المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 33724 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 74 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: الولي الصالح شيخ الإسلام الإمام محي الدين النووي السبت مارس 12, 2011 5:39 pm | |
|
ولد رحمه الله في حوران في قرية نوى في العشر الأول من المحرم سنة 631 هـ من أبوين صالحين، ولما بلغ العاشرة من عمره بدأ في حفظ القرآن وقراءة الفقه على بعض أهل العلم هناك، وصادف أن مر بتلك القرية الشيخ ياسين بن يوسف المراكشي، فرأى الصبيان يكرهونه على اللعب وهو يهرب منهم ويبكي لإكراهم ويقرأ القرآن فذهب الشيخ إلى والد النووي ونصحه أن يفرغه لطلب العلم، فاستجاب له.
في سنة 649 هـ قدم مع أبيه إلى دمشق لاستكمال طلب العلم في دار الحديث الأشرفية وسكن المدرسة الرواحية وهي ملاصقة للمسجد الأموي من جهة الشرق، فحفظ المطولات وقرأ المجلدات، ونبغ في العلم حتى غدا معيداً لدرس شيخه الكمال إسحاق بن أحمد المغربي. حج مع ابيه عام 651هـ ثم رجع إلي دمشق واستكمل حياته في طلب العلم .
كان الإمام النووي رحمه الله تعالى زاهدا تقيا شديد الورع في مأكله ومشربه وملبسه فطعامه الخبز بأيسر الطعام ولباسه ثوب خام، لم يأكل من فاكهة دمشق لكثرة أوقافها ورعاية لحق القاصرين من أصحاب الأملاك فيها وقيل أنه لم يتزوج ولم يأكل إلا أكلة واحدة في اليوم والليلة ولم يشرب إلا شربة واحدة عند السهر..
وكان رضي الله عنه يتقوت مما يرسله إليه أبوه من بلده حوران ويلبس مما ترسله إليه أمه من قميص ونحوه ولم يقبل هدية ولا عطية إلا من تحقق له دينه من والديه وأقاربه وكان في الحق لا يخشى لومة لائم فواجه الملوك والأمراء وأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر.
ويروى أن أحد فقهاء اليمن كان سليط اللسان على الإمام النووي و كان هذا اليمني يؤذي النووي فلما مات اليمني و اسمه كمال الدين اندلع لسانه بشكل بشع و جاء شىء يشبه الهرة فاقتطع لسانه و ذهب به و اختفى... وأخبر بعض الطلبة أن شخصاً جاء إلى قبر الإمام النووي وأشار بإصبعه إلى القبر وقال كلاما مؤذيا في حق النووي رحمه الله فلم يقم من مقامه حتى لدغته عقربة في إصبعه الذي كان يشير به إلى قبر الإمام..
وأخبر أحد المجاورين لضريح الإمام النووي في نوى أنه كانت له جدة لا تتكلم ولا تسمع ولا تستطيع الحركة فحملها والده إلى ضريح الإمام وتركها تتألم هناك فعاد إليها في صباح اليوم الأول فوجدها جالسة في الفراش دون مساعدة أحد وعاد إليها في صباح اليوم الثاني فوجدها تقف أمام الضريح وهي تشكر الله وقالت أن الشيخ النووي جاءها في الليل ومرر يده على جسدها فشعرت بنشاط في جسمها وكأنها لم تكن مريضة من قبل..
مرض الإمام رحمه الله وتوفي في ليلة الأربعاء 24 رجب سنة 676 هـ عن 45 عاما فارتجت دمشق لنبأ وفاته ورثاه جماعة بأكثر من ست مئة بيت شعري. رحمه الله تعالى وجزاه عن أمة محمد كل خير وجمعنا به في الجنة.
| |
|