سيدي خليل بن اسحاق المالكي رضي الله عنه
هو الامام العالم سيدي خليل بن اسحاق بن موسى بن شعيب المعروف بالجندي ضياء الدين , أبو المودة القدوة الحجة الفهامة حامل لواء مذهب
الامام مالك رضي الله عنه في زمانه بمصر , كان رحمه الله صدرا في علماء القاهرة مجمعا على فضله و ديانته , أستاذا متمتعا من اهل التحقيق ثاقب
الذهن , أصيل البحث مشاركا في فنون من العربية و الحديث , و الفرائض فا ضلا في مذهب الامام مالك رضي الله عنه , صحيح النقل جامعا بين العلم
و العمل و أقبل على نشر العلم فنفع الله به المسلمين.
- قال الحافظ بن حجر في الدرر الكامنة * سمع من ابن عبد الهادي , و قرأ على الرشيد في العربية و الاصول و على الشيخ المنوفي في فقه
المالكية.
- و قال أبو الفضل بن مرزوق الحفيد : تلقيت من غير واحد ممن لقيته بالديار المصرية و غيرها أن الشيخ خليل من اهل الدين و الصلاح و الاجتهاد في
العلم الى الغاية حتى انه لا ينام في ببعض الاوقات إلا زمنا يسيرا , بعد طلوع الفجر ليريح النفس من جهة المطالعة و الكتب و كان مدرس المالكية
بالشيخونية و هي أكبر مدرسة في مصر في ذلك الوقت , و بيده وظائف أخرى تتبعها.
- و قال ابن غازي : كان الامام خليل عالما مشتغلا بما يعنيه حتى حكي انه أقام عشرين سنة لم ير النيل بمصر , و حكي عنه أنه جاء يوما لمنزل بعض
شيوخه فوجد كنيف المنزل مفتوحا و لم يجد الشيخ هناك فسال عنه فقيل له انه يشوشه أمر هذا الكنيف , فذهب يطلب من يستأجره على تنقيته
فقال الامام خليل أنا أولى بتنقيته , فشمر فنزل ينقيه و جاء الشيخ فوجد ه على تلك الحال و الناس قد حلقوا عليه ينظرون اليه تعجبا من فعله فقال
الشيخ من هذا؟ قالوا خليل , فاستعظم الشيخ ذلك و بالغ في الدعاء له عن قريحة و نية صادقة فنال بركة دعائه و بارك الله تعالى في عمره و علمه و
نفع به المسلمين .
و يعتبر مختضر الشيخ خليل من اهم كتب الفقه المالكي ان لم يكن اهمها على الاطلاق , فقد نال من الاهتمام – خاصة في البلاد المغربية و الإفريقية
قدرا يدل على علو شانه , و رفعة قدره .
و ما احسن قول من قال :
أطلاب علم الفقه , مختصر الرضى..........خليل لحم فيه الحياة , فعيشوا
فلله بيت ضمنوه مديحه ..........به يهتدي من في الانام يطيش
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها .........خليل بن اسحاق الامام يعيش.
هذا و قد وضع على المختصر اكثر من ستين تعليقا من بين شرح و حاشية و من أشهرها شرح الامام الزرقاني و الشرح الكبير للإمام الدردير مع
حاشية الدسوقي عليه , و كذا شرح خاتمة المحقيقين الشيخ عليش المتوفي سنة 1299 هجري و الشرح المختصر للشيخ صالح عبد السميع
الازهري المسمى *جواهر الاكليل على مختصر خليل* و غير ذلك كثير فرحمهم الله جميعا و نفعنا ببركاتهم. و رحم من قال :
يا قارئ مختصر خليل .....لقد حويت العلم يا خليل
حصله حفظا , واصرف الهمة له ..........فقد حوى مائة الف مسالة
نصا و مثلها من المفهوم.....فان شككت , اعدده في المرسوم.
توفى الشيخ خليل رحمه الله في ثالث عشر ربيع الاول سنة ست و سبعين و سبعمائة , و دفن ب بالقرافة الكبرى بمصر بجوار شيخه المتوفي.
فرحم الله مشايخنا و جزاهم عنا و عن الاسلام خير الجزاء.