d]]يقول الشيخ الأكبر ابن عربي[/b]
الحب هو ما استخرج من محض الحياة والبقاء
ويقول
الحب هي صفة الوجود الموجود دوماً في الوجود إلا الله فلا محب ولا محبوب إلا الله عز وجل
فما في الوجود إلا الحضرة الإلهية
وهي ذاته وصفاته وأفعاله
ويقول
الحب
هو نفس المحب وعينه
لا صفة معنى فيه يمكن أن ترتفع فيرتفع حكمها فالعلاقة هي النسبة بين المحب والمحبوب
والحب هو عين المحب لا غيره فصف بالحب من شئت من حادث وغيره
فليس الحب سوى عين المحب
فما في الوجود إلا محب ومحبوب
ويقول
اعلم أن الحب منه إلهي وروحاني وطبيعي وما ثم حب غير هذا
فالحب الإلهي هو حب الله لنا
وحبنا الله أيضاً قد يطلق عليه أنه إلهي
والحب الروحاني هو الذي يسعى به في مرضات المحبوب لا يبقى له مع محبوبه غرض ولا إرادة بل هو بحكم ما يراد به خاصة
والحب الطبيعي هو الذي يطلب به نيل أغراضه سواء سر ذلك المحبوب
أولم يسره وعلى هذا أكثر حب الناس اليوم
و يقول
أخبر الله تعالى أن لله عبادا يحبهم ويحبونه
فجعل محبتهم وسطا بين محبتين منه لهم فأحبهم
فوفقهم بهذه المحبة لاتباع رسوله فيما جاءهم به من الواجبات عليهم والترغيب في أن يوجبوا على أنفسهم صورة ما أوجبه عليهم يسمى نافلة
ثم أعلمهم أنهم إذا اتبعوه فيما جاء به أحبهم
فهذا الحب الإلهي الثاني ما هو عين الأول
فالأول حب عناية والثاني حب جزاء وكرامة بوافد محبوب بالحب الأول فصار حب العبد ربه محفوظاً بين حبين إلهيين كلما أراد أو هم أن يخرج عن هذا الوصف بالسلو وجد نفسه محصوراً بين حبين إلهيين فلم يجد منفذاً فبقي محفوظ العين بين حب عناية ما فيها من فطور وبين حب كرامة ما فيها استدراج والحصر بين أمرين يوجب اضطرارا فذلك حب الفرض وهو العبد المضطر في عبوديته المجبور بما فرض الله عليه لينبهه أنه في قبضة الحق محصور لا انفكاك له ولا نفوذ
مسألة - في ثبات الحب وعدم تغيره
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول هذا القطب القطب الخامس الذي على قدم داود عليه السلام
أن الحب ما ثبت وكل حب يزول فليس بحب أو يتغير فليس بحب
لأن سلطان الحب أعظم من أن يزيله شيء حتى أن الغفلة التي هي أعظم سلطان تحكم على الإنسان لا يتمكن لها أن تزيل الحب من المحب يتمكن عنده أن يغفل الإنسان عن نفسه بمحبوبه ولا يتمكن للمحب أن يغفل بأحد عن محبوبه فذلك هو المحب وذلك هو الحب فبحب الله أحببنا الله وحب الحق لا يتغير
في شجرة الحب
و يقول
قيل مثل الحب كمثل شجرة لها قلب وأغصان
فالقلب من الساق والأغصان فروع الشجرة منها الثمرة
ولكن أصل الثمرة من القلب
فالمعرفة هي الشجرة
والحب قلب المعرفة
والخوف والرجاء والحياء والخشية والقناعة أغصانها ومنها تتولد الثمرة
وإنما جاد عليك ربك بالمعرفة فَمَنَّ بها عليك
بعد أن قسم لك حظا من محبته
فأخرج إليك المحبة من باب الرحمة والرأفة
فنلت حظا من المحبة والرأفة والرحمة
_________________
و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين