على بن الحسين – زين العابدين
ولد رضى الله عنه يوم الخميس الخامس عشر من شهر شعبان سنة ثمانية وثلاثين من الهجرة فى حياة جده على بن ابى طالب كرم الله وجهه وقيل بعد وفاته بسنتين وسمى بزين العابدين كما قال الامام مالك رضى الله عنه لكثرة عبادته وامه سلاقة بن يزدجر بن انوشر وان ملك الفرس العادل ولقد ذكر الزمخشرى فى كتاب ربيع الابرار انه لما اتى بالسبى من بلاد فارس فى خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان فيهم ثلاثة بنات ليزدجر فباعوا السبايا وامر عمر ببيع بنات يزدجر وامر بكشف وجوههن فابين فقال له على رضى الله عنه ان بنات الملوك لا يعاملن مثل معاملة غيرهن فقال عمر كيف الطريق الى معاملتهن حتى نقومهن ونعرف ثمنهن عندئذ قام على فقومهن ونع فاخذهن ودفع بواحدة الى ولده الحسين فولدت له عليا زين العابدين ودفع بواحدة الى عبد الله بن عمر فولدت له سالما ودفع بواحدة الى محمد بن ابى بكر فولدت له القسم فهؤلاء الثلاثة بنو خالة وفاقوا اهل المدينة علما وورعا
وكان رضى الله عنه يصلى فى اليوم والليلة الف ركعة وكان اذا توضا للصلاة اصفر لونه قيل له ماهذا الذى يعتريك عند الوضوء فيقول اتدرون من اريد ان اقف بين يديه وعن طاووس رضى الله عنه قال دخلت الحجر ذات ليلة فاذا بعلى بن الحسين قد دخل فقال يصلى ماشاء الله له ان يصلى ثم سجد سجدة اطالها فقلت رجل صالح من بيت النبوة لاصغين اليه فسمعته يقول فى سجوده عبدك بفنائك مساكيتك بفنائك سالتك بفنائك فقيرك بفنائك قال طاووس فوالله ماطلبت ودعوت بهن فى كرب الا فرج الله عنى – ودخل عليه جماعة من اصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعودونه لمرضه فقالوا كيف اصبحت ياابن رسول الله قدتك انفسنا قال رضى الله عنه فى عافية والله المحمود على ذلك وكيف اصبحتم انتم جميعا فقالوا اصبحنا والله لك ياابن رسول الله محبين وادين فقال لهم
من احبنا الله اسكنه الله فى ظل ظليل يوم القيامة يوم لا اظل الا ظله ومن احبنا يريد مكافاننا كافاة الله عنه بالجنة ومن احبنا لغرض دنيا اتاة الله رزقه من حيث لا يحتسب
توفى رضى الله عنه فى الثانى عشر من محرم سنة اربعة وتسعين من الهجرة وكان عمره اذ ذاك سبعة وخمسين سنة قال ابن الصباغ المكى المالكى يقال ان عليا بن الحسين مات مسموما وان الذى سمه الوليد بن عبد الملك ودفن بالبقيع فى القبر الذى دفن فيه عمه الحسن بن على فى القبة التى دفن فيها العباس بن عبد المطلب ومن كلامه رضى الله عنه الذى يدل على عزته وعفته – اربع عزهن ذل البنت ولو مريم والدين ولو درهم والغربة ولو ليلة والسؤال ولو كيف الطريق – وكان رضى الله عنه يتصدق سرا ويقول صدقة السر تطفىء غضب الرب .
رضى الله عنكم ائمة ال بيت النبى . و صلى الله و سلم و بارك على ابيكم و جدكم حبيب الله سيدنا محمد فى كل لمحة و نفس كلما ذكركم و ذكره الذاكرون و كلما غفل عن ذكره و ذكركم الغافلون .