آاسيا .. الملكة المبشرة بالجنة

"آسيا"..
الملكة المبشَّرة بالجنة!

بسم الله الرحمن الرحيم
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
صدق الله العظيم
سورة التحريم-11
اسمها "آسيا بنت مزاحم"، وفي أقوال أخرى "آسية بنت مزاحم" زوجة فرعون موسى أكثر فراعنة التاريخ طغياناً وعتواً.. الفرعون الذي أمر شعبه أن يعبدوه، وقال لهم: "أنا ربكم الأعلى".

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع هن آسية بنت مزاحم، مريم ابنة عمران، خديجة بنت خويلد، فاطمة بنت محمد"
فكيف كانت زوجة عدو الله المتطاول على الذات الآلهية بادعاء الربوبية بقوله أنا ربكم الأعلى مثلاً تتبعه المؤمنات في كل مكان وكل زمان؟؟

تبدأ قصة "آسيا" مع الإيمان بالله الواحد الأحد عندما فرض فرعون الموت على كل وليد ذكر بعد أن أخبره السحرة بأمر النبي الذي سيكون هلاكه على يديه.

فكان مولد "موسى" وقصته المعروفة التى انتهت به يتربى في قصر "فرعون" وفي حضن "آسيا" فألقى تبارك وتعالى الحب والعطف في قلب آسية لإيمانها به سبحانه وتعالى لذا عطفت على موسى الرضيع الذي أطاعت أمه أمر الله وألقته في البحر.

كذلك مكنها تبارك وتعالى أن تقنع فرعون أن يحتفظا بالطفل ليكون لهما ابنا.. قال تعالى على لسان آسية (رضي الله عنها): {قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً}.وهكذا مكن الله تبارك وتعالى لـ"موسى" عليه السلام بالرعاية في قصر عدوه وبالحب في قلب زوجته التي اتخذته ابنا لها.
ظلت الزوجة المؤمنة تحتفظ بقلب مطمئن بالإيمان لا تتأثر بقسوة فرعون وظلمه وجهله وادعائه على الله الكذب بالألوهية.
وعاشت آسية مع فرعون تحاول مقاومة ظلمه للناس في قصر امتلأ بالغالي والثمين من كل شيء وهي لا ترى من هذه الفخامة شيء واكتفت بقلب مؤمن وعقل مقتنع بمعنى بقوله تعالى:
{لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}
وأكد لها هذا المفهوم إيمان السحرة برب "موسى" ووقوفهم في وجهه دون خوف من عقاب .
حتى جاء يوم سمع فرعون الماشطة التي كانت تعتني بجمال "آسية" تقول بأنها تعبد الله الواحد وليس فرعون لذلك ألقاها هي وأولادها في النار فاحترقوا حتى الموت جزاء لكفرها به وإيمانها بغيره .
قالت "آسية" لـ"فرعون": الويل لك ما أجرأك على الله.
فقال لها "فرعون": لعلك اعتراك الجنون الذي اعترى الماشطة.
فقالت: ما بي من جنون لكني آمنت بالله تعالى رب العالمين.
فحذر "فرعون" زوجته من الإيمان بغيره ربا وإلا ينالها العذاب الأليم.
فلما رفضت الكفر بالله والإيمان بـ"فرعون" خرج على قومه وسألهم رأيهم في زوجته فقالوا فيها خيراً فلما أخبرهم بأمرها وقال لهم إنها اتخذت إلها غيره قالوا له اقتلها.
فنصب فرعون وقومه لآسية (رضي الله عنها) مشداً شدوها عليه من يديها وقدميها ووضعوا على ظهرها حجرا وتركوها في الشمس الحارقة.

ولما اشتد عليها العذاب توسلت لله تبارك وتعالى قائلة:
{رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.

وأنزل الله تبارك وتعالى فيها قرآناً كمثل للمؤمنات يقتدين به في الصبر والتمسك بالدين ومجاهدة الكفر وعدم طاعة المخلوق في معصية الخالق.

===================