المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 33974 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: من أدب بيت النبوة الأربعاء أكتوبر 20, 2010 4:54 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وءاله وصحبه وبعد فإن الله تبارك وتعالى أثنى على نبيه صلوات الله عليه وسلامه فقال ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ، فكان نبينا عليه وءاله السلام أحسن الناس خلُقاً ولم يترك خصلةً من خصال الخير المحمودة في كتاب الله تعالى إلا وقد تخلق بها ، فلذلك كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تقول في وصفه ( كان خلقه القرءان ) . وقد حث النبي صلوات الله عليه أمته على حسن الخلق فقال ( خصلتان ما إن تَجَمَّلَ الخلائقُ بمثلهما حسنُ الخلقِ وطولُ الصمت ) ، وحسن الخلق هو عبارة عن تحمل الأذى من الناس وكف الأذى عن الناس . ومن خير مَن أُفرِغت فيهم آداب رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم هم أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً . روى ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق قال: حدث رجل من أهل الشام قال : قدمت المدينة فرأيت رجلاً بهرني جمالهُ فقلت : من هذا؟ قالوا : الحسن بن علي ، قال فحسدت عليا أن يكون له ابن مثله ، قال : فأتيتُه فقلتُ أنت ابن أبي طالب؟ قال : إني ابنه فقلت : بك وبأبيك وبك وبأبيك ( أي يسبهما ) ، قال الرجل : وسكتَ لا يرد إليَّ شيئاً ، ثم قال ( أي الحسن ) : أراك غريباً فلو استحملتنا حملناك وإن استرفدتنا رفدناك وإن استعنت بنا أعناك . قال فانصرفتُ عنه وما في الأرض أحد أحب إليَّ منه . قال صالح بن سليمان : قدِم رجل المدينة وكان يُبغض علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقُطع به ، فلم يكن له زاد ولا راحلة ، فشكا ذلك إلى بعض أهل المدينة ، فقال له : عليك بحسن بن علي ، فقال الرجل ما لقيتُ هذا إلا في حسن وأبي حسن ، فقيل له فإنك لا تجد خيراً منه فأتاه فشكا إليه ، فأمر له بزاد وراحلة ، فقال الرجل : الله أعلم حيث يجعل رسالاته ، وقيل للحسن : أتاك رجل يبغضك ويبغض أباك فأمرت له بزاد وراحلة ؟! قال : أفلا أشتري عرضي منه بزاد وراحلة ؟ وهذا زين العابدين الإمام السجاد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كان خارجاً من المسجد فلقيه رجل فسبه ، فثارت إليه العبيد والموالي ، فقال علي بن الحسين : مهلاً عن الرجل ، ثم أقبل عليه فقال : ما ستر اللهُ عنك من أمرنا أكثر ، ألك حاجة نعينك عليها؟ فاستحيا الرجل ، ورجع إلى نفسه . فألقى إليه علي خميصة كانت عليه وأمر له بألف درهم ، وكان الرجل بعد ذلك يقول أشهد أنك من أولاد الرسل . وقال موسى بن ظريف : استطال رجل على علي بن الحسين فتغافل عنه ، فقال له الرجل : إياك أعني . فقال له علي : وعنك أغضي . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
كان الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وارث جده المصطفى صلى الله عليه وءاله وسلم ، وقد بلغ من الحِلم والصبر على الأذى ما جعله مضرب المثل بالتخلق بأخلاق النبي صلوات الله عليه وسلامه إلى أيامنا ، فقد كان لا يزيده شدة الجهل عليه إلا حِلماً ، ولا شدة البلاء إلا صبراً . وكان يغضب لله إذا انتُهِكت حرماتُ الله تعالى ولا يغضب لنفسه . حتى أنه كان لا يترك أدباً نبوياً حثنا عليه النبي عليه السلام إلا أتى به وتخلَّق به ، أخرج ابن سعد عن زريق بن سوار قال : كان بين الحسن وبين مروان كلام ، فأقبل عليه مروان ، فجعل يغلظ له - والحسن ساكت - فامتخط مروان بيمينه ، فقال له الحسن : ويحك أما علمتَ أن اليمين للوجه ، والشمالَ للفرج ؟ فسكت مروان . وكان من حِلمه ما أخرجه ابن سعد عن عمير بن إسحق قال : كان مروان أميراً علينا ، فكان يسب علياً كل جمعة على المنبر ، والحسن يسمع فلا يرد شيئاً ، ثم أرسل له ( أي مروان ) رجلاً يقول له : بعليٍ وبعلي وبعلي وبك وبك ( أي يسبهما ) ، وما وجدتُ مَثَلَك إلا مثل البغلة ، يقال لها من أبوك ؟ فتقول : أمي الفرس . فقال له الحسن : ارجع إليه فقل له : إني والله لا أمحو عنك شيئاً مما قلتَ بأن أسبك ، ولكن موعدي وموعدك عند الله ، فإن كنت صادقاً جزاك الله بصدقك ، وإن كنتَ كاذباً فالله أشد نقمة . رحم الله سيدنا الإمام الحسن رحمة واسعة وجمعنا به والأحباب في الجنة . ءامين بحرمة النبي الأمين عليه وءاله الصلاة والسلام
التوكل على الله وثقة القلب بالله كان من أخلاق آل النبي صلى الله عليه وءاله وسلم التوكل على الله وثقة القلب بالله ، وهذا مما أدبهم به جدهم صلوات الله عليه ، فقد روي أن الحسن ابن علي عليهما السلام أصابته ضائقة ، وكان عطاؤه في كل سنة مائة ألف ، فحبسها عنه معاوية في إحدى السنين؛ فأضاق إضاقة شديدة . قال : فدعوت بدواة لأكتب إلى معاوية لأذكره بنفسي ، ثم أمسكت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم في المنام فقال لي كيف أنت يا حسن ؟ فقلت بخير يا أبه . وشكوت إليه تأخر المال عني . فقال : أدعوتَ بدواة لتكتب إلى مخلوق مثلك تذكره ذلك ؟ قلت : نعم يا رسول الله ، فكيف أصنع ؟ قال : قل : اللهم اقذف في قلبي رجاءك واقطع رجائي عمن سواك حتى لا أرجو أحداً غيرك ، اللهم وما ضعفت عنه قوتي وقصر عنه عملي ولم تنته إليه رغبتي ولم تبلغه مسألتي ، ولم يجر على لساني مما أعطيتَ أحداً من الأولين والآخرين من اليقين فخصَّني به يا رب العالمين . قال : فوالله ما ألححتُ به أسبوعاً حتى بعث إلي معاوية بألف ألف وخمسمائة ألف . فقلتُ : الحمد لله الذي لا ينسى مَن ذكرَه ولا يخيب مَن دعاه . فرأيت النبي صلى الله عليه وءاله وسلم في المنام ، فقال : يا حسن كيف أنت ؟ فقلت بخير يا رسول الله ، وحدثته حديثي . فقال : يا بني هكذا من رجا الخالق ولم يرج المخلوق . رضي الله عنه وعن سائر أهل بيت النبي صلى الله عليه وءاله وسلم ورزقنا حسن التأدب بآدابهم | |
|