بارك الله فيك أختي نوران وزاد الله فى قدرك ورفع مقامك
سيدى الأمير عبد القادر الجزائرى الحسنى الهاشمى
يقول عن نفسه رضى الله عنه : كنت مغرما بمطالعة كتب القوم_يعنى الصوفية_ منذ الصبا غير سالك طريقهم ، فكنت أثناء المطالعة أعثر على كلمات تصدر عن سادات القوم وأكابرهم يقف منها شعرى وتنقبض منها أنفاسى مع ايمانى بكلامهم على مرادهم ، لأنهم على بينة من آدابهم الكاملة وأخلاقهم الفاضلة .. وقد وقع له فتح كبير لما خالط مشايخ التصوف حيث أنه تيقن أن التحقيق الكامل بالسلوك العرفانى لا يحصل الا بذلك أى مخالطة الشيوخ وسلوك مسلكهم وهذا مابينه فى كتابه "المواقف" .. فى الموقف الرابع حيث ذكر*ان كل من لم يسلك طريق القوم ويتحقق بعلومهم حتى يعرف نفسه لا يصلح له اخلاص ولو كان أعبد الناس و أروعهم و أزهدهم وأكثرهم تدقيقا وبحثا عن دسائس وخفايا العيوب*..
فهو رحمه الله تعالى لما تحقق بمعرفة نفسه صح له الأخلاص ، ومعلوم عند رجال التربية الروحية ، أن العبد لا يعرف ربه الا أذا عرف نفسه وأن تلك المعرفة لا تتحقق الا بالأخذ عن الشيخ المربى الكامل الوارث المحمدى وذكر اسم الله الأعظم ""الله"" وقد تطلعت همة الأمير الى ذلك الى ان حصل على مقصوده فى مكة المكرمة خلال حجه عام 1863م وعمره اذ ذاك 57سنة حيث أخذ الطريقة الدرقاوية الشاذلية عن الشيخ محمد بن مسعود الفاسى المتوفى بمكة وهو أحد مشايخ طريقتنا المباركة الطريقة البلقائدية الهبرية..
رضى الله عنه وأرضاه