" ... إن هذه الأمة كانت قبل الاستعمار ذات مقومات من دينها، ولسانها، وذات مقومات من ماضيها وحاضرها، كانت أرقى عقلا، وأسمى روحا، وأوفر علما، وأعلى فكرا، من أمم البلقان لذلك العهد، ولو سارت سيرها الطبيعي ولم يعترضها الاستعمار وبوائقه، لأنجبت المعلم الذي يملي الحكمة، لا المعلم الذي يمالئ الحكومة. إننا أمة علم ودين لم ينقطع سندنا فيهما إلى آبائنا الأولين، فلو أن المعلم الذي جاءتنا به فرنسا علم ناصحا وربي مخلصا، وثقف مستقلا، ولم يقيده الاستعمار ببرامجه لظهرت أثاره الطيبة في الأمة
إننا نريد نهضة شعبية قوية، تجلى شخصية الشعب الجزائري، وتكشف مجد الماضي، بما ينير له طريق الحياة من جديد، لا أقوالا مكررة عن سياسة انتخابية يديرها الاستعمار، إدارة تزيد في تمكينه، من غير أن يشعر بذلك أحد، ممن راضهم عليها، وسخرها لخدمتها، نريد انقلابا جزائريا يتركز على أعداد نشء صالح تتمثل فيه عنصرية الجدود، فينهض نهضة إسلامية عربية، تأخد من عظمة الماضي، ويقظة الحاضر، ما يعصمها من الزلل والانحراف، وهي تسير في طريق المستقبل الباسم......."
" إن الأمة الجزائرية لن تزال حية ما حفظت على دينها ولغتها
" إن الأمة التي لا تحترم مقوماتها الأساسية، من جنس، ولغة، ودين، وتاريخ، لا تعد أمة بين الأمم، ولا ينظر إليها إلا بعين الاحتقار مع الحكم عليها في ميادين الحياة، بالتقهقر والاندحار "
" إنما ينسب للوطن أفراد الذين ربطتهم ذكريات الماضي ومصالح الحاضر وآمال المستقبل والنسبة للوطن توجب علم تاريخه، والقيام بواجباته، من نهضة علمية واقتصادية، وعمرانية، والمحافظة على شرف اسمه وسمعة أبنائه فلا شرف لمن لا يحافظ على شرف وطنه، ولا سمعة لمن لا سمعة لقومه.."
" والله لو أنَّ فرنسا قالت لي : قل : لا إله إلا الله ما قلتها
" إن هذه الأمة الجزائرية الإسلامية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا ولو أرادت... بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد.. في لغتها، وفي أخلاقها، وفي دينها..."
" إننا بالأمس حين لم نلتفت هذه لااللفتة إلى ماضينا وقوتنا السماوية ولذلك ماكنا نرهب أحدا، ولا نستطيع أن نشعر بوجودنا أحدا، أما اليوم فبهذه اللفتة القصيرة إلى تراثنا المجيد، فقد استطعنا أن نعلن عن وجودنا ونخيف بعد أن كنا نخاف..."
" أيها الشعب الجزائري الكريم، ها أنا أمدّ يدي من قلب يحبك.. فهل تمد لي يدك ؟ لنزيل نقصنا بالكمال، وننير جهدنا بالعلم، ونمحو تخريفنا بالتفكير؟.. يدي في يدك أحببنا أم كرهنا لأن قلبي قلبك، وعقلي عقلك، وروحي روحك، ولساني لسانك، وماضي ماضيك، وحاضري حاضرك.. ومستقبلي مستقبلك.. وآلامي آلامك.. وآمالي آمالك...