قد يفشل الانسان في حياته المادية و لكنه يكون ذلك اروع صور النجاح الروحي و ادعاها للاعتزاز و التقدير و العكس صحيح فقد ينجح في حياته المادية و يجمع
السلطان الكثير و الثراء الوفير و مع ذلك قد يكون هذا النجاح هو بعينه فشله الذريع في حياة الروح و هي حياة لا تهتم بسلطان و لا ثراء وفير.
و المثال على ذلك رجلا يحاول بكل جهده ان يجمع المال و هو لا يراعي من حوله بكل الطرق و الاساليب الممكنة المشروعة فهو يلغي ضميره و روحه من اجل
ذلك و يتاح له ان يحقق المكاسب الكثيرة و يصل الى مراتب عليا من الجاه و السلطان و لكن مع هذا يخسر نفسه و كل من حوله و على العكس من ذلك رجل يحاول
ارضاء كل من حوله و لا يفعل إلا ما يمليه عليه ضميره و منه لا يحقق مكاسب مالية و لكنه يكسب ثقة الجميع و نفسه و كل من حوله.
و حكم الانسان على اخيه الانسان دائما ما يكون مشوب بالقرائن المضللة و لا شيء يفسد العقل في تقديره للإنسان إلا القرائن ووراء لغز الانسان يختفي عقله و هو
مستودع الفكر و الشعور صنع بكيفية تتعالى على مستوى ادراكه للأمور و العقل هو جوهر الانسان و هو الانسان الحقيقي المفكر الشاعر المتأمل الباحث في الغاز
الحياة.
علم الروح يتقبل الانسان على علامة و عن فهم الطبيعة الضعف فيه ناظرا اليه كالمريض المعاني يريد ان يتحسس مواطن الداء حتى يحسن وصف الدواء فهو يريد
ان يداوي في حنان لا ان يعاقب في ضغينة و يتقبل ايضا النفس الانسانية بكل علاتها و ميولها و هو يرعى الجماعة لأنه يعلم ان اصلاح الجماعة يبدآ من الفرد اولا.
منقول