ترجمة الأستاذ محمد بن سعيد البوصيري رضي الله عنه
هو الإمام العلامة العارف بالله الصادق في محبة رسول الله. سيدي محمد بن سعيد بن حماد بن محسن بن عبد الله بن صنهاج بن هلال الصنهاجي (نسبة إلى صنهاجه بلدة ببلاد البربر بالمغرب الأقصى) كان أحد أبويه من دلاص والآخر من بوصير. وهما قريتان من قرى صعيد مصر فنسب إليهما فقيل له الدلاصيري ولكنه شُهر بعد ذلك بالبوصيري.
وكان مولده في الأولى ومرباه في الثانية. ولد رحمه الله بدلاص في أول شوال سنة 608 هجرية وتوفي سنة 695 ودفن بالإسكندرية فكان عمره حين وفاته 87 سنة. تعلم في صباه الكتابة والقراءة وحفظ القرءان الكريم وتلقى مبادئ العلوم وتدرج في علم الأدب والكتابة فبرز في الشعر والنثر تبريزا حببه إلى حكام مصر فولوه بعض الأعمال الكتابية في مديرية الشرقية ببلبيس وقد كان في أول عهده يسلك في شعره مسالك الشعراء من مدح وذم وشكوى. ولكنه في كهولته تزهد واتصل بالإمام الواصل العارف بالله سيدي أبي العباس أحمد بن عمر المرسي الأنصاري مريد سيدي عبد السلام بن مشيش الحسني فصفت نفسه وصلح أمره وخلص لعبادة ربه. وفُتحَ عليه في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم فمدحه بقصائد تزهو على شعر الفحول بالسهولة والجمال والجلال طار بها صيته وخلد بها ذكره.
فمنها البردة وهي (القصيدة الميمية) والتي نظمها في علة أصابته فبريء منها بسببها إذ أنشدها على رسول الله في المنام فخلع عليه بردته الشريفة ومسح على جسده فعوفي لوقته ومنها الهمزية التي جمعت سيرة النبي مفصلة وغيرهما مما هو مشهورٌ معروف لدى الخاص والعام نفعنا الله بالممدوح والمادح في دار الدنيا ودار السلام... آمين.