القطب الشيخ الجليل احمد رضوان

نسبه ونشأته رضي الله عنه


نسبه -رضي الله عنه-:

هو السيد أحمد بن السيد محمد بن السيد أحمد بن السيد محمد بن السيد رضوان بن السيد يونس بن السيد محمد بن السيد عبد الله بن السيد سليمان بن السيد عامر الصغير بن السيد سليمان بن السيد الحسن بن السيد محمد بن السيد عامر الكبير بن السيد يس بن السيد رضوان بن السيد محمد بن السيد نافع بن السيد سرور بن السيد ملاك بن السيد محمد بن السيد عبد الرازق بن السيد شرف الدين بن السيد أحمد بن السيد على الهاشمي بن السيد شهاب الدين بن السيد أحمد بن السيد شرف الدين بن السيد عبد الرازق بن قطب الوجود سيدي عبد القادر الجيلاني أبى صالح بن السيد موسى بن السيد عبد الله الجيلى بن السيد يحيى الزاهد بن السيد داود بن السيد عبد الله المحض بن السيد الحسن المثنى بن سيدنا الحسن بن إمام الأولياء والصديقين سيدنا الإمام علي بن أبى طالب كرم الله وجهه.


أما نسبه من جهة أمه- رضي الله عنه-:

فهي السيدة عائشة بنت السيد أحمد القراشي بن السيد محمد بن السيد حمد بن السيد بدران بن السيد حمد بن السيد محمد بن السيد عبد الله القراشي بن السيد علي بن السيد غنيم بن الشريف أحمد قراش بن الشريف قريش بن الأمير عبد الله بن الأمير يوسف بن الأمير عبد العزيز بن الخليفة أبو جعفر منصور المستنصر بالله بن الخليفة أبو نصر محمد الظاهر بأمر الله بن الخليفة أبو العباس أحمد الناصر لدين الله بن الخليفة أبو محمد الحسن المستضئ بالله بن الخليفة المظفر يوسف المستنجد بالله بن الخليفة أبو عبد الله محمد المقتفي لأمر الله بن الخليفة أبو العباس أحمد المستظهر بالله بن الخليفة أبو القاسم عبد الله المقتدر بأمر الله بن السيد محمد الذخيرة بن الخليفة أبو جعفر عبد الله القائم بأمر الله بن الخليفة أبو العباس أحمد القادر بأمر الله بن الخليفة أبو إسحاق إبراهيم المنقى لله بن الخليفة أبو الفضل جعفر المقتدر بالله بن الخليفة أحمد المعتضد بن الخليفة أبو أحمد الموفق طلحة بن الخليفة جعفر المتوكل بن الخليفة محمد أبو إسحاق المعتصم بالله بن الخليفة هارون الرشيد بن الخليفة محمد المهدي بن الخليفة عبد الله أبو جعفر المنصور بن الإمام محمد المهدي بن الإمام علي السجاد بن حبر الأمة وترجمان القرآن البحر سيدنا عبد الله بن العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.




مولده- رضي الله عنه-:

ولد -رضي الله عنه- بقرية البغدادي مركز الأقصر محافظة قنا، في الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول عام 1313هـ الموافق السابع عشر من شهر سبتمبر عام 1895م



والده -رضي الله عنه-:

نشأ -رضي الله عنه- في رحاب أسرة شريفة كريمة صالحة، وفى أحضان والد عالم عارف تقي نقي ورع.وكان والده رضي الله عنه زاهداً في دنياه، منشغلاً بربه منقطعاً إليه، يعبد الله ويحب رسوله-صلى الله عليه وسلم- ويكرم أهل العلم والدين، هو مولانا العارف بالله الشيخ محمد رضوان- رضي الله عنه-، يقول مولانا العارف بالله الشيخ أحمد رضوان -رضي الله عنه- حاكياً عن والده:

كان والدي لا يُبقي لنا شيئاً للباكر وذلك عملاً بالسُنة النبوية، وما أدركت حاله ولا مثله، لأنه كان يحب الفقراء، وكان يفرح عندما يبيت وليس عنده شيء ويقول: الآن نحن في عداد الصالحين. كان له قبر في البيت يبيت فيه إلى الفجر وكان يقول لنفسه: (إذا أرجعتُكِ للدنيا فاتق الله).

وقد أدركت أقواماً قدموا إلى بيتنا كانوا على حالة مع الله، وما سمعت والدي يذكر الدنيا قط ولا يلفظ باسمها في مجلس له وكان يقول: إن ذكر الدنيا على ألسنة الصالحين في المجلس فيه تشكيك لبعض الحاضرين في المجلس، فإن من كانت دنياه في قلبه حُجبت يداه عن الخير، واستثقل من عنده، فمقته الله. وكان إذا جاءته هدية يقسمها على أصحابه ولا يزيد لنفسه شيئاً منها على أحدهم فيقولون له: لا فضل لك لأنك تقسم ما يرزقك به الله؛ فيقول: والله مالي من فضل في ذلك والفضل كله لله.

كان والدي- رضي الله عنه- إذا دُعي لطعام أخذ معه الخبز ويقول: إن معظم طعام أهل هذا الزمن فيه شبهة.

وكان -رضي الله عنه- إذا جاءت الدنيا قال هكذا وهكذا... فيصرفها في يومها. وكان لا ينام الليل، وكان يصلي في قبره فإذا جاء الفجر خرج منه وأذن للصلاة وصلى، وكان يسجد في السَحر ويقول في سجوده "يا رب هل أنا مثل ما يظن بي الناس"؟. وكانت أمي تبكي لبكائه، وكان يقول ذلك كل سَحر ونبكي جميعاً.

وكان أقاربه يقولون له: لا شغل لك طوال الليل والنهار غير البكاء؟! فصبر على ما بدا منهم حتى ألان الله قلوبهم.

كان والدي -رضي الله عنه- الشيخ محمد رضوان؛ في الأربعة والعشرين ساعة لا يتناول إلا مد يد واحدة، ولا يتناول غيرها حتى لقي الله، وما رأيته نام الليل قط، وما رأيته عاب أحداً في مجلسه قط، وما رأيته ضحك قط، وما رأيته صافح عمدة ولا سار في الطريق الذي يؤدي إلى منازلهم قط، وكان مجلسه مجلس حُزن، ورأيته يبتسم عند خروج روحه فقط.

وكان يقول لي: يا أحمد لا تكن لك شهية في العلم، فإنه وسيلة إليه، فإذا وصلت فاترك العلم. وكان يقول دائماًً: اللهم لا تجعل رزقنا على هذه البلاد التي نحن فيها فنجوع، واجعل رزقنا عليك أنت يا نعم المولى ويا نعم النصير.اهـ



نشأته- رضي الله عنه-:

فى رحاب هذه الأسرة الشريفة الكريمة الصالحة ، وفى أحضان هذا الوالد العالم العارف بالله, نشأ مولانا العارف بالله الشيخ أحمد رضوان .

وقد عهد به والده إلى كُتاب القرية فحفظ كتاب الله في صغره، وقرأ كتب الفقه والتوحيد على شيخه الشيخ حامد أحمد جبال , وقد شهد له الجميع في صغره بذكاء واضح، وتعلق بجده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان مالكي المذهب ولم يقف عنده بل تفقه على المذاهب الأربعة وكان يفتي بها, وقد شهد له الجميع في صغره بذكاء واضح، وبتعلق بجده رسول الله- صلى الله عليه وسلم-, فكان منذ صغره يتخذه قدوة وأسوة حتى شب على ذلك وترعرع، فلقد بدأ حياته -رضي الله عنه- بالطاعة لله ولرسوله واتباع النبي- صلى الله عليه وسلم- في قوله وفعله وحاله.

كان والده يوقظه قبل الفجر بساعة في السَحر، فيقول مولانا: كنت أصلي عشر ركعات، ثم أقرأ ورد السَّحَر لسيدي البكري، ثم أصلي الصبح، ثم أقرأ الحزب ثم ورد الستار لسيدي يحيي الباكوني، ثم بعض الأوراد إلى أن تحل النافلة فأصلي الضُحى ثم أقضي بعض الشئون ، ثم أقرأ العلم؛ أقرأ نحوًا وفقها وحديثا وتفسيرًا وتصوفًا، وأصلي الخمس في جماعة بالمسجد بالبغدادي.

وكان وردي في صغري سبعة آلاف مرة أصليها على النبي-صلى الله عليه وسلم.

وقال في موضع آخر:

عشت آكل من كسب يدي، كنت أصلي الصبح ثم أذهب لأعمل في الأرض، و أصلي الظهر جماعة والعصر جماعة، ثم أذهب للعلم؛ أقرأ نحوًا وفقها وحديثا وتفسيرًا وتصوفًا، ثم أفطر المغرب و أستريح إلي أن أصلي العشاء، وبعد ذلك أتسحر ثم أذهب إلي المسجد.



عمله وزهده:

هذا، إلى جانب عمله بالزراعة طلباً للرزق حتى لا يكون عالة على أحد، فكان رضي الله عنه يعمل بالشادوف في الأيام الشديدة الحرارة وهو صائم، ذاكراً ومصلياً على النبي -صلى الله عليه وسلم- وفتح الله عليه بالعلم الرباني بفضله وكرمه وجوده، فكانت خلوته تسبيحاً وذكراً، وعمله عِبرة وعظةً، زاهداً في دنياه وكان لا يتعجل الرزق ولا يأبه بكثرته، فالكل عنده سواء ويكون -رضي الله عنه- أشد فرحاً عندما لا يجد شيئاً في بيته، تأسياً بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وحتى يكون مشاركاً للفقراء والمساكين الذين لا يجدون شيئاً، وكان -رضي الله عنه- يبيت الليلة والليلتين بالجوع ولا يسأل أحداً .



مذهبه وطريقته :

كان الشيخ رضوان الله عليه مالكي المذهب , لكنه درس كتب الأئمة الأربعة وأفتى على المذاهب كلها كما أشرنا قبل ذلك, وأخذ منهجه في التصوف من الطريقة السمانية , عن والده -رضي الله عنه-، ثم أخذ الطريقة الخلوتية عن الشيخ أبى القاسم بحجازة، ثم أخذها على يد العارف بالله الشيخ محمد عبد الجواد الدومي، ثم جددها على يد خليفة الشيخ الدومي العارف بالله الشيخ محمد الرملي , والطريقة الخلوتية خلاصة ما تحويه الطرق جميعا، لأنها شاركت في الأركان من جوع , وسهر , وعزلة وصمت وملازمة ذكر، واختصت بأشياء لم توجد في غيرها يقول الشيخ مخلوف في ذلك " احتوت الطريقة الخلوتية على أكثر من ثلاثمائة آية كل يوم وليلة من كتاب الله تعالى ", ولم تكن الطريقة عند شيخنا إلا منهجا تربويا لتربية المريدين، ومسلكا قويما للتعريف بما في الإسلام من سماحة وحب ونقاء وخير.



انتقاله إلى الرفيق الأعلى:

اشتد المرض على مولانا الشيخ أحمد رضوان آخر حياته، وكان آخر ما نطق به مولانا الشيخ قول {لا إله إلا الله، محمد رسول الله}. وبعدها أسلم الشيخ روحه إلى بارئها بالقاهرة، يوم الأحد الثالث من شهر ربيع الأول عام 1387هـ الموافق العاشر من شهر يونيو عام 1967م، فتم تغسيله بحضور العلماء، وقام بالصلاة عليه الشيخ محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية، وتم نقل الجسد الطاهر إلى مقره الأخير بالبغدادي عن طريق القطار وهناك تمت الصلاة عليه ثانية، وقام بالصلاة عليه الشيخ أحمد عبد المالك بناء على وصيته -رضي الله عنه- في مقره الأخير في مسجد ساحته، ثم دفن في مقامه المبارك في مشهد مهيب لم يشهد صعيد مصر مثله، وقد نعته الصحف، وحزن الأحباب لفراقه حزنا شديدا.