الشيخ مدين والزهد

الشيخ مدين والزهد


من دعاء السادة الصوفية قولهم:
اللهم اجعل الدنيا فى أيدينا ولا تجعلها فى قلوبنا.
وهذا عين الزهد؛ أن لا يكون فى القلب تعلق بالدنيا أو حب لها حتى وإن كانت اليد تمتلىء بها.
لذلك يمكن أن يكون الزاهد متصفًا فى ظاهره بصفات أهل الدنيا بينما يكون قلبه خلى منها غير مشغول بها.
كان الشيخ مدين الأشمونى هكذا. وصفوه بأنه كان يلبس فاخر الثياب، ويأكل نفيس الأطعمة والحلوى والسكر.. وكان يصحب الأمراء ويقبل ما يجيئون به.. ولم يكن هذا يعجب البعض ممن كانوا يحكمون بالظاهر، كأن لسان حالهم يقول: طريق القوم زهد فى الدنيا، فأين هذا من الزهد؟
كان الشيخ الغمرى أيضا من أولياء الله، وكان شيخًا مربيًا، وله تلامذه، وكان زهده فى الظاهر أيضا.
من تلامذته كان الشيخ محمد الحريفيس الذى يروى لنا بنفسه قصة لقائه بالشيخ مدين فيقول:
"لما مات شيخنا (الغمرى) رضى الله عنه لم يعجبنا أحد بعده نجتمع عليه، فسألت بعض الفقراء، فقال: عليك بسيدى مدين، فسافرت إليه، فقالوا لى:
- الشيخ يتوضأ فى الرباط.
فدخلت عليه، فوجدته رجلا بعمامة كبيرة، وجُبّة عظيمة، وإبريق وطشت، وعبد حبشى واقف بالمنشفة فقلت لرجل عنده:
- أين سيدى مدين؟
فأشار إلى أنه هذا. فقلت فى نفسى:
لاذا بذاك ولا عتّب على الزمن (بفتح التاء)
لأن عهدى بسيدى محمد الغمرى رضى الله عنه أن يلبس الجبة والعمامة الغليظة ، والتقشف الزائد، وليس لى علم بأحوال الرجال.
فقال لى (أى الشيخ مدين):
- أصلح البيت. قُل:
لاذا بذاك ولا عتْب على الزمن (بتسكين التاء)
فقلت (لما رأى الشيخ كاشفه بما فى ضميره):
- الله أكبر.
فقال:
- على نفسك الخبيثة، تسافر من البلاد إلى هنا تزن الفقراء بميزان نفسك التى لم تسلم إلى الآن.
فقلت:
- تبت إلى الله تعالى.
وأخذ العهد علىّ، وأنا فى بركة سيدى مدين رضى الله عنه إلى الآن".

ثناء سيدي البدوي علي سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم

اللهم صل و سلم على سيدنا محمد شجرة الاصل النورانية, و لمهة القبضة الرحمانية

, و أفضل الخليقة الانسانية, و أشرف الصورة الجسمانية , ومعدن الاسرار الربانية ,

وخزائن العلوم الاصطفائية, صاحب القبضة الاصيلة, و البهجة السنية , و الرتبة

العلية,من اندرجت النبييون تحت لوائه فهم منه واليه.

اللهم صل و سلم على سيدنا محمد نور الانوار , و سر الاسرار , و ترياق الاغيار و

مفتاح باب اليسار ,المصطفى المختار ,صلى الله عليه و على اله و أصحابه و

زوجاته منتهى مرضاة الله تعالى و مرضاته.


جزاك الله كل الخير يا اخي الكريم مريد الراضي .