المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34098 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: فى الصحبة !!! الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 6:19 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعلم أنه لا يصلح للصحبة كل إنسان. قال صلى الله عليه وسلم: " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " ، ولابد أن يتميز بخصال وصفات يرغب بسببها في صحبته وتشترط تلك الخصال بحسب الفوائد المطلوبة من الصحبة إذ معنى الشرط ما لا بد منه للوصول إلى المقصود فبالإضافة إلى المقصود تظهر الشروط. ويطلب من الصحبة فوائد دينية ودنيوية: أما الدنيوية، فكالانتفاع بالمال أو الجاه أو مجرد الاستئناس بالمشاهدة والمجاورة وليس ذلك من أغراضنا. وأما الدينية، فيجتمع فيها أيضاً أغراض مختلفة إذ منها الاستفادة من العلم والعمل، ومنها الاستفادة من الجاه تحصناً به عن إيذاء من يشوش القلب ويصد عن العبادة، ومنها استفادة المال للاكتفاء به عن تضييع الأوقات في طلب القوت، ومنها الاستعانة في المهمات فيكون عدة في المصائب وقوة في الأحوال، ومنها التبرك بمجرد الدعاء، ومنها انتظار الشفاعة في الآخرة فقد قال بعض السلف: استكثروا من الإخوان فإن لكل مؤمن شفاعة فلعلك تدخل في شفاعة أخيك. وروي في غريب التفسير في قوله تعالى: " ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله " قال: يشفعهم في إخوانهم فيدخلهم الجنة معهم. ويقال:إذا غفر الله للعبد شفع في إخوانه، ولذلك حث جماعة من السلف على الصحبة والألفة والمخالطة وكرهوا العزلة والانفراد، فهذه فوائد تستدعي كل فائدة شروطاً لا تحصل إلا بها، ونحن نفصلها: أما على الجملة فينبغي أن يكون فيمن تؤثر صحبته خمس خصال: أن يكون عاقلاً حسن الخلق غير فاسق ولا مبتدع ولا حريص على الدنيا. أما العقل فهو رأس المال وهو الأصل فلا خير في صحبة الأحمق فإلى الوحشة والقطيعة ترجع عاقبتها وإن طالت. قال علي رضي الله عنه:
فلا تصحب أخا الجهل ... وإياك وإياه فكم من جاهل أردى ... حليماً حين آخاه يقاس المرء بالمرء ... إذا ما المرء ماشاه وللشيء من الشيء ... مقاييس وأشباه وللقلب على القلب ... دليل حين يلقاه كيف والأحمق قد يضرك وهو يريد نفعك وإعانتك من حيث لا يدري ولذلك قال الشاعر:
إني لآمن من عدو عاقل ... وأخاف خلاً يعتريه جنون فالعقل فن واحد وطريقه ... أدرى فأرصد والجنون فنون
المحبة للمصطفى | |
|