الهدهد السليماني الاداره
عدد المساهمات : 1979 نقاط : 17045 التفاعل مع الاعضاء : 35 تاريخ التسجيل : 05/11/2010
| موضوع: سيدي معروف الكرخي..رضي الله عنه الأحد سبتمبر 18, 2011 10:23 am | |
|
الحمد لله الذي أطلع في سماوات الوجود كواكباً وبدوراً ، وصير فيها الشمس ضياء والقمر نوراً ، والصلاة والسلام على من أرسله الله تعالى شاهداً ومبشراً ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ، ورضي الله تعالى عن آل بيته الذين أراد الله أن يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيراً ، وعن الأصحاب من كان منهم مهاجراً أو نصيراً ، وعن الأولياء العارفين من كانوا أعلاماً وصدوراً ، وعنا بهم يا من لم تزل محموداً ومشكوراً.
فمن أولياء الله العظام ، الذين كانوا وما زالوا أنوارَ هداية ، ومعالم خير ، تستنير بهم القلوب ، وتزكوا بهم النفوس ، وتعلوا بهم الهمم .
إنه العارف الكبير ، والولي الشهير ، والمجتبى المقرب ، والترياق المجرب ، أبو محفوظ معروف الكرخي بن فيروز ، رضي الله عنه ونفعنا به .
اسمه واسم أبيه:
اتفقت كلمة المؤرخين على أن اسمه معروف .
أما اسم أبيه فقد اختلفوا فيه فقيل فيروزان، وقيل فيرزان ، وقيل: فيروز ، وقيل: علي ، والله أعلم
.
كنيته:
قيل أبو محفوظ ، وقد قيل: أبو الحسن
، والأكثر على أنه أبو محفوظ نسبته:
وأما نسبته: فهو منسوب إلى كرخ بغداد على رأي الأكثرية .
ومنهم من قال كرخ جُدان ، ومنهم من قال كرخ باجدا .
قال ياقوت الحموي: وأما كرخ جُدان: فإنه بليدة في آخر ولاية العراق يناوح خَانِقين عن بعد ، وهو الحد بين ولاية شهرزور والعراق، وإلى هذا الكرخ ينسب الشيخ معروف الكرخي ابن الفيرزان أبو محفوظ، وأخوه عيسى بن الفيرزان حكى عن أخيه ، وقد روي أن معروفاً من كرخ باجدا .
قالوا: وبيته معروف إلى الآن يزار فيها ، وقال أبو بكر الخطيب: إنه من كرخ بغداد واللَه أعلم
.
قال ابن الجوزي: أخبرنا محمد بن ناصر ، عن محمد بن طاهر الحافظ ، قال: سمعت خلف الكرخي ، يقول : نحن من كرخ باجدا ، ومنها معروف ، وبيته يزار إلى اليوم
.
لطيفة:
قال ابن الجوزي: قال بعض الأشياخ : خطر لي يوماً من الأيام اسم معروف الكرخي وكنيته ، فأخذني الطرب ، وقلت : ذر أبو محفوظ معروف جمع له بينهما
.
أخرج الخطيب عن ابن عائشة قال: سمى رجل ولداً له معروفاً ، وكناه بأبي الحسن ، فلما شبَّ قال له: يا بني إنما سميتك معروفاً ، وكنيتك بأبي الحسن ، لأحبب إليك ما سميتك به ، وكنيتك به
قال الصولي فحدثت بهذا الحديث وكيعاً ، فقال لي: يقال إن قائل هذا أبو معروف الكرخي لمعروف
قصته مع مؤدبه وإسلام أهله ببركته
كان أبواه نصرانيان ، فسلَّموا معروفاً إلى مؤدبهم ، وهو صبي ، فكان المؤدب يقول له: قل ثالث ثلاث .
فيقول: بل هو واحد.
فضربه المعلم يوماً ضرباً مبرحاً ، فهرب معروف، فكان أبواه يقولان : ليته يرجع إلينا على أي دين يشاء ، فنوافقه عليه.
ثم أنه اسلم على يدي علي بن موسى الرضا ، ورجع إلى منزله ، ودق الباب .فقيل: من بالباب ؟ فقال: معروف. فقالوا: على أي دين جئت ؟ فقال: على الدين الحنيفي. فأسلم أبواه
قال أخوه عيسى: كنت أنا وأخي معروف في الكتاب وكنا نصارى ، وكان المعلم يعلم الصبيان أب وابن فيصيح أخي معروف أحد أحد ، فيضربه المعلم على ذلك ضرباً شديداً حتى ضربه يوماً ضرباً عظيماً ، فهرب على وجهه فكانت أمي تبكي وتقول: لئن رد الله علي ابني معروفاً لأتبعنه على أي دين كان . فقدم عليها معروف بعد سنين كثيرة فقالت له يا بني على أي دين أنت؟ قال: على دين الإسلام . قالت: أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . فأسلمت أمي وأسلمنا كلنا
أخرج الخطيب عن إدريس بن عبد الكريم قال: هو معروف بن الفيزران ، وبيني وبينه قرابة ، وكان أبوه صائباً من أهل نهربان ، من قرى واسط ، وكان في صغره يصلي بالصبيان ، ويعرض على أبيه الإسلام فيصيح عليه
.
قصة إسلامه كما ذكرها في الروض الفائق :
قال الحريفيش: وكان أبواه نصرانيين وكان معروف في صغره يصلي بالصبيان ، فكان يعرض الإسلام على أبويه فيضجان منه ، فأرسلاه يوماً إلى معلم دينهما ليعلمه فأجلسه قدامه وقال: يابني أنت وأبوك وأمك كم أنتم في العدد؟ فقال: ثلاثة، فقال: قل ثالث ثلاثة .
فصاحت به الغيرة: إياك أن تذكر غيره ، فتهوي في مهاوي الحيرة، واحذر أن تتجاوز من الأحد إلى أحد ، فتضرب بسياط البعد والكمد.
قال معروف: فطاب إسماع هذا الخطاب، ثم رفع الحجاب، وزال الاحتجاب، فرأيت كأساً من المحبة والإخلاص مكتوباً عليه بقلم القبول والاختصاص على الجانب الواحد:
﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِد﴾ [البقرة/163] ، وعلى الجانب الثاني: ﴿لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ [النحل/51] ، وعلى الجانب الثالث: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ [المائدة/73] ، وعلى الجانب الرابع: ﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي﴾ [طه/14] .
فلما شربت ذلك الكأس ذهب عني البأس وزال الغي والالتباس، فغبت في سكرتي ، وطبت في حضرتى، وناديت بلسان فكرتى:
جسدي على حكم الضنى موقوف... أبدا وطرفي بالبكا معروف والقلب حول حماكم ورضاكم... يسعى على قدم الصفا ويطوف وبكم عرفت فكيف تنكر حالتي... والفضل أن لا ينكر المعروف
ئم قال المؤدب: قل ثالث ثلاثة، فقال: بل واحد أحد، فضربه ضرباً مبرحاً ، ثم أحضره وقال له: ثالث ثلاثة، فقال: بل واحد أحد، فضربه أشد من الأول، وأمر أبويه في حبسه في خزانة ، فمكث فيها ثلاثة أيام ، كل يوم يرمون له رغيفاً وشربة ماء، فبكت أمه وقالت لأبيه إن ولدك صغير وأخاف أن يعتريه في هذه الخزانة جنون ، فأَخْرجه منها ، ففتحا عليه الباب فوجد الثلاثة أرغفة لم تكسر، فراوداه على الخروج فأبى، فقالا له: ماتريد بحبسك في الخزانة ؟ فقال: إن الحبيب الذي حبستمانى من أجله وجدته عندي ، فآنسني:
واحد لا شيء يشبهه ... أبداً قلبي يوحده لو رأه الجاحدون له... لرأوا لاشيء يشبهه هو فرد والفؤاد له ... ن جميع الخلق أفرده أنا معروف بإلفته... عيا عذولي كيف أنكره حيثما وجهت فهو معي... هات قل لي كيف أجحده
فلما ألحوا عليه في الخروج خرج وساح على وجهه ، وبقي أياماً لا يأكل طعامً ولا يذوق شراباً، ولا يستظل بجدار، وجعل أبواه ييكيان ويقولان: ليته يرجع إلينا على أي دين شاء ، فنتبعه ونوافقه، فلما كان بعد مدة طرق الباب فقيل: من ؟ قال: معروف، قالا: على أي دين أنت؟ قال: على دين الإسلام ، فخرج إليه أبواه واعتنقاه ، وأقبلا عليه ، وأسلما على يديه
تعالوا بنا نصطلح ... فباب الرضا قد فتح وداووا الفؤاد الذي... بسيف الجفا قد جرح فيا مدعي حبنا... دع الروح ثم انطرح ووحد جمال الحبيب... وقل للعذول استرح
التعليقات العرفانية على حالته الربانية:
قال عبد الله بن صالح : كان أبو محفوظ معروف قد ناداه الله عز وجل بالاجتباء في حال الصبا
قال العروسي: أقول في ذلك دليل على أنه رضي الله عنه كان من المجذوبين، وهم من اصطنعهم الله لنفسه، واصطفاهم لحضرة أنسه وطهرهم بماء قدسه، فحازوا من المواهب ما وصلوا به جميع المراتب بدون كلفة المكاسب والمتاعب قال الأنصاري: هذا من جملة حفظ الله تعالى لأوليائه ، يكره لهم الشر في صغرهم وبحب لهم الخير، وكان من بركة إسلام معروف وفراره إلى ربه تأثير ذلك في أبويه ، حتى لم يجمع الله بينه وبينهما إلا على أحسن الأحوال ، وهذا شأن من فر إليه من محل سخطه أن يرده إليه مكرماً. ومنه ما جرى لموسى عليه الصلاة والسلام لما فر من فرعون كلمه ربه ورده إليه رسولاً ، وما جرى لنبينا صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة مهاجراً مكنه ربه ورده إليها فاتحاً مالكاً قاهراً
قال العروسي: اعلم أن العناية قد سبقت له، ولذا قد فر هارباً من الضلال لتحصيل طريق الهدى، حيث وفقه الله للرحلة، والسفر في طلبه تعالى، وهو درجات الأول من السفر هو رفع حجب الكثرة عن وجه الوحدة ، وذلك نهاية هذا السفر،
وهو ما صار له رضي الله تعالى عنه، ونهاية السفر الثاني هو رفع حجاب الوحدة عن وجوه الكثرة العلمية الباطنية، ونهاية السفر الثالث هو زوال التقييد بالضدين الظاهر والباطن بالحصول في عين أحدية الجمع ، والسفر الرابع عند الرجوع من الحق إلى الخلق في مقام الاستقامة، وهو أحدية الجمع، والفرق بشهود اندراج الحق في الخلق ، واضملال الخلق في الحق حتى يرى عين الوحدة في صور الكثرة، وصور الكثرة في عين الوحدة فافهم
قال العروسي: أقول: والسر قي كل ذلك إنما هو سابقة العناية، وإنما المظاهر أمارات فالله سبحانه وتعالى لا يحرمنا سبق عنايته، ويحفظنا بمتابعة خير بريته إنه جواد كريم
ثناء أهل العلم والمعرفة عليه رضي الله عنه وعنهم
قال ابن حبان: معروف الكرخي أبو محفوظ من عباد أهل العراق وقرائهم ممن له الحكايات الكثيرة في كرامته واستجاب دعائه من رفقاء بشر بن الحارث
.
قال السلمي:ومنهم معروف الكرخي، و هو أبو محفوظ، معروف بن فيروز ، و يقال: معروف بن الفيرزان ، و يقال: معروف بن علي، وهو من جلة المشايخ وقدمائهم ، والمذكورين بالورع والفتوة ، كان أستاذ سرى السقطي ، صحب داود الطائي ، وقبره ببغداد ظاهر ، يستشفي به، ويتبرك بزيارته
قال أبو نعيم: ومنهم الملهوف إلى المعروف عن الفاني مصروف ، وبالباقي مشغوف ، و بالتحف محفوف ، وللطف مألوف، الكرخي أبو محفوظ معروف. وقيل: «إِنَّ التَّصَوُّفَ التَّوَقِّي مِنَ الأَكْدَارِ، وَالتَّنَقِّي مِنَ الأَقْذَارِ
قال الخطيب البغدادي: معروف بن الفيرزان أبو محفوظ ، العابد المعروف بالكرخي ، منسوب إلى كرخ بغداد ، كان أحد المشتهرين بالزهد ، والعزوف عن الدنيا ، يغشاه الصالحون ، ويتبرك بلقائه العارفون ، وكان يوصف بأنه مجاب الدعوة ، ويحكى عنه كرامات
.
قال المعافى: المعروف من كنية معروف الكرخي أبو محفوظ ، واسم أبيه الفيرزان ، وكان من المعروفين بالصلاح في دينه ، مشهوراً بالاجتهاد في العبادة والورع والزهادة ، فكان الناس في زمانه وبعد مضيه لسبيله يتحدثون أنه مستجاب الدعوة ، وله أخبار مستحسنة جمعها الناس ، تشتمل على أخلاقه وسيرته
.
قال ابن المنادى: كان بالجانب الغربي من بغداد أبو محفوظ معروف بن الفيرزان ، ويعرف بالكرخي ، وربما قيل العابد ، وكان أحد المشتهرين بالصلاح والعبادة والعقل والفضل قديماً وحديثاً إلى أن توفى ببغداد في سنة مائتين ، وكان قد سمع طرفاً من الحديث
قال الخطيب: ودفن في مقبرة باب الدير ، وقبره ظاهر معروف هناك ، يُغْشَى ويزار
قال القشيري: ومنهم أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي ، كان من المشايخ الكبار ، مجاب الدعوة ، يستشفي بقبره. يقول البغداديون : «قَبْرُ مَعْرُوفٍ تِرْيَاقُ مُجَرَّبُ» ، وهو من موالى عليٍّ بن موسى الرضا ، رضي الله عنه ، مات سنة مائتين ، وقيل: سنة إحدى ومائتين ، وكان أستاذ السري السقطي ، وقد قال له يوماً: إذا كانت لك حاجه إلى الله فأقسم عليه بي
قال محمد ابن أبي يعلى: معروف بن الفيرزان أبو محفوظ العابد المعروف بالكرخي ، منسوب إلى كرخ بغداد ، وكان أحد المشهورين بالزهد والعزوف عن الدنيا ، يغشاه الصالحون ويتبرك بلقائه العارفون ، وكان يوصف بأنه مجاب الدعوات ، وحكي عنه كرامات
.
قال ابن الجوزي في المنتظم: معروف بن الفيرزان ، أبو محفوظ ، ويعرف بالكرخي ، نسبة إلى كرخ بغداد ، كان أهله نصارى ، وكان صبياً في المكتب يقول معلمهم: أب وابن. فيصيح: أحدٌ أحدٌ ، وكان من كبار الزاهدين في الدنيا ، والعارفين لله ، المحبين له ، وكان له كرامات
قال عبد الله بن صالح: كان أبو محفوظ معروف قد ناداه الله عز وجل بالاجتباء في حال الصبا
قال الذهبي: معروف الكرخي، علم الزهاد ، بركة العصر ، أبو محفوظ البغدادي ، واسم أبيه فيروز ، وقيل: فيرزان
وقال أيضاً: القدوة الزاهد معروف الكرخى أبو محفوظ صاحب الأحوال والكرامات
.
وقال في تاريخ الإسلام:هو زاهد العراق ، وشيخ الوقت .
وقال أيضاً: وكان عديم النظير زهداً وعبادةً .
قال ابن خلكان : معروف الكرخي: أبو محفوظ معروف بن فيروز، وقيل الفيروزان، وقيل علي، الكرخي الصالح المشهور، وهو من موالي علي بن موسى الرضا
قال ابن الملقن: معروف بن فيروز الكرخي، أبو محفوظ. أحد السادات، مجاب الدعوة، أستاذ سرى
قال في النجوم الزاهرة:
زاهد الوقت معروف بن الفيرزان، وقيل: ابن فيروز أبو محفوظ، وقيل: أبو الحسن، من أهل كرخ بغداد؛ كان إمام وقته وزاهد زمانه
ثم قال: ومناقب معروف كثيرة، ؛زهده وصلاحه مشهور، نفعنا الله ببركته
قال اليافعي: الولي الكبير العارف بالله الشهير المجتبي المقرب ، الترياق المجرب ، مطلع الأنوار ومنبع الأسرار ، مظهر الآيات ومقر الكرامات العلية والأحوال السنيه ، أبو محفوظ معروف الكرخي، من موالي علي بن موسى الرضا ، وكان مشهوراً بإجابة الدعوة ، وأهل بغداد يستسقون بقبره ، ويقولون: قبر معروف ترياق مجرب
وكان السري تلميذه ، فقال له يوماً: إذا كانت لك حاجة إلى الله تعالى فأقسم عليه بي
قال ابن العماد: معروف الكرخي أبو محفوظ ، صاحب الأحول والكرامات ، كان من موالي علي بن موسى الرضى
.
قال المناوي: وكان شيخ السلسلة وهو أستاذ السري السقطي ولم يكن في العراق في زمنه من يربي المريدين مثله ، حتى كان جميع المشايخ بعرفون في ذلك فضله
قال الشعراني: ومنهم أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي رضي الله تعالى عنه ، وهو من جملة المشايخ المشهورين بالزهد ، والورع ، والفتوة ، مجاب الدعوة ، يستسقى بقبره ، وهو من موالي علي بن موسى الرضا رضي الله عنه ، صحب داود الطائي رضي الله عنه ، ومات ببغداد ودفن بها سنة مائتين ، وقبره ظاهر يزار ليلاً ونهاراً رضي الله عنه
قال ابن عابدين: معروف الكرخي بن فيروز، من المشابخ الكبار، مجاب الدعوة: يستسقي بقبره ، وهو أستاذ السري السقطي، مات سنة مائتين
قال النبهاني: أبو محفوظ معروف الكرخي ، إمام الصوفية ، ولأحد أفراد الأمة المحمدية ، وشهرته تغني عن كثرة الثناء عليه.
قال الوتري: ومنهم شيخ الطريقة إمام الحقيقة الترياق المجرب ، بركة الرجال الشيخ معروف الكرخي رضي الله عنه ، هو من موالي الإمام الأعظم علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم عليهما السلام ، تخرج بالإمام الرضا ولبس خرقته وتشرف بصحبته ، وصحب الطائي وأخذ عنه ، وانتمى إليه , وإليه انتمى أئمة المشايخ في عصره
.
ثناء سفيان بن عُيينة:
أخرج أبو نعيم ، والخطيب ، عن إسماعيل بن شداد قال: قال لنا سفيان بن عيينة: من أين أنتم ؟ قلنا: من أهل بغداد .
قال: ما فعل ذلك الحبر الذي فيكم ببغداد ؟ قلنا: من هو ؟ قال: أبو محفوظ معروف . قلنا: بخير، قال: «لا يزال أهل تلك المدينة بخير ما بقي فيهم»
ثناء عبد الوهاب الوراق:
أخرج الخطيب ، وابن عساكر ، عن عبد الوهاب قال: ما رأيت أزهد من معروف ، ولا أخشع من وكيع ، ولا أقدر على ترك شهوة من بشر بن الحارث ، ولا أتقى لله في لسانه من إبراهيم بن أبي نعيم
أخرج الخطيب ، عن محمد بن مخلد قال: قرئ على الحسن بن عبد الوهاب وأنا أسمع قال: سمعت أبي يقول: قالوا: إن معروفا الكرخي يمشي على الماء ، لو قيل لي: إنه يمشي في الهواء لصدَّقْتُ
وفي المناقب لا بن الجوزي ، عن عبد الصمد بن حميد ، قال : سمعت عبد الوهاب الوراق يقول : ما رأيت أزهد من معروف ومن ثناء الرهبان عليه
ثناء الإمام أحمد عليه:
وذكر سيدي معروف الكرخي في مجلس الإمام أحمد ، فقال بعض من حضر: هو قصير العلم .
فقال الإمام أحمد: أمسك عافاك الله ، وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف
كان الإمام أحمد بن حنبل يقول: معروف الكرخي من الأبدال ، وهو مجاب الدعوة
.
وقال الإمام أحمد للمروذي: إذا أخبرت عن معروف بشيء من أخبار السماء فاقبله
و عن عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه قال: قلت: لأبي هل كان مع معروف شيء من العلم فقال لي: يا بني كان معه رأس العلم ، خشية الله تعالى
تردد الإمام أحمد وابن معين عليه:
أخرج البيهقي في الشعب ، والخطيب في تاريخه ، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال: جاء يحيى بن معين إلى أبي يوماً فقال له : يا أبا عبد الله قد أحببت ملاقاة معروف الكرخي وسماع كلامه ، لكن رأيت أن تصل جناحي فنمضي جميعاً ، قال : أخشى أن تؤذيه ، قال : لست أوذيه ، فمضينا إليه ، فلما رأى معروف أبي عظَّمه ، وكرَّمه ، ورحَّب به ، وتحادثا طويلاً ، فلما أراد الانصراف قال له يحيى بن معين : أي شيء في معنى سجدتي السهو ؟ ولم جعلت
؟ ولم جعلتا في الصلاة فقال له مسرعاً : «عقوبة للقلب عافاك الله إذا سها لِمَ سها عن الله عز وجل وهو بين يدي الله » .
فقال له أبي : يا أبا زكريا هذا من علمك؟ هذا في كتبك وكتب أصحابك؟
وعند الخطيب قال: جاء يحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل يكتبان عنه ، وكان عنده جزء عن أبي خازم ، - كذا قال بن رزق ولعله عن بن أبي خازم - قال: فقال يحيى: أريد أن أسأله عن مسألة ، فقال له احمد دعه فسأله يحيى عن سجدتي السهو فقال له معروف عقوبة للقلب لم أشتغل وغفل عن الصلاة فقال له احمد بن حنبل هذا في كيسك.
قال الغزالي:
وكان أحمد بن حنبل رضي الله عنه ، ويحيى بن معين ، يختلفان إلى معروف الكرخي ، ولم يكن في علم الظاهر بمنزلتهما ، وكانا يسألانه ، وكيف وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قيل له كيف نفعل إذا جاءنا أمر لم نجده في كتاب ولا سنة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «سلوا الصالحين واجعلوه شورى بينهم» ولذلك قيل علماء الظاهر زينة الأرض والملك ، وعلماء الباطن زينة السماء والملكوت
| |
|
رابعه المصرية مشرف عام
عدد المساهمات : 2051 نقاط : 18968 التفاعل مع الاعضاء : 45 تاريخ التسجيل : 06/11/2010
| موضوع: رد: سيدي معروف الكرخي..رضي الله عنه الأحد سبتمبر 18, 2011 1:12 pm | |
| الله الله الله يا سيدي الهدهد
جزاك الله كل خير
واسمح لي ان نزور جميعا عبر منتدانا سيدي وحبيبي معروف الكرخي قدس الله سره [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وهذه غرفة الانعاش الروحي كما كان يسميها قدس الله سره[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وهذه البئر التي كان يشرب منها قدس الله سره [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]رضي الله عنه وقدس سره ونفعنا بعلمه وامدنا بانواره يارب
سلمت الايادي سيدي الهدهد امدك الله بمدد رسول الله صلي الله عليه وسلم وال بيته وجميع اولياء الله رضوان الله عليهم | |
|
الهدهد السليماني الاداره
عدد المساهمات : 1979 نقاط : 17045 التفاعل مع الاعضاء : 35 تاريخ التسجيل : 05/11/2010
| موضوع: تتممة ..... الأحد سبتمبر 18, 2011 2:08 pm | |
| بارك الله فيك أختي رابعة على انعاشك للموضوع المتواضع وهذه تممة بعون الله
خوفه من الله رضي الله عنه
وقال عبد الوهاب الوراق: ما رأيت أحداً أخوف لله عز وجل من معروف الكرخي
أخرج أبو نعيم عن أبي بكر بن أبي طالب قال: دخلت مسجد معروف ، وكان في منزله فخرج إلينا ونحن جماعة ، فقال: السلام عليكم ورحمة الله ، فرددنا عليه السلام ، فقال: حياكم الله بالسلام ، ونعمنا وإياكم في الدنيا بالأحزان ، ثم أذن ، فلما أخذ في الأذان اضطرب وارتعد حين قال: أشهد أن لا الله إله إلا الله ، فقام شعر حاجبيه ولحيته حتى خفت أن لا يتم أذانه، وأنحنى حتى كاد أن يسقط
وعن يحيى بن جعفر قال رأيت معروفاً الكرخي يؤذن فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله ، رأيت شعر لحيته وصدغيه قائماً كأنه زرع
وكان معروف الكرخي إذا استيقظ من منامه يمسح على وجهه بيده ويقول : الحمد لله الذي لم يغير صورتي في صورة كلب أو خنزير لسوء أدبي
وكان معروف الكرخي رضي الله عنه يقول: والله إني لأنظر إلى أنفي في كل يوم كذا وكذا مرة ، مخافة أن يكون قد اسود من سوء ما أتعاطاه ، وكان كثيراً ما ينظر في المرآة إذا قام من النوم ، وربما حسس على وجهه بيده ويقول: أخاف أن يكون الله عز وجل قد حول وجهي وجه خنزير.
أخرج أبو نعيم عن أبي محفوظ معروف، قال: سمعت بكراً يعني ابن خنيس يقول: كيف يكون تقياً من لا يدري من يتقي ؟ ثم قال معروف: إذا كنت لا تحسن تتقي أكلت الربا، وإذا كنت لا تحسن تتقي لقيتك امرأة لم تغض بصرك ، وإذا كنت لا تحسن تتقي وضعت سيفك على عاتقك ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمحمد ابن مسلمة: «إِذَا رَأَيْتَ أُمَّتِي قَدْ اخْتَلَفَتْ ، فَاعْمَدْ إِلَى سَيْفِكَ فَاضْرِبُ أُحُدَاً» . ثم نظر معروف إلى جوف الدهليز الذي هو على بابه جالس وقال: ينبغي لنا أن نتقيه، ثم قال: و صحبتكم معي من السخاة إلى ها هنا كان ينبغي لنا أن نتقيه أليس جاء في الحديث «فِتْنَةٌ لِلْمَتْبُوعْ ، وَذِلَّةٌ لِلتَّابِعِ» من كراماته رضي الله عنه
قصة السفرجلة
عن سعيد بن عثمان ، قال: كنا عند محمد بن منصور الطوسي يوماً وعنده جماعة من أصحاب
الحديث وجماعة من الزهاد ، وكان ذلك اليوم يوم الخميس ، فسمعته يقول: صمت يوماً وقلت: لا آكل إلا حلالاً ، فمضى يوم ولم أجد شيئاً فواصلت اليوم الثاني واليوم الثالث والرابع حتى إذا كان عند الفطر قلت: لأجعلنَّ فطري الليلة عند من يزكي الله طعامه ، فصرت إلى معروف الكرخي ، فسلمت عليه وقعدت حتى صلى المغرب ، وخرج من كان معه في المسجد ، فما بقي إلا أنا وهو ورجل آخر ، فالتفت إلي فقال: يا طوسي، قلت: لبيك، فقال لي: تحول إلى أخيك فتعشَّ معه.
فقلت في نفسي: صمت أربعةً وأفطر على ما لا أعلم.
فقلت: ما بي من عشاء ، فتركني ثم رد علي القول ، فقلت: ما بي من عشاء.
ثم فعل ذلك الثالثة، فقلت: ما بي من عشاء فسكت عني ساعة، ثم قال لي: تقدم إلي.
فتحاملت وما بي من تحامل من شدة الضعف ، فقعدت عن يساره ، فأخذ كفي اليمنى فأدخلها إلى كمه الأيسر، فأخذت من كمه سفرجلة معضوضة ، فأكلتها ، فوجدت فيها طعم كل طعام طيب، واستغنيت بها عن الماء.
قال: فسأله رجل كان معنا حاضراً: أنت يا أبا جعفر ؟ قال: نعم، وأزيدك أني ما أكلت منذ ذلك حُلواً ولا غيره إلا أصبت فيه طعم تلك السفرجلة.
ثم التفت محمد بن منصور إلى أصحابه، فقال: فقال: أنشدكم الله إن حدثتم بهذا عني وأنا حي
طي المسافات
عن محمد بن منصور قال: مضيت يوماً إلى معروف الكرخي ثم عدت إليه من غد فرأيت في وجهه أثر شجة ، فهبت أن أسأله عنها وكان عنده رجل أجرأ عليه مني ، فقال له: يا أبا محمد كنا عندك البارحة ومعنا محمد بن منصور فلم نر في وجهك هذا الأثر ، فقال له معروف: خذ فيما ينتفع به ، فقال له أسألك بحق الله ، قال: فانتفض معروف ثم قال له: ويحك وما حاجتك إلى هذا مضيت البارحة إلى بيت الله الحرام ، ثم صرت إلى زمزم ، فشربت منها ، فزلت رجلي فبطح وجهي للباب ، فهذا الذي ترى من ذلك قال العروسي: في هذه الحكاية الإشارة إلى أن من دام على الاستقامة ثبتت له الكرامة، ولك أن تقول لا كرامة غير الاستقامة ثم قال: ذلك من قبيل طي البعيد ، وهو نوع من الكرامة كبسط القليل من الزمان.
قال محمد بن منصور الطوسي: جئت مرة إلى معروف الكرخي ، فعض على أنامله وقال: هاه لو لحقت أبا إسحاق الدولابي كان ها هنا الساعة سلم عليَّ ، فذهبت أقوم فقال لي: اجلس لعله قد بلغ منزله بال
قال الخطيب: قال أبو العباس بن مسروق: وكان أبو إسحاق الدولابي من جلة الأبدال أبو إسحاق الدولابي ، من أهل الري كان يقال إنه من الإبدال ، صاحب كرامات ، ورد بغداد زائرا معروف الكرخي أعطه فكذلك طُلب له
أخرج الخطيب عن أبي العباس المؤدب قال: حدثني جار لي هاشمي في سوق يحيى ، وكانت حاله رقيقة ، قال: ولد لي مولود فقالت لي زوجتي: هو ذا ترى حالي وصورتي ولا بد لي من شيء أتغدى به ، ولا يمكنني الصبر على هذا الحال فاطلب شيئاً ، فخرجت بعد عشاء الآخرة فجئت إلى بقال كنت أعامله ، فعرفته حالي وسألته شيئاً يدفعه لي - وكان له علي دين - فلم يفعل ، فصرت إلى غيره ممن كنت أرجو أن يغير حالي فلم يدفع إلي شيئاً ، فبقيت متحيراً لا أدري إلى أين أتوجه فصرت إلى دجلة فرأيت ملاحاً في سمارية ينادي فرضة عثمان ، قصر عيسى ، أصحاب الساج ، فصحت به فقرب إلى الشط فجلست معه وانحدر بي ، فقال: إلى أين تريد؟ فقلت: لا أدري أين أريد . فقال: ما رأيت أعجب أمراً منك تجلس معي في مثل هذا الوقت وانحدر بك وتقول لا أدري أين أتوجه . فقصصت عليه قصتي فقال لي الملاح: لا تغتم فأني من أصحاب الساج ، وأنا أقصد بك إلى بغيتك إن شاء الله ، فحملني إلى مسجد معروف الكرخي الذي على دجلة في أصحاب الساج ، وقال: هذا معروف الكرخي يبيت في المسجد ويصلي فيه ، تطهر للصلاة وأمض إليه إلى المسجد وقص عليه حالك ، وسله أن يدعو لك، ففعلت ودخلت المسجد ، فإذا معروف يصلي في المحراب فسلمت ، وصليت ركعتين ، وجلست فلما سلم ردَّ علي السلام وقال لي: من أنت رحمك الله فقصصت عليه قصتي وحالي ، فسمع ذلك مني ، وقام يصلي ، ومطرت السماء مطراً كثيراً ، فاغتممت وقلت كيف جئت إلى هذا الموضع ومنزلي بسوق يحيى وقد جاء هذا المطر وكيف أرجع إلى منزلي؟ واشتغل قلبي بذلك ، فبينا نحن كذلك إذ سمعت صوت حافر دابة ، فقلت: في مثل هذا الوقت حافر دابة ، فإذا هو يريد المسجد ، فنزل ودخل المسجد وسلم وجلس ، فسلم معروف وقال: من أنت رحمك الله؟ فقال له الرجل: أنا رسول فلان وهو يقرأ عليك السلام ويقول لك: كنت نائماً على وطاءٍ وفوقي دثار ، فانتبهت على صورة نعمة الله علي ، فشكرت الله ووجهت إليك بهذا الكيس تدفعه إلى مستحقه . فقال له: ادفعه إلى هذا الرجل الهاشمي . فقال له: إنه خمسمائة دينار . فقال له: أعطه فكذلك طُلب له . قال: فدفعها إلي فشددتها في وسطي وخضت الوحل والطين في الليل حتى صرت إلى منزلي ، وجئت إلى البقال فقلت له: افتح لي بابك ففتح فقلت هذه خمسمائة دينار قد رزقني الله ، فخذ ما لك علي وخذ ثمن ما أريد . فقال لي: دعها معك إلى غد وخذ ما تريد . فأخذ مفاتيحه وصار إلى دكانه ودفع إلي عسلا وسكراً وشيرجاً وأرزاً وشحماً وما نحتاج إليه وقال لي: خذ فقلت لا أطيق حمله . فقال لي: أنا أحمل معك فحمل بعضه وحملت أنا بعضه ، وجئت إلى منزلي والباب مفتوح ، ولم يكن منها نهوض لغلقه ،وقد كادت تتلف - يعني زوجته- فوبختني على تركي إياها على مثل صورتها ، فقلت لها: هذا عسل وسكر وشيرج وجميع ما تحتاجين إليه . فسرى عنها بعض ما كانت تجده ، ولم أعلمها بالدنانير خوفاً أن تتلف فرحاً فلما أصبحنا أريتها الدنانير وشرحت لها القصة ، واشتريت بها عقاراً نحن نستغله ونعيش من فضله ومن غلته ، وكشف الله عنا ما كنا فيه ببركة معروف الكرخي يتبع
عدل سابقا من قبل الهدهد السليماني في الأحد سبتمبر 18, 2011 2:28 pm عدل 1 مرات | |
|
الهدهد السليماني الاداره
عدد المساهمات : 1979 نقاط : 17045 التفاعل مع الاعضاء : 35 تاريخ التسجيل : 05/11/2010
| موضوع: تتممة........ الأحد سبتمبر 18, 2011 2:09 pm | |
| لو زدتنا لزدناك
أخرج الخطيب ، عن بن شيرويه قال: جاء رجل إلى معروف الكرخي فقال: يا أبا محفوظ جاءني البارحة مولود ، وجئت لأتبرك بالنظر إليك . قال: اقعد عافاك الله ، وقل مائة مرة ما شاء الله كان . فقال الرجل . فقال: قل مائة أخرى .فقال: قال له: قل مائة أخرى حتى قال له ذلك خمس مرات، فقالها: خمسمائة مرة . فلما استوفى الخمسمائة مرة ، دخل عليه خادم أم جعفر زبيدة ، وبيده رقعة وصرة ، فقال له: يا أبا محفوظ ستنا تقرأ عليك السلام وقالت لك: خذ هذه الصرة وادفعها إلى قوم مساكين . فقال له: ادفعها إلى ذلك الرجل ، فقال له يا أبا محفوظ فيها خمسمائة درهم . فقال: قد قال خمسمائة مرة ما شاء الله كان ، ثم أقبل على الرجل فقال: يا عافاك الله لو زدتنا لزدناك
مر عافاك الله وقل ما شاء الله كان
أخرج الخطيب ، عن بن شيرويه قال: كنت عند معروف الكرخي ، إذ أتاه ضرير فشكا إليه الحاجة ، فقال له: مر عافاك الله ارجع إلى عيالك ، وقل ما شاء الله كان . قال: فمضى الضرير ومعه قائد يقوده ، فلما بلغ إلى قنطرة المعبدي إذا براكب يركض خلفه ويقول له: مكانك يا ضرير فدفع إليه صرة ومرَّ فقال الضرير: لمن يقوده انظر إيش هي ، فإذا هي دنانير قال: فارجع إلى الشيخ وبشره . قال: فرجع إلى الشيخ ليبشره فلما دخلا على معروف قال له معروف: لم رجعت وقد قضيت الحاجة ، مر عافاك الله وقل ما شاء الله كان
المجرى بلا دراهم
أخرج أبو نعيم ، عن عيسى أخي معروف الكرخي ، قال: قلت لمعروف الكرخي أخي: لو قعدت على الدقيق لأمضي في حاجة، فقال لي: شرط أن لا أمنع سائلاً، قلت: نعم، وأنا أظن أنه يعطي الكف والأكثر والأقل، قال: فرجعت فإذا هو قد تصدق بشيء كثير، ما بين المكوك والزيادة. قال: فاحمرت وجنتاي، فلما نظر إلى قال: لست عائداً إلى هذا الموضع ، فلما تقدمت إلى الصندوق فاذا المجرى بلا دراهم
الدراهم في الصندوق
أخرج الخطيب ، عن سعيد بن عثمان قال: قلت لأخ لمعروف إن الناس يتحدثون عن عرسٍ كان لكم ، وأنكم سألتم معروفاً أن يقعد على الدكان حتى ينقضي عرسكم ، فقعد والسؤال حواليه ففرق الدقيق ، فاغتممتم بذلك ، وسألتموه عن الدقيق فقال: لا تغتموا أنظروا كم ثمن دقيقكم هو في الصندوق . فقال لي: قد كان بعض هذا . فقلت له: أصبتم دراهم في الصندوق كما قال الناس؟ قال: نعم
الزورق يجدف نفسه
أخرج الخطيب عن أبي شعيب قال: قال لي معروف: كنت ليلة في المسجد فإذا بصوت من ذلك الجانب يقول لملاح علي ثلاثة أطفال ، وقد خرجت من غدوة وليس عندهم شيء ، خذ من قوتنا من هذا الخبز وعبِّرني فأبى عليه ، فنزلت إلى الشط إلى زورق فقعدت في الزورق ، فضربت يدي إلى المجداف فلم أحسن ، فجعل الزورق يجدف نفسه ، وليس أرى أحداً ، حتى عبرت ، فعبرت بالرجل ، وقعدت عند المجداف ، والمجداف يجدف نفسه حتى أوصلته إلى منزله
يمشي على الماء
أخرج الخطيب عن محمد بن مخلد قال: قرئ على الحسن بن عبد الوهاب وأنا أسمع قال: سمعت أبي يقول: قالوا: إن معروفا الكرخي يمشي على الماء ، لو قيل لي: إنه يمشي في الهواء لصدقت قال أبو بكر بن الزيات: سمعت ابن شيرويه قال: كنت أجالس معروف الكرخي كثيراً لا ، فلما كان ذات يوم رأيت وجهه قد خلا ، فقلت له: يا أبا محفوظ بلغني أنك تمشي على الماء . فقال لي: ما مشيت قط على الماء ، ولكن إذا هممت بالعبور جمع لي طرفاها فأتخطاها أخرج الخطيب عن أبي العباس أحمد بن يعقوب قال: وبلغني أنه قيل له: يا أبا محفوظ إنك تمشي على الماء! قال: هو ذا الماء ، وهو ذا أنا مطر في يوم صائف
أخرج الخطيب عن يعقوب بن أخي معروف قال: قالوا لمعروف: يا أبا محفوظ لو سألت الله أن يمطرنا قال وكان يوماً صائفاً شديد الحر ، قال: ارفعوا إذاً ثيابكم ، قال: فما استتموا رفع ثيابهم حتى جاء المطر دعاؤه لرد الغائبين
أخرج أبو نعيم والخطيب عن أبي سليمان الرومي قال: سمعت خليلاً الصياد وكفاك به قال: غاب ابني إلى الأنبار فوجَدَت أمه وَجْدَاً شديداً ، فأتيت معروفاً فقلت له: يا أبا محفوظ غاب ابني فوجَدَت أمه وَجْدَاً شديداً قال: فما تشاء؟ قلت: تدعو الله أن يرده عليها . فقال: «اللهُمَّ إنَّ السَّمَاءَ سماؤُك ، وَالأَرضَ أرضُك ، وَمَا بَيْنَهُمَا لَكَ ، فَأْتِ بِهِ».
قال خليل: فأتيت باب الشام فإذا ابني قائم منبهر ، فقلت: يا محمد فقال: يا أبتي الساعة كنت بالأنبار
أخرج أبو نعيم عن محمد بن عمرو بن مكرم الثقة قال: حدثني أبو محمد الضرير جار مردويه الصائغ قال: أرسل إلى مردويه فأتيته، فقال: إن ابني قد غاب عنا منذ أيام وقد ضيقوا على النساء لما يبكين فاغد بنا إلى معروف، قال: فغدوت أنا وهو إلى معروف فسلم عليه وهو في المسجد، فقال معروف: ما الذي جاء بك يا أبا بكر؟ قال: إن ابني قد غاب عنا منذ أيام، وقد ضيقوا على النساء لما يبكين، قال: فقال معروف: «يا عالماً بكل شيء، ويا من لا يخفي عليه شيء، ويا من علمه محيط بكل شيء، أوضح لنا أمر ذا الغلام» ، ثلاث مرار، قال: ثم انصرفنا من عنده، قال: فلما أن أصبحت قبل صلاة الفجر إذا رسول مردويه جاءني يدعوني، فقلت: إيش الخبر؟ فقال: قد جاء الغلام، فجئت فإذا الغلام قاعد بين يدي مردويه، فقال لي: اسمع العجب، قال فقال الغلام: كنت أمشي بالكوفة فأتاني نفسان فأخذا بيدي فأخرجاني من الكوفة، ، و قالا: امض إلى بيتكم، فلم أقعد ، ولم آكل ، ولم أشرب ، ومررت ببئر تسع أو قال تسعين ثم رأيتهما فلم يتحركا حتى أتيتكم. فأطعموني، فإني ما أكلت شيئا حتى جئتكم..........
| |
|