أهل المحبة ، هم أهل القرب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله

نحمدك يا من جلّت صفاته عن الإحصاء

اللهم صلّ على سيدنا محمد

عبدك ورسولك النبيّ الأميّ الطاهر الزكيّ

وعلى آله وصحبه وسلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هم أهل المحبة ، هم أهل القرب ، هم الذين "يحبهم ويحبونه "

للمحبة نار تحرق كل ما سوى المحبوب وللشوق نار لا تنطفئ إلا إذا ظفر المحب باللقاء

تكلم المحبين من حال وجدهم فقالوا في المحبة ما قالوا ،وترنم الشعراء وتغنوا بوصف حالات من الحب والهيام

وكلها تدور حول "الحب الإلهي " الذي يبقى العبد فيها في معاناة من نار المحبة والأشواق لا يهدأ حتى يصل إلى مقام القرب والأنس فيهدأ ويسكن ..

فمن هم أهل المحبة وما أحوالهم وأخبارهم ؟!

عن ابن المبارك

قال : بينما اطوف في الجبال ، إذا انا بشخص فلما دنا مني إذا هو امرأة عليها ثياب من صوف فلما دنا سلّمتْ ثم قالت : من أين ؟

قلت : غريب .

قالت : وهل تجد مع سيدك وحشة الغربة وهو مؤنس الضعفاء ومحدّث الفقراء!

فبكيت.

فقالت : ما بكاؤك؟ ما اسرع ما وجدت طعم الدواء !

قلت : هكذا العليل . ثم قلت : عظيني يرحمك الله .

فأنشدت

دنياك غرّارةٌ فَذَرها = فإنها مركبٌ جموحُ
دون بلوغ الجهول منها=منية، نفسه تطوح
لاتركب الشرّ فاجتنبه= فإنه فاحش قبيح
والخير فاقدم عليه جهرا=فإنه واسعٌ فسيحُ

فقلتُ :زيديني.

قالت : سبحان الله ! أوما في هذا الموقف من الفوائد ما أغنى عن الزائد؟

قلت : لا غنى لي عنه.

فقالت : أحبب ربك شوقاً إلى لقائه ، فإن له يوماً يتجلى فيه لأولياءه.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

* من كتاب العشق الإلهي للشيخ داوود الانطاكي

المحبة للمصطفى