ما ضاقت إلا وفرجت ...
وكما قال الشاعر ولما ضاقت وأشتدت وأحكمت حلقاتها فرجت بعد أن ظننتُها أنها لن تُفرجُ ...
وقال آخر ... ولما ضاقت قلت لها إشتدي حتى تفرجُ ...
أمثالنا ما قالوها أهل زمان من فراغ ...
وهذا قبلهم الرسول تحدث عن الضيقة والفرج فقال ...
حديث أنس رضي الله عنه قال ... كان رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
... يتجر من بلاد الشام إلى المدينة ولا يصحب القوافل توكلاً منه على الله
تعالى ... فبينما هو راجع من الشام عرض له لص على فرس ... فصاح اللص
بالتاجر ... قف ...
فوقف التاجر ...
وقال له التاجر ... شأنك بمالي ...
فقال له اللص ... المال مالي ... وإنما أريد نفسك ...
فقال له التاجر أنظرني حتى أصلي ...
قال له اللص ... افعل ما بدا لك ...
فصلى التاجر ... أربع ركعات ورفع رأسه إلى السماء
يقول ... يا ودود يا ودود ... ياذا العرش المجيد ... يا مبدئ يا معيد ...
يا فعالاً لما يريد ... أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك ... وأسألك
بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك ... وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء
... لا إله إلا أنت ... يا مغيث أغثني ... ثلاث مرات ...
وإذ بفارس بيده حربة ... فلما رآه اللص ترك التاجر ومضى نحوه فلما دنا منه طعنه فأرداه عن فرسه قتيلا ...
وقال الفارس للتاجر ... اعلم أني ملك من السماء الثالثة ...
لما دعوت الأولى سمعنا لأبواب السماء قعقعة فقلنا ... أمر حدث ...
ثم دعوت الثانية ... ففتحت أبواب السماء ولها شرر ...
ثم دعوت الثالثة ... فهبط جبريل عليه السلام ينادي ... من لهذا المكروب ؟
فدعوت الله أن يوليني قتله ...
واعلم يا عبد الله أن من دعا بدعائك في كل شدة أغاثه الله وفرج عنه ...
ثم جاء التاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ... فأخبره
فقال المصطفى صلى الله عليه و سلم ... لقد لقنك الله أسماءه الحسنى التي إذا دعي بها أجاب ... وإذا سئل بها أعطى ...