الذكر قوتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الذِّكر قُوتي في الحياة وسُلَّمي
أرقى به أوجَ العُلا للمَغنمِ
قمْ بي له سَحَرًا إلى وقت الضحى
بل كل أوقاتي فأنت مقدَّمي
ولْتُخبرَنْ عني العواذل إنني
لستُ المطيعَ أو السميعَ للُوَّمي
فأنا وهم كلٌّ بوادٍ بُعدُه
بُعدُ السماء عن البسيطة فاعلم
أنا لا أبالي بالعذول فإنه
عن كل ما يومي له القوم عمي
ذَرْهم يقولوا ما أرادوا واسْقِني
كأسَ المدام مع الأحبة تُرحم
وأدِرْ كؤوس الهادفي فإنها
تجلو الصدى عن كلِّ قلب مظلم
ناولْ كؤوس العشق أسكِرْني بها
واترك كلام الجاهلين وأقْدِم
واطرح كلام العاذلين وشنِّفَنْ
سمعي بآيات الكتاب المحْكَم
أحلى الكلام كلام ربي قُلْه لي
أو هلِّلَنْ وعلى المشفَّع سَلِّم
صلى عليه الله والآل الألى
كانوا لأهل الاِهتدا كالأنجم
واحْدُ القلوبَ بذكر من أحببتُهم
إن الحُداء رقيقه يُروي الظمي
وإذا فُجِئْتَ بحالةٍ قهريّةٍ
غلبتْ عليَّ فقلْ تأدّبْ واكتُم
وتلطَّفنْ بي ثم قل لي فاصبِرَنْ
أو فاجلسنْ ولتصمُدَنْ واستسلم
وإذا صُعقتُ فلا تلمْني إنني
كالغائب المعتوه فارحمْ تُرحَم
فالصعقُ والحركات عمدًا لم تَجُزْ
للذاكرين ذوى البصيرة فافهم
لكنْ إذا غلبوا فهم في حالةٍ
تنفي الملامة عنهمُ فلْتعلم
والحال يأتي من قديرٍ قاهرٍ
لا يستلينُ لدافعٍ متحكّم
أأكون مغلوبًا وأنت تلومني
أيجوز يا هذا فديتك فاحكم
يا سامع الإنشاد فاحذر لا تقلْ
عَقِبًا لبيت الشعر كالمتعلم
خاطبْ بدمع العين فهو علامةٌ
تُنبي عن الحب القديم المضرم
وتأدّبَنْ في حضرة الله التي
هو حاضرٌ فيها ولا تتكلَّم
إن الكلام إساءةٌ بل غيبةٌ
في حضرة الله العظيم الأعظم
واقطعْ من الحركات كل مناقضٍ
ما يقتضي الأدب المكمّل واكتم
وجْدًا حظيتَ به تنلْ ثمراتِهِ
واسأل إلهك وحْيَ قلبٍ ملهَم
ربّي سألتك توبةً وإنابةً
ودوام شوقٍ غالبٍ متحكّم