معلومة هامة عن
مدافن الصحابة و التابعين الشهداء الــ 5000 في البهنسا - مركز بني مزار - محافظة المنيا
جاء بمعجم البلدان لياقوت الحموي ، ص376 :
البهنسا: بالفتح ثم السكون وسين مهملة مقصورة. مدينة بمصر من الصعيد الأدنى غربي النيل وتضاف إليها كورة كبيرة وليست على ضفة النيل وهي عامرة كبيرة كثيرة الدخل وبظاهرها مشهد يزار يزعمون أن المسيح وأمه أقاما به سبع سنين وبها برابي عجيبة. ينسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد العطار البهنسي حدث عن يحيى بن نصر الخولاني توفي في شهر ربيع الأول سنة 314، وأبو الحسن علي بن القاسم بن محمد بن عبد الله البهنساي روى عن بكر بن سهل الدمياطي و غيره روى عنه أبو مطر علي بن عبد الله المعافري
مقدمة أو تقرير وجيز عن تاريخ البهنسا و سبب مكانتها في النفوس :
في عام «22 هجرية» أرسل «عمرو بن العاص» جيشا لفتح الصعيد بقيادة «قيس بن الحارث» وعندما وصل إلي البهنسا، كانت ذات أسوار منيعة وأبواب حصينة، كما أن حاميتها الرومانية قاومت جيش المسلمين بشدة، مما أدي إلي سقوط عدد كبير من الشهداء المسلمين، وهو ما كان سببا في قدسية المدينة داخل نفوس أهلها الذين أطلقوا عليها «مدينة الشهداء» تبركًا والتماسًا للكرامات
فقد شهدت البهنسا صفحات مجيدة من تاريخ الفتح الإسلامى لمصر ،حيث يُطلق عليها مدينة الشهداء لكثرة من اسُتشهد فيها خلال الفتح الإسلامى . وقد شرُفت بأن حضرها حوالي 70 من الصحابة البدريين وزوجاتهم وأبنائهم ممن حضروا مع الرسول " صلى الله عليه وسلم " معركة بــدر
البهنسا خاصة التي عليها مدار فضائل السادة الشهداء لأن بتربتها خمسة آلاف صحابي و تابعي ، وفي زيارتها تعظم الأجور
في البهنسا غربا بجوار مسجد «علي الجمام» تقع جبانة المسلمين التي يوجد فيها وحولها عدد كبير من القباب والأضرحة التي تنسب للصحابة والتابعين والعلماء الذين زاروا المدينة في أوقات سابقة، تعرف ما إذا كانت مسجلة ضمن الآثار الإسلامية أم لا من اللوحة التعريفية الموضوعة أمامها
وقد زارها جماعة من العراق مثل بشر الحافي وسري السقطي ومالك بن دينار وسحنون وزارها من أقصى المغرب أبو مدين وشعيب وأبو الحجاج وأبو عبد الله وزارها الفضيل بن عياض
و لأخبار البهنسا و تاريخها الكثير ما يطول ذكره ... فراجعها في بعض كتب التاريخ ، و انما مرادنا هنا ذكر اسامي من استشهد و دفن بها
فضائلها
جاء بكتاب فتوح الشام للواقدي :
كان عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس بعد مكة والمدينة والأرض المقدسة والطور أرض مباركة إلا أرض مصر والبركة هي في الجانب الغربي " . قال : ولعلها البهنسا
وكان علي بن الحسن يقول: إنه ليس بأرض مصر بالوجه القبلي أرض مباركة ولا أكثر بركة من أرض البهنسا
وكان أبو علي النوري إذا أتى أرض البهنسا وأتى الجبانة ينزع ثيابه ويتمرغ في الرمل ويقول: يا لك من بقعة طالما ثار غبارك في سبيل الله
وكان أبو علي الدقاق إذا مر بجبانة البهنسا يقول: يا لك من بقعة ضمت أعضاء رجال وأي رجال طالما عرقت وجوههم في سبيل الله وقتلوا في سبيل الله ومرضاته
وقيل الحسن بن صالح: لم اخترت هذه البلدة على غيرها. فقال: كيف لا آوي إلى بلد أوى إليها روح الله وكلمته "عيسى" وينزل على جبانتها كل يوم ألف رحمة ؟
ولما ولى عبد الله بن طاهر مصر تجهز وأتى إلى البهنسا، فلما قرب من الجبانة "مقابر الصحابة هناك" ترجل عن جواده وترجل من معه .....وكان الوالي عليها عبد الله بن الحسن الجعفري فخرج ماشيا وسلم عليه، ولما وصل إلى الجبانة قال: ((السلام عليكم يا أحياء الدارين وخير الفريقين، ثم التفت إلى أصحابه وقال: إن هذه الجبانة ينزل عليها كل يوم مائة رحمة لو أنها تزف بأهلها إلى الجنة، ومن زارها تتساقط عنه ذنوبه كما يتساقط الورق من على الشجر في يوم ريح عاصف)) . فكان عبد الله بعد ذلك كل يوم يخرج حافيا فيزورها حتى مات ودفن رحمه الله
قال الراوي : حدثني رجل من أرض البهنسا من أهل الخير والصلاح يسمى عبد الرحمن بن ظهير ، قال: كان لي جار مسرف على نفسه ومات ودفن قريبا من الشهداء الذين بالجانب الغربي، فبينما أنا نائم تلك الليلة فرأيته وإذا عليه ثياب من السندس الأخضر وعليه تاج من الجواهر وهو في قبة من نور وحوله جماعة لم أر أحسن منهم وجها ولا ثوبا متقلدين بسيوف وهو بينهم فسلمت عليهم وقلت له: يا هذا لقد سرني ما رأيت من حالك. فقال: يا هذا لقد نزلت بجوار قوم يحمون النزيل في الدنيا من العار، وكيف لا يحمونه في الآخرة من النار وقد استوهبوني من العزيز الغفار غافر الذنوب والأوزار وأسكنني جنات تجري من تحتها الأنهار
قال ذو النون المصري رضي الله عنه
:
كنت في كل سنة آتي إلى البهنسا وأزور الجبانة لما رأيت في ذلك من الأجر والثواب فحصل لي في سنة من السنين عارض منعني من زيارتها، فبينما أنا نائم ليلة من الليالي إذ رأيت رجالا لم أر أحسن منهم وجوها ولا أنقى ثيابا على خيول شهب وبأيديهم رايات خضر ووجوههم تتلألأ أنوارا
فسلموا علي وقالوا: قد أوحشتنا يا ذا النون في هذه السنة وإن لم تزرنا زرناك
.
فقلت لهم: من أنتم
.
فقالوا: نحن الشهداء الأخيار أصحاب محمد المختار بالبهنسا كنا بأرض الروم لنصرة المسلمين على أعداء الله الكافرين فمررنا بك لنسلم عليك وننظر ما سبب انقطاعك عنا
.
فقال ذو النون لهم : في أي أرض أنتم
.
قالوا: نحن سكان جبانة البهنسا ولك علينا حقوق الزيارة لأنك من أهل الإشارة
.
فقال لهم: يا سادتي إني لا أعود وحبل الوصال بيننا ممدود، وما كنت أعلم أنكم تعلمون من زار، وما كنت أظن في نفسي أنني بهذا المقدار
قالو يا ذو النون اما تعلم ان "الشهداء احياء عند ربهم يرزقون" آل عمران169 و بهذا نطق الكتاب المكنون
قال ذو النون : ثم تركوني و مضوا فاستيقظت و في قلبي لهب النار فطوبى لمن زار هؤلاء السادات الاخيار
أسماء من أستشهد و دُفِن بالبهنسا :
زياد بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب القرشي الهاشمي
أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصدّيق التيمي
قال ابن الأثير : ((ي أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق بن أبي قحافة القرشي التيمي)) و قال بموضع آخر : ((وهو المعروف بأبي عتيق القرشي التيمي)) . و قال ابن حجر : ((قال ابن شاهين : كان أسن من عمه))
و قال : ((وقال موسى بن عقبة : "له رؤية" . وقال بن حبان : "رأى النبي صلى الله عليه وسلم"))
و قال ابن الأثير : ((رأى النبي هو وأبوه وجده وجد أبيه أبو قحافة ولا يعلم أربعة رأوا النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الصفة غيرهم)) . و قال بموضع آخر : ((لكلهم صحبة وليست هذه المنقبة لغيرهم)) . و قال ابن عبد البر : ((قال - اي البخاري - حدثنى عبد الرحمن بن شيبة عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم قال قال موسى بن عقبة : ما نعلم أحدا فى الإسلام أدركوا هم وأبناؤهم النبى صلى الله عليه وسلم أربعة إلا هؤلاء الأربعة أبو قحافة وابنه أبوبكر وابنه عبد الرحمن بن أبى بكر وابنه أبو عتيق بن عبد الرحمن بن ابى بكر بن ابى قحافة)) . و قال ابن حجر : ((قال موسى بن عقبة : ليس هذا لأحد من هذه الأمة إلا لهم)) . كذا قال ابن عبد البر
روى عن عائشة رضي الله عنه
قال ابن الأثير : ((وهو والد عبد الله بن أبي عتيق الذي غلبت عليه الدعابة))
و من احفاده عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عتيق ، يروي عن نافع مولى ابن عمر و غيره . و محمد بن عبد الله بن أبي عتيق ، يروي عن الزهري . يروي عنهما سليمان بن بلال مولاهما
و قبته و ضريحه مُقام حتى الآن يُزار بالبهنسا و هو من اشهر مزاراتها . و قد كُتِبَ على لافتة ضريحه (قبر محمد بن عبد الرحمن بن ابي بكر الصدّيق احد ولاة مصر ايام علي بن ابي طالب)!! و هذا خطأ ، فهناك فرق بين محمد بن عبد الرحمن بن ابي بكر شهيد البهنسا حفيد ابي بكر الصديق و بين محمد بن أبي بكر والي مصر ابن ابي بكر الصديق
الإصابة _ القسم الثاني من حرف الميم فيمن له رؤية _ برقم (8311)
أسد الغابة ج5 _ ص106،107 ، ج6 _ ص220،221
الإستيعاب _ ج3 _ ص1374
الإكمال لأبن ماكولا
و أستطعت من خلال كتاب فتوح الشام أن أعرف أيضا أسماء بعض مَن أستشهد و دفن بالبهنسا من الصحابة و التابعين رضي الله عنهم ، و هُم :
سليمان بن خالد بن الوليد المخزومي
كان سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه يُكنّى بأسمه . و هو أشهر مَن أستشهد بالبهنسا ، و قبره معروف هناك إلى الآن يُزار ، و أهل القرية التي بها ضريحه من بني مخزوم أحفاده و نسله رضي الله عنه
عبد الله بن المقداد بن الأسود
ذكره ابن حجر بالإصابة في قسم (من لم يره صلى الله عليه وسلم ولم يرد انه سمع منه صلى الله عليه وسلم لصغره) برقم(6198) و أن أمه هي ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب
و ذكره الواقدي بكتاب فتوح الشام فيمن أستشهد بفتح البهنسا ، و أنه عندما علم الناس بإستشهده هو و سليمان ابن خالد ، حزنوا عليهما و اخذوا يعزوا ابويهما فيهما . بينما ذكر ابن حجر في الإصابة نقلا عن ابن سعد أنه أستشهد بالجمل مع عائشة . لكني اتطلعت على تاريخ خليفة بن خياط فوجدت أنه يذكر ممن أستشهد بمعركة الجمل (معبد بن المقداد بن الأسود) فلعل هذا هو الصحيح ، و أن من قال بأن شهيد الجمل من أبناء المقداد أسمه (عبد الله) فقد وُهِمَ و أن الصحيح أن الذي استشهد بالجمل اخوه معبد ، و يكون عبد الله قد أستشهد بالبهنسا على الأرجح و هو الأشهر
و لزيادة التأكيد فقد راجعت الإصابة بحثا عن معبد بن المقداد فلم اجد ابن حجر يذكر عنه شيئا إلا الإشارة إليه و أن له رؤية و لم يذكره من شهداء الجمل و هو برقم(8336) ، فلعله وُهِم و اختلط عليه أسم أخيه على اسمه . و الله أعلم
عبد الرزاق الأنصاري
ابو مسعود الثقفي
كعب بن نائل السلمي
هاشم بن نوفل القرشي
عمارة بن عبد الدار الزُهري
أبو كلثوم الخزاعي
أبو سليمان الداراني
أبو زياد اليربوعي
صاغر بن فرقد
عبد الله بن سعيد
عبد الله بن حرملة
عبد الله بن النعمان
عبد الرحيم اللخمي
أبو سلمة الثقفي
مالك بن الحرث
أبو سراقة الجهني
أبو حذيفة اليماني
ابن أبي دجانة الأنصاري
أبو العلاء الحضرمي
و هذه صورمن البهنسا ببني مزار
صورة لأرض البهنسا من الناحية الغربية
صورة لبعض مقابر الصحابة و التابعين في البهنسا الغراء
يتبع ان شاء الله