ابن عطاء الله السكندري
إلـهي: هذا ذلي ظاهر بين يديك ، وهذا حالي لا يخفى عليك ، منك أطلب الوصول
إليك ، وبك أستدل عليك , اهدني بنورك إليك ، وأقمني بصدق العبودية بين
يديك..
إلـهي: علّمني من علمك المخزون , وصنّي بسر اسمك المصون , بك
أنتصر فانصرني ، وعليك أتوكل فلا تكلني ، وإياك أسأل فلا تخيّبني ، وفى
فضلك أرغب فلا تحرمني ، ولجنابك أنتسب فلا تبعدني ، وببابي أقف فلا
تطردني..
إلـهي: تقدس رضاك أن تكون له ...علة منك ، فكيف تكون له علة مني ، أنت الغني بذاتك عن أن يصل إليك النفع ، فكيف لا تكون غنيا عني؟
أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك ووجدوك ، وأنت الذي
أزلت الأغيار عن قلوب أحبابك حتى لم يحبوا سواك ، و لم يلجئوا إلى غيرك ,
أنت المؤنس لهم حيث أوحشتهم العوامل وأنت الذي هديتهم حتى استبانت لهم
المعالم . فإذا وجد من فقدك وما الذي فقد من وجدك؟
لقد خاب من رضي دونك بدلا ولقد خسر من بغى عنك متحولا..
إلـهي كيف يرجى سواك ، وأنت ما قطعت الإحسان؟ وكيف يطلب من غيرك وأنت ما
بدلت عادة الامتنان؟ يا من أذاق أحباءه حلاوة مؤانسته فقاموا بين يديه
متملقين ، ويا من ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بعزته مستعزين أنت
الذاكر من قبل الذاكرين ، وأنت البادئ بالإحسان من قبل توجه العابدين ،
وأنت الجواد بالعطاء من قبل طلب الطالبين ، وأنت
الوهاب ثم أنت لما وهبتنا من المستعرضين..
إلـهي: اطلبني برحمتك حتى أصل إليك واجذبني بمنتك حتى أقبل عليك..
إلـهي: إن رجائي لا ينقطع عنك وإن عصيتك كما أن خوفي لا يزاملني وإن أطعتك..
إلـهي: قد دفعتني العوالم إليك وقد أوقفني علمي بكرمك عليك..
إلـهي: كيف أخيب وأنت أملي؟ أم كيف أهان وعليك متكلي؟!!