يقول سيدي محي الدين بن عربي فى الفتوحات : رجال الله ثلاثة ضباط لا رابع لهم ، عباد ، وصوفية ، وملامية وهم كمل الرجال
ضباط العباد : انهم رجال غلب عليهم الزهد ، والتبتل ، والأفعال الظاهرة المحمودة لا يرون شيئآ فوق ما هم عليه ، ولا معرفة لهم بالأحوال والمقامات ، ولا رائحة عندهم من العلوم الالهية ولا بالمعارف والكشوفات ، ويخافون على أعمالهم من تحبطها لاعتمادهم عليها دون الله .
ضباط الصوفية : انهم رجال فوق هؤلاء العباد ، لأنهم يرون الأفعال كلها لله مع ما هم عليه من الجد والأجتهاد ، والورع والزهد والتوكل وغير ذلك ، ويرون أن ماهم فيه بالنظر للمقامات التي فوقهم لا شيئ ، ولكنهم مع حسن أخلاقهم وفتوتهم أهل رعونة ونفوس بالنظر لأهل الطبقة الثالثة وعندهم رائحة الدعاوى .
ضباط الملامية : الذين هم على قدم أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، هم رجال لا يزيدون على الصلاوات الخمس الا الرواتب ، ولا يتميزون عن الناس بحالة زائدة يعرفون بها ، يمشون فى الأسواق ويتكلمون مع الناس بكلام العامة ، واقد انفردوا بقلوبهم مع الله لا يتزلزلون عن عبوديتهم قط ، ولا يذوقون للرياسة طعمآ لاستلاء الربوبية على قلوبهم ، فهم أرفع الرجال مقامآ .
قال سيدي الأستاذ الامام الشيخ محمود خطاب السبكي رحمه الله : فضل التصوف وفضل أهله كالشمس في رابعة الفلك .
رضي الله عنهم أجمعين