الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى الصوفى للنور المحمدى

الملتقي الصوفي للنور المحمدي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  ......... الخلوة..............

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الهدهد السليماني
الاداره
الاداره
الهدهد السليماني


عدد المساهمات : 1979
نقاط : 16643
التفاعل مع الاعضاء : 35
تاريخ التسجيل : 05/11/2010

 ......... الخلوة.............. Empty
مُساهمةموضوع: ......... الخلوة..............    ......... الخلوة.............. Emptyالأحد يناير 23, 2011 11:13 am



اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى ال سيدنيا محمد في العالمين انك حميد مجيد

ننقل لكم هذا الموضوع لفائدته العميقة في تربية النفس وتزكيتها للوصول الى اعلى المراتب الروحانية والدرجات
الهنية

1ـ تعريفها:

قال الشيخ سيدي أحمد زروق رضي الله عنه في قواعده: (الخلوة أخص من العزلة، وهي بوجهها وصورتها نوع من الاعتكاف، ولكن لا في المسجد، وربما كانت فيه، وأكثرها عند القوم لا حدَّ له، لكن السنة تشير للأربعين بمواعدة موسى عليه السلام، والقصد في الحقيقة ثلاثون، إذ هي أصل المواعدة، وجاور عليه الصلاة والسلام بحراء شهراً كما في مسلم [أخرج مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جاورت بحراء شهراً، فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي..."]، وكذا اعتزل نساءه، وشهر الصوم واحد. وزيادة القصد ونقصانه كالمريد في سلوكه. وأقلها عشرة لاعتكافه عليه الصلاة والسلام للعشر، وهي للكامل زيادة في حاله، ولغيره ترقية، ولا بد من أصل يُرجع إليه. والقصد بها تطهير القلب من أدناس الملابسة، وإفراد القلب لذكر واحد، وحقيقة واحدة، ولكنها بلا شيخ مخطرة، ولها فتوح عظيم، وقد لا تصح بأقوام، فليعتبر كل أحد بها حالَه) ["قواعد التصوف" ص39 لأبي العباس الشيخ أحمد الفاسي المشهور بزروق توفي سنة 899هـ في طرابلس الغرب].

فالخلوة إذن: انقطاع عن البشر لفترة محدودة، وترك للأعمال الدنيوية لمدة يسيرة، كي يتفرغ القلب من هموم الحياة التي لا تنتهي، ويستريح الفكر من المشاغل اليومية التي لا تنقطع، ثم ذكرٌ لله تعالى بقلب حاضر خاشع، وتفكرٌ في آلائه تعالى آناء الليل وأطراف النهار، وذلك بإرشاد شيخ عارف بالله، يُعلِّمه إذا جهل، ويذكِّره إذا غفل، وينشطه إذا فتر، ويساعده على دفع الوساوس وهواجس النفس.


2ـ طريقتها:

يذكرالشيخ الغزالي رحمه الله طريقة الخلوة ومراحلها ومقاماتها، فيبين: (أن الشيخ يُلزِم المريد زاوية ينفرد بها، ويوكل به من يقوم له بقدر يسير من القوت الحلال ـ فإنَّ أصل الدين القوت الحلال ـ وعند ذلك يلقنه ذكراً من الأذكار، حتى يشغل به لسانه وقلبه، فيجلس ويقول مثلاً: الله، الله، أو سبحان الله، سبحان الله، أو ما يراه الشيخ من الكلمات، فلا يزال يواظب عليه، حتى يسقط الأثر عن اللسان، وتبقى صورة اللفظ في القلب، ثم لا يزال كذلك حتى تُمحى من القلب حروف اللفظ وصورته، وتبقى حقيقة معناه لازمة للقلب، حاضرة معه، غالبة عليه، قد فرغ عن كل ما سواه، لأن القلب إذا اشتغل بشيء خلا عن غيره ـ أيَّ شيء كان ـ فإذا اشتغل بذكر الله تعالى وهو المقصود، خلا لا محالة من غيره. وعند ذلك يلزمه أن يراقب وساوس القلب، والخواطر التي تتعلق بالدنيا، وما يتذكر فيه مما قد مضى من أحواله وأحوال غيره، فإنه مهما اشتغل بشيء منه ـ ولو في لحظة ـ خلا قلبه عن الذكر في تلك اللحظة، وكان أيضاً نقصاناً. فليجتهد في دفع ذلك، ومهما دفع الوساوس كلها، وردَّ النفس إلى هذه الكلمة، جاءته الوساوس من هذه الكلمة، وإنها ما هي ؟ وما معنى قولنا: الله ؟ ولأي معنى كان إلهاً، وكان معبوداً ؟ ويعتريه عند ذلك خواطر تفتح عليه باب الفكر، وربما يَرِدُ عليه من وساوس الشيطان ما هو كفر وبدعة، ومهما كان كارهاً لذلك، ومُتَشمِّراً لإماطته عن القلب لم يضره ذلك.

وهذه الوساوس منقسمة إلى قسمين:

أ ـ ما يعلم قطعاً أن الله تعالى منزه عنه، ولكن الشيطان يُلْقي ذلك في قلبه، ويُجريه على خاطره، فَشَرْطُهُ أن لا يبالي به، ويفزع إلى ذكر الله تعالى، ويبتهل إليه ليدفعه عنه، كما قال تعالى: {وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشيطانِ نَزْغٌ فاستعذ باللهِ إنَّهُ سميعٌ عليمٌ} [الأعراف: 200]. و قال تعالى: {إنَّ الذينَ اتَّقَوا إذا مسَّهُم طائفٌ مِنَ الشيطان تذَكَّروا فإذا هم مبصرونَ} [الأعراف: 201].

ب ـ ما يشك فيه، فينبغي أن يَعرض ذلك على شيخه، بل كلُّ ما يجد في قلبه من الأحوال، من فترة أو نشاط، أو التفات إلى علْقة، أو صدق في إرادة، فينبغي أن يُظهر ذلك لشيخه، وأن يستره عن غيره، فلا يطلع عليه أحداً) ["الإحياء" للغزالي ج3/ص66].


3ـ مشروعيتها:

ليست الخلوة ابتداعاً من الصوفية، وإنما هي امتثال لأمر الله تعالى في كتابه العزيز، وتأسٌّ واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقد كان يخلو بغار حراء يتعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، حتى جاءه الحق، وهو في غار حراء. وبهذا تكون قد ثبتت مشروعيتها.

الدليل عليها من القرآن الكريم:

قال تعالى: {واذكرِ اسم ربِّكَ وتَبَتَّلْ إليه تبتيلاً} [المزمل: 8].

قال العلامة أبو السعود مفسراً قوله تعالى: {واذكُرِ اسمَ ربِّك...} [المزمل: 8]: (ودُم على ذكره تعالى ليلاً ونهاراً على أي وجه كان ؛ من التسبيح والتهليل والتحميد... إلى أن قال: وانقطعَ إليه بمجامع الهمة واستغراق العزيمة في مراقبته، وحيث لم يكن ذلك إلا بتجريد نفسه عليه الصلاة والسلام عن العوائق الصادرة المانعة عن مراقبة الله تعالى، وقطع العلائق عما سواه) [تفسير العلامة أبي السعود على هامش تفسير فخر الدين الرازي ج8/ص338].

وكل أمرٍ أُمِر به صلى الله عليه وسلم تشريع له ولأمته إلا فيما خُصَّ به، وخصوصياته معروفة، وهذا الأمر في هذه الآية المذكورة عام له ولأمته.

الدليل عليها من السنة:

عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (أولُ ما بُدِىءَ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبِّبَ إليه الخلاءُ، وكان يخلو بغار حِراءَ ؛ فيتَحَنَّثُ فيه ـ وهو التعبد ـ الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، ويتزود لمثلها، حتى جاءه الحق، وهو في غار حراء) [رواه البخاري في صحيحه باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم].

قال ابن أبي جمرة في شرحه لهذا الحديث: (في الحديث دليل على أن الخلوة عون للإنسان على تعبده وصلاح دينه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما اعتزل عن الناس وخلا بنفسه، أتاه هذا الخير العظيم، وكل أحد امتثل ذلك أتاه الخير بحسب ما قسم له من مقامات الولاية .

وفيه دليل على أن الأوْلى بأهل البداية الخلوة والاعتزال، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في أول أمره يخلو بنفسه.

وفيه دليل على أن البداية ليست كالنهاية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما بُدِىءَ في نبوته بالمرائي، فما زال عليه الصلاة والسلام يرتقي في الدرجات والفضل، حتى جاءه المَلكُ في اليقظة بالوحي، ثم ما زال يرتقي، حتى كان كقاب قوسين أو أدنى، وهي النهاية. فإذا كان هذا في الرسل فكيف به في الأتباع ؟! لكن بين الرسل والأتباع فرق، وهو أن الأتباع يترقون في مقامات الولاية ـ ما عدا مقام النبوة ، فإنه لا سبيل لهم إليها، لأن ذلك قد طُويَ بساطه ـ حتى ينتهوا إلى مقام المعرفة والرضا، وهو أعلى مقامات الولاية.

ولأجل هذا تقول الصوفية: من نال مقاماً فدام عليه بأدبه ترقى إلى ما هو أعلى منه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ أولاً في التحنث ودام عليه بأدبه، إلى أن ترقى من مقام إلى مقام، حتى وصل إلى مقام النبوة، ثم أخذ في الترقي في مقامات النبوة حتى وصل به المقام إلى قاب قوسين أو أدنى كما تقدم. فالوارثون له بتلك النسبة ؛ من دام منهم على التأدب في المقام الذي أُقيم فيه ترقى في المقامات حيث شاء الله، عدا مقام النبوة التي لا مشاركة للغير فيها بعد النبي صلى الله عليه وسلم) ["بهجة النفوس" شرح مختصر البخاري للإمام الحافظ أبي محمد عبد الله بن أبي جمرة الأزدي الأندلسي المتوفى 699هـ. ج1/ص10 ـ 11].

وقال القسطلاني رحمه الله تعالى في شرحه لحديث عائشة المذكور: (وفيه تنبيه على فضل العزلة لأنها تريح القلب من أشغال الدنيا، وتفرغه لله تعالى، فتنفجر منه ينابيع الحكمة. والخلوة أن يخلو عن غيره، بل وعن نفسه بربه، وعند ذلك يصير خليقاً بأن يكون قالبه ممراً لواردات علوم الغيب، وقلبه مقراً لها) ["إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري " ج1/ص62 للقسطلاني المتوفى سنة 923هـ].


إشكال:

فإن قلتَ: أمر الغار قبل الرسالة، ولا حكم إلا بعد الرسالة ؟ قال المحدث القسطلاني مجيباً: (إنه أول ما بدىء به عليه الصلاة والسلام من الوحي الرؤيا الصالحة، ثم حُبِّبَ إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء كما مر، فدل على أن الخلوة حكم مرتب على الوحي، لأن كلمة [ثم] للترتيب. وأيضاً لو لم تكن من الدين لنهى عنها، بل هي ذريعة لمجيء الحق، وظهورُه مبارك عليه وعلى أمته تأسِّيَاً وسلامة من المناكير وضررها، ولها شروط مذكورة في محلها من كتب القوم) ["إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري" للقسطلاني ج1/ص62].

وقال المحدث الكشميري رحمه الله تعالى معلقاً على هذه الفقرة من الحديث: (ثم حُبِّبَ إليه الخلاء): (وهذا على نحو مجاهدات الصوفية وخلواتهم، ثم إن اعتكاف الفقهاء وخلوات الصوفية عندي قريب من السواء) ["فيض الباري على صحيح البخاري" ج1/ص23].

وقال الزهري رحمه الله تعالى: (عجباً من الناس، كيف تركوا الاعتكاف، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل الشيء ويتركه، وما ترك الاعتكاف حتى قُبِض) ["حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح" ص463].

وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح حديث عائشة عند قوله: "حبب إليه الخلاء": (أما الخلاء فهو الخلوة، وهي شأن الصالحين، وعباد الله العارفين. ثم قال: قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: حُبِّبَتْ إليه العزلة صلى الله عليه وسلم لأن معها فراغ القلب، وهي معينة على التفكر، وبها ينقطع عن مألوفات البشر، ويتخشع قلبه) [صحيح مسلم بشرح الإمام النووي ج2/ص198].

وقال شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى في شرحه على حديث عائشة المذكور عند قوله: (ثم حبب إليه الخلاء): (والخلاء بالمد: الخلوة، والسر فيه أن الخلوة فراغ القلب لما يتوجه له... إلى أن قال: وإلا فأصل الخلوة قد عُرفتْ مدتها وهي شهر، وذلك الشهر كان رمضان) ["فتح الباري شرح صحيح البخاري" للعسقلاني ج1/ص18].

وقال العلامة الكبير محمود العيني رحمه الله تعالى في شرحه على حديث عائشة عند الأسئلة والأجوبة: (الوجه الثالث: ما قيل: لِمَ حُبِّبَ إليه الخلوة ؟ أجيب بأن معها فراغ القلب، وهي معينة على التفكر، والبشر لا ينتقل عن طبيعته إلا بالرياضة البليغة، فحُبِّبَ إليه الخلوة لينقطع عن مخالطة البشر، فينسى المألوفات من عادته) ["عمدة القاري شرح صحيح البخاري" للعيني المتوفى سنة 855هـ ج1/ص60 ـ 61].

وقال الكرماني رحمه الله تعالى في شرحه لحديث عائشة رضي الله عنهاالمذكور: (ثم حبب إليه الخلاء بالمد وهو الخلوة، وهو شأن الصالحين وعباد الله العارفين، حببت إليه العزلة لأن فيها فراغ القلب، وهي معينة على التعبد وبها ينقطع عن مألوفات البشر ويخشع قلبه) ["شرح صحيح البخاري" للعلامة الكرماني ج1/ص32].

هذه أقوال علماء الحديث وشراحه في الخلوة من حيث تسميتها، ومن حيث مشروعيتها، ومن حيث فوائدها، ومن حيث اعتناء السلف الصالح بها ؛ فليقل المغرضون بعد ذلك ما شاؤوا.

وما أحسن قول البوصيري رحمه الله تعالى في همزيته يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدايته:

أَلِفَ النُسكَ والعِبَادَةَ والخَلْـوَةَ طفلاً وهكذا النجباءُ قال شارح الهمزية محمد بن أحمد بنيس رحمه الله تعالى: (وروى ابن إسحاق وغيره أنه عليه الصلاة والسلام كان يخرج إلى حراء شهراً في كل عام يتنسَّك فيه.

وقال المناوي رحمه الله تعالى: حبب إليه صلى الله عليه وسلم الخلاء والانفراد والنفور من المخالطة حتى في الأهل والمال والعيال بالكلية، واستغرق في بحر الأذكار العلية، فانقطع عن الأضداد، فاستشعر حصول المراد، وحصل له الأنس بالخلوة، فتذكر من أجل ذلك الجلوة، ولم يزل ذلك الأنس يتضاعف، ومرآته تزداد من الصفاء والصقال، حتى بلغ أقصى درجات الكمال، فظهرت تباشير صبح الوحي وأشرقت، وانتشرت بروق السعادة وأبرقت، فكان لا يمر بشجر وحجر، إلا قال بلسان صحيح ونطق فصيح: السلام عليك يا رسول الله، فلا يرى شيئاً) ["لوامع الكوكب الدري في شرح الهمزية" للبوصيري ص48 ـ 49].

وقال سليمان الجمل رحمه الله تعالى شارحاً للهمزية: (وكان تَعَبُّدَهُ صلى الله عليه وسلم أنه يخرج إلى حراء شهراً في كل عام يتنسك فيه، حتى إذا انصرف من مجاورته في حراء، لم يدخل بيته حتى يطوف بالكعبة، وكان يعبد الله في حِراء بالذكر والفكر، وكان يكثر الخلوة في غير حراء أيضاً) ["الفتوحات الأحمدية بالمنح المحمدية على شرح الهمزية" ص21].

ومن غار حراء انبثق النور، وأطل الفجر، وانطلقت اللمعة الأولى في نور التصوف الإسلامي، وما ترك الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الخلوة، بعد أن خرج من الغار، فكان بعدئذ يخلو في العشر الأواخر من رمضان، وقد سماه الفقهاء اعتكافاً.


4ـ أقوال العلماء في أهمية الخلوة وفوائدها:

إن للخلوة فوائد جليلة وآثاراً هامة، وإنما يدركها من ذاق حلاوتها وجنى ثمارها. فمن فوائدها:

تهذيب النفس وتزكيتها، ورياضتها على طاعة الله تعالى، والاستئناس بمجالسته ؛ لأن من طبائع النفس الأمارة حب مجالسة الناس، والميلَ إلى اللهو والعبث والبطالة، وكراهيةَ الخلوة مع الله، والنفورَ من الانفراد للمحاسبة على الهفوات واللوم على الأخطاء. فإذا جاهدناها على ذلك، فإنها تشعر بالضيق والضجر في بادىء أمرها، ولكن سرعان ما تُذعِنُ وتخضع، ثم تذوق حلاوة الأنس بالله ولذة مناجاته، وخصوصاً عندما تنطلق، وتتحرر من قيود المادة، وتسبح في عوالم الملكوت ؛ إذ الخلوة تروض النفسَ على الإذعان لبارئها والأنس بربها.

ألا ترى الطير البازي كيف كان نفاره من الآدميين في الجبال الشامخات، ثم حين يُصاد ويلقى في البيت، وتخاط عيناه حتى ينقطع عن الطيران، ويربى باللحم، ويرفق به، حتى يأنس بصاحبه، ويألفه إلفاً ؛ إذا دعاه فسمع صوته أجابه، حتى إذا أرسله وحثَّه على الطيران طار، فصاد وأمسك صيده، تحرياً لموافقة مولاه، ثم إن دعاه من الطيران رجع، وآثر هوى صاحبه على هوى نفسه.

أفلا يحق على مؤمن أبصر هذا أن يموت كمداً وعبرة وأسفاً على فوت هذا من نفسه، أن يكون طيره أسمع له وأطوع، وأشد تحرياً لموافقته وألزم لنصيحته من العبد المؤمن لربه.

والخلوة تريح القلب والفكر والعقل من الشواغل الدنيوية المتعاقبة، وهمومها المتلاحقة، وعند ذلك يذوق العبد طعم الإيمان، ويستنشق نسيم السعادة والطمأنينة. وإليك بعض أقوال السادة العلماء في ذلك:

الفيروز أبادي صاحب القاموس:

قال العلامة الكبير الفيروز أبادي رحمه الله تعالى صاحب القاموس في ذكر حال حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نزول الوحي: (ولما قربت أيام الوحي أحب الخلوة والانفراد، فكان يتخلى في جبل حراء، وهو على ثلاثة أميال من الكعبة، وبه غار صغير طوله أربعة أذرع وعرضه ذراع وثلث في بعض المواضع، وفي بعضها أقل، واختار محل الخلوة هناك.

وللعلماء في عبادته في خلوته قولان: قال بعضهم: كانت عبادته بالفكر. وقال بعضهم: بالذكر. وهذا القول هو الصحيح، ولا تعريج على الأول ولا التفات إليه ؛ لأن خلوة طلاب طريق الحق على أنواع:

الأول: أن تكون خلوتهم لطلب مزيد علم الحق من الحق لا بطريق النظر والفكر، وهذا غاية مقاصد أهل الحق، لأن من خاطب في خلوته كوناً من الأكوان، أو فكَّر فيه فليس هو في خلوة. قال شخص من طلاب الطريق لبعض الأكابر: اذكرني عند ربك في خلوتك. قال: إذا ذكرتك فلستُ معه في خلوة. ومن ثَمَّ يُعلم سر "أنا جليس مَنْ ذكرني". وشرط هذه الخلوة أن يذكر بنفسه وروحه، لا بنفسه ولسانه.

الثاني: أن تكون خلوتهم لصفاء الفكر لكي يصح نظرهم في طلب المعلومات، وهذه الخلوة لقوم يطلبون العلم من ميزان العقل، وذلك الميزان في غاية اللطافة، وهو بأدنى هوى يخرج عن الاستقامة، وطلاب طريق الحق لا يدخلون في مثل هذه الخلوة، بل تكون خلوتهم للذكر، وليس للفكر عليهم قدرة ولا سلطان، ومهما وُجِدَ الفكر إلى صاحب الخلوة فينبغي أن يعلم أنه ليس من أهل الخلوة، ويخرج من الخلوة ويعلم أنه ليس من أهل العلم الصحيح الإلهي، إذ لو كان من أهل ذلك لحالت العناية الإلهية بينه وبين دوران رأسه بالفكر.

الثالث: خلوة يفعلها جماعة لدفع الوحشة من مخالطة غير الجنس، والاشتغال بما لا يعني، فإنهم إذا رأوا الخلق انقبضوا، فلذلك اختاروا الخلوة.

الرابع: خلوة لطلب زيادة لذة توجد في الخلوة.

وخلوة حضرة صاحب الرسالة من القسم الأول، وكان بعيداً جداً من جميع المخالطات حتى الأهل والمال وذات اليد، واستغرق في بحر الأذكار القلبية، وانقطع عن الأضداد بالكلية، وظهر له الأنس والجلوة بتذكر مَنْ لأجله الخلوة، ولم يزل في ذلك الأنس، ومرآة الوحي تزداد من الصفاء والصقال حتى بلغ أقصى درجات الكمال) ["كتاب سفر السعادة" للفيروز أبادي المتوفى سنة 826هـ ص3 ـ 4].

الإمام الشافعي:

وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: (ومن أحب أن يفتح الله قلبه، ويرزقه العلم، فعليه بالخلوة وقلة الأكل، وترك مخالطة السفهاء وبعض أهل العلم الذي ليس معهم إنصاف ولا أدب) ["بستان العارفين" للإمام الفقيه الحافظ أبي زكريا محي الدين النووي المتوفى 676هـ ص47].

الإمام الغزالي:

وقال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: (وأما الخلوة ففائدتها دفع الشواغل، وضبط السمع والبصر، فإنهما دهليز القلب، والقلب في حكم حوض تنصب إليه مياه كريهة كدرة قذرة من أنهار الحواس. ومقصود الرياضة تفريغ الحوض من تلك المياه ومن الطين الحاصل منها ؛ ليتفجر أصل الحوض، فيخرج منه الماء النظيف الطاهر. وكيف يصح له أن ينزح الماء من الحوض، والأنهار مفتوحة إليه ؟ فيتجدد في كل حال أكثر مما ينقص. فلا بد من ضبط الحواس إلا عن قدر الضرورة، وليس يتم ذلك إلا بالخلوة) ["الإحياء" للغزالي ج3/ص66].

وعندما يسلم من علله وأمراضه وتعلقاته ومشاغله، وخواطر الشيطان ووساوسه، يستحق نعيم قربه ويستعد لتلقي العلوم اللدنية، والأسرار الربانية، والنفحات النورانية.

وقال الغزالي أيضاً: (وانكشف لي في أثناء هذه الخلوات أُمور لا يمكن إحصاؤها واستقصاؤها، والقدر الذي أذكره ليُنتفعَ به، أني علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله خاصة، وأن سيرتهم أحسن السير، وطريقتهم أصْوَبُ الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق، بل لو جُمِع عقل العقلاء، وحكمة العلماء، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء، ليغيروا شيئاً من سَيْرِهم وأخلاقهم، ويبدلوه بما هو خير منه، لم يجدوا إليه سبيلاً، فإن جميع حركاتهم وسكناتهم في ظاهرهم وباطنهم مقتبسة من نور مشكاة النبوة، وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به) ["المنقذ من الضلال" لحجة الإسلام الغزالي ص131 ـ 132].

الشيخ الأكبر:

وقال الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي (رحمه الله تعالى): (فإن المتأهب الطالب للمزيد، المتعرض لنفحات الجود بأسرار الوجود إذا لزم الخلوة والذكر، وفرَّغ المحل من الفكر، وقعد فقيراً لا شيء له عند باب ربه، حينئذ يمنحه الله تعالى، ويعطيه من العلم به والأسرار الإلهية والمعارف الربانية التي أثنى الله سبحانه بها على عبده خضر فقال: {عبْداً مِنْ عِبادِنا آتيناهُ رحمَةً مِنْ عندِنا وعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنّا علماً} [الكهف: 65]. وقال تعالى: {واتَّقوا اللهَ ويُعَلِّمُكُمُ اللهُ} [البقرة: 282]. قال تعالى: {إنْ تتَّقوا اللهَ يَجعَلْ لكُمْ فُرقاناً} [الأنفال: 29]. وقال: {ويجعلْ لَكُمْ نُوراً تمشونَ به} [الحديد: 28].

وقيل للجنيد: بم نلت ما نلت ؟ فقال: بجلوسي تحت تلك الدرجة ثلاثين سنة.

وقال أبو يزيد: أخذتم علمكم ميتاً عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت. فيحصل لصاحب الهمة في الخلوة مع الله وبه جلَّت هيبته وعظمت منته، من العلوم ما يغيب عندها كل متكلم على البسيطة، بل كل صاحب نظر وبرهان، ليست له هذه الحالة) ["الفتوحات المكية" ج1/ص31].

محمد السفاريني:

وقال العلامة محمد السفاريني الحنبلي رحمه الله تعالى شارحاً قصيدة "منظومة الآداب": (وقد أكثر الناس من مدح الخلوة، وكفِّ رِجْلِ الرجل عن الاختلاط بالناس:

أنستُ بوحدتي ولزمتُ بيتي فدام الأُنسُ لي ونما السرورُ

["غذاء الألباب شرح منظومة الآداب" للشيخ الإمام محمد السفاريني الحنبلي المتوفى سنة 1188هـ. ج2/ص388].


الدكتور مصطفي السباعي:

وقال الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله تعالى في كتابه "مذكرات في فقه السيرة": (يجب على الداعية إلى الله أن تكون له بين الفَيْنة والفَيْنة أوقات يخلو فيها بنفسه، تتصل فيها روحه بالله جل شأنه، وتصفو فيها نفسه من كدورات الأخلاق الذميمة والحياة المضطربة من حوله. ومثل هذه الخلوات تدعوه إلى محاسبة نفسه إن قصرت في خير، أو زلت في اتجاه، أو جانبت سبيل الحكمة، أو أخطأت في منهج أو طريق، أو انغمست مع الناس في الجدال والنقاش، حتى أنْسَتْهُ تذكُّرَ الله والأنس به، وتذكر الآخرة وجنتها ونارها والموتِ وغصصه وآلامه. ولذلك كان التهجد وقيام الليل فرضاً في حق النبي صلى الله عليه وسلم، مستحباً في حق غيره. وأحق الناس بالحرص على هذه النافلة هم الدعاة إلى الله وشريعته وجنته. وللخلوة والقيام لله بالعبودية في أعقاب الليل لذة لا يدركها إلا من أكرمه الله بها. وقد كان إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى يقول في أعقاب تهجده وعبادته: نحن في لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها) ["مذكرات في فقه السيرة" للدكتور مصطفى السباعي ص18].

عماد الدين الواسطي:

ويقول الشيخ الإمام عماد الدين أحمد الواسطي: (وليكن لنا جميعاً من الليل والنهار ساعة نخلو فيها بربنا جل اسمه وتعالى قدسه، نجمع بين يديه في تلك الساعة همومنا ونطرح أشغال الدنيا عن قلوبنا، فنزهد فيما سوى الله ساعة من نهار، فبذلك يعرف الإنسان حاله مع ربه، فمن كان له مع ربه حال، تحركت في تلك الساعة عزائمه، وابتهجت بالمحبة والتعظيم سرائره، وطالت إلى العلا زفراته وكوامنه. وتلك الساعة أنموذج لحالة العبد في قبره حين خلوه عن ماله وولده. فمن لم يخل قلبه لله ساعة من نهار لَمَا احتوشته من الهموم الدنيوية ذواتُ الآصار، فليعلم أنه ليس له ثَمَّ رابطة علوية، ولا نصيب من المحبة ولا المحبوبية، فليبك على نفسه، ولا يرض منها إلا بنصيب من قرب ربه وأُنسه. فإذا خلصت لله تلك الساعة ؛ أمكن إيقاع الصلوات الخمس على نمطها من الحضور والخشية والهيبة للرب العظيم في السجود والركوع، فلا ينبغي أن نبخل على أنفسنا في اليوم والليلة من أربع وعشرين ساعة، بساعة لله الواحد القهار، نعبده فيها حق عبادته، ثم نجتهد على إيقاع الصلوات على ذلك النهج)["غذاء الألباب" ج1/ص47].

ابن عجيبة:

وقال ابن عجيبة شارحاً قول ابن عطاء الله رحمهما الله تعالى: ما نفعَ القلبَ شيءٌ مثلُ عُزلةٍ يدخل بها مَيْدانَ فكرة:

(والعزلة انفراد القلب بالله. وقد يراد بها الخلوة التي هي انفراد القالب عن الناس، وهو المراد هنا، إذ لا ينفرد القلب بالله إلا إذا انفرد القالب. والفكرة سير القلب إلى حضرة الرب، وهي على قسمين: فكرة تصديق وإيمان، وفكرة شهود وعيان. ولا شيء أنفع للقلب من عزلة مصحوبة بفكرة، لأن العزلة كالحِمْية، والفكرة كالدواء، فلا ينفع الدواء بغير حمية، ولا فائدة في الحمية من غير دواء، فلا خير في عزلة لا فكرة فيها ولا نهوض بفكرة لا عزلة معها، إذ المقصود من العزلة هو تفريغ القلب، والمقصود من التفرغ هو جَولاَن القلب واشتغال الفكرة، والمقصود من اشتغال الفكرة تحصيل العلم وتمكنه من القلب، وتمكن العلم بالله من القلب هو دواؤه وغاية صحته، وهو الذي سماه الله القلب السليم، قال الله تعالى في شأن القيامة: {يومَ لا ينفَعُ مالٌ ولا يَنونَ إلا مَنْ أتى اللهَ بقلبٍ سليمٍ} [الشعراء: 88ـ89].

وقد قالوا: إن القلب كالمعدة إذا قويت عليها الأخلاط مرضت، ولا ينفعها إلا الحمية، وهو قلة موادها، ومنعها من كثرة الأخلاط (المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء). وكذلك القلب إذا قويت عليه الخواطر واستحوذ عليه الحس مرض، وربما مات، ولا ينفعه إلا الحمية منها، والفرار من مواطنها، وهي الخلطة، فإذا اعتزل الناس واستعمل الفكرة نجح دواؤه، واستقام قلبه، وإلا بقي سقيماً حتى يلقى الله بقلب سقيم بالشك والخواطر الرديئة، نسأل الله العافية.

قال الجنيد رحمه الله تعالى: أشرف المجالس الجلوس مع الفكر في ميدان التوحيد.

وقال أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه: ثمار العزلة الظفر بمواهب المنة، وهي أربعة:

كشف الغطاء، وتنزل الرحمة، وتحقيق المحبة، ولسان الصدق في الكلمة.

ثم ذكر للخلوة عشر فوائد:

1ـ السلامة من آفات اللسان، فإنَّ مَنْ كان وحده لا يجد معه من يتكلم، ولا يسلم في الغالب من آفاته إلا من آثرَ الخلوة على الاجتماع.

2ـ السلامة من آفات النظر،فإنَّ من كان معتزلاً عن الناس سلم من النظر إلى ما هم مُنْكَبُّون عليه من زهرة الدنيا وزخرفها، قال بعضهم: (من كثرت لحظاته دامت حسراته).

3ـ حفظ القلب وصونه عن الرياء والمداهنة وغيرهما من الأمراض.

4ـ حصول الزهد في الدنيا والقناعة منها، وفي ذلك شرف العبد وكماله.

5ـ السلامة من صحبة الأشرار ومخالطة الأرذال، وفي مخالطتهم فساد عظيم.

6ـ التفرغ للعبادة والذكر، والعزم على التقوى والبر.

7ـ وُجْدانُ حلاوة الطاعات، وتمكن لذيذ المناجاة بفراغ سره، قال أبو طالب المكي في "القوت": (ولا يكون المريد صادقاً حتى يجد في الخلوة من الحلاوة والنشاط والقوة ما لا يجده في العلانية).

8ـ راحة القلب والبدن، فإن في مخالطة الناس ما يوجب تعب القلب.

9ـ صيانة نفسه ودينه من التعرض للشرور والخصومات التي توجبها الخلطة.

10ـ التمكن من عبادة التفكر والاعتبار، وهو المقصود الأعظم من الخلوة) ["إيقاظ الهمم في شرح الحكم" لأحمد بن عجيبة ج1/ص30].

هذه نبذة يسيرة من أقوال السادة العلماء الأفاضل، تُبين بوضوح أن الخلوة هي السبيل العملي الذي سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس، كي يقوى إيمانهم، وتصفو نفوسهم، وتسمو أرواحهم، وتتطهر قلوبهم، وتتأهل لتجليات الله تعالى.

أليس هذا التوجيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم سبباً للتعرف على فاطر السموات والأرض ؟

أليس هذا أساساً للأذواق والمواجيد الصوفية، وسبيلاً للكشف والفيض والإشراق والصفاء ؟

ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه" [رواه البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق عن أبي هريرة رضي الله عنه].

أليس هذا الحديث دليلاً قاطعاً على مشروعية الخلوة لذكر الله تعالى ؟.

وفي هذه الخلوة يذكر الصوفي ربه خالياً فيغمره بأنواره ويحظى بمجالسته "أهل ذكري أهل مجالستي" [أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث طويل]. لا يدور بخَلدِه أي طائف يشغله عن ربه، حتى إنه لينسى نفسه في حضرة القدُس الأعلى. وما أحسن قول عمر بن الفارض رحمه الله تعالى معبراً عن تلك الحالة الشائقة:

ولقد خَلوتُ مع الحبيب وبَيننا سرٍّ أرقُّ مِنَ النسيم إذا سرى

فدهشتُ بين جماله وجلالهِ وغدا لسانُ الحالِ عني مخْبراً


فتفيض عيناه دمعاً مما عرف من الحق، ذاهلاً بالله خاشعاً له مستأنساً بحضرته:

وَليُّ الله ليس له أنيسُ سوى الرحمن فهو له جليسُ

فيذكرهُ ويذكرهُ فيبكي وحيدُ الدهر جوهره نفيسُ



فالعبد المقصر إذا أراد اللحاق بهؤلاء الأولياء المخلصين خلا بنفسه الأمارة بالسوء ؛ فعاتبها وزجرها وصدق في سيره إلى ربه، فرقَّ قلبه، وذرفت عيناه بالدمع حزناً وأسفاً على ضياع عمره في اللهو والغفلة قائلاً:

على نفسه فليبك من ضاع عمرهُ وليس له فيها نصيب ولا سهمُ



فانتبهَ من رقدته، وصحا من غفلته، وأقبل على ربه راجياً عفوه وغفرانه ومعاهداً إياه على طاعته وعبادته، ففرح الله بتوبته حين تاب، وأقبل عليه حين تقرب منه. قال تعالى في الحديث القدسي: "وإن تقرَّب إليَّ شبراً تقربتُ إليه ذراعاً، وإذا تقرَّبَ إليَّ ذراعاً تقربتُ إليه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيتُهُ هرولة" [من حديث قدسي أوله: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني. فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبراً...". الحديث أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد عن أبي هريرة رضي الله عنه]. واستحق ـ ببشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ إظلال الله تعالى له يوم الحر الأكبر في ظل عرشه والناس في حر الشمس، قد صهرتهم في ذلك الموقف الرهيب.

وأخيراً فلعل القارىء الكريم بعد هذه النصوص الصريحة والنقول الكثيرة عن العلماء الأعلام الذين نأخذ عنهم تعاليم ديننا تبيَّنَ له أن الخلوة مشروعة في الإسلام، وليست مبتدعة، وأنها ليست غاية تقصد، بل وسيلة لشفاء القلب من علله وأمراضه، حتى يكون سليماً، فينجو صاحبه يوم الحساب الأكبر {يومَ لا ينْفَعُ مالٌ ولا يَنونَ إلا مَنْ أتى اللهَ بقلبٍ سليمٍ} [الشعراء: 88ـ89]

وليست الخلوة عزلة دائمة، وانزواءً مستمراً عن الناس، فكما أن المريض يقضي فترة يسيرة من الوقت في المستشفى كي يتخلص من أمراضه الجسدية، ثم يخرج للعمل بصحة أوفر ومناعة أقوى، متلذذاً بنعيم العافية ؛ فكذلك المسلم يقضي في الخلوة فترة يسيرة، يخرج بعدها للحياة العملية، قوي الصلة بربه، عامر القلب بالإيمان واليقين متمتعاً بالمناعة القوية من تسرب بهارج الحياة الخادعة ومفاتنها المغرية إلى نفسه، وخصوصاً بعد أن اطلع على حقائقها الفانية، وتَذوَّقَ معنى قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عليها فانٍ} [الرحمن: 26].

فكم نرى من الناس من يهتم بجسمه الفاني ويوفر له أسباب الصحة، ويفرغ له كثيراً من وقته للاستجمام والاستشفاء والراحة، فإذا دُعي إلى تطبيب قلبه وتهذيب نفسه، في فترة وجيزة يخلو فيها بربه، إذا به يُعرض ويستغرب، ويعتبر ذلك ـ لجهله ـ ضياعاً للوقت، وابتداعاً لا أصل له في الدين. فمثل هذا ينطبق عليه قول بعْضِهم:

تطبِّبُ جسمكَ الفاني ليَبْقى وتتركُ قلبكَ الباقي مريضاً



فلو فَهم حقيقة الإسلام، وأنه دعا لإصلاح الأبدان والقلوب معاً لاهتم بقلبه، كما يهتم بجسمه:

يا خادمَ الجسمِ كم تسْعى لخدمته أتطلُبُ الربحَ مما فيه خسرانُ

أقبلْ على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسانُ



فعلى المؤمن أن تكون له خلوات يراقب بها ربه، ويحاسب نفسه على ما قدمت من خير أو شر.

ولقد كان شيخي وسيدي محمد الهاشمي رحمه الله تعالى يرغب مريديه بالخلوة حيث يجلس المريد منفرداً في مكان منعزل عن الناس بعيد عن صخب الدنيا وضوضائها، ثم يأذن له الشيخ بذكر الاسم المفرد [الله] ليردده مستغرقاً جميع أوقاته في الليل والنهار، لا يتوقف إلا لصلاة أو طعام أو نوم، ولا يشغل نفسه بالتحدث إلى الناس، بل يتفرغ للذكر موافقة لقوله تعالى: {واذكر اسم ربِّكَ وتبَتَّلْ إليه تبتيلاً} [المزمل: 8].

ويواصل الذكر ملاحظاً قلبه طارداً عنه أنواع الوساوس والخواطر وصور الأكوان، جامعاً قلبه على الله تعالى، مستعيناً بما يمنحه شيخه من خبرته ومعارفه وأحواله وتوجيهاته.

وحينئذ ينفذ الذكر إلى سويداء قلبه ؛ فيرتسم الاسم المفرد فيه، وترتحل عنه الغفلة، وتزول الأغيار، ويشعر بحلاوة الأنس بالله تعالى، ويترقى في مدارج الأذواق والمعارف مما لا يستطيع البيان أن يعبر عنه، وليس له سوى الذوق إفشاء.



والخلاصة:

إن الخلوة نوعان: خلوة عامة، ينفرد بها المؤمن ليتفرغ لذكر الله تعالى بأية صيغة كانت، أو لتلاوة القرآن الكريم، أو محاسبة نفسه، أو ليتفكر في خلق السموت والأرض.

وخلوة خاصة: يقصد منها الوصول إلى مراتب الإحسان والتحقق بمدارج المعرفة، وهذه لا تكون إلا بإشراف مرشدٍ مأذون، يُلَقِّنُ المريدَ ذكراً معيناً، ويكون على صلة دائمة به ليزيل عنه الشكوك ويدفعه إلى آفاق المعرفة، ويرفع عنه الحجب والأوهام والوساوس، وينقله من الكون إلى المُكَوِّن.

ولا يظنَنَّ أحد أن الخلوة خاتمة السير، بل هي أول خطوة في طريق الوصول إلى الله تعالى، فلا بد أن تتلوها خلوات ومجاهدات طويلة ومذاكرة متواصلة للمرشد بهمة وصدق واستقامة، وملازمة على ذكر الاسم المفرد في الصباح والمساء، وعند كل فراغ، حتى يكون على اتصال دائم بالله تعالى، قد جمع بين مرتبتي الإحسان: المراقبة والمشاهدة ؛ اللتين أشار إليهما الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: "الإحسان أن تعبدَ الله كأنك تراه، فإن لم تكن تره فإنه يراك".

دعاكم الصالح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




 ......... الخلوة.............. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ......... الخلوة..............    ......... الخلوة.............. Emptyالأحد يناير 23, 2011 3:05 pm

موضوع قيم جدا سيدي و شيخي الهدهد السليماني

فما اجمل تلك الاوقات التي تصفو فيها الروح و تكون منشغلة بخالقها الواحد الاحد الصمد دون سواه

جزاك الله كل الخير شيخنا و استاذنا

و نتمنى المزيد من المواضيع الرائعة في حب الله تعالى و نبيه الحبيب صلى الله عليه و على اله و سلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الصياد
احباب النور المحمدى
احباب النور المحمدى



عدد المساهمات : 56
نقاط : 9954
التفاعل مع الاعضاء : 8
تاريخ التسجيل : 14/03/2011

 ......... الخلوة.............. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ......... الخلوة..............    ......... الخلوة.............. Emptyالإثنين مارس 21, 2011 8:25 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد عبد الله ورسوله وعلى آله وصحبه أجمعين

ماشاءالله من افضل وأشمل ما قرات في الخلوه جزاك الله كل خير شيخنا العزيز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رابعه المصرية
مشرف عام
مشرف عام
رابعه المصرية


عدد المساهمات : 2051
نقاط : 18566
التفاعل مع الاعضاء : 45
تاريخ التسجيل : 06/11/2010

 ......... الخلوة.............. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ......... الخلوة..............    ......... الخلوة.............. Emptyالإثنين مايو 16, 2011 1:23 pm

 ......... الخلوة.............. Ds2mx4tq89we
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهدهد السليماني
الاداره
الاداره
الهدهد السليماني


عدد المساهمات : 1979
نقاط : 16643
التفاعل مع الاعضاء : 35
تاريخ التسجيل : 05/11/2010

 ......... الخلوة.............. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ......... الخلوة..............    ......... الخلوة.............. Emptyالإثنين مايو 16, 2011 2:10 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية بالصلاة والسلام على بدر التمام سيد الانام عليه الصلاة والسلام وعلى اله الاطهار وصحبه الكرام

أخي محمد صياد
أختي رابعة المصرية
اشكركم على هذه المشاركات الطيبة
وبما أنه أعجبكم انتقائي لهذا الموضوع اليكم تكملة له

شروط دخول الخلوة


1- أن يعود نفسه قبل دخولها إذا أراد الشروع، السهر والذكر وخفة الأكل والعزلة.

2-
أن يكون دخول الخلوة بحضور الشيخ ومباركته له وللمكان أيضاً.

3-
أن يعتقد في نفسه أن دخوله الخلوة إنما هو بقصد أن يستريح الناس من شره.

4-
أن يدخلها كما يدخل المسجد مبسملاً متعوذاً بالله تعالى من شر نفسه، مستعيناً مستمداً من أرواح مشايخه بواسطة شيخه المباشر.

5-
أن يدخل الشيخ الخلوة ويركع فيها ركعتين قبل دخول المريد ويتوجه إلى الله تعالى في توفيق المريد.

6-
أن يعتقد عند دخوله الخلوة أن الله تعالى ليس كمثله شيء، فكلما يتجلى له في خلوته من الصور، ويقول له: أنا الله، فيقل: سبحان الله! آمنت بالله.

7-
ألا يتلهف كثيراً على كثرة ظهور الكرامات.

8-
أن يكون غير مستند إلى جدار الخلوة ولا متكئاً على شيء، مطرقاً رأسه تعظيما لله تعالى، مغمضاً عينيه، ملاحظاً قوله تعالى: أنا جليس من ذكرني، ثم يجعل خيال شيخه بين عينيه، فإنه معه وإن لم يره المريد.

9-
أن يشغل قلبه بمعنى الذكر على قدر مقامه، مراعياً معنى الإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه.

10-
أن يداوم الصوم؛ لأنه يؤثر في تقليل الأجزاء الترابية والمائية فيصفو القلب.

11-
أن تكون الخلوة مظلمة لا يدخل فيها شعاع الشمس وضوء النهار، فيسد على نفسه طرق الحواس الظاهرة، وسد طرق الحواس الظاهرة شرط لفتح حواس القلب.

12-
دوام الضوء لتلألأ الأنوار فيها بعد ذلك.

13-
دوام السكوت إلا عن ذكر الله تعالى إلا عند الضرورة القصوى فيتكلم بحذر شديد أن يزيد.
14-
أن تكون الخلوة بعيدة عن حس الكلام وتشويش الناس عليه.

15-
كونه إذا خرج للوضوء والصلاة يخرج مطرقاً رأسه إلى الأرض غير ناظر إلى أحد، ويحذر كل الحذر نظر الناس إليه، مغطياً رأسه ورقبته بشيء؛ لأنه ربما يحصل له عرق الذكر فيلحقه الهواء فيضره.

16-
أن يحافظ على صلاة الجمعة والجماعة – وإن وجد نفقة فليتخذ له شخصاً يصلى معه في خلوته؛ أي بالإيجار.

وإذا خرج لصلاة الجماعة فليتأخر حتى يكبر الإمام تكبيرة الإحرام فإذا انتهى من الصلاة رجع فوراً إلى خلوته , قال السهروري:"وقد رأينا من يتشوش عقله في خلوته ولعل ذلك لشؤم إصراره على ترك صلاة الجماعة.

17-
المحافظة على الأمر الوسط في الطعام لا فوق الشبع ولا الجوع المفرط.

18-
ألا ينام إلا إذا غلبه النوم بأن تشوش عليه الذكر.

19-
نفي الخواطر عن نفسه خيره كانت أم شريرة.

20-
دوام ربط القلب بالشيخ بالاعتقاد والاستمداد على وصف التسليم والمحبة، والاعتقاد التام بأنه لا يصل إليه أي خير إلا من قبل شيخه المباشر، ومتى غاب فكره عن الشيخ فقد خسر الصفقة.

21-
ترك الاعتراض عن الشيخ؛ لأنه أعلم بمصالحه وأكبر عقلاً وأعظم؛ لأنه بالغ مبلغ الرجال بخلاف المريد.

22-
أنهم في أثناء خلوتهم لا يفتحون أبواب خلوتهم لمجيء الناس وزيارتهم والتبرك بهم، وإياك وتلبيسات النفوس وخداع الشيطان بالإلقاء فيك أن هذا الشخص يهتدي بك وبكلامك وينتفع بملاقاتك في الدين، فإنها من شبكات مكر اللعين.

23-
أنه إذا شاهدوا أشياء تقع لهم في اليقظة أو بين النوم واليقظة فلا يستقبحون ذلك ولا يستحسنونه، بل يعرضون ذلك على الشيخ وهو يتصرف بعد ذلك.

24-
دوام الذكر والأذكار حسب ترتيب الشيخ لها.

25-
الإخلاص وحسم مادة الرياء وطلب السمعة بالكلية.

26-
ألا يعين مدة يخرج بعد كمالها، فإن النفس يصير لها بذلك تطلع إلى انقضاء المدة، بل يدخلها وهو يحدث نفسه بأنه قد انتهى من الحياة ودخل القبر.

هذه أهم الشروط التي لفقها علماء التصوف مثل حرازم الفوتي والسهروردي والشيخ نجم الدين البكري وغيرهم من عتاة التصوف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المحبة للمصطفى
المدير العام
المدير العام
المحبة للمصطفى


عدد المساهمات : 5852
نقاط : 33704
التفاعل مع الاعضاء : 15
تاريخ التسجيل : 18/09/2010
العمر : 74
الموقع : النور المحمدى

 ......... الخلوة.............. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ......... الخلوة..............    ......... الخلوة.............. Emptyالثلاثاء مايو 17, 2011 4:29 am



اللَّهم أنر قلبي بِنورِكَ ….واجعلني من خاصّةِ خاصتك …الذين لا سلطان سواك عليهم ……إلهي يا من قلت وقولك الحقّ : " ويجعل لكم نورًا تمشون به "
إلهي اجعل لي نورًا… أشاهد به عَجائب ملكوت قدرتك ….

واجعلني من أحبابك المخلصين , حتى يمتد نور اليقين على صفحات عين اليقين في قلبي ….. آمين يا ربّ العالمين ….

إلهي يا نور النور …..يا من تعلم ما في الطوايا و خفايا الصدور….

االلهم يا من قلت وقولك الحق : {أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِّن ذِكْرِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} أنر عقلي بانعكاس نورك في قلبي….و لا تجعل نَفسِي تحول بين نور قلبي وعقلي….. اللهم آمين… يا الله …يا الله ….

اللهم يا نور النور… يا من قلت وقولك النور : " نور على نور يهدي الله لنوره من يَشَاء "… اجعل لي نورا على نور على نور….

اللهم أقمني بين نورك الذي تهدي به …والنور الذي تهدي إليك…..يا نور النور …. يا الله ….يا الله …

اللهم أزل عن ساحة قلبي الُحجُب ……وامسح عن قلبي علل حَجب أنوارك …اللهم آمين …..وأفض على عَقلي نور اليقين ….إنك أنت الكريم …..السميع العليم …….

اللهم أنعمت على قلبي بجودك… فالحمد لك حمدا يليق بجمال وجهك…. إنك أنت الوهّاب ….

أسألك اللهم سبحانك أن تجعلني وشيخى من عبادك المخلصين في جميع أحوالي, ومن عبادك الذين ليس للشيطان عليهم سلطان أبدًا …..

وأني أعوذ بالله ربي - الذي لا إله إلا هو الحي القيوم - من الشيطان الرجيم , بعدد أنفاسي وخفقان قلبي وسريان الدماء في أوردتي …

و أسأل الله أن يُعيذني وشيخى واحبابى بكلماته التّامات من شر الخلائق أجمعين…..

وأن يجعل لي حصنًا حصينا … وسَدًّا منيعًا ….

أسألك ربي بسرّ كل اسم سميّت به نفسك … أن تجعل ذرات كينونتي وجسدي وقلبي ولساني… ذاكرة شاكرة سابحة بحمدك, حمدا يليق بجلال نور وجهك وجماله, وعظيم سلطانك ……

اللهم ألق على قلبي ذكرا لا يغفل به عنك أبدا ….

اللهم أيدني بتأييدك الإعتصامي…..

اللهم أقمني مقام العبودية الخالصة لوجهك الكريم ……

أسألك ربي بحق حبيبك المصطفى عندك و بسرِّ اسمك الأعظم , أن تجعلني وشيخى واحبابى لشريعتك حارسة, و لآخرتي حارثة , ولإرث حبيبك محمد وارثة ….

يا الله …. يا الله …. يا الله ….

اللهم مولاي وحبيبي….يا من تعلم ما نفسي ولا أعلم ما في نفسك ….يا علام الغيوب …يا الله …يا الله ….يا من تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور …..أذْهِب عن قلبي كل شيء سواك ………حتى يخلص لوجهك إخلاصا يفنى به عن فناءه…..

إلهي يا رب العالمين ….إله العالمين ….يا من أمرك بين الكاف والنون أنزلني وشيخى واحبابى منزلا مباركًا وأنت خير المنزلين ……..

 ......... الخلوة.............. 1305628020861


اخى وشيخى الفاضل الكريم الهدهد السليمانى

لقد وفيت وكفيت فهنيئا لك الانوار الربانية
ولا تنسانا فى دعائك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الادمين
الاداره
الاداره
الادمين


عدد المساهمات : 272
نقاط : 10712
التفاعل مع الاعضاء : 5
تاريخ التسجيل : 26/03/2011

 ......... الخلوة.............. Empty
مُساهمةموضوع: رد: ......... الخلوة..............    ......... الخلوة.............. Emptyالجمعة مايو 20, 2011 5:09 pm


 ......... الخلوة.............. 1305932303679

 ......... الخلوة.............. 13059323039010
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
......... الخلوة..............
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» (....الخلوة....)
» فى الخلوة مع الله !
» الخلوة الى الله سبحانه
» دعاء البسملة فى الخلوة
» الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والعلوم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى :: ๑۩۩۩۩ ملتقى العرفان الصافى المصفى ۩۩۩۩๑ :: ๑۩ الصوفية رحلة وجد وشوق ۩๑-
انتقل الى: