. الإبراهيميون - الطيور الأربعة

>

. الإبراهيميون - الطيور الأربعة
. مقام الفتوة - قواعد البيت - نار الجلال
. من بحر 《 الخلة 》 برز المقام الإبراهيمي
يتميز أهل الوراثة الإبراهيمية بأمور عديدة وهامة منها:
- إنهم محبين من طراز فريد ، لديهم رقة القلب عالية
- كما أنهم يمتازون بالتربية ؛ فلقد كان سيدنا
الخليل إبراهيم عليه السلام (( شيخ التربية والسلوك ))
- الوارث الإبراهيمي بألف شخص مما سواه
قال تعالى 《 إن إبراهيم كان أُمة 》
لذلك يقول السادة الصوفية (( الواحد منا بألف ))
- الوارث الإبراهيمي كثير التأوه
قال تعالى 《 إن إبراهيم لأواه حليم 》
أى كثير الرجوع إلى الله
وكثير الذكر بإسم الصدر 《 آه 》
فالصوفيه بعضهم أجازوا التعبد
بهذا الإسم ، بينما منعه آخرين منهم

- الوارث الإبراهيمي يُخاطب أبيه البدنى وأهله
بالتوقف عن التعلق بالأغيار وتركها
《 إذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناماً آلهة
إنى أراك وقومك فى ضلال مبين 》
لكنه أيضاً يقع في نفس الإختبار
فهل ينجح في طردها عن قلبه أم لا ؟!
تأمل معي قول الحق :
《فلما جن عليه الليل رأى كوكبا》 وهو العلم
ثم 《 فلما رأى القمر بازغاً 》وهو نور التوحيد
ثم 《 فلما رأى الشمس بازغة 》 وهى المعرفة
يفهم هنا الوارث الإبراهيمي أنها أغيار
ولا يصح تعلق القلب بها فيتوجه إلى حضرة الذات
《 إنى وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض
حنيفاً وما أنا من المشركين 》
إذ أن القوم يرون وجود تلك الأغيار يعد من الشرك الخفى
فهل أنت أيها الوارث الإبراهيمي تعبد الله
من أجل درجات العلم ومقامات التوحيد ومراتب المعرفة؟!
أم تقصد الذات للذات ؟!!

- مقام الفتوة :
وهو من أرقى مقامات السالكين إلى حضرة رب العالمين
《 قالوا سمعنا فتى يَذكُرهم يُقال له إبراهيم 》
الفتى على الحقيقة هو من كسر أصنامه وهى
( النفس والشيطان والدنيا والهوى )
وافهم جيداً عبارة{ لا فتى إلا علىّ }
ستدرك أن مولانا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
قد كسر أصنامه لذلك حاز مقام الفتوة كله
ثم تأمل《فجعلهم جذاذاً إلا كبير لهم لعلهم إليه يرجعون》
وهذا الكبير هو " وجودك " بأن ترى لك وجود
مع واجب الوجود .جل جلاله
وإنما ترك كبيرهم حتى ترى عبوديتك فى وجودك
فإذا فنيت عن نفسك بقيت بعد ذلك بعبوديتك

-- النار :
وهى نار الجلال يدخل إليها الواصلين
《 قلنا يا نار كونى برداً وسلاماً على إبراهيم 》
برداً : هو اختلاف نوعية التجلى
وسلاماً : هو نزول الألطاف الإلهية
ولولاها لتلاشى الواصلين بالكلية
قال بن عباس رضي الله عنهما
[ لو لم يقل" وسلاما " لمات إبراهيم من بردها ]
فيُرمى فيها الواصل فإذا التفت لغير الله
يتم رفع إسمه من " ديوان الولاية "

- اذكر لحضراتكم مشهدين لأهل الوراثة الإبراهيمية
الأول : أبو مسلم الخولانى .. رضي الله عنه
وهو من سادة التابعين ،لمّا ادعى الأسود العنسى النبوة
ذبح كثير من المسلمين وحرق بالنار عدد منهم
فأوقد ناراً عظيمة ثم ألقى فيها أبو مسلم الخولانى
فلم تحرقه النار أبداً ، فقيل للأسود العنسى
اتركه يرحل حتى لا يُفسد عليك اتباعك
فرحل أبو مسلم وعندما وصل إلى المدينة المنورة
استقبله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فى المسجد واعتنقه( أخذه بالأحضان )
وقال : الحمد لله الذى أرانى فى أمة محمد صلى الله عليه وسلم ما صنع به كما صُنع إبراهيم الخليل عليه السلام
المصدر : ( سير أعلام النبلاء ..للذهبى )
الثانى :
هو القطب الكبير العارف بالله سيدى
الشيخ محمود أبو عليان الصعيدى الشاذلى
جد الإمام الرائد محمد زكي إبراهيم...لأُمه
فقد حدثت بينه وبين واحداً من الشيوخ
أموراً كلامية انتهت بإشعال النيران أمام الناس
وكل شيخ إن كان صادقاً يرمى مريده فيها
وكان ذلك فى عهد الثورة العرابية بمصر
ووقع هذا الحدث في ( مركز بلبيس محافظة الشرقية )
للشيخ أبو عليان مريداً إسمه 《 غندور 》
فقال : يا ولد يا غندور هيا ادخل في النار
فدخل المريد وقال الشيخ ماذا ترى يا ولدى؟
فقال: أرى بستانا كبيراً من النخيل والأشجار
ثم قال: هيا اخرج ، ولما خرج أكلت النار طرف ثيابه
فنهره الشيخ ما هذه القطعة التي اكلتها النار
قال : لحقتها نجاسة أثناء إطعام المواشى والأغنام
المصدر: بعض مؤلفات الإمام الرائد محمد زكي إبراهيم

- قال تعالى《 وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت》
- يسير الوارث الإبراهيمي ويرفع قواعد بيت الدين
وهى قواعد الإسلام ( أركان الإسلام الخمسة )
وهى قواعد الإيمان ( أركان الإيمان الستة )
وهى قواعد الإحسان ( اعبد الله كأنك تراه )

- الطيور الأربعة :
ينتقل الوارث الإبراهيمي بعد ذلك
من دائرة علم اليقين إلى دائرة عين اليقين
وينتقل إلى العيان بعد ثبوت وتَمَكُن الإيمان
وهو المشار إليه في قوله تعالى
《 وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تُحيى الموتى
قال أولم تؤمن ؛ قال بلى ؛ ولكن ليطمئن قلبي 》

قد يتبادر إلى ذهن أحدكم سؤلاً
لماذا كانت الطيور أربعة وليست خمسة أو ستة وغير ذلك؟
- تأمل معي قول الحق عزوجل
《 قال فخذ أربعة من الطير فَصُرهن إليك
ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً
ثم ادعهن يأتينك سعياً ، واعلم أن الله عزيز حكيم 》
إذا أراد السالك أن يحيا بالسعادة ويلحق بالسادة
فيتوجب عليه أن تموت نفسه أربع موتات
الأولى : تموت عن الشهوات
الثانية : تموت عن حب الهوى
الثالثة : تموت عن رؤية الأنا
الرابعة : تموت عن التطلع إلى كل ما سوى الله
فإذا تم له ذلك كانت نفسه طوع يديه
يقلبها كيف يشاء ويدعوها وقتما يشاء إلى حضرة الله

وثَمّة رؤية أخرى أراها في هذه الطيور الأربعة
وهى تشير إلى العناصر الأربعة
《 النار - الهواء - الماء - التراب 》
فالوراث الإبراهيمي شغوف برؤية العين بعد الأين
أى لا يكتفى بما حل فى قلبه من علم وإيمان
بل يتطلع إلى الشهود والعيان( ولكن ليطمئن قلبي )
فهذه العناصر الأربعة منها كانت نشأة الثقلين
وهما ( الإنس والجن )
يقول الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم
《 خلق الله الجان من نار وخلق الإنسان مما قيل لكم》
الجان : تكوينه من عنصرى( النار والهواء )
والإنسان : تكوينه من عنصرى( الماء والتراب )
فالجان أرواح منفوخة في أرياح
والناس أرواح منفوخة في أشباح
...واكتفى بهذا القدر فى الطيور الأربعة وأسرارها

- وللوارث الإبراهيمي ابتلاءات أخرى تظهر فى
صورة (( النمرود ، وذبح ابنه ))
أما النمرود : على الحقيقة فهو شخص مُعاند مُجادل
يظهر في حياة الوارث الإبراهيمي ولا يتوقف عن الجدال
يطلب المناظرات والنقاش لكن يتملكه الجهل
قال تعالى 《 ألم ترى إلى الذى حاج إبراهيم فى ربه
أن أتاه الله الملك ، إذ قال إبراهيم ربى الذى يحيى ويميت
قال أنا أحيى وأميت 》
لكن الوارث الإبراهيمي ذكى فطن فيقوم بإخراس
وإلجام هذا الخِصم بأدب فالمناظرات لها أدب معروف
《 قال إبراهيم فإن الله يأت بالشمس من المشرق
فأت بها من المغرب ؛ فبهت الذى كفر 》
غالباً ما يكون أعداء الوارث الإبراهيمي
من المُلحدين خصوصاً فى زماننا الآن
أما ذبح ابنه :
فهو تقديم الغالى والنفيس لحضرة التقديس
فيقدم ولده قرباناً ليصح إخلاصه سراً وإعلانا
فقد قال القطب الكبير سيدى عبد القادر الجيلاني
" صليت على أولادى صلاة الجنازة "
فالمُراد لا شىء يعظم في قلبك أكثر من الله

الوارث الإبراهيمي له نصيب من المكاشفات
والبصيرة ، قال تعالى
《 وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض
وليكون من الموقنين 》

قال تعالى 《 وإبراهيم الذى وفّىَ 》
قَدّم جسده : للنيران
وقَدّم طعامه : للضيفان
وقَدّم ولده : قُربان
وكذلك الوارث الإبراهيمي ( وعلى الوارث مثل ذلك )
فتأمل هذه تجليات وإشارات ...فافهم

لكن يتبقى مشهد إبراهيمى أحببت أن أختم به
هذا المقال وهو مشهد التماثيل ففيه معانٍ راقية
وهو خطاب سيدنا إبراهيم لأبيه وقومه
《 إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل
التى أنتم لها عاكفون 》
الوارث الإبراهيمي يُعانى معاناة شديدة مع أهله
يوبخهم دائماً على أفعالهم وصنيعهم
التماثيل : كلمة جامعة لمتاع الدنيا الفانية
مثل ( الأموال فى البنوك ، الأراضى ، العقارات
، السيارات ، المحلات ، البساتين وغير ذلك )
فمن عكف على خدمتها مشغولاً بها
عاش تعيساً ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم
(( تعس عبد الدرهم ))
لكنه يجد الرد منهم (( وجدنا آبائنا لها عابدين ))
لولا أن آبائنا جروا خلف الدنيا ما وصلت إلينا
لكنهم نسوا أن نعيمها الفانى خراب
فيردوا عليه قائلين
(( أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين ))
هو أنت بتتكلم بجد ولا بتهزر ؟!!
لأ ، صحيح أنت بتلعب معانا ولا إيه ؟!
هو أنت بقيت ولى من الأوليا وإحنا منعرفش؟!!
فيرد عليهم
《 قال بل ربكم رب السموات والأرض الذى فطرهن 》
أيوة أنا بتكلم جد يا ناس
الله وحده هو من يستحق الحب
الله وحده الذى يستحق العكوف على خدمته
والجلوس في حضرته والانشغال به
فلا تلهثوا خلف الدنيا وما فيها فإنها إلى فناء
الله وحده هو الباقى على الدوام ...
#خواطر_محب_الحضرة_المحمدية
#الفقير_أبو_حمزة_الصوفى

>>>>

» الأقطاب الأربعة
» هيا نحطم الأصنام الأربعة
» التوابل الأربعة القاتلة للسرطان
» الأركان الأربعة فى مقام سيدنا الحسين رضى الله عنه
» ترتيب الأربعة عشر مقاما لسادتنا الأولياء من أولاد سيدى على زين العابدين