانا الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى رضى الله عنه وارضاه فى دقائق ماحصل بين سيدنا على كرم الله وجهه وسيدنا معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه
فيقول الشيخ رضى الله عنه فى كتابه العظيم تبرئة الذمة فى نصح الأمة وقد بشر سيدى عبد الكريم الجيلى بسيدى فخر الدين وقال وبه لابغيره تبرأ الذمة من رق الغرض 
وقد قسم الشيخ الباب إلى خمسة شعب
الأولى ترتيب الخلفاء الراشدين رضى الله تعالى عنهم
الثانية قصة سيدنا أبى سفيان بن حرب مع سيدنا عمر وسيدنا بلال رضى الله عنهم
الثالثة قصة مروان بن الحكم موقظ الفتنة الأولى
الرابعة سر الحرب بين سيدنا على كرم الله وجهه وبين سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه
الخامسة شكوى سيدنا بلال من سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنهما
فيقول الشيخ رضى الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
( أسرار الفتنة الكبرى )
لقد دفعنى للكتابة عن أسرار الفتنة الكبرى ما خاض فيه من لا يتوقون الدقة فيما يكتبون من المتأخرين من المؤرخين وما وقعوا فيه من سب لكبار الصحابة وأجلاء العلماء والمشائخ وما تسببوا فيه من ارتباك فى عقائد الناس وتضليل للسذج منهم وكذلك ما رأيت من إلحاح بعض المريدين لتوضيح ذلك ، وإحقاقاً للحق أقول وبالله التوفيق .
إن الفتنة موجودة أصلا فى الأرض كوجود الأرض نفسها والماء والهواء ، والدليل على ذلك قول الله تبارك وتعالى { آلم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ *وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين}َ فعلى منوال الآية يتضح أن الفتنة موجودة والممنوع إيقاظها والويل والنكال لموقظها كما قال صلى الله عليه وسلم " الفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها أو مستيقظها " أو كما قال صلى الله عليه وسلم ويقول الله تبارك وتعالى فى كتابه العزيز { والفتنة أكبر من القتل } ويقول جل وعلا{ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْل} ويقول سبحانه وتعالى { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} ويقول جل من قائل {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} ومن ذلك يتضح جليا أن القرآن الكريم والحديث الشريف قد أثبتا وجود الفتنة بلا نزاع . والحديث عن الفتنة الكبرى ذو شجون ، تلك الفتنة الكبرى التى اندلعت فأدت إلى مقتل ثالث الخلفاء الراشدين ذى النورين سيدنا عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه وهو الذى كانت تستحى منه ملائكة الرحمن ثم استشرت حتى قادت إلى اقتتال سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه وسيدنا معاوية بن أبى سفيان رضى الله تعالى [ عنهما ] وانضمام السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها لسيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه . وقد تسبب فى تشويش الحقائق ما أدخله المؤرخون الذين لا يتوخون الحقيقة فى سرد التاريخ بل ولا يعرفون الحقائق ولا يعرفون أسرار الحوادث وعلى الأخص المتأخرون منهم لاسيما من كانت لهم عداوة مع آل البيت وكبار الصحابة رضى الله تعالى عنهم وهذا الحديث يلزم كل من أراد أن يصحح معلوماته ويصلح عقيدته ويعطى كل ذى حق حقه ولا يخوض مع الخائضين ، وأرجو أن يكون فى ذلك البرهان الساطع والدليل القاطع ولا أبغى من ذلك إلا مرضاة الله وإحقاق الحق وإزهاق الباطل ومحق الخاسرين { إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ} . وإن هذا الموضوع يرتكز على خمس شعب وبربطها مع بعضها البعض تتضح أبعاد الموضوع وتكمل صورته إن شاء الله تعالى . فأولاها ما صح عن ساداتنا الصوفية رضوان الله تعالى عنهم مما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم فيما حدث به صلى الله عليه وسلم عن ترتيب الخلفاء الراشدين رضى الله تعالى عنهم من بعده من حيث توليهم الخلافة . وثانيتها قصة سيدنا أبى سفيان بن حرب مع سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا بلال بن رباح رضى الله تعالى عنهم أجمعين . وثالثتها قصة موقظ الفتنة وهو مروان بن الحكم وما دبره ونسبه كذبا إلى سيدنا عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه . ورابعتها سر الحرب بين سيدنا على كرم الله وجهه [ وبين ] سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه وسر انضمام أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها لسيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه . وخامستها ما جرى من شكوى سيدنا بلال بن رباح رضى الله تعالى عنه من سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه وما جرى فى أثناء تقاضيهما أمام أمير المؤمنين سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه مما أدى إلى أن تتبين السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها وجه الحقيقة وتعتذر لسيدنا على كرم الله وجهه وتطلب منه السماح . 
الشعبة الأولى : ( ترتيب الخلفاء الراشدين رضى الله تعالى عنهم )
يجدر بى بداية أن أذكر أن من ظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف ترتيب الخلفاء الراشدين من بعده - رضى الله تعالى عنهم - فقد أعظم على الله الفرية ، وهو صلى الله عليه وسلم الذى يعرف القرآن حق المعرفة بدليل قوله تعالى { وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْما} وهو صلى الله عليه وسلم الذى يبين القرآن باعتبار قوله تعالى { لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } وقد أجمع ساداتنا الصوفية رضوان الله تعالى عليهم أن الخلفاء الراشدين الأربعة رضى الله تعالى عنهم هم المقصودون بالآيات الكريمة .{ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ } وهم المقصودون بقوله تعالى {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} وهم المقصودون فى سورة العصر{ وَالْعَصْرِ*إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } . أما الآيتان الأوليان فقد ورد تفسيرهما فى كتابنا السابق ( إنتصار أولياء الرحمن على أولياء الشيطان ) فى باب مولانا الحسين رضى الله تعالى عنه وسنورد هنا تفسير الجزء الأخير من سورة العصر - والقسم فيها بزمن النبى صلى الله عليه وسلم والإنسان هو أبو لهب - فالمقصود بالذين آمنوا المؤمن الأول والصديق الأكبر سيدنا أبو بكر رضى الله تعالى عنه ومن يرثون مرتبته من بعده والمقصود بـ { عملوا الصالحات} سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه ومن يرثون مرتبته من بعده { وتواصوا بالحق } سيدنا عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه ومن يرثون مرتبته من بعده والمقصود بـ { وتواصوا بالصبر } سيدنا على كرم الله وجهه ورضى عنه ومن يرثون مرتبته من بعده . كما أن الرؤيا التى رأتها السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها تنهض دليلا واضحا على ذلك فكيف لا يعرف النبى صلى الله عليه وسلم الخلفاء الراشدين رضى الله تعالى عنهم وكيف تقوم الدعوى بأنه ترك الأمر شورى ؟ . وقد جاءت أعرابية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله فى بعض أمور دينها شأنها فى ذلك شأن كل المسلمين فى ذلك الحين من مسلم ومسلمة . وبعد أن أجابها الرسول صلى الله عليه وسلم فيما سألت قالت له بفصاحة العرب وصراحتهم ونظرتهم الثاقبة الفاحصة البعيدة : " يوشك أن أفقدك فلا أجدك فمن أسأل عن أمر دينى ؟ " فقال لها صلى الله عليه وسلم " أو يكون غير أبى بكر ؟ " فاقتنعت الأعرابية بما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وودعته وانصرفت . وكانت أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها حاضرة ، فسألت النبى صلى الله عليه وسلم قائلة " ثم من يا رسول الله ؟ " قال صلى الله عليه وسلم " ثم عمر“ فقالت له سيدتنا عائشة رضى الله عنها " ثم من يا رسول الله ؟ " فقال صلى الله عليه وسلم " ثم عثمان " فقالت سيدتنا عائشة " ثم من يا رسول الله ؟ " قال صلى الله عليه وسلم من بالباب الآن ، ومعنى ذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يعلم من سيخلفه من بعده ومن خليفة خليفة خليفته وهكذا إذ لا يغيب عليه شئ ما كان وما هو كائن وما سيكون مما أظهره الله عليه فهو المرتضى المنتقى والحبيب الأقرب [ صلى الله عليه وسلم ] ولنترك القارئ الكريم إلى هنا فننتقل معه إلى الشعبة الثانية بأمل سردها ثم ربط هذه الأحداث جميعا لنخلص إلى الحقيقة وما نرمى إليه من تصحيح عقائد الناس وانتشالهم من أوحال الضلال 
[ والوقوع ] فى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم " أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم" ولا يخفى على أحد أن كل هذا الدين فى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والإجماع والفتاوى ما جاء إلا من الصحابة رضى الله تبارك وتعالى عنهم ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه " لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " وفى رواية : " لا يهتدى آخر هذه الأمة إلا بما اهتدى به أولها " أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، والمقصود بأن أول الأمة هنا الصحابة رضى الله تعالى عنهم منهم سيدنا على كرم الله وجهه ، وطلبوا من الرحيم - كثير الشفقة على أمته من الفتن التى كان يعلم أنها ستحدث لها ، وكثيرا ما كان يحدث الصحابة ويحذرهم من الفتن وحدث أن عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله يوما ما بعد أن تحدث إلى الصحابة فى ذلك ومعه سيدنا على كرم الله وجهه وهو فى حالة تحسر وإشفاق على الأمة من الفتن ، فوجد أزواجه أمهات المؤمنين - رضى الله تعالى عنهم - مجتمعات يتحادثن ، فقال لهن وهو على تلك الحالة : " أيتكن صاحبة الحوباء ؟ أيتكن صاحبة الأبواء ؟ أيتكن صاحبة الجمل الأشقر ؟ " وسكت . 
الشعبة الثانية : ( قصة سيدنا أبى سفيان بن حرب مع سيدنا عمر 
وسيدنا بلال رضى الله عنهم ) 
وفى ذات اليوم الذى جاءت فيه الأعرابية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بل فى نفس اللحظات كان سيدنا أبو سفيان رضى الله تعالى عنه واقفا عند باب سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه وكان قد طرق الباب فجاء إليه سيدنا عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما ، واستأذن له أباه فأمره رضى الله تعالى عنه أن يصبر قليلاً وفى هذه اللحظة جاء سيدنا بلال بن رباح رضى الله تعالى عنه فقرع باب سيدنا عمر رضى الله تعالى عنه فخرج إليه سيدنا عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما وعرفه واستأذن له أباه فأمره أن يدخله وسيدنا أبو سفيان رضى الله تعالى عنه ما زال واقفاً . وعندما رأى سيدنا أبو سفيان رضى الله عنه ذلك غضب غضباً شديداً إذ كيف يدخل سيدنا عمر سيدنا بلالا رضى الله تعالى عنهما ويتركه بالباب وهو رئيس الأمويين ، وسيدنا أبو بكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان رضى الله تعالى عنهم من رعاياه ، وبكى بكاء مرا حتى سالت دموعه دما ، كيف يفضل المولى على سيد بنى أمية وقفل راجعا فقابله ابنه سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنهما وكان فى طريقه إلى منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكتب شيئا من الوحى إذ أنه من كتاب الوحى كما هو معلوم ولما رآه أباه على حالته هذه تعجب وسأله قائلاً : " ما الذى دهاك يا أبتاه " فقال له : " أرأيت ما فعله ابن الخطاب يا بنى ؟ " فقال له " وماذا فعل يا أبتاه ؟ " فرد عليه قائلا " يدخل عليه بلالا بن حمامة ويدعنى واقفا بالباب " . ولأدب الصحابة رضى الله تعالى عنهم أجمعين وسمو أخلاقهم لم يثر سيدنا معاوية لثائرة أبيه رضى الله تعالى عنهما بل جعل يلاطفه فى القول ويسرد له فضائل سيدنا بلال رضى الله تعالى عنه وبلاءه الحسن فى سبيل الله وأنه من السابقين الأولين وأنه مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى قال فيه صلى الله عليه وسلم " سين بلال عند الله شين " وأنه وأنه ( الخ ) حتى هدأت ثائرة أبيه رضى الله تعالى عنهما وذهب غيظه . تلك هى أخلاق الصحابة وهذه هى فضائل الدين الذى لا يفرق بين رفيع ووضيع ولا يفضل أحدا على أحد إلا بالتقوى كما قال تعالى "{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ "} وكما قال صلى الله عليه وسلم " لا فضل لعربى على عجمى إلا بالتقوى " . وعندما وصلا رضى الله تعالى عنهما إلى منزل الرسول صلى الله عليه وسلم وجد أن سيدنا عليا بن أبى طالب كرم الله وجهه ورضى الله عنه واقفا بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم طلباً للإذن فسلما عليه ، ودخل سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه وترك أباه مع سيدنا على رضى الله تعالى عنهما خارج الدار لأنه من كتاب الوحى وكتاب الوحى يدخلون بلا دستور أى بلا استئذان . ومن هنا فإن من حق أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها أن تعتمد أن الذى كان بالباب ومن سيكون رابع الخلفاء الراشدين رضى الله تعالى عنهم هو سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه وقد كان دخوله على النبى صلى الله عليه وسلم عقب خروج الأعرابية والحديث الذى دار بين النبى صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة رضى الله تعالى عنها . غير أن حاصل الأمر أن الذى كان بالباب هو سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه ورضى الله عنه وكان ينتظر الإذن بالدخول وسيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه قد دخل بوصفه أحد كتاب الوحى بدون استئذان . وكان سيدنا على كرم الله وجهه قد سأل سيدنا أبا سفيان رضى الله تعالى عنه لما رأى من تغير حاله قائلا " ما الذى دهاك ياعماه " - وهو عمه فى النسب ، فقص له سيدنا أبو سفيان رضى الله تعالى عنه ما جرى من قصة سيدنا عمر بن الخطاب وسماحه لسيدنا بلال رضى الله تعالى عنهما بالدخول عليه وتركه له بالباب - مثل ما حكى لسيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه وكذلك حكى له ما جرى بينه وبين ابنه معاوية رضى الله تعالى عنهما حتى أنه رضى الله تعالى عنه ذكر لسيدنا على كرم الله وجهه أنه بعد الذى سمعه من ابنه معاوية عن سيدنا بلال رضى الله تعالى عنهما أنه إن رأى سيدنا بلالا رضى الله تعالى عنه بطريق تركه له استحياء واحتراما ، رضى الله تعالى عنهما أجمعين .
الشعبة الثالثة ( قصة مروان بن الحكم موقظ الفتنة الأولى )
لما ولى سيدنا عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه الخلافة أَوْكَلَ أمور الدولة والحكم لمن يثق فيهم من الصحابة ومن يرى أنهم أهل لذلك وعلى الأخص أبناء عمومته لأنه كان زاهدا ورعا عابدا تقيا تاليا لكتاب الله تعالى فى جميع أوقاته . وكان يرى أن جميع المسلمين سواسية فى الذود عن حياض الدين وحفظ حدود الله وتبادل النصح فى الله ، فالدين النصيحة . وكان أن شاع فى المدينة خبر ظلم بعض ولاة الأمصار فاجتمع نفر من الصحابة رضى الله تعالى عنهم سيدنا على كرم الله وجهه ، وطلبوا من سيدنا عثمان رضى الله تعالى عنه أن يسافر للأمصار ويرى الحالة بنفسه ويعظ الولاة ، فتغير وجه سيدنا عثمان رضى الله تعالى عنه وقال مخاطبا سيدنا عليا بن أبى طالب كرم الله وجهه : " يا أبا الحسن كنت أظن أنك أولى الناس بى اليوم ، فكيف تأمرنى بفراق قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم - الذى لا أرضى أبدا - أن أذهب إلى الأمصار فى أمر الدنيا وأنت تعلم أنى قد وضعت جوارحا وكبرت سنا ، وإنى أرى أننا سواء فى إصلاح أمر الرعية فاعملوا لذلك والله يوفقكم وينصركم . أما أنا فوالله لا أقدر على فراق قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فافعلوا ما ترونه من خير للإسلام والمسلمين وأنتم نعم العاملون . فاجتمع رأى الصحابة رضى الله تعالى عنهم أجمعين على إيفاد نفر من أجلاء الصحابة فيهم سيدنا محمد بن أبى بكر وسيدنا عبد الرحمن بن عوف وسيدنا سعد بن أبى وقاص رضى الله تعالى عنهم أجمعين ليذهبوا إلى الأمصار ويطلعوا على الأحوال ويعظوا الولاة فخرجوا قاصدين الشام . وكان أمين سر الخليفة هو مروان بن الحكم وهو كما تقدم موقظ الفتنة وكان يحفظ ختم الخليفة، وهو الذى كره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحنكه طفلا كما كان يفعل لسائر أطفال [المسلمين ] عند ولادتهم إذ كان أهلوهم يحضرونهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم لتحنيكهم تيمنا وتبركا ومن هنا نعلم مرة أخرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخفى عليه غيب فهو يعلم ما وراءه . وعندما سمع مروان بخروج الوفد المبعوث من قبل الصحابة رضى الله تعالى عنهم كتب كتابا إلى سيدنا معاوية بن أبى سفيان رضى الله تعالى عنهما بالشام يأمره فيه بقطع رؤوس من يحضرون إليه وختم الكتاب بختم الخليفة أمير المؤمنين سيدنا عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه ، وسلمه لأحد الموالين له وطلب منه أن يسبق الوفد مسرعا ويسلم الرسالة لسيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه قبل وصول الوفد ، فأخذ الخطاب وركب حصانه وأسرع قاصداً الشام ومن حسن الصدف أنه مر قريبا من الوفد وسبقهم وهو يسرع سرعة عجيبة فشكوا من أمره - لما عرفوا به من الفراسة - ونادوه فرفض أن يسمع منهم أو يخبرهم بخبره وزاد فى سرعته فطلبوه ولحقوا به وهددوه بالقتل إن لم يخبرهم الخبر ، فأطلعهم على الخطاب فسقط فى أيديهم فقفلوا راجعين إلى المدينة ومعهم الخطاب وأعلموا الصحابة رضى الله تعالى عنهم - وكما هو معهود فى الصحابة فإنهم لا يعرفون الهزل ولا الكذب والخداع فذهبوا إلى سيدنا عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه وأعلموه بالخبر فقال لهم " إن الختم ختمى ولكنى لا أعلم عن الخطاب شيئا " وكما هى عادة الصحابة رضى الله تعالى عنهم أيضا فإنهم لم يضيعوا وقتا فى البحث عن كاتب الخطاب وعلق ببعض النفوس ما علق وسارت الأحداث تتوالى حتى انتهت بمقتل مولانا الإمام عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه وهو يتلو كتاب الله تعالى وهو صائم ، وذلك من قبيل أن الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أرادا أن يجمعا كل الفضائل لرؤساء الصحابة حتى الاستشهاد . وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء إلى سيدنا عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه قبيل قتله واستشهاده وخيره فى أن ينصره الله على الأعداء أو أن يفطر عنده وهو كما ذكرنا صائم فاختار أن يفطر عنده ، فاستشهد رضى الله تعالى عنه . وكان سيدنا على كرم الله وجهه بباب الدار وأبناؤه ساداتنا الحسن والحسين ومحمد ابن الحنفية رضى الله تعالى عنهم بالنوافذ يحرسون سيدنا عثمانا بن عفان رضى الله تعالى عنه . وصادف أن ذهب سيدنا محمد بن الحنفية رضى الله تعالى عنه لبعض حوائجه فانتهز المنافقون - عليهم لعنة الله - فرصة غيابه ودخلوا من النافذة التى كان يقف عندها وقتلوا سيدنا عثمان رضى الله تعالى عنه . وقد غضب سيدنا على كرم الله وجهه لذلك حتى أنه قال لابنه محمد بن الحنفية رضى الله تعالى عنه " لقد عاودك الحنين إلى اخوالك بنى حنيف " . وهذه الواقعة تدل أعلى الدلالة على أن سيدنا عليا كرم الله وجهه كان يحب سيدنا عثمان رضى الله عنه غاية المحبة ويدافع عنه بالنفس والولد ، ولكن لا راد لقضاء الله تعالى . وليس لما يشيعه بعض الأمويين من أن سيدنا عليا كرم الله وجهه تهاون مع قتلة سيدنا عثمان رضى الله تعالى عنه أى أساس من الصحة . وهذه الشائعات قد روج لها المنافقون الذين التفوا حول سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه امتداداً للفتنة التى أيقظها وأشعلها مروان بن الحكم وعليه فإن معظم الذين أشعلوا الفتنة ، وكل المنافقين ، قد انضموا لجيش سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه فى حربه مع سيدنا على كرم الله وجهه .وقد قال هؤلاء المنافقون عندما قتل سيدنا الزبير بن العوام رضى الله تعالى عنه وهو يحارب مع سيدنا على كرم الله وجهه أن الفئة الباغية المقصودة بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم لسيدنا الزبير رضى الله تعالى عنه " ستقتلك الفئة الباغية " قالوا إن هذه الفئة هى جيش سيدنا على كرم الله وجهه لأنهم تسببوا فى خروجه معهم وهو ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وعندما بلغ ذلك سيدنا عليا كرم الله وجهه قال " إذا كان الأمر كذلك فيكون قاتل سيدنا حمزة رضى الله تعالى عنه هو الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه سبب خروجه .
الشعبة الرابعة : سر الحرب بين سيدنا على كرم الله وجهه وبين 
سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه 
بايع أغلب الصحابة رضى الله تعالى عنهم سيدنا عليا كرم الله وجهه بالخلافة بعد مقتل سيدنا عثمان رضى الله تعالى عنه ، وامتنعت السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها وبعض الصحابة رضى الله عنهم . ولابد لنا هنا أن نتعرض للحديث الأول عن السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها فعلى حسب اعتقادها أن الخليفة الرابع وصاحب الحق الأول هو سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه وهى محقة فى ذلك كما قدمنا ولا ضغينة لها على سيدنا على كرم الله وجهه . ولا صحة لما ينسبه بعض المنافقين والمتأخرين من المؤرخين فى أن موقف سيدنا على كرم الله وجهه من حديث الإفك ذو صلة بخروج السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها على سيدنا على كرم الله وجهه . وفى يوم من الأيام جهزت السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها هودجها وركبت بعيرا لها قاصدة سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه بالشام باعتبار أنه الخليفة الرابع بموجب الحديث السابق ذكره وبلغ ذلك سيدنا عليا كرم الله وجهه فانتضى سيفه وامتطى صهوة جواده دون سرج أو لجام وأسرع خلفها صوب الشام . وبلغ خبرهما سيدنا عبد الرحمن بن أبى بكر رضى الله تعالى عنهما فامتطى أيضا صهوة جواد له دون سرج أو لجام وأسرع نحوهما . وأدرك سيدنا على كرم الله وجهه السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها قبل أن يلحق بهما سيدنا عبد الرحمن بن أبى بكر رضى الله تعالى عنهما قبيل الفجر بقليل ، فسلم عليها وطلب منها الرجوع إلى المدينة فأخبرته بأنها تقصد سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه بالشام لأنها ترى أنه أحق بالخلافة ونكرر أن لها عذرها حسب الحديث الأول . وفى أثناء حديثهما لاحت تباشير الصباح فصار الواحد يرى الآخر فأراد أن يذكرها بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " أيتكن صاحبة الحوباء أيتكن صاحبة الأوباء أيتكن صاحبة الجمل الأشقر " فقال لها أنظرى إلى الجمل الذى تركبينه فإنه أشقر وفى أثناء ذلك مر بهما أعرابى وسلم عليهما فسأله سيدنا على كرم الله وجهه عن اسم تلك القرية فقال إن اسمها الحوباء وكانت كلاب الحى تعوى ثم قال للسيدة عائشة رضى الله تعالى عنهما " إنك أنت المقصودة بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " فغضبت وقالت له إنها ستكشف له طرحتها عن شعرها إن لم يتركها لحال سبيلها وإنه من رأى شعر أمهات المؤمنين رضى الله تعالى عنهن دخل النار خالدا فيها . فقال لها إنه سيقطعها بسيفه إربا إربا ومعلوم أن من مات بسيف سيدنا على كرم الله وجهه دخل النار خالداً فيها . ثم بتر قوائم الجمل بسيفه فمال الهودج واقعا وفى هذه الأثناء بالذات وصل أخوها سيدنا عبد الرحمن بن أبى بكر رضى الله تعالى عنهما وأدركها قبل أن تقع على الأرض وعندما مس جسده جسدها رضى الله تعالى عنهما صاحت قائلة " من ذا الذى يمس جسدا كان يمسه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحرق الله جسده بالنار " فقال لها " قولى نار الدنيا يا أختاه " فقالت " نار الدنيا " ومن الغريب أن رجال الآثار بنواحى صعيد مصر قد اكتشفوا جثة رجل محروقة فى جلد ثور واستدلوا بهذه الواقعة وغيرها من القرائن علىأنها جثة سيدنا عبد الرحمن بن أبى بكر رضى الله تعالى عنهما بعد قتله فى إحدى المواقع فى سبيل نشر الدين . وحرق جسده بهذه الصفة حسب دعوة السيدة عائشة عليه رضى الله تعالى عنهما ، فيالها من دعوة ما أسرع إجابتها وفى ذلك المكان بنوا له قبة ومسجدا ، وقبره موجود هناك يزار حتى الآن .
الشعبة الخامسة : ( شكوى سيدنا بلال من سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنهما )
بعد استتباب الأمر لسيدنا على كرم الله وجهه بعد الحرب التى دارت بينه وبين سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنهما والتى انتهت بقصة التحكيم بعد أن وضع الأمويون المصاحف على أسنة الرماح مدعين تحكيم القرآن أثر خديعة من سيدنا عمرو بن العاص بعد خديعته الأولى وكشف عورته لسيدنا على كرم الله وجهه عندما هم بقتله ، وأصبح سيدنا معاوية بن أبى سفيان رضى الله تعالى عنه واليا على الشام . ولقد خاض المؤرخون المتأخرون فى قصة هذه الحرب خوضا عظيما وشوهوا معالم التاريخ وطعنوا فى الدين وظلموا أجلاء الصحابة رضى الله تعالى عنهم . والله خصمهم يوم القيامة ، أما سيدنا على كرم الله وجهه فهو على حق لأنه مجتهد فى صالح المسلمين وهو مصيب ، وأما سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه فهو يرى أنه على حق كذلك لأنه مجتهد وهو مخطئ ، والحديث الشريف واضح " من اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد " أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
وقد جاء سيدنا بلال رضى الله تعالى عنه يوما يشكو من سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه لأمير المؤمنين .. سيدنا على كرم الله وجهه بأنه لم يجله ويحترمه عندما كان بالشام ، واتفق أن حضر سيدنا معاوية رضى الله تعالىعنه للحج والزيارة فعقد سيدنا على كرم الله وجهه مجلسا للقضاء بينه وبين سيدنا بلال رضى الله تعالى عنهما . وكان من عادة الصحابة أن يكون هناك مكان للقضاء مفصولا بستار من قماش فى النصف إلى قسمين يجلس فى قسم منه الصحابة رضى الله عنهم ويجلس فى القسم الآخر الصحابيات رضى الله عنهن ليذكر كل منهم ما سمع من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدلى أى منهم بشهادة سمعها . عملا بقوله تعالى { ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه } فهم لا يشهدون الزور ولا يكتمون الشهادة فدستورهم القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يكذبون ولا يظلمون .. فواجه سيدنا على كرم الله وجهه سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه باتهام سيدنا بلال رضى الله تعالى عنه سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه لسيدنا على كرم الله وجهه فقال سيدنا معاوية لسيدنا على رضى الله عنهما " أنت شاهدى على أنى أجل سيدنا بلالا رضى الله تعالى عنه وأحترمه يا أمير المؤمنين " فسأله .. سيدنا على كرم الله وجهه متعجبا " كيف أكون أنا شاهدك على ذلك ؟ " فقص له قصة والده سيدنا أبى سفيان مع سيدنا عمر بن الخطاب وسماحه لسيدنا بلال وتركه لسيدنا أبى سفيان بالباب رضى الله تعالى عنهم ثم ما كان من أمره ووالده عندما وجدا سيدنا عليا كرم الله وجهه واقفا أمام باب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركه والده معه ، ودخوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهنا صاحت السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها قائلة " سامحنى يا أبا الحسن “ فسألها فى ذلك فقصت له قصة الحديث وما جاء فى آخره من أن رابع الخلفاء الراشدين رضى الله تعالى عنهم أجمعين هو الذى كان بالباب ساعة الحديث وأنها لم تكن تعلم أنه كان بالباب قبل حضور سيدنا معاوية رضى الله تعالى عنه ودخوله دون استئذان لأنه من كتاب الوحى ، فتعجب الجميع لذلك وسامح سيدنا على كرم الله وجهه أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها.
فاعلم يا أخى رحمنى الله وإياك كيف أن الرواية الصحيحة للحديث تريح النفس وتزيل منها ما حملته من كره وبغضاء لأجلاء الصحابة رضى الله عنهم . وبربط هذه الشعب الخمس والأحداث مع بعضها البعض يزول اللبس والغموض ويتضح الحق .
ومثل الفتنة الكبرى ، حديث الإفك ، وقصة سيدنا خالد رضى الله تعالى عنه وعزل سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه له من قيادة الجيش وتولية سيدنا أبى عبيدة بن الجراح مكانه رضى الله تعالى عنهما وقبول سيدنا خالد رضى الله عنه بنفس راضية وهو سيف الله المسلول كما سماه الرسول صلى الله عليه وسلم الذى لا ينطق عن الهوى ، وسيف الله لا يغمد ، وكذلك كان سيدنا خالد تحت قيادة سيدنا أبى عبيدة رضى الله تعالى عنهما ، غير أن المفقود عند المسلمين وخصوصا المتأخرين من المؤرخين هو السر الذى من أجله تقع مثل هذه الأحداث والحكمة المقصودة من ورائها ، ونصيحتى لمن أراد أن يبرئ ذمته وينجو بنفسه ألا يقرأ من كتب التاريخ إلا قديمها ، كتب من عرفوا بالصدق والأمانة ، فى النقل والرواية ، ألا هل بلغت اللهم فاشهد . وأسأل الله العلى القدير أن يجعله عملا صالحا خالصا لوجهه الكريم وأن يعم به النفع المرجو إن شاء الله تعالى .
وقد قال الشيخ ابن حجر العسقلانى رضوان الله تعالى عليه " سب اليزيد ولا تزيد " وقال : -
لاَ تَخُضْ فِى سَبِّ سَادَاتٍ مَضَوْا إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَهْلٍ لِلزَّلَلْ
وروى أن سيدنا أبى بن كعب وقف مرة وشتم اليزيد بن معاوية فى وجهه وكانت إحدى رجليه ضعيفة . فقال له اليزيد " اسكت يا حثالة الصحابة " فغضب سيدنا أبى رضى الله تعالى عنه وقال لليزيد " أتزدرى بى يا ابن معاوية وأنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ولو كان أبوك معاوية رضى الله تعالى عنه حاضرا لقطع رأسك . ويا سبحان الله هل كان فى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضى الله تعالى عنهم حثالة ؟ وقال سيدنا أبى رضى الله عنه . وإنى والله لو أشرت إلى هذا الحبل لرقص " وكان يشير إلى حبل بيده فى أثناء حديثه دون قصد فرقص الحبل حقا وخاف اليزيد وانصرف جاريا من المجلس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أصحابى فأمسكوا . أو كما قال صلى الله عليه وسلم .

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
( أسرار الفتنة الكبرى )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دعاء الصلوات الكبرى
» من ديوان شراب الوصل
» البشرى في مناقب سيدتنا خديجة الكبرى رضي الله عنها
» المعجزة الكبرى في مكة المكرمة والكعبة المشرفة بالأدلة العلمية المصورة
» أسرار البيت الحرام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى :: ๑۩۩۩۩ مجالس ومدارس العلم للطرق الصوفية ۩۩۩۩๑ :: ๑۩ مدارس ومجالس البرهانية ۩๑-
انتقل الى: