المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34104 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: الإمام السبط - الحسن عليه أفضل الصلاة والسلام الإثنين سبتمبر 20, 2010 5:04 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على حوض الألوهية الأعظم وعلى آله الأطهار وصحبه الأخيار وسلم تسليما كثيرا
حسن بن علي بن أبي طالب- الإمام السبط
اسمه ومولده :
هو: الإمام السبط ( سيد شباب أهل الجنة ) أبو محمد الحسن بن علي بن أبى طالب الهاشمي القرشي رضي الله عنه.
والده: ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وربيبه، باب مدينة العلم، أمير المؤمنين رابع الخلفاء الراشدين، أحد العشرة المبشرين بالجنة.
أمه: سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولد في المدينة المنورة ليلة النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة على الصحيح، وأذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أذنه، وحنكه بتمرة مضغها صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أخذ منها بأصبعه الشريفة ووضعها في فم الإمام الحسن، وعق ( ذبح ) عنه صلى الله عليه وآله وسلم سابع مولده، وأمر أن يتصدق بوزن شعره فضة، وسماه الحسن بعد أن كان والده سماه (حرباً)، ولم يكن اسم (الحسن) معروفاً عند العرب قبل ذلك، فهو أول من تسمى به.
ومن ألقابه: الزكي والمجتبى رضي الله عنه.
نشأته وفضله:
نشأ الحسن رضي الله عنه في بيت النبوة متعلقاً بجده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن البراء بن عاعيب ـ رضي الله عنه ـ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واضعاً الحسن بن عليّ علـى عاتقه، وهو يقول: ( اللهم إني أحبه فأحبه ) رواه الشيخان.
وروى البخاري من حديث أبي بكرة قال : رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر ، والحسن بن عليّ إلى جنبه ، وهو يقبل على الناس مرة وعلى الحسن أخرى ، ويقول : ( إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ).
وكان الحسن أشبه خلق الله برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد روى الشيخان من حديث أبي جحيفة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان الحسن يشبهه.
وقد جاء في فضل الغمام الحسن وفضل أخيه الإمام الحسين أحاديث كثيرة منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين، هذا على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى إلينا فقال: ( من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني).
ومن معالم ترية النبي صلى الله عليه وآله وسلم له أنه رآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرة يضع تمرة من تمر الصدقة في فمه، فنزعها وقال: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة.
وفيه وفي آل البيت نزلت الآية الكريمة: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.
انتقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والحسن غلام دون الثامنة، ثم توفيت والدته السيدة فاطمة الزهراء بعد ستة شهور من وفاة الرسول عليه السلام، فكان لهذين الحدثين أثر كبير في تكوين شخصيته، بل كان لهذين الحدثين أثر كبير في آل البيت جميعاً وفي المسلمين.
أولاده :
كان له من الولد خمسة عشر ذكراً وثمان بنات ، ومن أولاده ( زيد، والحسن المثنى، وعمرو، والقاسم، وعبد الله، وعبد الرحمن، والحسن المثلث، وطلحة) ونسله ـ رضي الله عنه ـ إنما جاء من ولديه الحسن وزيد
أخباره وكراماته كان حليماً كريماً ورعاً وولي الخلافة بعد استشهاد أبيه وبايعه أكثر من أربعين الفاً وبقى نحو سبعة اشهر خليفة بالحجاز . واليمن ، والعراق ، وخراسان . وتنازل لمعاوية بالخلافة سنة 41 هجرية لأنه كان يكره الفتن والسيف ، فحقن الله به دماء المسلمين . ورأى الحسن بين عينيه مكتوباً ، قل هو الله أحد فأستبشر هو وأهل بيته فقصوها على ابن المسيب فقال : ان صدقت رؤياه فما بقى مني إلا اياماً فكان ذلك . كان الامام اذا توضأ ارتعدت مفاصلة و كان إذا بلغ باب المسجد يرفع راسه و يقول إلهي ضيفك ببابك يا محسن قد اتاك المسيئ فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم
من اقواله عليه السلام قال : ( لا تعاجل الذنب بالعقوبة و اجعل بينهما للاعتذار طريقا) وقال : المزاح يأكل الهيبة و قد أكثر من الهيبة الصامت وقال : الفرصة سريعة الفوت و بطيئة العود . و من اقوال الامام ( تجهل النعم ما اقامت فاذا ولت عرفت) و من شعر الامام في التذكير قال يا أهل لذات دنيا لا بقاء لها ****إن المقام بظل زائل حمق وقد كان أبو بكر يجلّه ويعظمه ويكرمه ويحبّه، وكذلك عمر بن الخطاب، فروى الواقدي عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التّيمي عن أبيه : أن عمر لما عمل الدّيوان فرض للحسن والحسين مع أهل بدر في خمسة آلاف، وكذلك كان عثمان بن عفان يكرم الحسن والحسين ويحبّهما، وقد كان الحسن بن علي يوم الدار، وعثمان بن عفّان محصور عنده ومعه السيف متقلداً به يحاجف عن عثمان فخشى عثمان عليه فأقسم عليه ليرجعنّ إلى منزله
كرمه وعبادته:
كان الحسن رضي الله عنه تقياً ورعاً، وشجاعاً صبوراً، أدى به ورعه وفضله إلى ترك الخلافة والدنيا رغبة فيما عند الله، وكان جواداً قاسم الله ماله ثلاث مرات، أي تصدق بنصف ماله، وخرج من ماله كله مرتين، وكان يكثر زيارة بيت الله العتيق، ويروى أنه حج أكثر من عشرين حجة ماشياً وإن الإبل لتقاد معه، وعن محمد بن علي قال الحسن: إني لأستحي من ربي عز وجل أن ألقاه ولم أمش إلى بيته .
وروي أن الحسن ـ رضي الله عنه ـ سمع رجلاً يسأل ربه عز وجل ـ أن يرزقه عشرة آلاف ؛ فانصرف الحسن فبعث بها إليه .
روايته للحديث:
وقد روى الإمام الحسن الحديث عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعن أبيه وأخيه الحسين رضي الله عنهما، وعن بعض كبار الصحابة، وروى عنه خلق كثير، وقد علمه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقول في دعاء القنوات: (اللهم اهدني فيمن هديت … إلى آخر الدعاء)، ومن أشهر حديثه حديث صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشمائله.
مبايعته بالخلافة:
وقد شهد الحسن رضي الله عنه خلافة أبي بكر وعمر وعثمان قبل خلافة أبيه، وأدرك كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأدب بآدابهم، وشهد عدداً من الأحداث الكبيرة أولها الفتنة التي ثارت على الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان على بابه يدافع عنه حتى تخضب وجهه بالدماء، وشهد مبايعة والده الإمام علي بالخلافة، وما تبعها من الأحداث مثل وقعة الجمل وموقعة صفين.
ولما استشهد والده رضي الله عنه بايعه أهل العراق وخراسان بالخلافة، واستمرت خلافته نحو ستة أشهر، وكادت الحرب أن تقع بينه وبين معاوية بن أبي سفيان لولا حنكته وبعد نظره، فقد قبل بعد مفاوضات ومراسلات التنازل عن الخلافة لمعاوية لتكون الخلافة واحدة في المسلمين جميعاً، ولإنهاء الفتنة وإراقة الدماء، وتم ذلك في نصف شهر جمادى الأولى سنة (41هـ)، وسمي هذا العام (عام الجماعة) لأنه وحد بين المسلمين، وتحققت فيه بشارة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بسيادته وإصلعيب بين فئتين عظيمتين من المسلمين: ( إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ).
وكان الإمام الحسن يقول: (ما أحببت أن لي أمر أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم على أن يهراق في ذلك محجمة دم ).
انتقاله :
بعد صلحه رضي الله عنه بين المسلمين عاش في المدينة المنورة التي ولد فيها وأحبها، وتوفي رحمه الله بها سنة 49هـ ، وفي رواية سنة 50هـ، وله من العمر 47 سنة، ويروى أنه مات مسموماً، وقد سأله أخوه الإمام الحسين عمن سقاه السم، فقال له: ما سؤالك هذا … تريد أن تقاتلهم؟ أكلهم إلى الله.
وكان قد أوصى أن يدفن مع جده عليه السلام في حجرة السيدة عائشة، وإن خيف أن يكون قتال فليدفن في مقبرة البقيع، وهكذا كان فدفن في بقيع الغرقد بجوار أمه السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
رضي الله تعالى عن سيد شباب أهل الجنة، ورفع درجته عنده، ونقول: وهل في الجنة غير الشباب.
المحبة للمصطفى | |
|