مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى ( قطوف )(العزيز) و (الملك ) في قصة سيدنا يوسف او لفظ ( فرعون ) في
قصة موسى عليه السلام هى وصف دقيق جدا اختص به كتاب الله في صدق العرض التاريخي فلم يوجد في التوراة هذه الدقة في القصص
فالمصريون القدامى كانوا يفرقون بين الملوك الذين يحكمونهم فيها إذا كانوا مصريين أو غير مصريين
ان كان غير مصري فانه يسمى (الملك)
وان كان مصريا يسمى (فرعون)
والملك الذي كان في زمن يوسف هو من الهكسوس الذين يحكمون مصر في تلك الفترة
والملك الذي كان في زمن موسى كان مصريا فاسماه القراءن ( فرعون )
كذلك لفظ ( السيد ) للزوج ولعلها هى نفس الدلالة الموجودة حاليا ( سي السيد )
رأيتهم لي ساجدينفي بداية السورة ضرورة تعهد الأب أبنائه
بالتربية ويتعهد الابن الذي له استعداد فطري
للتعلم ومن يتوسم فيه النجابة والفهم وليس هذا
تفرقة بين الابناء لأن ملكات الناس تختلف من
شخص لأخر مع عدم اظهار الاعتناء للاخوة
لانه قد يولد البغض والحسد فنخطئ حيث اردنا الصواب
ونتعلم من السورة ان الرؤيا الصالحة هى من الله فسيدنا يوسف رأى رؤيا حق و أمره أبوه ألا يقص الرؤيا على اخوته ومنها نتعلم الاستعانة على قضاء الحوائج بالكتمان .. وقد فهم سيدنا يعقوب تأويل هذه الرؤيا فأبناء سيدنا يعقوب 12 ولقد رأى سيدنا يوسف اخوته وعددهم احدى عشر يسجدون له وهم :
رأوبين .. شمعون .. جاد .. لاوي .. يهوذا .. نفتالي .. دان .. أشير .. يساكر .. زبلون .. بنيامين
وهم الاسباط
والشيطان يدخل بين الاخوة ان ظهرت النعمة على احدهم وقد يفضي الى القتل وهذا ماحدث رغم طلب يعقوب من ابنه عدم قص الرؤية
( وكذلك يجتبيك ربك ) فنعلم ان الاصل الطيب والتربية الصالحة تولد طيبا
تكونوا من بعده(اقتلوا يوسف او اطرحوه ارضا يخل لكم وجه ابيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين)
تكونوا من بعده قوم صالحين
وهذا من تبييت التوبة بعد الفعل
أي حين نقول اقترف ذنبا والله غفور رحيم
وهذا غير جائز ابدا في الشريعة الاسلامية
فلانقل اعمل ذنبا ثم أتوب لأن فيه جرأة على الله بالذنب ثم التألي على الله بالقول انه سيغفر ذنبك لتعهده بغفران الذنوب وانه يقبل التوبة عن عباده متناسين ان الله قد يملي لك وفي هذا أكبر الوهم وان التسويف من عمل الشيطان
ويكفي من عظيم الذنب الجرأة على الله
فان كان جهرا صرت ممن يحبون ان تشيع الفاحشة
وان كان في خلوة خوف الناس فقد جعلت الله اهون الناظرين
وأخاف أن يأكله الذئبنتعلم منها ان الانسان لايلقن عدوه حجة
ابدا قد يستفيذ منها
فما قاله سيدنا يعقوب استخدمه اولاده
ضده فقالوا لابيهم اننا ذهبنا لنستبق فأكل الذئب أخونا
فأن ظن بإنسان سوء كان لابد من الاحتياط منه وعدم تلقينه ماقد يستفاذ منه ضدك
وهم جاؤ أباهم عشيا أي في الظلمة كي لاينكشف كذبهم من وجوههم ولكن كان لابد ان يفتضح الانسان الممثل والمختفي وراء اشياء فهم رموه في البئر واخذوا قميصه ولطخوه بالدم وأتوا به الى اباهم وهم يبكون وقد قيل ان سيدنا يعقوب فهم الكذبة حين لم يجد أثر تمزيق على القميص رغم وجود الدم وقد يصح ان نطلق عليها وصف " لاوجود لجريمة كاملة " والقراءن أكد ذلك حين قال فأكله الذئب ولم يقل أفترسه ومن عادة الذئب الإفتراس
والإفتراس ويفترض مع الافتراس التمزيق لذك قال اكله وفي هذا تكذيب لهم
وهنا عمل سيدنا يعقوب بالقرينة دون الشهود وهو جائز شرعا
مفتاح الفرجقال بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل
قيل الصبر الجميل هو الصبر الذي لاشكوى معه
والعفو الجميل هو العفو الذي لاعتاب معه
وليس للصبر قيمة جزاء معروفة بل تركها الله في جميع اياته مبهمة بدون توضيح لكي يكون الجزاء يوم القيامة اكمل وأتم
ويوم القيامة سينادي منادي اين الذين اجرهم على الله
والصبر نوعان
صبر على ماتكره وصبر عما تحب
صبر على الطاعات
وصبر عن المحارم
والمصابرة هى المداومة والاصطبار تحمل مشاق الصبر وذكر الصبر في القراءن تسعون مرة
والصبر من خاصية الانسان فهو ليس في الملائكة لكمالها وليس في البهائم لجهلها
والصابرون على اربعة اوجه:
صبر على البلاء وهو منع النفس من التسخيط من الهلع والجزع
صبر على النعم وهو تقييدها بالشكر وعدم الطغيان
وصبر على الطاعة بالمحافظة والدوام عليها
وصبر على المعاصي بكف النفس عنها
ويكفي معية الله مع الصابر ..ان الله مع الصابرين ... وحب الله : والله يحب الصابرين
وشروه بثمن بخس ذُكر الثمن 11 مرة في كل القراءن الكريم
دائما يصفه الله من عنده بأنه اما بخس او قليل
الا في اية الوصية في سورة المائدة
" شهادة بينكم اذا حضر أحدكم الموت" وهو امر متعلق بمصالح الناس فجاءت بدون ثمن او عوض
وفي قصة يوسف
(شروه بثمن بخس ) أي باعوه
والبخس فيه نوع من الظلم والقليل نادر لاقيمة له
وكانوا فيه من الزاهدين أي الثمن ولو قالوا كانوا من الزاهدين لتوهم البعض ان الزهد صفة فيهم
وفي اللغة
باع: اعطى شئ واخذ ثمنه
إبتاع : اخذ حاجة ودفع ثمنها
ومع ايات الله والدنيا والكفر فالله يصف ثمنها انها قليل أي مهما اخذت من ثمن فلن يكون الا قليل
وبيع الحرواكل ثمنه من الاثم
وراودتهكانت مصيبته انه اجتمعت عليه اشياء
دفعة واحدة وكلما كان الابتلاء اكبر كان عظيم الجزاء
فهو في بيتها وهى سيدته ثم انها غلقت الابواب وهو ليس غريبا في الدار بحيث يشك فيه احد
ثم انها من شجعته على هذا والمبادرة كانت منها .. وهو شاب ودواعي الزنا في الشباب اكثر من غيره .. خصوصا ان دعته امراة لذك كان من الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة ..وهو كان عبدا والعبد لايخشى الفضيحة عكس الحر ..وهي قد هددته بالسجن
لكن الله معين اوليائه والمستعينين به
وقضية المراودة يشترك فيها ثلاثة
الشاهد من اهلها وقد برئه وشهادة القريب ضد قريبه اقوى وادل
والشيطان ايضا برئه
وامراة العزيز حين قالت الان حصحص الحق
وفوق الجميع الله رب العالمين
ان كيدكن عظيم
والبعض يستدل بها دوما على كيد المرأة وانها اقوى كيدا من الشيطان الذي وصفه الله بالضعف
لكن
كيد الشيطان كان امام الله فوصفه بالضعف
اما كيد المرأة فكان امام بشر وان كان نبي فهو ضعيف لذلك وصفه الله بالعظمة
وايضا نلاحظ كيدها مع يوسف ومع بني جنسها
وسرعة وصول النبأ السئ بين الناس لان هناك من له اخلاق ذبابية لاتنزل الا على الجرح ولاترى الا العفن وسرعان ماانتشر الخبر في المدينة وتقطيع النساء اصابعهن كان دليل على جمال يوسف فالصقوا وصفه بالملائكة
وفي اختيار سيدنا يوسف السجن على المعصية دليل على وجوب صبر المسلم على البلاء الى ان يُحدث له الله امرا
( السجن احب لي ) ودخل السجن متيقنا بمعية الله وبان فرجه قريب والمنحة داخل المحنة
ودخل معه السجن رجلين عرفا فيه الصلاح اول مارأوه فالصلاح سيمة في وجه المؤمن يعرفها المؤمن الصابر .. وقد افتاهم في رؤياهم وفي هذا قد يكون ان تفسير الرؤية هو افتاء والمفروض ان لايقوم به الا عالم متيقن من علمه ومانراه اليوم من تفسير للرؤيا مع كل من هب ودب هو افتراء
ففسر لهم رؤياهم ودعاهم الله بسؤاله هل الله خير ام ارباب متفرقون؟
ولابد من الاستفاذة من المواقف حين الدعوة الى الله
وبالفعل كان الفرج من عند الله وحده وبدون واسطة
ونسى يوسف فعل اخوته فيه ولم يذكره لهم ابدا
فقال لهم
" لاتتريب عليكم " وقد كان فعل الرسول صلى الله عليه وسلم
" اذهبوا فأنتم الطلقاء "وحتى الذين هدر الرسول دمهم يوم القيامة ابلغهم علي بن ابي طالب ان يقولوا له تاالله لقد أثرك الله علينا فقال لهم الرسول الكريم فورا لاتتريب عليكم
كان في قميص يوسف ثلاث ايات
حين عرف به ابوه ان اخوته كاذبين
فلم يجد فيه اثر لانياب الذئب
وحين شاهد شاهد من اهلها فقال ان كان قميصه قد من دبر او من قبل
وحين بعثه لأبوه
كي يرتد اليه بصرهاللهم اغفر لنا ولاباءنا واجداننا
واخواننا واخواتنا
ولمن علمنا
واحفظنا فانت خير الحافظين
وارحمنا فانت ارحم الراحمين
" قال صلى الله عليه وسلم :
يا أبا ذر أحكِم السفينة فإنّ البحر عميق
وخفِّـفِ الحمـلَ فإنَّ العقبـةَ كَؤُود
وأكثـرِ الزاد فإن السـفر طـويـل
وأخلـصِ العمـلَ فإن الناقـدَ بصير.......
الأربعاء ديسمبر 14, 2011 5:01 am
