قال الامام الرواس رضي الله تعالى عنه في قصيدته التي سماها ( اسرار الحقيقة و احكام الطريقة ) وهى تحتوى على اسرار و احكام واداب الطريق و السلوك الى الله :
طريقتنا للخارقات وسيلة *** وللكف عن كل الوجودات سلم
طريقتنا من أخلص القلب ضمنها *** غد بضمان الله يحبى ويكرم
طريقتنا من راح يحكم حكمها *** بصدق على أهل القلوب يحكم
طريقتنا تنجي الفؤاد من الغوى *** وتحفظه من زيغه وتسلم
طريقتنا مأمونة الحال سنة *** ومضمونها في كل نقل مسلم
طريقتنا حال النبي وطوره *** وعن سره للعارفين تترجم
طريقتنا صدق وزهد ورأفة *** وذل الى المولى ونهج مقوم
طريقتنا أن لا يرى المرء نفسه *** وفيها أخير الركب فهو المقدم
طريقتنا أن تصلح العبد صحبة *** فنحن سكوت والهوى يتكلم
طريقتنا أن يجعل الشرع سلما *** أجل وبه السلاك ترقى وتعظم
طريقتنا قلب سليم ونية *** مطهرة أنف المآمل ترغم
طريقتنا ذكر بلا عدد على *** موارد أنفاس تمر وتنظم
طريقتنا أن لا نرى الغير فاعلا *** سوى أنه الرحمن يعطي ويحرم
طريقتنا أن نشهد الله حاكما *** له الامر في الامرين يقصي ويرحم
طريقتنا حب النبي وآله *** وأصحابه والذكر للخير عنهم
طريقتنا إعظام كل مقرب *** من القوم لكن شيخنا الفرد أعظم
طريقتنا نهج الجنيد تحققا *** بمشربه إذ ناكث العهد يقصم
طريقتنا ذوق وشوق وعبرة *** وعبرةُ عين دمعها كله دم
طريقتنا جد وجهد ولوعة *** وخلوة صدق خالص وتكتم
طريقتنا أن لا نرى الشق للعصا *** فإن موالاة الجماعة ألزم
طريقتنا ود لكل موحد *** وأن نسدي إحسانا لمن هو مسلم
طريقتنا بالآدميين رحمة *** كما أمر الهادي الرسول المكرم
طريقتنا أن نشهد الخلق كلهم *** بخير وأن نزوي الاذية عنهم
طريقتنا محو الرياء وطرحه *** فإن سؤال الحشر بالصون ملزم
طريقتنا أن نجذب القلب دائما *** إلى الله بل في ذكره نترنم
طريقتنا أنا نمر زماننا *** ونحن على مهد التكتم قوم
طريقتنا أن نجعل السر رقعة *** وفيها سطور الصدق لله نرقم
طريقتنا دوم الهيام تولها *** وهل مرتضى المحبوب إلا المهيم
طريقتنا وجه مع الناس حاضر *** وقلب بذكر الله لا يتلعثم
طريقتنا إعظام شأن محمد *** كما هو فهو الهاشمي المعظم
طريقتنا أنا على كل رمشة *** نصلي عليه نية ونسلم
طريقتنا أن نملأ العين دمعة *** إذ الناس في فرش البطالة نوم
طريقتنا أن نبدأ في الله شدة *** ونبغض فيه من به الزيغ يرسم
طريقتنا نصر المحق وغوثه *** وإذلال من الناس يؤذي ويظلم
طريقتنا إكرام شيخ لسنة *** ورحمة طفل إنما الطفل يرحم
طريقتنا الايثار والبذل دائما *** بلا ريبة والله أغنى وأكرم
طريقتنا هجر الكذوب وتركه *** وحب صدوق هكذا القوم ألزموا
طريقتنا غسل الفؤاد من الهوى *** ومن بعده وفقاً له نتوسم
طريقتنا رد الفراسة للذي *** به الشرع يقضي في الامور ويبرم
طريقتنا إن جاء بالصدق وارد *** نحكمه في امرنا ونسلم
طريقتنا التحكيم للنص بالذي *** به في الاشارات الغوامض نلهم
طريقتنا من ربنا الاخذ بالرضا *** يؤخر منا أمرنا أو يقدم
طريقتنا التسليم للمرشد الذي *** لأحكامه التسليم في السير أسلم
طريقتنا إعزاز من شاد سنة *** بها ركن زيغ في البرية يهدم
طريقتنا أن لا نقول بوحدة *** ولا بحلول والمصيبة أعظم
طريقتنا أن نحفظ الشرع ظاهراً *** وهذا هو السر الخفي المطلسم
طريقتنا رد الشطوحات كلها *** إذا لم يكن منها المؤول يفهم
طريقتنا أن يأخذ القلب عبرة *** ولو من هبوب الريح إذ يتنسم
طريقتنا أن نتبع النص خضعاً *** وإن جاء طيشاً غيره لا نسلم
طريقتنا أن الكرامات لم تزل *** بأيدي رجال الله تبدو وتنظم
طريقتنا أن الخوارق سهمهم *** لمن كان حياً والذي مات منهم
طريقتنا أن المؤيد واحد *** ويفعل دهراً ما يريد ويحكم
طريقتنا أن البدايات كلها *** بتصريف أمر الله تبدو وتختم