قصيدة الروضة الشريفة لسيدي الشيخ " عبد الله بن أبي بكر البغدادي "
بنُورِ رسول الله أشْرَقَتْ الدُّنا=فَفِي نُورِهِ كُلُّ يَجِئ ويَذْهَبُ
بَراهُ جَلاَلُ الحقِّ للخَلْقِ رَحْمَةً=فَكُلُّ الوَرَى في بِرِّه يَتَقَلَّبُ
... بَدَا مَجْدُهُ مِنْ قَبْلِ نَشْأةِ آدَمٍ=وَأسْمَاؤهُ فِي العَرْشِ مِنْ قَبْلُ تُكْتَبُ
بِمَبْعثه كُلُّ النَبِيِّينَ بَشَّرَتْ=وَلاَ مُرْسَلٌ إلاَ لَهُ كَانَ يَخْطُبُ
بِتَوْرَاةِ مُوْسَى نَعْتُهُ وَصِفَاتُهُ=وَإنْجِيلُ عِيسَى بِالمَدَائحِ يُطْنَبُ
بَشِيرٌ نَذِيرٌ مُشْفِقٌ مُتَعَطِّفٌ=رَؤوفٌ رَحِيمٌ مُحْسِنٌ مُتَأدِّبُ
بِأقْدَامِهِ في حَضْرَةِ القُدْسِ قَدْ سَعَى=رَسولٌ لَهُ فَوْقَ المَنَاصِبِ مَنْصِبُ
بِأعْلَى السَّمَا أمْسَى يُكَلِّمُ رَبَّهُ=وَجِبْرِيلُ نَاءٍ وَالحَبِيبُ مُقَرَّبُ
بِعِزَّتِه سُدْنَا على كَلِّ أمَّةٍ=وَمِلَّتُنَا فِيهَا النَّبِيُّونَ تَرْغَبُ
بِهِ مَكَّةٌ تُحْمَى بِهِ البَيْتُ قِبْلَةٌ=بِهِ عَرَفَاتٌ نَحْوَهَا النُّجُبُ تُجْذَبُ
بِرَيَّاهُ طَابَت طَيْبَةٌ وَنسِيمُهَا=فَمَا المِسْكُ مَا الكَافُورُ رَيَّاهُ أطْيَبُ
بَهِيٌّ جَمِيلُ الوَجْهِ بَدْرٌ مُتَمَّمٌ=صَبَاحُ رَشَادٍ للضَّلالَةِ مُذْهِبُ
بِمَنْ أنْتَ يَا حَادِي النِّيَاقِِ مُزَمْزِمٌ=أرَى القَوْمَ سَكْرَى وَالغَيَاهِبَ تَلْهَبُ
بُدُورٌ بَدَتْ أمْ لاَحَ وَجْهُ محمدٍ=وَصَهْبَاءُ دَارَتْ أمْ حَدِيثُكَ مُطْربُ
بِأرْوَاحِنَا رَاحَ الحجِيجُ وَكُلُّنَا=نَشَاوَى كَأنَّ الرَّاحَ في الرَّكْبِ تُشْرَبُ
بِأوْصَافِهِ الحُسْنَى تَطِيبُ قُلُوبُنَا=وَتَهْتَزُّ شَوْقاً وَالرَّكَائِبُ تَطْرَبُ
بِطَيْبَةَ حَطَّ الصَالِحُونَ رِحَالَهُم=وأصْبَحْتُ عَنْ تِلْكَ الأماكِنِ أحْجَبُ
بِذَنْبِي بِأوْزَارِي حُجِبْتُ بِزَلَّتِي=مَتَى يُطْلَقُ العَانِي وَطَيْبَةُ تَقْرُبُ
بِذُلِّي بِإفْلاَسِي بِفَقْري بِفَاقَتِي=إلَيْكَ رَسُولَ الله أصْبَحْتُ أهْرُبُ
بِجَاهِكَ أدْرِكْنِي إذَا حُوسِبَ الوَرَى=فَإنِّي عَلَيْكُم ذَلِكَ اليَوْمَ أحْسَبُ
بِمَدْحِكَ أرْجُو الله يَغْفِرُ زَلَّتِي=وَلَوْ كُنْتُ عَبْداً طُولَ عُمْرِي أذْنِبُ
رحم الله ساداتنا عليهم رضوان الله
تحياتى