يا من أظهر الجميل و ستر القبيح و لم يؤاخذ بالجريرة و لم يهتك الستر يا عظيم العفو و الصفح و يا صاحب كل نجوى و يا منتهى كل شكوى يا مُبتدئ النعم قبل إستحقاقها يا ربّاه يا سيّداه أسألك أن لا تشوّه خلقي بالنار.
اللــــــهم آميــــــــن يـــــــــا ربــــــــــ العـــــــــالــــــــمـــــــــيـــــــن
-ولهذا الدعاء حكاية فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أن جبرئيل نزل عليه بهذا الدعاء من السماء ونزل عليه ضاحكا مستبشرا، فقال: السلام عليك يا محمد، قال:
وعليك السلام يا جبرئيل فقال: إن الله بعث إليك بهدية، فقال: وما تلك الهدية يا جبرئيل؟ فقال: كلمات من كنوز العرش أكرمك الله بها، قال: وما هن يا جبرئيل؟
قال: قل:
(يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر، يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى، ويا منتهى كل شكوى يا مقيل العثرات يا كريم الصفح، يا عظيم المن يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها يا ربنا ويا سيدنا ويا مولانا ويا غاية رغبتنا أسألك يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار)
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل فما ثواب هذه الكلمات؟ قال: هيهات هيهات، انقطع العلم، لو اجتمع ملائكة سبع سماوات وسبع أرضين على أن يصفوا ثواب ذلك إلى يوم القيامة ما وصفوا من ألف جزء جزءا واحدا، فإذا قال العبد: (يا من أظهر الجميل وستر القبيح) ستره الله برحمته في الدنيا وجملة في الآخرة وستر الله عليه ألف ستر في الدنيا والآخرة، وإذا قال: (يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر) لم يحاسبه الله يوم القيامة ولم يهتك ستره يوم يهتك الستور، وإذا قال: (يا عظيم العفو) غفر الله له ذنوبه ولو كانت خطيئته مثل زبد البحر، وإذا قال: (يا حسن التجاوز) تجاوز الله عنه حتى السرقة وشرب الخمر وأهاويل الدنيا، وغير ذلك من الكبائر، وإذا قال: (يا واسع المغفرة) فتح الله عز وجل له سبعين بابا من الرحمة فهو يخوض في رحمة الله عز وجل حتى يخرج من الدنيا، وإذا قال: (يا باسط اليدين بالرحمة) بسط الله يده عليه بالرحمة، وإذا قال: (يا صاحب كل نجوى و (يا) منتهى كل شكوى) أعطاه الله عز وجل من الآجر ثواب كل مصاب وكل سالم وكل مريض وكل ضرير وكل مسكين وكل فقير إلى يوم القيامة، وإذا قال: (يا كريم الصفح) أكرمه الله كرامة الأنبياء، وإذا قال: (يا عظيم المن) أعطاه الله يوم القيامة أمنيته وأمنية الخلائق، وإذا قال: (يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها) أعطاه الله من الأجر بعدد من شكر نعماءه، وإذا قال: (يا ربنا ويا سيدنا ويا مولانا) قال الله تبارك وتعالى: اشهدوا ملائكتي أني غفرت له وأعطيته من الأجر بعدد من خلقته في الجنة والنار والسماوات السبع والأرضين السبع الشمس والقمر والنجوم وقطر الأمطار وأنواع الخلق والجبال والحصى والثرى وغير ذلك والعرش والكرسي، وإذا قال: (يا مولانا) ملأ الله قلبه من الإيمان، وإذا قال:
(يا غاية رغبتنا) أعطاه الله يوم القيامة رغبته ومثل رغبة الخلائق، وإذا قال: (أسألك يا الله أن لا تشوه خلقي بالنار) قال الجبار جل جلاله: استعتقني عبدي من النار، اشهدوا ملائكتي أني قد أعتقته من النار وأعتقت أبويه وأخواته وأخوانه وأهله و ولده وجيرانه، وشفعته في ألف رجل ممن وجب لهم النار، وآجرته من النار، فعلمهن يا محمد المتقين ولا تعلمهن المنافقين فإنها دعوة مستجابة لقائليهن إن شاء الله، وهو دعاء أهل البيت المعمور حوله إذا كانوا يطوفون به