المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34098 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: نور الانس بالله الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 3:56 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نور الانس بالله
خلق الله العباد . . روحاً وجسد . . فالجسد من تراب والروح نفخة من الرحمن . .
وسعادة الجسد فيما يصلحه من طعام وشراب وصحة وعافية . . وسعادة الروح فيما يصلحها من دين وأدب . .
ولأن الجسد مخلوق من تراب .. فما يصلحه ملتصق بالتراب !! ولأن الروح نفخة من الرحمن فلا يصلحها إلاّ ما كان من جهته . . . " "وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا " " فالروح لا تسعد إلاّ بالروح !!
ومن أسعد جسده ولم يسعد روحه فهو الشقيّ !! والسعيد من يجتهد في إسعاد روحه . .
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته : : : أتعبت جسمك فيما فيه خسران أقبل على الروح واستكمل فضائلها : : فأنت بالروح لا بالجسم إنسان الإبتلاءات قد تتعب الجسد . . لكنها تسمو بالروح .. ( هكذا هي حياة المؤمن ) .
مرة يصعد عبد الله بن مسعود على شجرة فتلعب الريح بساقيه فيضحك الصحابة من دقّة ساقيه وكيف لعبت بها الريح . . فيقول صلى الله عليه وسلم : " "أتعجبون من دقّة ساقيه لهي عند الله أثقل من جبل أحد " !!" إنها ليست ثقيلة في خَلقتها . . بل لما فيها من الروح المؤمنة الطاهرة !!
يقول احد الصالحين يا بني إذا تلذّذت الروح لا يبالي الجسد بالتعب !!
فما ألذّ السعادة . . حين تشرق الروح بالأنوار . . وتتألّق بفيوضات بالأسرار . .
قال شيبان الراعي لسفيان الثوري : عُُدّ منع الله لك عطاءً ، فإنه لم يمنعك بخلاً إنما منعك لطفاً !!
ما هذه النفس . .التي تعيش هذاالإيمان .. وهذاالرضا ؟!
لو يرجع التاريخ للوراء .. لنشقّ عن صدر خبيب بن عدي وهو يصلب في أرض مكة لنرى ماذا كان يشعر وهو يصلي عند خشبة الصلب ركعات لله عزوجل ؟!
كم يستوقفني حديث : " "أرحنا بها يا بلال " . . " الذي يُشعرك حقاً أن المتعة والراحة والسعادة هي في هذا الدّين والتقرّب به إلى رب العالمين . .
[ منظار أخر ]
يقول الله عز وجل
{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } (7) سورة الروم
وهذا ما يلتبس على كثير من الناس اليوم ، فيظن الكثير أن السعادة هي في علوم الحياة الدنيا من التكنولوجيا والتطور والتحرر التي وصل إليها الغرب ، والذي ينظر بعين بصيرة إلى حياتهم يجد أن حياتهم ليس فيها طعم سعادة حقيقية أو وهمية ...
والناظر إلى هذه الدول يعلم ما وصلوا إليه من التقدم والتكنولوجيا لكن في الحقيقة ليس هناك أي طعم لابتساماتهم وضحكاتهم والذي عاش بقرب منهم يعرف حقيقة النكد والمشاكل التي يعيشون فيها .. حياة بهيمية لا استقرار فيها ... الأب يطرد ابنته اذا وصلت إلى 18 عام من البيت لتنفق على نفسها من أي طريق ..
الابن لا يعرف امه التي تعيش في الريف بصحبة كلب إلا في عيد الأم إن تذكرها فيرسل لها وردة حياة عهر وصخب وتحرر ... ووالله الذي لا إله إلا هو إنهم لفي حياة ضنك وإن ضحكوا علينا بابتساماتهم الصفراء في شاشات الإعلام وعلى صفحات الجرائد ألم يقل الله {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (124) سورة طـه حتى المسلم العاصي المعرض عن ذكر الله فإنه يجد من الضنك بقدر بعده عن الله ... أما المؤمن الحق فوالله ليجدن السعادة الحقة في مصلاه ، وبين صفحات مصحفة وعند مناجاته لربه ،،،
والفقر وعدم الزواج والمشاكل التي تصيب الإنسان في الدنيا في ظني أنها ليست مقياس للسعادة ولك أن تنظر إلى أسعد من وطأ الثرى صلى الله عليهم وسلم ، فولد يتيماً وسبه الكفار وشتموه اتهموه بالجنون ، حاصروه في الشعب ثم طردوه ، ومع ذلك كان سيد السعداء صلى الله عليه وسلم ، سعادة يجدها ويتذوقها عندما كان يصف قدميه في المحراب حتى تتشقق ..
ولله در القائل الباحث عن السعادة
فليتك تحلو والحياة مريـرةوليتك ترضى والأنام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامروبيني وبين العالمين خـراب إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب
يقول سفيان الثوري رحمه الله تعالى :
والله انا في سعادة لو علمها أبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف!
وذلك لتقواهم وورعهم وقربهم وانسهم بالله...
ومن تأمل السعادة في أسبابها وجد لديه الكثير منها . عيبنا أننا نبحث عما ينقصنا وإن كان قدراً مقدوراً ونغفل عما بين أيدينا من نعم ابحث عن السعادة في المقابر تجد أنك حي ترزق ابحث عنها في المشافي تجد أنك صحيح معافى انظر إلى من ضل وانكب على وجهه تجد أنك تمشي على صراط مستقيم . [ وقليل من عبادي الشكور ] نمضي وقتنا في انتظار وأسف على ما مضى وانقضى رب ليل بكيت منه **** فلما صرت في غيره بكيت عليه ننسى أن نتنعم بما نملك من أسباب السعادة وحين نلمس سبباً للسعادة نعلق به فيفقد توازننا فتمسي سعادتنا تعاسة أحياناً نحذف أنفسنا من قائمة السعداء ، فتغدو حياتنا سلسلة من المآسي بما كسبته أيدينا !السعادة فرحة بالطاعة ، وتبصر بالنعم التي نملكها واستثمار لها وحسن ظن بالله واستغلال لما في الكون من ذخائر وتوازن بين المطالب وتواصل مع أهل النوائب . رزقنا الله السعادة وجعلنا من اهل الحسنى وزيادة .
فعقولنا إن لم تبلغنا الجنان .. فحياتنا ليست حياة بل ممات بأبي معشر تجافوا عن الدنيا فخلوا لئامها والسؤلا يشهد الليل انهم حين يغشى لا يقوموا الى الصلاة كسالى هكذا حال من يروم المعالي هكذا هكذا وزالا فلا لا كلمات من القلب الى القلب تكتب بماء الذهب لو وعينا
المحبة للمصطفى | |
|