الشيخ سيّدي الحاج عليّ التماسينيّ رضي الله عنه .
هو العارف بالله السيّد الفاضل الشريف العفيف ، ذو المعدن النفيس ، سيّدي الحاج عليّ بن الحاج عيسى ، ولد رضي الله عنه سنة 1180 هـ الموافق لـ 1766 م في منطقة تماسين من نواحي ولاية ورقلة بالجنوب الجزائريّ ، وقد كان البيت الذي ترعرع فيه يوصف بالصلاح والطهارة والتقوى ، كما أنّه امتاز رضي الله عنه بالتواضع والزهد ومحبّة أهل الله من الصالحين ، وكان توّاقا إلى مصاحبتهم ومجالستهم ، كما كان معاصروه يشهدون له بالحكمة ومكارم الأخلاق .
وقد كان أوّل لقاء له بالشيخ الأكبر رضي الله عنه سنة 1204 هـ الموافق لـ1789 م لمّا كان الشيخ رضي الله عنه بعين ماضي .
وقد كان رضي الله عنه يقدّمه على أكابر السابقين إلى هذه الحضرة العليّة إماما عليهم في الصلاة خصوصا بمدينة فاس التي عرفت بكثرة علمائها وصلحائها .
وعند مجيء عام 1220 هـ الموافق لـ 1805 م أمره الشيخ رضي الله عنه ببناء زاوية له بتملاّحت بتماسين ، فكان رضي الله عنه عند حسن الظنّ ، وقد تعدّى مستوى الثقة التي كانت قد وضعت فيه فبهر وأبهر كلّ مَن عاصره بإخلاصه وصدقه وتفانيه في خدمة الشيخ رضي الله عنه .
ثمّ إنّ سيّدي الحاج عليّ التماسينيّ رضي الله عنه كان قد أخذ لواء السيادة ، وتمكّن من مقود القيادة في حياة الشيخ سيّدي أجمد التجاني رضوان الله عليه ، فقد مكّنه الشيخ من الخلافة وسلّمه مفاتيحها تنفيذا لأمر إلهيّ كان قد صدر .
بعد وفاة الشيخ الأكبر رضي الله عنه خدم سيّدي الحاج عليّ التماسينيّ الطريقة أيّ خدمة ، وتفانى في إعلاء كلمتها والذود عن عرينها ، كما أنّه حافظ على دار الشيخ وأهله كما أوصاه ، وجلس رضي الله عنه على عرش الطريقة التجانيّة والحقيقة الأحمديّة ما يقارب الثلاثين سنة خادما لها وحصنا منيعا لمبادئها وأهلها .
إنتقل رضي الله عنه إلى الرفيق الأعلى سنة 1260 هـ الموافق لـ 1844 م ، وقد ترك للأحباب الكثير من الوصايا والكثير من المقولات والحكم ، لعلّ من أهمّها وأشهرها قوله رضي الله عنه " عليكم باللويحة والمسيحة والسبيحة حتّى تخرج الرويحة " ، وقد كان القصد منها العلم والعمل والعبادة حتّى الممات