الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
عزيزى الزائر عزيزتى الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضومعنا
او التسجيل معنا ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى اسرة المنتدى

سنتشرف بتسجيلك

شكرا لك
ادارة المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الملتقى الصوفى للنور المحمدى

الملتقي الصوفي للنور المحمدي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الترقي في مراتب المسير اليه سبحانه...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الهدهد السليماني
الاداره
الاداره
الهدهد السليماني


عدد المساهمات : 1979
نقاط : 16629
التفاعل مع الاعضاء : 35
تاريخ التسجيل : 05/11/2010

الترقي في مراتب المسير اليه سبحانه... Empty
مُساهمةموضوع: الترقي في مراتب المسير اليه سبحانه...   الترقي في مراتب المسير اليه سبحانه... Emptyالجمعة يناير 28, 2011 2:29 am


اللهم صلى على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الامي وعلى اله وصحبه وسلم

وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة تذكر التفضيل بالدرجات,وهذا التفضيل دخل فيه الأنبياء كما في قول الله تعالى:"تلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ",فمنهم من كلم الله, ومنهم من كان كلمة الله, ومنهم من بعث إلى قومه ومنهم من بعث إلى الناس قاطبة, ومنهم من أيده الله بمعجزة ومنهم ومن أتاه علمًا وحكمًا,ومنهم من ذكره في القرآن ومنهم من لم يذكره....وغير هذه الأمور في التفضيل,وأما التفضيل بين الناس غير الأنبياء فقد جاء قي موطنين:
1.يقول الله تعالى في سورة الزخرف:"َهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ "/الزخرف...
َ2.وقوله تعالى:"هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ "/الأنعام...
خلق الله الإنسان اجتماعيًا اي أنه لا يستطيع العيش بمعزل عن باقي أبناء جلدته,فكل إنسان يحتاج إنسانًا آخر في عيشته وقوام حياته...وكما أنه لايستطيع الإنسان أن يقوم بكل ما تقوم به حياته ودوام عيشته,والله سبحانه وتعالى خلق البشر متغايرين في الطاقات والمواهب, ومتفاضلين في القوة والفهم...وهذا التفاضل هو عين التكافؤ وبه تسير حيانتا في هذه الدنيا...
وهذا التفاضل من عند الله,وهو الذي يحدد درجة كل فرد...فنجد إنسانًا يتقن النجارة وآخر يبدع في البحارة,وثالث عالم في اللغة , ورابع تاجر مرموق...فالتاجر يحتاج النجار, والنجار يحتاج المعلم العالم , والعالم يحتاج البحار...وهكذا...فكل فرد يسد ثغرة الآخر...وكل فرد فيما يتقنه ويقوم به فعندها درجته...وعلى هذا يكون معنى التفضيل في الدرجات زكما قال المفسرون..
1.الرازي:"في الشرف والعقل، والمال، والجاه، والرزق، وإظهار هذا التفاوت ليس لأجل العجز والجهل والبخل، فإنه تعالى متعال عن هذه الصفات، وإنما هو لأجل الابتلاء والامتحان وهو المراد من قوله:" لِيَبْلُوَكُمْ فِيمَا أتَـٰكُمُ "
2.إبن عاشور:"والدّرجات مستعارة لتفاوت النّعم. وهي استعارة مبنيّة على تشبيه المعقول بالمحسوس لتقريبه."
3.الشعراوي:"أي أن البعض قد رُفِعَ، والبعض الآخر رُفِعَ عليه، فمن هو البعض المرفوع؟

ومن هو البعض المرفوع عليه؟. إن كل واحد فيكم مرفوع في جهة مواهبه، ومرفوع عليه فيما لا مواهب له فيه؛ لأن الحق يريد أن يتكاتف المخلوقون، ولا ينشأ التكاتف تفضلاً، وإنما ينشأ لحاجة، فلابد أن تكون إدارة المصالح في الكون اضطراراً، وهذه هي هندسة المكون الأعلى سبحانه التي تتجلى في أنك وضعت خريطة لمن دخلوا معك في مرحلة التعليم الابتدائي. ومن ترك منهم الدراسة ومن استمر ليدخل الدراسة الإعدادية. إنك تجدهم أقل، ومن درس في المرحلة الثانوية أقل، ومن تعلم التعليم العالي أقل، ومن نال الدكتوراه أقل"
وقال ايضًا:"وهكذا أراد الحق سبحانه وتعالى ألا يجلنا أشخاصاً مكررين، ولكن جعلنا متفاضلين متفاوتين، فرفع بعضاً على بعض، وكل منا مرفوع فيما يجيد، ومرفوع عليه فيما لا يجيد، حتى يحتاج الإنسان منا إلى غيره ليؤدي له العمل الذي لا يجيده وبذلك يرتبط العالم ارتباط مصلحة وحاجة لا ارتباط تفضل"
اما التفضيل في المراتب الايمانية الموصلة الى الله سبحانه ورضاه ولما لا ايها المريد الى الحضرة القدسية
فإذا نظرنا إلى العلاقة بين الدين و العقل ، وجدنا أن كلا منهما ، يكمل صاحبه : فالعقل بدون دين قاصر ، و الدين بدون عقل باطل ، لذلك كان العقل شرطا كما هو معلوم في التكليف ، كما أن الدين شرط للعقل في التعريف .

2 . عبودية الإنسان :

قد يتوهم البعض أننا عندما تكلمنا في الإحسان ، كنا نقصد رفع العبودية عن الإنسان ، بما أشرنا إليه من النور المحض و الوجود التام ، و هو غير الحقيقة التي نرمي إليها : ذلك أن العبودية مقابل الربوبية ، و أحكامها مقابل أحكامها ، فلا سبيل إلى رفعها البتة ، و إلا لما تميزت المرتبتان ، مرتبة العبودية و مرتبة الربوبية . و كيف يرجى رفعها و هي زينة الإنسان ؟ سبحان الذي أسرى بعبده ...

غير أن للعبودية مراتب بموازاة المراتب التي مررنا بها ، نذكرها على سبيل الاختصار :

ا ـ في مرتبة العقل المجرد : تكون العبودية قهرية ، إذ لا يخرج عن العبودية لله كافر و لا مؤمن ، إلا أن هذه العبودية لا تورث الكافر سعادة في المآل .

ب ـ في مرتبة الإسلام : تكون العبودية عبودية ظاهر الإنسان .

ج ـ في مرتبة الإيمان : تكون العبودية عبودية باطن الإنسان .

د ـ في مرتبة الإحسان : تكون العبودية عبودية تحقق ، و هي لكلية الإنسان ، و هي أيضا ما سماه البعض عبودة .

3 . العلم :

العلم هو إدراك الأشياء ( المعلومات) على ما هي عليه في الحقيقة ، و هو صفة إلهية يفيض منها على من يشاء من عباده بما يشاء : و علمك ما لم تكن تعلم ، و كان فضل الله عليك عظيما .

و الأصل في العبد الجهل المحض ، لأنه عدم العلم ، فهو مناسب لأصله ، و إلى هذا المعنى الإشارة بقول الله تعالى : و الله يعلم و أنتم لا تعلمون : الله يعلم لأن العلم صفة وجود ، و أنتم لا تعلمون لأنكم عدم على التحقيق
هذا بالأصالة ، و لكن لما أراد الله تعالى أن يظهر جوده و فضله على الإنسان علمه : علم الإنسان ما لم يعلم . و إلى علم الإنسان ، الإشارة بقوله سبحانه : و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا : أولا : العلم أوتيه و ليس له ، ثانيا : مهما بلغ هذا العلم ، و إن كان الإنسان أعلم بني جنسه ، فلن يوصف إلا بالقلة ، ذلك أننا لو نسبناه إلى العلم الإلهي غير المتناهي ، لكانت هذه النسبة نسبة محدود إلى غير محدود ، و هي كما يعبر عن ذلك الرياضيون : مقاربة للصفر ، أو غير معتبرة ، و هو معنى القلة المذكورة في الآية .

إذا علم الإنسان هذا ، فإنه لن يغتر بعلمه أبدا، و سوف يكون جهله الأصلي هو المشهود له ، و ذلك ما يحقق عبوديته و يرسخ قدمه فيها .

مراتب العلم حسب مراتب العقل :إذا كان العقل بمختلف مراتبه و تسمياته هو محل العلم ، فلا يخفى ما بينهما من تلازم صعودا و نزولا :

المرتبة الأولى (العقل المجرد) : العلوم التي يمكن للعقل اكتسابها ، هي العلوم المتعلقة بظاهر الحياة الدنيا ، سواء كانت تجريبية أو نظرية بحتة أو مهارية .

المرتبة الثانية ( الإسلام): إلى جانب العلوم المتعلقة بالمرتبة الأولى ، يمكن للعقل اكتساب ما يسمى بالعلوم السمعية أو النقلية التي يأخذها عن الرسل عليهم الصلاة و السلام .

المرتبة الثالثة (الإيمان) : إلى جانب العلوم التي اكتسبها العقل في المرتبتين الأوليين ، يكون القلب مؤهلا ، إن شاء الله تعالى ، لقبول علوم وهبية ليس له فيها تعمل ، بل له فيها تهيؤ و قبول فقط ، و هي ما يسمى علوم الكشف ، التي هي نتائج الإيمان العلمية . يجدها أصحابها في قلوبهم واضحة بينة ، فتقبلها عقولهم بمنطق هذه المرتبة ، لكن العقول التي دون هذه المرتبة ، تردها غالبا ، و تنكرها على أصحابها أشد الإنكار .

المرتبة الرابعة ( الإحسان ):إلى جانب كل العلوم السابقة ، يختص العقل هنا (الروح) بالعلم اللدني الذي سبق أن تكلمنا عنه بإيجاز .

فظهر مما سبق أن العلم علمان : علم كسبي و علم وهبي . و العلم الكسبي نوعان :

ـــ دنيوي : و هي العلوم التي لا تتجاوز الدنيا في مراميها ، سواء كانت دنيوية بالأصل أم أخروية .

ـــ و أخروي : و هي العلوم الشرعية بأنواعها ، بالأصالة ، و العلوم الدنيوية التي تراد بها الآخرة بالنية و الاعتبار .

و العلم الوهبي أيضا نوعان : كشفي و لدني .

و قد جاء في قوله صلى الله عليه و آله و سلم : العلم علمان : علم على اللسان ، فذلك حجة الله تعالى على خلقه ، و علم في القلب ، فذلك العلم النافع . < أخرجه الترمذي بإسناد صحيح > نفهم منه عادة ، أن العلم المستقر في القلب المتيقن ، انفع من العلم الذي يتكلم به المرء دون أن يكون له أصل في باطنه . و هذا معنى من معاني الحديث يحمل عليه ، أما المعنى الذي نريده نحن هنا فهو :

إن علم اللسان هو العلم الكسبي الذي ينتقل من واحد إلى آخر و يلقن بواسطة اللسان بالدرجة الأولى ، أو ما ناب عنه كالكتابة بالدرجة الثانية . و هذه العلوم كما قلنا سابقا عقلية و نقلية ، و هي حجة الله على الخلق . و الحجة لا تكون إلا فيما يحتمل النفي و الإثبات ، و هي بالتالي ، إما لهم أو عليهم : فالعلوم العقلية حجة للإنسان ، إن هي أوصلته إلى باب الإيمان ، و إن استعملها للخير ؛ و هي حجة عليه إن أدت به إلى عكس ذلك .

فانظر ما أعدل الله ، كيف لا يأخذ الإنسان إلا بنفسه ! كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا .

و العلوم النقلية التي يأخذها الخلق عن الرسل عليهم الصلاة و السلام ، حجة لهم إن هم حكموها في نفوسهم و عملوا بمقتضاها ، و هي عليهم إن هم أهملوها و خالفوها و اتبعوا أهواءهم دونها .

أما العلم الثاني الذي هو في القلب : فهو العلم الوهبي الذي ينبع من القلب و لا يأتي من الخارج ، و هذا الصنف من العلوم جعله صلى الله عليه و آله و سلم نفعا محضا لا يقبل احتمال النقيض ، و ذلك لشرف نسبته و علو مرتبته عند الله تعالى .

و ترتيب العلوم لا بد أن يتبينه العقل إن كان يريد السلوك إلى الحق ، و الترقي في معارج الكمال ، و إلا فسيكون طعمة سهلة للشياطين الذين يحترفون التلبيس و الإيهام . و ما أشد تعرض العقول غير المؤيدة من الله إلى ذلك ، خصوصا فيما يتعلق بالفكر .

4 . تحقيق الترقي :

إذا عرفنا مراتب العقل و منازله ، وجب علينا تبيين الشروط التي يتحقق بها الترقي من مرتبة إلى مرتبة ، و ذلك كما يأتي :

ا ــ اتخاذ الإسلام دينا : إن من المغالطات التي بدأت تتسرب إلى الأمة ، كون الإسلام دينا من ضمن عدة أديان ، تتشابه في أكثر الوجوه و تختلف عن بعضها في جزئيات منها فقط ؛ و كأن الإنسان له أن يختار من بينها ما يوافق ميوله و نزعاته ، كما يفعل عند اختيار الألبسة أو المأكولات من السوق . فنقول : إن العقل مخلوق لله تعالى ، أمره بيده كما هو أمر كل شيء، و ترقي العقل إنما يكون بإذن من الله ، حتى لا يعتقد العقل أنه الرب . و يكون هذا الترقي عبر سبيل شرعها الله تعالى و بينها ، و بأسباب حددها ، يتضح من خلالها كما قلنا فقر العقل الأصلي إلى ربه . قال الله تعالى : و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه . يتبين من هذا أن الإنسان ملزم باتباع الدين الحق حتى يفتح له باب الترقي ، و إلا فسيكون كمن يغربل الماء : في تعب دون نتيجة . فإن قيل إن الأديان السماوية هي من عند الله ، فهي أيضا سبيل للترقي ، قلنا : ليس للعقل (كعبد) أن يحدد السبيل ، و إنما ذلك لربه ، و لربه أن يحدث في هذه السبيل ما شاء من التغيير (النسخ و التبديل ) لملكه الأمر و هيمنته عليه لا يسأل عما يفعل و هم يسألون . و جدوى دين من الأديان و صحته ، ليست للدين ذاتية ، بل هي بإذن من الله ، فإن رفع الله إذنه من دين (شريعة ) ما ، لم يعد ذلك الدين سبيلا موصلة إلى الله . كل هذا ليعلم العقل أنه ليس له من الأمر شيء ، و ليفتقر كي يعطى .

فإن قيل : إذن فقد فقد العقل الإنساني هذا الامتحان الذي هو اختلاف التشريع بثبوت و استمرار الدين الخاتم ، قلنا بل هو في أثنائه و طيه : ذلك أن النسخ وارد على هذا الدين (الشريعة) أيضا في بعض جزئياته ، كما أن لله في النهاية أن يقبل أو أن يرد عمل العبد ، لأن الشرع حاكم على العبد لا على الله سبحانه ، و هي مسألة تغيب عن أغلب الناس . فإن قال القائل : كان هذا ممكنا مع الشرائع المنسوخة السابقة , لم يكن من داع إلى نسخ بشريعة خاتمة ، قلنا : ذلك لو كانت الشرائع السابقة كاملة ، أما و هي غير ذلك ، فلا بد من سير الدين نحو درجة الكمال التي بلغها بسيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم ، كما بينا ذلك فيما سبق .

فلم يبق إذن امام العقل الإنساني من باب ، إلا باب الإسلام المحمدي ، و أما الأديان الأخرى سواء كانت سماوية أم وضعية فهي باطلة ، على تفاوت بينها : إذ لا يستوي ما وضعه الله مع ما وضعه العبد ، و هو ما بينه الكتاب و السنة في غير ما موضع .

ب ـ اتخاذ القدوة (الشيخ) : الشيخ رجل خبر طريق الترقي ، و سبق له أن سلكه ، فهو يعلم حق العلم مواطنه و مسالكه ، و يميز آمنه و مهلكه .

و الشيخ دال على مراتب الترقي بالنيابة عن الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ، لا بالأصالة . فهو ملزم إلزاما تاما باتباع الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ، في كل شيء . و الشيخ المعتبر هنا ، و الذي نقصده ، هو الشيخ الحي المتواجد في الدار الدنيا إلى جنب السالك ، ذلك حتى تتحقق المباشرة و المعاشرة ، اللتان تثمران للسالك ما لا يثمره غيرهما ؛ لقول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : المؤمن مرآة أخيه < > . و فائدة المرآة أنها تبين للإنسان من نفسه ما لا يظهر له بدونها : فيعرف نفسه على التفصيل ، و يميز من نفسه بين اليمين و الشمال ، و الفوق و التحت . و أكمل مرآة على الإطلاق ، مرآة سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم ، باعتباره أول المومنين رتبة لا زمنا ، لكن و بما أن هذه المرآة غابت عن شهود السالك الحسي ، أجاز له الشرع أن يعرض نفسه على مرآة جزئية (الشيخ) ، أكمل منه ، يعبف منها ما يساعده على التقدم في السلوك .
فإن قال قائل : يكفيني الاقتداء برسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ، قلنا: بل الاقتداء لا يكون إلا به صلى الله عليه و آله و سلم ، لكن لهذه القدوة فرع في الشيوخ رحمة من الله بالناس الذين :

ـــ لا يتصلون برسول الله الله صلى الله عليه و آله و سلم ، حتى يكون هو المفتي لهم فيما يعرض لهم في تفاصيل السلوك إفتاء لا عن خبر ، لأن الخبر قد ينزّل على غير وجهه .

ـــ لم يتخلصوا من سلطان نفوسهم و أهوائهم ، فيلتبس عليهم التوجيه النبوي الخبري ، فيسلكون به غير المسلك الصحيح ، فيضلون على علم .

فإذا تبينت مرتبة المشيخة للقارئ ، نمر إلى تفصيل مراتبها حسب مراتب الإدراك العقلي التي سبقت :

تابع معي...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهدهد السليماني
الاداره
الاداره
الهدهد السليماني


عدد المساهمات : 1979
نقاط : 16629
التفاعل مع الاعضاء : 35
تاريخ التسجيل : 05/11/2010

الترقي في مراتب المسير اليه سبحانه... Empty
مُساهمةموضوع: مراتب المشيخة و...   الترقي في مراتب المسير اليه سبحانه... Emptyالجمعة يناير 28, 2011 2:34 am

استسمحكم اخواني على الاطالة ولكن ارى ان فيها فوائد فأعذروني
نصل الى تقصي والتطلع على امور قد تكون مبهمة للكثير من المريدين
لكن وجب ان يعلمها

مراتب المشيخة :

أولا : في مرتبة العقل المجرد ، يكون الشيخ من العقلاء النظار ، الذين يعرفون مسالك الفكر ، و يميزون سليمه من سقيمه .

ثانيا : في مرتبة الإسلام ، من مراتب العقل المعضد ، يكون الشيخ من علماء الشرع ، العالمين بأحكامه ، المبينين لها .

ثالثا : في مرتبة الإيمان ، يكون الشيخ من فقهاء القلوب ، العالمين بأمراضها و علاجاتها ، المتحققين بما يطلق عليه تصوف الظاهر (أي ظاهر القلب) .

رابعا : في مرتبة الإحسان ، لا بد للشيخ أن يكون ممن تحقق بربه ، و صار الله سمعه و بصره و لسانه و يده و رجله ، بمقتضى الحديث القدسي الذي مر ذكره . و هذا ما يطلق عليه : تصوف الباطن .

غير أنه بسبب جهل جل العقول لمراتب العقل على التفصيل ، فإنها قد تقر ببعض أنواع المشيخة دون البعض المتبقي . و ذلك كتسليم العامة بمرتبة المشيخة في العلوم الشرعية ، و إنكارها لها في مجال التربية القلبية ، مع أن سبب إنكارهم لها في الأخيرة ، يسقط إقرارهم بها في الأولى لو تفطنوا . و بيان ذلك أنهم يقولون : إن إثبات مرتبة المشيخة التي يقول بها الصوفية ، هو إثبات للواسطة بين العبد و ربه ، و هو قدح في التوحيد عندخم . و ردنا عليهم ، هو أن إثبات الواسطة في أخذ أحكام الدين عن علماء الشرع ، هو أيضا إثبات للواسطة بين العبد و ربه في هذه المرتبة ، ذلك أن التشريع و التبيين معا ، لله و رسوله ، و ما قام به علماء الشرع من تبيين ، إنما هو بإذن من الله و رسوله لا من أنفسهم ، فظهر أن الواسطة إن كانت بالإذن ، لم يلزم من الاقتداء بها خلل في التوحيد ، كما يزعم ذلك بعض من علموا التوحيد العقلي النظري ، و غاب عن عقولهم التوحيد الشرعي ، كما سنبين ذلك إن شاء الله تعالى خلال الباب الثالث من هذا الكتاب .

ج ـ الزاد :

لا بد للقلب السالك في طريق الله تعالى التي هي الدين ، من زاد يتقوى به بعد الله على مشاق السفر ، و الانتقال من مرحلة إلى مرحلة ، و من مرتبة إلى مرتبة . و ما الزاد الذي يحتاج غليه ، إلا التقوى التي قال الله تعالى فيها : و تزودوا ، فإن خير الزاد التقوى ، و يأتي في المرتبة الأولى منها : أداء الفرائض ، ثم بعد ذلك الإكثار من النوافل . و مركز هذه الأعمال ذكر الله تعالى الذي جعله روحا لها كلها . فقال فيه مثلا : و أقم الصلاة لذكري . و قال فيه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : ما عمل ابن آدم عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله . قالوا : و لا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : و لا الجهاد في سبيل الله ، إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع . ثلاث مرات . ( أخرجه الطبراني في الكبير و ابن أبي شيبة في مصنفه و رجاله رجال الصحيح ) و في هذا الحديث و غيره ما يوحي بأن الذكر روح الأعمال كما قلنا . و لا تستقيم هذه الأعمال إلا به ، و هي له كالأواني و الظروف . لكن من الذكر ما هو تلاوة على الخصوص ، أو ترديد صيغ معينة بكيفية معينة . و المعنيان المذكوران غير متناقضين ، ذلك أن الذكر يبدأعادة بالظاهر ، و أخص عضو به في الظاهر اللسان ، و هو المرتبة الأولى منه ، و هي التي تناسب مرتبة الإسلام . ثم ينتقل العبد إلى ذكر القلب : و هو حصول معنى الذكر له ، و هي المرتبة الثانية الموازية لمرتبة الإيمان . ثم ينتقل إلى مرتبة ذكر الروح أو السر ، و هي المرتبة الثالثة الموازية لمرتبة الإحسان .
لنصل للقول يها المريد :لقد من الله على العقل الإنساني بأن أخذ بيده و أخرجه من ظلمات نفسه إلى نور ربه ، و لولا هدايته سبحانه و تعالى ما اهتدى أحد من عباده إليه : الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . فالباب مفتوح لمن شاء أن يحقق درجة إنسانيته ، و يرقى عن حيوانيته التي تهوي به أسفل سافلين : إن هذه تذكرة ، فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ، و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله ، إن الله كان عليما حكيما ، يدخل من يشاء في رحمته ، و الظالمين أعد لهم عذابا أليما .
و الحمد لله على هدايته و رعايته ، حمدا منه بدايته و إليه نهايته ؛ و الصلاة و السلام على شمس الهداية الساطعة ، سيدنا محمد و آله و صحبه ، و على كل عبد لله مخلَص .

دعاكم الصالح

وجمعة مباركة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




الترقي في مراتب المسير اليه سبحانه... Empty
مُساهمةموضوع: رد: الترقي في مراتب المسير اليه سبحانه...   الترقي في مراتب المسير اليه سبحانه... Emptyالإثنين يناير 31, 2011 3:57 am

جزاك الله كل الخير شيخنا و استاذنا الهدهد السليماني على هذا الدرس القيم جدا و الهام جدا و الذي من خلاله فهمنا الكثير من امور العقل و القلب والايمان و الاحسان

و كيف يكون التفضيل بالدرجات

و كيف يجمع المرئ بين علوم الشريعة التي تكون عن طريق النقل و الدراسة و الالتزام بها و العلوم الباطنية الايمانية التي تكون موهبة من الله عز و جل و الجمع بينهما يجعل من المرئ يسير في طريق الله الحق

و كيف يكون للمريد شيخ يوجهه و يصحح اخطاءه و يجيبه عن تساؤلاته لان الشيطان عدو للمؤمنين يحاول ان يحيدهم عن طريق الحق و اتباع الهوى و ان لم يكن هناك موجه فيمكن ان يتوه المريد عن طريقه

بارك الله فيك شيخنا و نتمنى المزيد و المزيد من هاته التزكيات و الرقائق

تقبل مروري سيدي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الترقي في مراتب المسير اليه سبحانه...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النفوس السبعة وكيفية الترقي فيها عند ساداتنا الأكابر
» اليه يصعد الكلم الطيب
»  العلم لا يأتي انما يؤتى اليه ...
» وفاة العلامة الكبير ابراهيم الفقي-انا لله و انا اليه راجعون
» كلام مجاذيب واهل الله الصالحين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الصوفى للنور المحمدى :: ๑۩۩۩۩ ملتقى العرفان الصافى المصفى ۩۩۩۩๑ :: ๑۩ سلوك و تزكية ورقائق ۩๑-
انتقل الى: