[color=blue]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه
لقد اشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الى القدوه الحسنه لمن بعد الصحابه الى ان تقوم
الساعه من ال البيت المطهرين والعتره المحمديه .. ولقد اعلن عليه الصلاة
والسلام عن الميراث المحمدى , والذى تركه من بعده للأمه اذ قال صلى الله
عليه وسلم ( انى تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور
فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ) . فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال(واهل
بيتى , اذكركم الله فى اهل بيتى , اذكركم الله فى اهل بيتى , اذكركم الله
فى اهل بيتى ) وفى روايه (ان اللطيف اخبرنى انهما لام يفترقا حتى يردا على
الحوض , فانظروا بما تخلفونى فيهما )
ان هذا الحديث
ليحمل جانباً هاماً من جوانب العقيده الاسلاميه وهى نقطة تحول من النظريه
الى التطبيق .. من الميراث النظرى الى الميراث العملى من الثابت الى
المتحول الذى يريد ان يأخذ دورة فى دنيا الناس وعند الله
فنحن
مكلفون بالاقـتضاء الفعلى بمن يحل حلال القراءن ويحرم حرامه من العتره
المحمديه الذين ورثوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . أولياء لله وعارفون –
الذين ما نالوا البشرى فى الدنيا والاخره الا لكمال متابعتهم للرسول صلى
الله عليه وسلم . فتخلقوا باخلاقه , واقتدوا به فى كل العبادات والمعاملات ,
ووهبوا قلوبهم لربهم , واستعذبوا الصعب حبا فيه سبحانه وطلباً لرضاه ,
فصفوا قلوبهم من الاقدار , وهذبوا نفوسهم من الاغيار , فوصلوا الى مقام
الاحسان , فكانوا أدلاء على الله يصلحون الخلق عليه بما وهبهم الله به من
تمام التوفيق والسعادة فكانوا من جمله اهل الحسن وزيادة.
فالورثه المحمديون هم الذين يداوون امراض الارواح بنظرة او بكلمه , ويعالجون ظلمة
القلب بشعاع نورانى , فهؤلاء قال الناس فيهم قد مضى عهدهم , ولكن والله لن
يخلوا الوقت منهم ابداً حتى يأتى امر الله . وقد قالوا " جد صادقاً تجد
مرشداً " والمرشد هو الشيخ المربى , إذ أنه هو الذى يعاهدك على طاعة الله
ورسوله , ويريك عيوب نفسك , ويساعدك بدعائه المستجاب وروحه المشرقة على
التخلص منها , ويعينك فى السلوك الى الله على بصيرة وإلا تعرضت لفتنه
الشيطان والنفس إذا سلكت وحدك .
هذا وكل
بيعه وعهد حدثت بعد النبى صلى الله عليه وسلم فهو تجديد لبيعته عليه الصلاة
والسلام , وبيعته صلى الله عليه وسلم بيعه لله تعالى , قال سبحانه ( إن
الذين يبايعونك إنما يبايعون الله , يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث
على نفسه , ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً ) –الفتح10—
وقال تعالى ( واوفوا بالعهد ان العهدكان مسئولا ) –الاسراء 34
والوفاء بالعهد هو الصدق مع الشيخ المربى ومن ثم صدق مع الله ورسوله لنوال الغايات من رضى وسلوك و........[/color]