المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34106 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: السيدة زينب ورحلة دخولها إلى مصر الأحد يوليو 03, 2011 3:39 am | |
| السيدة زينب ورحلة دخولها إلى مصر فيقول الله تعالي في محكم قرآنه ( وذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين ) ومن السنن الحميده في تاريخنا الإسلامي تخليد ذكري أصحاب الدرجات العلي ممن أخلصوا لله الحب فتبؤوا منازل القرب ورفع الله لهم أقدارا ومنحهم أسرارا وأفاض عليهم أنوارا أؤلئك أصحاب الدرجات العلي وفي مكان الصدارة لمن تبؤوا عالي المقامات ونالوا رفيع الدرجات وهم أهل البيت النبوي الكريم وقد شرفهم الله في كتابه بقوله تعالي ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البييت ويطهركم تطهيرا ) ومن حق أهل البيت علي المؤمنين جميعا أن يوادوهم يحبوهم لقرابتهم من رسول الله صلي الله عليه وله وسلم عملا بقوله تعالي ( قل لا أسألكم عليه أجر إلا الموده في القربي ) ويقول حضرة النبي صلي الله عليه وسلم لعمه العباس رضي الله عنه ( والذي نفسي بيده لا يدخل الإيمان قلب امرئ حتي يحبكم لله ولقرابتي ) ومن صفوة أهل البيت وخلاصتهم وأجلهم مقاما صاحبة الذكري سيدتنا الطاهرة السيدة زينب عليها سلام الله وهي مصباح من مصابيح الهداية التي انبعثت من مشكاة النبوة إلي أرض مصر لتكسبها طهرا وتملأها نورا ثم تضفي عليها قدسية وتفيض عليها خيرا وبركة وتجعلها بين البلاد الاسلامية مشرق أنوار ومهبط أسرار ومركز اشعاع ديني وعلمي لجميع الاقطار و الأمصار فهي في الذروة بين المحصنات المؤمنات والعفيفات المصونات المتحليات بأزكي الفضائل وأنبل الصفات فماذا نقول في ذكري ميلادها وماذا نقول عن نِِِشأتها وماذا نقول عن سيرتها إنها طهرمن طهر ونور من نور إنها إشراقة من إشراقات بيت النبوة تلاقت لحظة انبثاقها بفيض غامر من أنوار التلاوة والذكر والصلاة والخشوع لله والدعوة إلي الله واذا كنا نعيش الآن في ذكري السيده الطاهره الحسيبه النسيبه رضي الله عنها فالواجب علينا أن نطالع سيرتها العطره لنري في أي بيئه نشأت وأي سلوك في الحياة سلكت وكيف عاشت عمرها فرفع الله ذكرها وأعلا قدرها وجعلها منارا للسالكين وسراجا وهاجا في العالمين ولقد نشأت رضوان الله عليها في بيئه الهدي والتقي والعفاف فلم تري من أبويها إلا مليحا ولم تسمع منهما الاحسنا رأت أمها الزهراء رضي الله عنها تقوم في جوف الليل والناس نيام عابده متهجده راكعه ساجده فكانت السيده زينب عليها السلام ولم يكتمل سنها خمس سنوات تنهض من فراشها وتسبغ وضوئها وتصلي بصلاة أمها فإذا ما انتهيا من صلاتهما ضمتها أمها الزهراء الي صدرها الحنون ودعت لها بدعوات صالحه قائله ( جعل الله فيك الخير وفي أبنائك البررة الاتقياء )
وسمعت من أبيها الامام علي كرم الله وجهه قولا سديدا وحكمه صائبه ومناجاة ضارعه لله
فكانت تناجي مولاها اذا هدأت الاصوات ونامت العيون فتقول ( ياعماد من لاعماد له ويا ذخر من لا ذخر له ويا سند من لا سند له ويا حرز الضعفاء ويا كنز الفقراء وياسميع الدعاء ويا مجيب دعوة المضطرين ويا كاشف السوء وياعظيم الرجاء ويامنجي الغرقي ويا منقذ الهلكي ويا محسن ويا مجمل ويا منعم يا متفضل أنت الذي سجد لك سواد الليل وضوء النهار وشعاع الشمس وحفيف الشجر ودوي الماء يا الله يا الله يا الله )
يتبع ان شاء الله
| |
|
المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34106 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: رد: السيدة زينب ورحلة دخولها إلى مصر الأحد يوليو 03, 2011 3:41 am | |
|
نكمل الرحلة
وإذا كنا بصدد الحديث عن السيدة زينب رضي الله عنها في ذكري مولدها ورحلتها إلي مصر فإنه بفضل من وفدوا من أهل البيت علي مصر صارت مصر بلد اسلامي أخذ مكان الصدارة في جميع عصور التاريخ الإسلامي لأن وفودهم إليها كان من ورائه وفود جمهرة كبيرة من القراء والعلماء والمفسرين والمحدثين والمؤرخين وأعلام الفقة الإسلامي وفي طليعتهم الامام الشافعي رضي الله عنه ثم ما لبث أن أنشئ الأزهر الشريف كأثر من أخلد آثار أهل البيت وقد أخذ اسمه من إسم الزهراء البتول أكرم بنات الرسول السيدة فاطمة رضي الله عنها وفي اعتقادنا أن هذا هو السر في أن الأزهرقد بارك الله فيه وجعله الينبوع العلمي الفياض الذي يستقي من مناهل علومه ومعارفة وآدابه كل أقطار المشرق والمغرب ووجود الأزهر في مصر جعلها كعبه يقصد إليها المتعطشون إلي العلم من كل قطر عربي وإسلامي وهكذا تبوأت مصر بين بلاد الاسلام مركزا قياديا مرموقا لولا ما يسطع في ربوعها من أنوار أهل البيت ومما هو جدير بالذكر أن مصر لم تكن في يوم من الأيام بلدا شيعيا حتي في أيام حكم الفاطميين وإنما كانت علي الدوام تكن لأهل البيت محبة صادقة ومقبولة ومعقولة لا تتجاوز القدرلا الذي دعا إليه حضرة النبي صلي الله عليه وآله وسلم وأهل مصر كانوا سعداء منذ فجر التاريخ الاسلامي بوجود عدد من أهل البيت في بلادهم ولقد اختارت السيدة الطاهرة زينب عليها السلام الديار المصرية لتقيم فيها نظرا لما علمته من صلاح أهلها وحبهم للرسول الله صلي الله عليه وسلم ومحافظتهم علي كرامة أهل البيت الكرام وأن السيده زينب اختارات مصر لأنها كانت تعلم قول جدها المصطفي صلي الله عليه وسلم لأصحابه ( إنكم ستفتحون مصر وهي بلد يسمي فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لنا فيها نسبا وصهرا ) ويريد صلي الله عليه وسلم بالنسب ما عرف في كتب السنة من أن سيدنا ابراهيم عليه السلام مر بأرض مصر ومعه زوجته السيدة سارة وكان بمصر ملك ظالم أراد اغتصاب السيدة سارة وحملها إليه أعوانه ولما أراد العدوان عليها أصيب بشلل في يديه ورجلية فاستغاث بها فأغاثته فلما عرف فضلها وأحس بعظم بركتها أطلق سراحها ووهبها جارية من جواريه هي السيدة هاجرعليها السلام وقد تزوج منها سيدنا ابراهيم ورزق منها بسيدنا اسماعيل عليه السلام فسيدتنا هاجر المصرية هي جدته صلي الله عليه وسلم هذا هو النسب وأما الصهر فإن المصطفي صلي الله عليه آله وسلم عندما بعث إلي المقوقس حاكم مصر يدعوه وشعبة للإسلام رد ردا لينا ثم عبر عن وده للرسول بأن بعث إليه هدايا كان منها السيدة مارية القبطية التي رزق منها المصطفي صلي الله عليه وسلم بإبنه سيدنا ابراهيم سلام الله عليه فهذا هو الصهر الذي أشار إليه حضرة النبي صلي الله عليه وسلم ثم إن النبي صلي الله عليه وسلم قال ( إذا فتحتم مصر فإستكثروا فيها من الجند فهم خيرة جند الله قيل ولماذا كانوا خيرة جند الله قال لأنهم وأولادهم في رباط إلي يوم القيامة ) واذا كنا بصدد الحديث عن رحله السيدة الطاهره الي مصر فبعد أن انتهت معركه كربلاء والتي استشهد فيها أخيها الامام الحسين عليه السلام فرحلت هي ومن معها من أهل البيت الي المدينه وهناك دمعت العيون وهاجت الشجون وأظهر أهل المدينه استياءهم الشديد من يزيد وأتباعه وكان أهل المدينه يسمعون خطب عقيله بني هاشم السيده الطاهرة وتروي لهم بغي الباغين فبلغ الأمر الي يزيد بن معاوية وأحس بخطورة وجودها في المدينه فأرسل إلي ولاته بالمدينة يطلب من السيدة زينب أن تغادرها ولا تقيم فيها وأن تختار لها مكان تقيم فيه غير مكة والمدينة فاختارت الديار المصرية وكان رحيلها إلي مصر هي ومن معها من أهل البيت ومضت في طريقها إلي مصر واحتملت ما احتملت من مشاق السفر وعناء الطريق صبرت وصمدت حتي يسر الله لها ولمن معها للوصول الي أرض الكنانه وهناك في منطقه بلبيس كان أبناء مصر قد جاءتهم الأخبار بأن السيدة زينب ستشرف ديارهم فسروا بذلك سرورا شاملا ولذلك خرج والي مصر مسلمة بن مخلد الانصاري ومعه جمع كبير من العلماء والأثرياء والقضاة وأصحاب المكانه في البلاد فكانوا في استقبال السيده زينب عند وصولها فأظهروا من الحفاوة بها والترحيب بمقدمها ما أقر عينها وجعلها تحمد الله كثيرا إذ لا يزال في الأمه ناس يعرفون لأهل البيت حقهم ويقومون بما ينبغي لهم من تحيه وتكريم وقد سار هذا الموكب من حول الضيفه العظيمه يقطع الفيافي والقفار مرحله بعد مرحله حتي كانوا علي مقربه من مدينة الفسطاط وهناك علي شاطئ الخليج كان والي مصر مسلمة بن مخلد قد اتخذ منزلا فسيح الأرجاء ليقيم فيه فقدم منزله هذا الي السيده زينب اكراما لها ووفاء بحقها وصلة لرحم جدها صلي الله عليه وسلم وتصوير استقبال السيده زينب في ذلك المنزل الذي أهداه اليها مسلمة بن مخلد الأنصاري جاء بالسند المرفوع الي رقية بنت عامر الفهرى قالت كنت فيمن استقبل السيده زينب لما قدمت مصر بعد المصيبه فتقدم اليها مسلمة بن مخلد الانصاري وعبدالله بن الحارث وأبوعميرة المزني فعزاها مسلمة فبكى وبكت وبكي الحاضرون وقالت ( هذا ماوعد الرحمان وصدق المرسلون ) وقد وافق دخول السيدة الطاهرة مصر بزوغ هلال شعبان وكان قد مضي علي استشهاد شقيقها الامام الحسين رضي الله عنه ستة أشهر وقد أقامت السيدة معززة مكرمة محبوبة من جميع الناس اذ أحس أهل مصر بأن الله قد أنعم عليهم بأعظم نعمه وأكرمهم أعز اكرام اذ خصهم بهذا النور المبين من الأنوار المحمدية يفد اليهم ويستقر فيهم ولهذا كان أبناء مصر رجالا ونساء يفدون الي تلك الدار ملتمسين فيضا عميما من بركات بنت بنت رسول الله وكانوا يحسون بما يحسه زوار السيدة حتي الآن بأنهم يجدون في قلوبهم أنوار تهديهم وتحبب اليهم القرب الي الله وتعودهم السخاء والكرم الذي كانت تعرف به بنت بنت رسول الله وما ذكرناه من قدوم السيدة الطاهرة الي مصر واستقبال الوالي لها ورد في كتاب (أخبار الزينبيات للعبيدلي النسابه وهو من قدامي المؤرخين المحققين وقد توفي سنة 277هجريا وورد أيضا في كتاب المزارت المصرية للمؤرخ المحقق المرحوم الاستاذ حسن قاسم وورد في كتاب الطبقات الكبري للامام الشعراني ج7 قسم 2 ص 197 وذكر ذلك ابن الأثير والطبراني وابن عساكر وابن طولون وذكره الشريف الأزورقاني في كتابه بحر الأنساب وهو من علماء القرن السابع الهجري وذكره الامام السخاوي في كتابه ( أوقاف مصر ) ومما ذكره المؤرخون أن مدة اقامتها في مصر بعد مجيئها اليها عاما أو بعض عام ففي عشية يوم الأحد 14رجب سنة 62 هجريا انتقلت سليلة النور والطهر الي جوار ربها وأنزل جثمانها الطاهر الي المثوي الأخير في نفس المنزل الذي اقامت به والذي جعل مزاراشريفا يؤمه الناس من جميع أقطار مصر ومن غير أقطار مصر فالجميع يجييؤنها مشوقين ويتوسلون بها الي رب العالمين ولما قام الامام المجدد أبوالعزائم رضي الله عنه بزيارة السيدة زينب وقف أمامها وأنشد هذه القصيده في 22 رمضان 1352هجريا أزور المصونة بنت بنت المصطفي لأشهد أنوار النبوة والصفا وأشهد سر الاصطناع وآيه تدل علي الاقبال غيب الاصطفا الي زينب بنت البتول التي بها تشعشعت الأنوار في الجهر والخفا يزورك فرع في اشتياق الي القري قراه اتصال النسبتين لدي الوفا ولي يا بنة المولي الامام بنوة إلي النسبة الأولي وذا الخير ما انتفي نعم انتموا الطهرالميامين والضيا وأبناء خير الرسل التمس الشفا سلام علي بنت الامام وآلها بها يحفظ الرحمان قلبي من الجفا وصلي الله علي سيدنا محمد واله وسلم وأعطنا الخير وادفع عنا الشر ونجنا واشفنا يارب العالمين
......
| |
|