المريد الراضي عضو ذهبى
عدد المساهمات : 259 نقاط : 9738 التفاعل مع الاعضاء : 4 تاريخ التسجيل : 06/02/2013 الموقع : تبنا الي الله
| موضوع: مقتطفات من مرشد المٌريد فى الفقة والتصوف والتوحيد لسيدى ابراهيم سلامة الراضى شيخ الطريقة الحامدية الشاذلية الثلاثاء فبراير 26, 2013 2:53 pm | |
| مرشد المريد فى الفقه والتصوف والتوحيد
مرشد المٌريد فى الفقة والتصوف والتوحيد
لسيدى ابراهيم سلامة الراضى شيخ الطريقة الحامدية الشاذلية رضى الله عنة وعن أستاذنا
الإمام العارف بالله سيدى سلامة الراضى مؤسس الطريقة الحامدية الشاذلية
بسم الله الرحمن الرحيم أحبابى : سلام عليكم ورحمة الله . وبعد : فلما كان فى المقام الأول عندى أن يكون الطريق فى مكانة اللائق ، ومركزة الشامخ ، ولا يأتى إلا إذا كان أتباعة وروادة فى درجة ثقافية معقولة ، وناحية علمية مرموقة ، ليتمشى مد الطريق كامل الجوانب . لذلك رأيت أن أبعث إليكم بهذة العجالة السريعة وهذا المختصر الميسر ليلم بة إلماما كاملا كلٌ خليفة يتصدر الإخوان ، حتى يكون مركز إشعاع لأفرادهم ، ومرجع فتوى لعامتهم. وقد قررت أنة لا يمنح شخص (( خلافة طريق)) إلا إذا اجتاز فية امتحانا يؤهلة للتصدر. فالطريق علم وعمل ولن يستقيم العمل المثمر على أكمل غاياتة ، والجهاد الهادف إلى ذروة نهاياتة ، إلا بأداة العلم وجهاز المعرفة . وما ينبغى أن يلم بة المريد من حصة غنية فى الشريعة ، وطائفة صالحة من أمور الدين ، وقد ورد عن رسول الله صلى الله علية وسلم قولة " خَيركم أفقهكم لدين الله " العلم والعمل معنيان يتجسدان فى عالم الواقع بأجمل صورها، وأروع محاسنهما ، إذا قصد منهما وجة الله ونفع عباده ، وإلا كان زينة ورياء . على أن هذين المعنيين كليهما لا يؤتيان ثمرتهما حلوة ناضجة ، إلا على عرق ناشب فى أرض الفضيلة والطهر ، أصل ثابت على ثرى التواد والتسامح . ويطيب لى فى هذا المقام أن أذكر كم بما أخذناة على أنفسنا من إحترام حقوق المبايعة فى أخوة الطريق ، وأخص ما أذكر كم بة أن يكون الخليفة محلا لثقة إخوانة ، هاديا لضالهم ، مقوماً لمعوجهم، محسنا لمسيئهم ، يأخذهم بلين القول ، والمواعظ الحسنة ، وسعة الصدر وجميل العاطفة ، قال تعالى "ولو كنت فظا غليظ القلب لا تفضوا من حولك " جمع الله قلوبنا على محبة الله ومحبة رسولة صلى الله علية وسلم ، وهدانا وإياكم الصراط المستقيم.... والسلام عليكم ورحمة الله . 19/6/1962 ابراهيم سلامة الراضى.... ج مصطلحات صوفية
الطريق: هو السبيل الواقع بين بداية ونهاية. وفى الأصطلاح الصوفى : هو السبيل الموصل الى مرضاة الله . الطريق : لفظا اشتهر فى الأوساط الصوفية بهذه التسمية والمراد منه : المنهج الذى يرسمة شيخ الطريقة لميدية ليلتزموا حدودة. ويتجلى ذلك فى نظام الحضرات ، واختيار اسماء الذكر ، وتحديد الأوراد ، وآداب السير ، وعلاقة المريد بالرائد ، وما يدور فى الفلك. والهدف : الوصول الى مرضاة الله تعالى . السلوك : مجاهدة النفس لقولة صلى الله علية وسلم " رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر".
من هو الصوفى
من تمسك بتعاليم الشريعة ، فتحققت عبوديتة ، بافتقارة الى الله تعالى . والمتصوف : هو المريد السالك الى الله تعالى على مرشد ، يجنبة مواقع الذلل، ويوجهه الى أقوم السبل ، ليصل الى ماينشدة الدين من مكارم الأخلاق ، لقولة صلى الله علية وسلم " إنما بعثتلأتم مكارم الأخلاق" والدين خلق ، فمن زاد عليك خلقا زاد عليك دينا وكذلك التصوف خلق فمن زاد عليك خلقا زاد عليك تصوفا .
مبادئ التصوف
حددها مولانا الراضى رضى الله عنة ــــ بقولة: حد التصوف : علم بقواعد يعرف بها كيفية تصفية النفوس ، من الأوصاف المذمومة. موضوعة : افعال القلوب على الوجة الأهم والجوارح بالتبعية . ثمرتة : الحصول على الأبدية ، والفوز برضاء الله تعالى . فضلة : أعلى العلوم وأشرفها ، لتعلقة بالأعمال الموصلة الى حضرة الحق تعالى . نسبتة :نسبتة الى باقى العلوم ، كالثمر بانسبة الى الشجر. الواضع لة : هو الله تعالى من حيث الأصل ، والنبى صلى الله علية وسلم من حيث التفصيل ، الصحابة من حيث الاتباع ، والتابعون من حيث التلقى ، وتابعوا التابعين من حيث النشر والتدوين ، والمشايخ من حيث الإرشاد. اسمة: التصوف نسبة الى لبس الصوف ، أو الى صفاء القلب قال البستى : تنازع الناس واختلفوا فية وظنوة مشتقا من الصوف ولست أمنح هذا الاسم غير فتى صافى فصوفى حتى لُقب بالصوفى
استمدادة : من الكتاب والسنة وأقوال المشايخ العارفين أقسام الصوفية أربعة : أصحاب السوابق : وأصحاب العواقب ، وأصحاب الوقت ، واصحاب الحق . (1) اصحاب السوابق : يعتقدون ان الحكم الأزلى ، لايعتبر باكتساب العبد . ( ويقولون) من أقصتة السوابق ، لم تدنة الوسائل ومع ذلك فهم يجدون فى القيام بلالأوامر واجتناب النواهى ، غير واثقين بها ولا ملتفتين إليها . كما قال سيدنا أبو بكر رضى الله عنة :"لا آمن مكر الله ولو كانت إحدى قدمى فى الجنة والأخرى خارجها " ويقول قائلهم: إن لم يكن لى فى المقدور سابقة فليس ينفع ماقدمت من عملى
(2) أصحاب العواقب : يعتقدون أن الأمور بأواخرها ، والأعمال بخواتمها ، والعاقبة مستوره. ويقول قائلهم : وسالمتك الليالىفاغتررت بها وعند ففو الليالى يحدث الكدر (3) أصحاب الوقت :لم يفكروا فى السوابق ولا العواقب ، واشتغلوا بمرعاة الوقت ، وقالوا ، العارف ابن وقتة ، وليس لة ماضٍِ ولا مستقبل. (4) أصحاب الحق : هم مع صاحب الوقت ، ومالكه ومدبرة ، مأخوذون بشهودة عن مشاهدة الأوقات. قال الشافعى : صحبت الصوفية فما انتفعت منهم إلا بكلمتين ، سمعتهم يقولون ( الوقت سيف فإن قطعتة وإلا قطعك ، ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل). كلمتان فيهما نفع وجمع ، ودليل على علو همة قائلها. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مبادئ الأخوة فى الله
حدها : العلم بمعرفه كيفيه ربط مصلحه شخص بأخر بتعاونهما على ما فيه خير الدنيا و الاخره موضوعها : الافعال الصادره عن كل من المتصاحبين من حيث ملاحظه الرابطه الاخائيه فضلها: علم شريف لاشتماله على التعاون على الخير اذ بصاحبه يدرك الانسان ما لايدركه بنفسه .. قال تعالى و تعاونوا على البر و التقوى) نسبتها : نسبتها الى سائر العلوم السلم الموصل الى الثمرة ثمرتها: التسابق من كل منهما لمجاراه الاخر فى افعال البر و تنبيه على عيوبه حتى يفوز بمقصد واحد هو سعاده الدارين. واضعها : هو الله سبحانه و تعالى من حيث قوله ( انما المؤمنون اخوه ) اسمها : علم الصحبه و الاخاء. استمدادها : من الكتاب و السنه و افعال الصحابه رضى الله عنهم و اقوال المشايخ الذين تأدبوا على يد من فازوا بالادب الشرعى. حكم الشرع : سنه فى ذاتها لان النبى صلى الله عليه و سلم اخى بينه و بين على و اخى بين المهاجرين و الانصار.. هذا قبل عقد الصحبه و اما بعد العقد فهى واجبه يسال عنها العبد و يقضى له على اخيه بتضيع حقوق الصحبه مسائلها : هى التعاليم التى تشتمل عليها من ايات و احاديث و اقوال السلف
الذكــــر
هو عبوديه القلب و اللسان و حياه النفوس و دواؤها يجعل الذاكر مذكورا لقوله صلى الله عليه و سلم ( من ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى و من ذكرنى فى ملإ ذكرته فى ملإ خير من ملئه ) حديث قدسى الدليل من القران الكريم الامر بالذكر : قال تعالى : ( يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا) النهى عن ضده : قال تعالى ( و لا تكون مع الغافلين .. و لا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم انفسهم ) الفلاح بالاكثار منه قال تعالى ( و أذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ) مدح اهله و حسن ثوابهم قال تعالى : ( ان المسلمين و المسلمات ــــــــ الى قوله ـــــــــــــ و الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات اعد لهم الله مغفرة و أجرا عظيما ) خسران تاركه قال تعالى : ( يا أيها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم و لا أولادكم عن ذكر الله و من يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ) ذكره للذاكرين قال تعالى : ( فاذكرونى أذكركم و اشكروا لى و لا تكفرون ) الذكر أكبر من كل شىء قال تعالى اتل ما اوحى اليك من الكتاب و اقم الصلاه ان الصلاه تنهى عن الفحشاء و المنكر و لذكر الله اكبر ) و المراد ان الذكر اعظم من نهى الصلاه عن الفحشاء و المنكر و بذلك اصبح افضل الطاعات لان الطاعه هى ذكر الله تعالى . ختام الحج به قال تعالى ( فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا ) ختام الصلاه به قال تعالى : ( فاذا قضيتم الصلاه فاذكروا الله قياما و قعودا و على جنوبكم ) ختام الجمعه به قال تعالى : ( قاذا قضيت الصلاه فانتشروا فى الارض و ابتغوا من فضل الله و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون )
الدليل من السنه
(1) فى المسند مرفوعا من حديث أبى الدرداء قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ألا انبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم و أرفعها فى درجاتكم و خيرلكم من اعطاء الذهب و الفضه و ان تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم و يضربوا أعناقكم ) قالوا و ما ذاك يا رسول الله فقال ( ذكر الله عز و جل ) ) (2) حديث عن أبى هريره قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يقعد قوم يذكرون الله الا حفتهم الملائكه و غشيتهم الرحمه و نزلت عليهم السكينه و ذكرهم الله فيمن عنده) صحيح مسلم.. (3) فى صحيح مسلم عن معاويه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج على حلقه من اصحابه فقال ( ما اجلسكم ، قالوا جلسنا نذكر الله و نحمده على ما هدانا للاسلام و من به علينا قال صلى الله عليه و سلم الله ما اجلسكم الا ذلك ) قالوا : الله ما اجلسنا الا ذلك قال صلى الله عليه و سلم أما انى استحلفكم تهمه لكم و لكن أتانى جبريل فأخبرنى أن الله يباهى بكم الملائكه) (4) سأل أعرابى رسول الله صلى الله علية وسلم فقال أى الأعمال عملا أفضل ؟ فقال صلى الله علية وسلم ) ان تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله ) .. (5) وعن جابر قال : خرج علينا رسول الله صلى الله علية وسلم فقال ايها الناس ارتعوا فى رياض الجنة) قلنا : وما رياض الجنة ؟ قال (مجالس الذكر)..
رفع الصوت فى الذكر
يباح على اطلاقة فى غير المسجد ، اما فى المسجد فيباح بشرط : أولا عند الأحناف : قرروا انة افضل اذا ترتب علية ايقاظ قلب الذاكر وطرد النوم من عينية وتنشيطة للطاعة ويكرة رفع الصوت بالذكر ان ترتب علية تهويش على المصلين ..
ثانيا عند الشافعيين : قالوا: لا كراهة فية مالم يهوش على مصل أو قارئ او مدرس .
ثالثا عند الحنابلة: قالوا الا اذا ترتب علية تهويش على المصلين كتاب الفقة على المذاهب الأربعة صــــــــــــــــــ240ـــــــــــــــــــــ
الأناشيد فى الذكر
قال المالكية : انشاد الشعر حسن ان تضمن ثناء على الله تعالى أو رسول الله صلى الله علية وسلم او حثا على خير وقال الشافعية : يجوز انشاد الشعر ان اشتمل على حكم ومواعظ وغير ذلك لايحرم ولا يكرة يباح انشادة وقال الأحناف : الشعر ان كان مشتملا على مواعظ وحكم وذكر نعمة الله وصفة المتقين فهو حسن .. كتاب الفقة على المذاهب الأربعة صـــــــــــــ244ــــــــــــــــــــــــ
التصفيق فى حلقات الذكر
امر تدعو الية الضرورة وتطلبة حاجة الذكر وتعدد الذاكرين فالذاكرين لابد ان يتآلفوا فى وحدة النطق ومقاطع الصوت حتى تنتظم افئدتهم على حالة يرتاح اليها السمع الا شوشر الذاكرين بعضهم على بعض وفوتوا على انفسهم المعنى المقصود من الذكر
الاهتزاز فى حلقات الذكر نشوة تدفع الذاكر الى الاهتزاز وقد ورد ان النبى صلى الله علية وسلم تمايل لقصيدة كعب بن زهير استحسانا لها وتعبيرا عن صادق شعوره لقائلها حتى سقطت بردتة من على كتفهة الشريفين
لااله الا الله نفى واثبات لااله :نفى ،الا الله : اثبات فالنفى ينصب على كل ما سوى الله من المعبودات بغير حق الاثبات : الأعتراف بوحدانية الله قال امامنا الراضى __ قدس الله سرة.. لااله لاالله على ثلاثة أنواع : نوع تعطية للمبتدئين هو لامعبود بحق الا الله ونوع تعطية للمتوسطين هو لامقصود الا الله ونوع للمنتهين هو لاموجود الا الله النفى على اليمين والاثبات على اليسار .. ينفى من القلب اعتقاد التأثير او الألوهية لغير الله فيلقيها على اليمين ثم يرجع بالإثبات على اليسار فى القلب .. الله اسم علم على ذات واجبة الوجود
هو ضمير شأن يوصلك الى الله ويقطعك عن سواه ويدلك على الله رأسا من حيث هو لا من حيث النسب ، والاضافات بالقياس الى عالم الحدوث . اما الاسماء المشتقة فلا تفيد كمال الاستغراق فى مقام معرفة الحق . بمعنى ان العبد اذا ذكر الله باسم من اسمائة المشتقة لم يكن مستغرقا فى معرفة الله لانة اذا قال يارحمن فحينئذ يتذكر رحمتة فيميل طبعه الى طلبها فيكون طالبا للحصة وكذلك اذا قال ياكريم ما اذا قال ياهو فانة لا يتطلب غير البته.. الحى صاحب الحياة كلها الممد جميع الكائنات بها . القيوم القائم بذاتة المقوم لغيره . فجميع المخلوقات قائمة بة بحيث لو تخلى عنها ماكانت شيئا مذكورا (( هو الحى القيوم ))
نظرة – مدد- شئ لله تسنتعمل هذه الألفاظ حين يطلب المريد من شيخة زيادة نفع اوكثرة رعاية او الافاضة ببعض فيوضاتة من احوال واسرار. وهى وان اعطت معنى الالتماس فهى ادخل منه فى باب طلب الدعاء باصلاح حالة وتنشيط روحة فى ميادين السير الى الله وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم ينحنون نحو هذا المعنى حين كانوا يقولون لرسول الله صلى الله علية وسلم " رعانا يارسول الله "، ولكن الله عدل بهم الى القول " انظرنا يارسول الله " حيث يقول تبارك تعالى " ياأيها الذين آمنوا لاتقولوا راعنا وقولوا انظرنا "، والآية لاتخرج عن هذه المعانى التى بيناها آننفاً. وكذلك يجرى فى هذا المعنى كلمة مدد وكلمة شئ لله ..
المصافحة وضع يد المسلم فى يد اخية قد حث عليها رسول الله صلى الله علية وسلم حيث قال :" اذا التقى المسلمان وسلم كل منهما على صاحبة وتصافحا ، نزلت بينهما مائة رحمة للبادئ تسعون، وللمصافح عشرة ". رواه البزار فى مسندة ، والبهقى فى الشعب
تقبيل اليد روى عن ابن عمر رضى الله عنة قال " قبلنا يد النبى صلى الله علية وسلم . رواه أبوداود بسند صحيح. وعن كعب بن مالك قال : لما نزلت توبتى أتيت النبى صلى الله علية وسلم فقبلت يده ..رواه ابو بكر بن المقرى فى كتاب الرخصة.
الفقر قال تعالى ( يأيها الناس أنتم الفقراء الى الله ) الفقر : هو البراءة من الاعتزاز بالنفس ومنه جاء لفظ الفقير
كذلك تأتى للتثبيت إما لخير مقدم او مؤخر وهى نقيص كلا فهى تنفى وكذلك تثبت لقولة تعالى : كذلك قال الذين لايعلمون مثل قولهم ).
الشريعة والطريقة والحقيقة الشريعة : احكام ، الطريقة : السيربهذه الاحكام ،الحقيقة : هى الوصول الى المقصود . حديث : ( الشريعة اقوالى والطريقة افعالى والحقيقة احوالى )
مجلس الإخوان صورة صادقة من مجلس الصحابة رضوان الله عليهم ، وتشيع فيه المودة وتسود المحبة ويتجلى فية التآخى على اكمل غاياتة واوضح سماته. والمجلس تأديب وتثقيف يلتزم فيه المريد مع شيخة ادق انواع الآداب واعلى منازل الإقبال يعطية سمعا وطاعة ويمنحه محبة ووفاء ليرى الشيخ فيه مكانا للإثمار وموضعا للإفادة فيمنحة ماشاء الله ان يمنحة انواع المعرفة والوانها وما يطيب بة قلبة وتقر عينه من اسرارها واحوالها ..
الموكب ظاهرة دينية تتشكل من جماعات بين تكبير وتهليل وتحميد وتطوف ببعض جهات الحى او احياء ، شكرا لله على ما امتن به عليهم من هداية وطاعة ودعوة تهدف الى ايقاظ قلوب الغافلين وتحريك جوانب الخير فى الصافين وترغيبا فى الإكثار من حزب الله وتحبيبا للعاملين فى سبيل الله وقد كاثر النبى صلى الله علية وسلم اهل مكه بحمرة المسلمين عند فتحها اذ دخلوها ارسالا وجماعات فى تكبير اهتزت له بطحاء مكه،وتجاوبت معة شعابها .. الله أكبر الله أكبر لا اله الا الله والله أكبر اله اكبر ولله الحمد فأنصب لهذا الدوى السماوى قلوب المشركين ، وتجاوبت معه اعطاف الهاربين فأقبلوا على الله فى شوق التأديب وانابة المؤمن المطيع .. وقد بقيت هذه السنة حتى اليوم فى خروج المسلمين جماعات يستقبلون يوم العيد ويؤمون المساجد بهذه التكبير نفسه الذى انطلق من افواه المسلمين الاولين .. وما مواكب الصوفيين الا امتداد لهذه السنه واحياء لأثرها وتذكير بما كان علية الصحابة التابعون من الحرص على اعلاء كلمة الله واظهار شعائر الدين وتجميع الناس تحت ألويتة والسلوك بهم الطريق المستقيم .
الوحــــــــــــــــــــى هو كلام الله تعالى المنزل على نبى من انبيائة وقد عرفه البعض بقولة : هو عرفان يجده الشخص من نفسة مع اليقين بأنه من الله تعالى واسطة او بغير واسطة.
الكتـــــــــب المنزله والكتب المنزلة تختلف طرائق نزولها : منها جملة واحدة كالتوراه ، ومنها ما يجرى على لسان الرسول كالإنجيل ومنها نجوما حسب الحوادث كالقرآن
الرســــــــــــــــول هو من اوحى اليه بشرع وامر بتبليغه وكل رسول بعث على الأربيعين سنه الا عيسى علية السلام فقد بعث على رأس الثلاثين . والرسول على ثلاثة مقامات : مقام ولايتة : وهو يتلقى بة من الحق ومقام نبوته وهو الوجه الذى يتلقى به شرعا يعمل به فى نفسه ومقام رسالته :وهو الوجه الذى يتلقى به شرعا يرشد به الخلق
النبـــــــــــــــــــى هو من اوحى اليه بشرع لم يؤمر بتبليغه وقد يكون النبى نبيا قبل ظهور جسده او بعده كنبوته صلى الله علية وسلم وآدم بين الروح والحسد وكعيسى علية السلام وهو فى المهد – وكل رسول نبى ولس كل نبى رسولا ، وقد سد باب النبوه والرساله بخاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم .
الولاية هى القرب من الله تعالى ولا يخطر ببال صاحبها فى قربة ماسوى الله فلا يخاف شيئا ولا يحزن بسبب شئ . وقد دل عليه الكتاب والسنة والأثر والمعقول . اما القرآن فقولة تعالى ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون* الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة لاتبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ). وقوله تعالى الذين آمنوا وكانوا يتقون ) أى اعتقدوا اعتقادا صحيحا مبنيا على الدليل ثم عملوا على وفق ما وردت به الشريعة . أما الأخبار فكثيرة .روى عن رسول الله صلى الله علية وسلم أنه قال ( هم قوم تحابوا فى الله على غير أرحام بينهم ولا أموال من نور لايخافون اذا خاف الناس ولا يحزنون اذا حزن الناس ) الدليل من الأثر : الولى من تولى الله هدايته بالرهان وقام لله بحق العبودية والدعوة اليه. الدليل علية من المعقول : الواو واللام والياء فى الإشتقاق معناه القرب .فولى الشئ القريب منه ومحال ان يكون القرب من الله بالمكان والجهة وانما القرب هو استغراق القلب فى نور . معرفتة تعالى ، لايرى آثار قدرتة ولا ينطق إلا بالثناء علية ،ولا يسمع إلا آياتة ولا يتحرك إلا فى خدمتة ولا يجتهد إلا فى طاعتة وبذلك يكون الله وليا له لقوله تعالى ( الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور ) .ولا قرب إلا من الجانبين . قال امامنا الراضى – رضى الله عنه: من شروط الولى ان يكون محفوظا كما ان من شروط النبى ان يكون معصوما . من كان للشرع عليه اعتراض فهو مغرور مخدوع . زار أبو يزيد رجلا اشتهر بالولاية فتنخم الرجل فى المسجد فانصرف عنه ابو يريد، بعضهم قال :لايجوز ان الوالى يعلم نفسه لانه دائما يستشعر الخوف وبعضهم قال : يجوز الولى لا يرائى ولاينافق ليس له مع الله قرار .عبد لله فى كل حال .
شيخ الطريقة
تعريفه : هو النور الهادى فى الظلمات الغاشيه والظل الوارف فى الصحراء المحرقة من قصدة أمن غوائل ذنوبه ومن تتلمذ عليه نجا من آفات عيوبة ، وهو قبل وبعد القائم على مبادئ الشريعه ، الحارث تراث الحقيقة العامل بكتاب الله وسنة رسولة صلى الله عليه وسلم على أوضح منهج وأقوم طريق . عملة: هداية المنحرفين واصلاح قلوب الضالين وتقبيح الرزائل وتزيين الفضائل وتقريب العباد من ربهم. رسالته: رسالة الطبيب من المريض فكما ان المريض يحتاج الى الطبيب ليزيل علة جسدة فكذلك الشيخ للمريد فإنة يتعهدة بالرعايه حتى يخلع من قلبة فتنة الدنيا وشهواتها ويحبب اليه الفضائل وطيباتها . منزلته: من قال الله فيهم : ( ولتكن منكم امه يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ). الاستجابة اليه : واجبه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فسألوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون ، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هم القوم لايشقى بهم جليس ) . قال امامنا الراضى – رضى الله عنه : شيخ السلوك له صفات كثيرة من شرطه ان يكون من اهل المعرفة بالله فمن اتصل به ثم أعرض عنه الى غيره كان أشبه بالمتلاعب وهو اجدر بأن يصرف الشيوخ قلوبهم عنه ومن كان فقد سقط من عين الله نعوذ بالله من الطرد والحرمان. ومن وفى بحقوق استاذه الذى يصح الانتماء البه فتح الله عليه بصيرته وبارك له. وبدء التصوف مداواه القلوب ، والشيخ طبيب الأرواح والقلوب . فمن لم يكن شيخا يصح الانتماء اليه كان التزام التلميذ له كالتزام المريض لغير طبيب ، ومن كان غير طبيب يضر المريض وهذا كلة فى سيره فى نفسه وفى المراتب فما بالك عند ظهور فجر الحقيقة وتولى التجليات فإن ذلك الشيخ يكون ضرراً أكبر وفيه مالا يعبر عنه وفقنا الله لسلوك طريق أحبابه فى حمى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والحمد لله بنعمته تتم الصالحات .
المريد قال تعالى : ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحبكم الله ) . تدل الآية أن المؤمن اذا احب الله تعالى واتبع نبيه صلى الله عليه وسلم فهو مريد واذا احبه الله تعالى فهو مراد. اما قصد المريد إرادته فهو التجرد عن الإرادة فإذا فقده صحت له الإرادة وعند ترك العادة بالابتعاد عن الغفله وتجنب داعى الشهوه نصح ارادتة فيتخلص من ذلك كلة ويتشوق قلبه طالبا الحق ويبتدئ المريد بإسقاط الإرادة وينتهى الى ان يجد الله بلا إشاره . والمريد مبتدئ، والمراد منته، المريد محب، والمراد محبوب، المريد سائر والمراد محمول ، المريد طالب والمريد مطلوب . ولا يكون مريدا الإ اذا كان مرادا أولا لقولة تعالى : ( يحبهم ويحبونه ) يعمل لله لا لغيره ومراده لله لا سواه. من كلام القوم : تكون مريدا ثم فيك إرادة اذا ترد شيئا فأنت مريد وقوله : ( أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ) وبذلك جعل العزة له وحده ثم اعطاها لغيره فقال : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) .
المعجزة أمر خارق للعادة يظهر الله على يد الأنبياء والمرسلين مبنى على الإعجاز والتحدى وتقترن بدعوى النبوه. الكرامة : أمر خارق للعادة يظهرة الله على يد الولى مبنى على الكرامة والإكرام وما جاز ان يكون معجزة لنبى جاز ان يكون كرامة لولى لافارق بينهما الا التحدى.. وقد يقع من الأولياء بقصد او بغير قصد أمور خارقة للعادة يجريها الله بسببهم وعلى ايديهم . والدليل على جوازها : أنها من الأمور الممكنة فلا يلزم من جواز وقوعها محال. ومثالها : قصة السيدة مريم ، وكيف أن الله رزقها من عنده من غير سبب كما جاء به القرآن " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجدها رزقا قال يامريم أنى هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء ". ورؤية سيدنا عمر الجيش بنهاوند من ارض العجم وهو على المنبر بالمدينه فى شبه الجزيره العربيه فقال لأمير الجيش يحذره الكمين : ياسارية الجبل : اى الزم الجبل واجعله وراء ظهرك لكمون العدو بجانبة وسمع سارية كلامة على بعد الشقة فتمكن من الظفر بعدوه. وقصة آصف بن برخيا – وهو من اتباع سليمان بن داود عليه السلام واحضاره عرش بلقيس من مسافة بعيده فى طرفة عين علما بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من سليمان بن داود عليه السلام لقولة تعالى : ( كنتم خيرا أمة اخرجت للناس ). ولا تكون خير أمة إلا اذا كان رسولها خير رسول .. وقصة أصحاب الكهف وابقاؤهم ثلاثمائة سنة وأزيد نياما أحياء إكراما لهم ولم يكونوا انبياء.وقصة الخضر مع سيدنا موسى علية السلام وأنة ولى ولا نبى على ارجح الأقوال . وقوله صلى الله علية وسلم فى حق سيدنا عمر رضى الله عنه : ( إنه من المحدثين ) بفتح اللام أى الملهمين روى البغوى فى شرح السنة بإسناد عن ابن المنكدر وان (سفينة)مولى رسول الله صلى الله علية وسلم أخطأ الجيش بأرض الروم اوأسر فانطلق يلتمس الجيش فصادف أسد فقال : ياأبا الحارث أنا مولى رسول الله صلى الله علية وسلم وكان من أمرى كذا وكذا فأقبل الأسد وسار الى جنبة يدفع عن الأذى ويدله على الطريق حتى بلغ الجيش ثم رجع الأسد . وقد أشار صاحب البردة الى هذه الحادثه بقوله. ومن تكن برسول الله نصرتة وإن تلفة الأسد فى آجامها تجم حديث مسلم : ( رب اشعث أغير مدفوع بالابواب لو اقسم على الله لابرة )
الاستغاثة الاستغاثة بالانبياء والمرسلين والاولياء جائزة فى حياتهم وبعد مماتهم لان معجزة الانبياء وكرامة الاولياء لاتنقطع بموتهم ونسبتهما الى الله على الحقيقة ونسبتهما الى غيرة على السبب والمجاز التوسل قال تعالى : ( ياايها الذين أمنو اتقوا الله وابتغو الية الوسيلة) . وقال ( اولئك الذين يدعون ويبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ) فى الايه الاولى امر عبادة المؤمنين بابتغاء الوسيلة ثم فسرها فى الايه الاخرى ومعناة ينظرون ايهم اقرب اليه تعالى فيتوسلون به اليه قال اهل السنة: التوسل بالدعاء اوبصاحبة او بجاهه او محبتة او ذاتة اوشفاعتة او بالطاعات او الاعمال الصالحة جائز وخالف المعتزلة وقالوا : التوسل يكون بالاعمال الصالحة فقط. ولكن لفظ الوسيلة عام يشمل كل هذا والتقوى جاءت قبل الوسيلة فى الاية ويقتضى ذلك ان تكون الوسيلة بالذوات وإذا كان معنى الوسيلة فى الاية هو فعل الطاعات لزم التكرار وعلى ذلك يكون معنى الوسيلة غير فعل الاعمال الصالحة وقامت الحجة على صحة التوسل بالنبى صلى الله علية وسلم وبغيرة من الاخيار الصالحين فيجوز التوسل بالمفضول دون الفاضل فإن رسول الله صلى الله علية وسلم افضل من عمة العباس بن عبد المطلب الذى استسقى بة سيدنا عمر مرارا فى زمن خلافتة حيث قال: اللهم انا كنا إذا قحطنا نتوسل اليك بينينا صلى الله علية وسلم قتسقينا , وإن نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا, فيسقون . حيث يقول : ياأيها الناس إن رسول الله صلى الله علية وسلم كان يرى للعباس ما يرى الولد للوالد فاقتدوا بة واتخذوة وسيلة الى الله فبين عمر رضى الله عنة جواز الاستسقاء بالنبى صلى الله علية وسلم وبغيرة وإن ذلك لا حرج فية لقوله تعالى : ( وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم ) . فدلت الايه على جواز التوسل بالذوات وأن ذاتة الشريفة مانعة من نزول العذاب . ولا تكون الوسيلة للكفار قطعا . وقوله تعالى ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ). والمعنى : لو لا دفع الله بالمؤمنين على الكفار وبالطائعين على العصاة لفسدت الارض ووجود الذوات الفاضلة يمنع فساد الارض وهلاكها
الشفاعة انكرها المعتزله والخوارج , وايدها أهل السنة والكراميه , وقالو بالشفاعة . واحتج المنكرون على ذلك بقوله تعالى : ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) وقوله تعالى : ( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ) . الايتان فى حق الكفار والمراد بالظلم هو الشرك بالله . ولا شفاعة لهم قطعا لقوله تعالى سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ). ولا يجوز الاقتصار على بعض القرآن دون البعض ولا على بعض السنن دون البعض كما نص الكتاب والسنة على ساحة الشفاعة للمذنبين المسلمين دون المشركين فقال تعالى : ( لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهداَ ). والعهد هو قوله : لا إله إلاالله فلا يشفع إلا مؤمن لاتخاذة عنده تعالى عهدا بذلك القول وجأءت احاديث صحيحة صريحة فى شفاعتة صلى الله علية وسلم لعصاة امتة فقال : ( شفاعتى لاهل الكبائر من امتى ) . رواة الترمذى وابو داود عن أنس ورواة ابن ماجة عن جابر اما قوله تعالى : ( قل لله الشفاعة جميعا َ) فوردت فى حق الكفار الذين كانو يعتقدون الاصنام ارباباَ وانها شفعاء لهم عندة تعالى لقوله : ( وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء ( . الايه الاولى ليست ردا على المسلمين الذين يتشفعون بالانبياء والصالحين كما دلت الايه على اختصاصه تعالى بالشفاعة فلا يملكها احد الا بتمليكة يعطيعها غيرة تفضيلا منه واكراما . وانما الضرر طلب الشفاعة ممن لم يملكة الله اياها لقوله تعالى : ( أم أتخذوا من دونة اولياء ) . فالله هوالولى وحدة ثم جعل الولايه فى غيرة لقوله : ( انما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا )
الايمان هو التصديق بالقلب والاقرار بالسان والعمل بالاركان ومن قال بان الايمان هو الاسلام فقد اضاع التفاوت والمقامات . ومن قال بان الايمان غير الاسلام فقد ادخل التضاد بينهما . قال اهل السنة الايمان والاسلام قرينان لا يفترقان والايمان مقام فى الاسلام كما جاء فى الحديث. سئل رسول الله صلى الله علية وسلم اى الاعمال افضل ؟ . فقال : الاسلام . فقيل لة واى الاسلام افضل قال الايمان مثل الاسلام من الايمان كمثل الشهادتين: شهادة التوحيد غير الشهادة بالرسول صلى الله علية وسلم ولكن ارتبطت كل واحدة منهما بالاخرى فلا ايمان لمن لا اسلام له واسلام لمن لا ايمان له . واشترط الله الاعمال الصالحة لتحقيق الايمان بالعمل لقوله تعالى(فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعية) ومن عمل بما أمر به ولم يؤمن بالغيب فهو منافق كافر . ومن آمن بالغيب ثم أنكر ركنا من أركان الشريعة فهو كافر ومن آمن بالغيب وأهمل ركنا من أركان الدين فهو مسلم عاص .ومن آمن بالغيب وعمل بأحكام الشريعة فهو مؤمن مسلم . فمثل الإيمان من الأعمال كمثل القلب من الجسد لاينفك أحدهما عن الآخر. ولإسلام ظاه الإيمان وهو أعمال الجوارح من العاملات والإيمان هو باطن الإسلام وهو أعمال القلوب من النيات كما جاء فى الحديث : ( إنما الأعمال بالنية) أى لا ايمان الا بعمل ولا عمل الا بعقد وقصد . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ فضل آية الكرسى عن سيدنا على رضى الله عنه : سمعت نبيكم على اعواد المنبر وهو يقول : ( من قرأ آية الكرسى دبر (1) كل صلاة مكتوبة لم يمنعة من دخول الجنه الا الوت ولا يواظب عليها الا صديق او عابد. ) ( 1) دبر :- عقب وعنه كرم الله وجهة قال لى رسول الله صلى الله علية وسلم :" سيد الكلام القرآن وسيد القرآن البقرة وسيد البقرة آية الكرسى "
لماذا انا الطريق لقد شاعت هذه التسميه واطلقت على طائفة خاصة فعرفوا بالصوفيه وكان من هؤلاء رجال هم خلاصة الصالحين وأئمة العارفين وقدوة الواصلين وبلغ عددهم حد الكثرة التى يتعذر ضبطها وخضع لهم ائمة العلماء وأكابر الفقهاء واذعن لهم فلاسفة الزمان واقر بفضلهم الخاص والعام واغترف من بحار علومهم ائمة المحققين وظهرت لهم خوارق العادات وتولت عليهم النفحات والبركات نفعنا الله بهم واذقنا شرابهم بمنة وكرمه. وهؤلاء القوم قد تعددت طرقهم واختلف مشاربهم وانتسبت كل طائفة منهم الى امام من أئمتهم حتى بالغ بعضهم فقال : لله طرائق بعدد أنفاس الخلائق . وهذه الطرق وان اختلفت والمشارب وان تعددت فانها بحسب الأصل ترمى الى غرض واحد وهو العمل على ترقية البشرية وتقوية الروحانية والوصول الى الحضرة العلية. والطريق تقديم ومحو واقبال اى تقديم المجاهدة ومحو الصفات المذمومة والاقبال على الله بالهمة لقولة صلى الله علية وسلم : ( رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر ألا و هو جهاد النفس ) . والطريق سلوك ومبادئ سامية يسير على منهاجها السالك كل ذلك تشملة مكارم الأخلاق التى تنشأ عن نظر صحيح ومبدأ شريف ويراد بها الوصول الى الكمال الإنسانى لا بالتمويه والتقليد أما السير بالطريق فيجمع خمس خصال أن خلا منها المريد فليس هو من الطريق فى شئ وهى : تقوى الله فى السير والعلانية واتباع السنة فى الاقوال والأفعال والإعراض عن الغافلين فى الاقبال والإدبار والراضى عن اللله فى القليل والكثير ، والرجوع اليه فى السراء والضراء وفقنا الله تعالى للتخلق بها . اما اعتدال الأخلاق : فيأخذ عن معلم يلقنك اياه عملا ولا يقتصر على القول فاذا ادرك الله المريد بلطفة واراد بة خيرا رزقة الخوف من الإقامة على هذه الحال . والخوف هو سوط الله الذى يقوم بة الشاردين عن بابه وما فارق الخوف قلبا الا خرب فيتحلى بمكارم الأخلاق ويعرف كيف يكون انسانا منصرفا عن السفاسف والدنايا يعرف الخير فيبادر اليه . يميز الشر فيبتعد عنه يفرق بين الحق والباطل والصدق والكذب يسمع النصيحة ولا يرد الحق على قائله ينزه اوقاته عن العبث حتى فى أوقات المزاح لا يسب ولا يشتم ولا يذكر الأعراض بالسوء ولا يعرض بوصمه تلصق عارا بأحد ، إذا حدث أحد اشتمل حديثة على الفضائل وتكميل الأخلاق والرقى فى مدارج الكمال ، يحرص على وقتة قبل الفوات ولا يحاسب نفسة قبل ان يحاسب لا يفعل شيئا الا بعد ان يجد له نيه صالحة ويكون لله خالصا يصحب الخوف من الله فى احواله ويكون ذا همه علية ، لا ينحط من عزائم الشريعة الى الرخص فمن انحط الى الرخص كسلا فقد رخص الإ لمن اضطر والله يحب أن تؤتى رخصة كما يجب أن تؤتى عزائمه . يتجنب الى قلوب اخوانه يجاملهم فى مهماتهم ، ويشاركهم فى نوازلهم ويسعى فيما فيه مصالحهم ينصح اخاه اذا انحرف أو اذنب ويزجره عند الحاجة ويلين له اذا اقتضى الحال ذلك حتى يراه قد أقلع عن الهفوه لقولة : " الدين النصيحة". والوقوف ببابة فلا يضجر ولا يسخط يرجو ربه ولا يقنط ومن كان الله همه فقد كفاه ما أهمه . وقيل ما كان فى الله تلفه كان على الله خلفه ، وقال تعالى : " وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا من المجرمين ". وبالرجاء والخوف والحب مدار السير الى الله تعالى لقوله : " لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا " . ولولا الرجاء وكل محب راج خائف بالضروره كما ان السائر دائر بين ذنب يرجو غفرانه وعيب يرجو اصلاحة وعمل صالح يرجو قبوله واستقامة يرجو حصولها ودوامها وقرب من الله ومنزلة عنده تعالى يرجو الوصول اليها . أما مقامات الطريق التى يتدرج فيها المريد فهى : اتباع السنة ، قرآن ، فقة ، طاعة ، أدب ، سير ، قيام الليل ، ثبات، اتهام ، زيارة ، تأليف ، نسبة، تبرك ،تعشق ،وقار ، ملازمه ، إخاء ، تسليم ،همة ،صدق ، تقديم ، محو ، ترك أهل الغفلة ، بشاشه ، رضى ، قبول النصيحة ، حسن الظن ، خدمة الأخوان ، تحمل ، سلامة الصدر ، الوفاء بأخوة ، الشفقة على خلق الله ، عدم الإنتصار للنفس ، تواضع ، غفو ، حلم ، صفاء ، مواساة ، إيثار ، فتوة ، حفظ العهد ، ذكر ، مذاكرة ، فكر ، محاسبة النفس ، مجاهدة ، إكثار التوبة ، كثرة النوافل ، اعتبار ، قناعة ، زهد ، توكل ، رقة فى القلب ، خوف ، مراقبة ، استغراق ، حفظ الحدود ، يقين ، تقوى ، تخلق . وقد أتانا النبى صلى الله عليه وسلم بالحنيفية البيضاء النقيه زكان بنا رءوفا رحيما فلم يدع شيئا من عبادة او معاملة أو أخلاق تقرب الى محبة الله ورسولة إلا بينه ، وأنزل الله عليه قوله تعالى : " قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحبكم الله " . وقال " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " فأدبه ربه أدبا حسنا ثم أظهرة فقال : " وانك لعلى خلق عظيم ". فاللهم وفقنا لما تحب وترضى وارزقنا الخوف منك واجعلنا من أهل الرجاء فى فضلك ولا تجعلنا من اهل اليأس من رحمتك وارزقنا الإخلاص فى أعمالنا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وسلم . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطريق علم وعمل وذوق أتى رسول الله صلى الله علسه وسلم بالدين الإسلامى الحق لأجل سعادة الخلق بالوصول الى رضا الله تعالى فى الدنيا و الأخرة والتمتع بجواره فى الآخره ولا يكون ذلك الا باتباع ما جاء به صلى الله عليه وسلم عن ربه بما ارشدنا اليه صلى الله عليه وسلم . فمن وفقه الله تعالى الى الخير باتباع ما أمر به الدين والانتهاء عما نهى عنه صفا من الأكدار وأشرقت عليه الأنوار وفتح الله عين قلبه ، وأزال الغشاوة عنه ، فصار عبدا لله حقا ، وتوالت عليه النفحات والبركات والأسرار . والشرع الذى أتى به صلى الله عليه وسلم هو أوامر ونواه ، وهذا هو القرآن والحديث وهو الشرع الظاهرى لمن نظر فيه بعقله وفهمه وهو ما بأيدى العلماء رضى الله عنهم فإذا سار الإنسان الى ربه بالامتثال للشرع الشريف كان سيره لله تعالى بذلك الشرع هو الطريق فمن انقدح فى قلبه نور ناشئ عن العمل بالشرع فذلك النور هو الباطن وعلم الباطن هو الذى افاضه الله على قلوب أهل السير الى الله تعالى . والعامل السائر يحتاج فى الطريق الى مرشد عارف بطريق السير يعلمه كيف يكون العمل ويرشده الى مالا يعرفه والطريق ليس تواكلا وضعفا كما يتوهم المنتقدون وانما الطريق كما قال امامنا الراضى رضى الله عنه " اجتماع واستماع واتباع وانتفاع ،لا طريق انقطاع وعزله وعدم اجتماع وتواكل " . ولا يلزم أن يكون الشيخ متبحرا بأحكام الشرع فإنه قد يكون كذلك ولكنه لم يسر في طريق الله . ولم يتجل له شئ من سر الحق ، ولم يعرف ما يصادف التلميذ فى المواطن والمنازل ،ولا يقدر أن يفرق بين نور الرحمن ولاالأنوار التى يشكلها الشيطان ،ولا يعرف العوامل التى يمر بها المريد فى حال سيره، فلم تنفتح عين بصيرته، ولم يرى ما وراء هذا العالم،وهو لم يزل محجوبا محصورا فى دائرة عالم الملك. واذن لايصلح ذلك الشيخ وان كان متبحرا فى علم الظاهر أن يكون مرشدا للمريد ، اللهم الا اذا قيل أنه مرشد فى دائرة الظاهر فى هذا العالم، فيعلم المريد الأحكام الشرعيه في وضوئه وصلاته وصيامه وحجه وغير ذلك من أحكام الفقه وغيره وليس له ذوق فى علوم الباطن ولا معرفه بها. ومن ادعى أنه ليس إلا علم الشرع ، فذلك حق .ولكن ألا يدرى أن الشرع أحكام أمرنا بها الشارع ، فإذا عملنا بها أثمرت فى القلوب ، وظهرت لها علامات لقوله صلى الله عليه وسلم : " من زهد فى الدنيا أربعين صباحا تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه " وقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا وجد تم الرجل وقد أتى صمتا وزهدا فى الدنيا فاقتربوا منه فإنه يلقى الحكمة". وفى قصة الخضر مع موسى عليه السلام تجد أن الخضر أتى بأشياء أنكرها عليه موسى عليه السلام ، فلما بينها له في اّخر الأمر وقال: "وما فعلته عن أمرى " اتضح حكم الباطن وعر ف موسى عليه السلام حكمة الأمور التى فعلها الخضر، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : "رحم الله أخى موسى لو سكت لتعلمنا ". وفى هذا دليل قاطع على أن هناك أحكاما باطنية يتعلمها اعبد من ربه من غير واسطه وذلك هو العلم الصوفى المقدس الخالي من تحكمات العقول والبحث عن مذاهب أ هل الجدل.
| |
|