هل تعلم من انت.....؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله احسن خلق الانسان وصوره فأحسن صورته وهداه النجدين وجعله سميعا بصيرا.
وحمله امانة العمل مع امانة الفكر ليسلك بإختياره اي السبيلين:اماشاكرا واما كفورا

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين.

عنواننا هل تعلم من انت...؟

من انت ايها الانسان؟

انت اعظم من خلق الله لذلك كان ابدع مايعرف الله به.فيقدر مايعرف الانسان نفسه يعرف ربه
وبقدر ما يجهل نفسه يجهل ربه
فالانسان اية عظمى تنطق وتشهد على عظمة الخالق وهو دليل اعجاز فكان لابد من نظر الانسان في نفسه وفيما اودع البارىء سبحانه فيه من العقل والاعضاء والاجهزة الكاملة في صنعها التامة في أدائها فكانت خلقة الانسان على اجمل صورة واحين تقويم.

واقتضت حكمة الله ومشيئته ان يستخدم الانسان عقله وارادته وحريته في اتخاذ القرار في امور حياته والمحكوم منها بإرادته .ومعرفة الله والاعتقاد بوجوده يقوم أساسا على العقل ثم بعد ذلك على الايمان ولابد لنا من توجيه ملكات العقل دائما فيما يقربنا ويعرفنا حقيقة الله سبحانه وقدرته ويجعل صلتنا بالله دائما عبادة واستغفار وتوبة .واعتقادي بالله يقوم على حرية الارادة وقد وصفت الارادة الانسانية بأنها العملية الشعورية الكاملة التي تقود الانسان الى اتخاذ قرار معين.والارادة والادراك والشعور هي ملكات العقل البشري وقواه الرئيسية

االروح:

الروح الانسانية من روح الله لايدركها عقل بشري ولايصل اليها اي مخلوق مهما اوتى من الامكانيات وحتى لو بلغ من العلم مداه.فلن يدرك ولن يتوصل الى ماهي الروح؟
واين توجد في الجسم الانساني لانها غيب لاتدرك فهي طاقة الحياة
في داخله ومبعث الهدى في نفسه ومصدر الادراك في عقله
اين تكمن واين تستقر؟ انها اية الله العظمى فتبارك الله احسن الخالقين.


العقل:

تمييز الانسان بالعقل عن باقي المخلوقات فكان كرم الله عليه واعظم ماشرفه به وكرمه عن باقي المخلوقات
الذي الحقه بسببه بعالم الملائكة وتأهل به لمعرفة بارئه ومبدعه بالنظر في مخلوقاته واستطاع بهذا العقل تحمل امانة التكليف في منهج الله وبه يستدل على كل ما حوله من ايات الله الكبرى وبه استنبط العلوم وادرك مواطن الخير والشر



النفس:


تميز الانسان في الوظيفة والغاية في هذا الوجود فوجوده فريد في مآله ومصيره لانه مخلوق غير مكرر وهو مخلوق بقدر فلم يخلق الانسان عبثا ولكنه خلق لغاية وهو ان يكون سيد الارض بخلافته فيها عن الله وكل مافيها مسخر له بقدرة الله تعالى وهو مخلوق ضعيف تغلبه شهواته ويحكمه هواه ويلازمه جهله
واول مظاهر ضعف الانسان هو خضوعه لإغراء الشهوات ووساوس الشيطان
والنفس البشرية مكنون عميق ليس من السهل استجلاء كل بواطن الخفاء والتعقيد في جوانبها المحيرة والمدهشة
ومنهج الله دائما يتعرض الى مواجهة الانسان بحقائق عن تكوينه النفسي وخاصة ماكان خافيا في مكنونها واسرار انفعلاتها ومازال الانسان يجهل الكثير عن تركيب هذه النفس
والنفس البشرية هبة من الله للانسان كرمه بها
قال تعالى:ونفس وما سواها .فألهمها فجورها وتقواها.قد افلح من زكاها.وقد خاب من دساها.(الشمس7-10)

لكي لانبتعد عن عنوان هذا الباب التزكية
فمن عيوب النفس انه يتوهم انه على باب نجاته يقرع الباب بفنون الاذكار والطاعات والباب مفتوح. ولكنه اغلق باب اللرجوع على نفسه بكثرة المخالفات
فبذكر الصالحين نتنور
يروى ابن مسروق يقول: مرة رابعة بمجلس صالح المرى فقال صالح:من ادمن قرع الباب يوشك ان ينفتح له.
فقالت رابعة:الباب مفتوح وانت تفر منه.كيف تصل الى مقصد أخطأت الطريق منه في اول قدم.
رضي الله على ساداتنا الصالحين

فكيف ينجوا العبد من عيوب نفسه وهو الذي اطلق لها الشهوات.ام كيف ينجو من اتباع الهوى وهو لاينزجر عن المخالفات
قال بعض الحكماء:لاتطمع ان تصحو وفيك عيب.ولاتطمع ان تنجو وعليك ذنب.
ومداواة هذه الحالة بما قال سيدنا السري السقطي رضي الله عنه:وهو سلوك سبيل الهدى.وطيب الغذاء.وكمال التقى.


يتبع ان شاء الله