بسم الله الرحمان الرحيم
هذا الموضوع منقول من صفحة الأشراف المهدية على الفيسبوك موضوعه
[الأرواح تسقي بعضها البعض
]
ان لروح رسول الله صلى الله عليه و سلم حضرة عظيمة في الكون كله ، تسري بها و فيها أنوار الهداية ، و التوحيد ، و التعظيم ، و التقديس لرب العالمين جلَّ شأنه ..
و هذه الحضرة القائمة ، تسبح فيها الأرواح المُحِبَّة لرسول الله صلى الله عليه و سلم.. و التني تستمد أنوارها من أنوار الحضرة المحمدية ، و التي هي بدورها قبس من نور الله تعالى..
فمحمد صلى الله عليه و سلم هو رحمة الله للعالمين.. و هو صلى الله عليه و سلم نور الله للعالمين.. و هو صلى الله عليه و سلم قبل هذا و بعده ، عبد الله و رسوله.. و ما ذكرنا في مدحه إلا ما مدَحَهُ به رب العزَّة جل شأنه ، بلاا إفراط و لا تفريط.. صلى الله عليه و على آله و صحبه و التابعين و علينا و على عباد الله الصالحين أجمعين ، من أهل السموات و أهل الأراضين...
و حُضَّار الحضرة المحمدية السنيَّة يكتسبون أدباً عالياً.. و أخلاقاً سامية.. من هذه المعيَّة المباركة.. فالأرواح تسقي بعضها بعضاً..و تتآلف و تتواد.. و ما في الحضرة المحمدية إلا أنوار النبوَّة و الرسالة.. فروح رسول الله صلى الله عليه و سلم تسقي جُلاسِها من هذين المعينين الصافيين.. فيصير جلساؤها من حَمَلَة ميراث النبوة و الرسالة.. فهم ينهلون من معين نور رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم يشعُّون بدورهم على من حولهم من الخلق.. فيصير لكل روح منهم جلساؤها أيضاً..
و حيث أن لكل روح طاقة... و قوة... و صفات ذاتية لها.. لذلك يصبح لكل روح نوراً خاصة بها ، يتلون بلون طباعها ، و طاقتها ، و قوتها... ، مثلها كمثل القنديل المنير فإن لون نوره يتلوَّن بلون زجاجه...
و الكل مصدره رسول الله صلى الله عليه و سلم... و إن تباينوا في الظاهر ، و اختلفوا في المشارب... ، و تنوَّعوا في الأنوار... و لكنهم يجمعهم جميعاً إطار شريعة رسول الله صلى الله عليه و سلم... و يحيطهم سياج سُنَّته المباركة.. فهم جميعاً يقتفون أثر قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم.. و لا يحيدون عنه قيد أنملة..
و لعل السبب في هذا التنوع في المشارب و الأنوار ، هو أن روح رسول الله صلى الله عليه و سلم هي الروح الأعظم ، قد حَوَت من الأنوار و الأسرار ما لا تستطيع روحٌ أخرى أن تتحمله... لذلك فكل روح تنهل على قدرها و على قدر ما هيأها الله له... فتتشعب أنوار النبوة و الرسالة فيهم أجمعين.. ، فيصبح لكل منها نورٌ خاص بها... ، و لكنه في الحقيقة مستمد من نور محمد صلى الله عليه و سلم الجامع الشامل...
من كتاب "أنوار الإحسان" - لعبد الله "صلاح الدين القوصي[center]