بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه ومن والاه
يقول سيدنا ومولانا الغوث الرباني سيدي ابو الحسن الشاذلي قدس الله اسراره وأنواره ورضي الله عنه وأرضاه
عليك بالاستغفار ولو لم يكن هنالك ذنب فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله وهو المعصوم عن الخطأ فما ظنك بمن لا يخلو عن العيب والذنبإذا عارض كشفك الكتاب والسنة فتمسك بالكتاب والسنة ودع الكشف فإن الله عز وجل قد ضمن لي العصمة في الكتاب والسنة ولم يضمنها لي في الكشف ولا ينبغي العمل بالكشف إلا بعد عرضه على الكتاب والسنةإذا عرض لك عارض يصدك عن الله فاثبتإذا كثرت عليك الوساوس فقل سبحان الملك الخلاق{ إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز } .لا تجد الروح والمدد ولا يصح لك مقام الرجال حتى لا يبقى في قلبك تعلق بعلمك ولا جدك ولا اجتهادك وتيأّس من الكل دون الله عز وجل .لا تشم رائحة الولاية وأنت غير زاهد في الدنيا وأهلهاأسباب القبض ثلاثة ذنب أحدثته أو دنيا ذهبت عنك أو شخص يؤذيك في نفسك أو عرضكمن دلك على المعبود فقد أراحك ومن دلك على العبادة فقد أتعبك والشيخ من دلك على الراحة لا من دلك على التعبمن أراد عز الدارين فليدخل في مذهبنا يومين فقال له قائل كيف لي بذلك قال فرّق الأصنام من قلبك وأرح من الدنيا بدنك ثم كن كيف شئت فإن الله لا يعذب العبد على مد رجليه مع استصحاب التواضع للاستراحة من التعب إنما يعذبه على تعب يصحبه التكبرمن لم يزدد بعلمه وعمله افتقاراً إلى الله وتواضعاً لخلقه فهو هالكإن كنت مؤمناً موقناً فاتخذ الكل عدواً كما قال إبراهيم عليه السلام { فإنهم عدو لي إلا رب العالمين }.الصادق الموقن لو كذبه أهل الأرض لم يزدد بذلك إلا تمكيناًلا تركن إلى علم ولا مدد وكن بالله واحذر أن تنشر علمك ليصدقك الناس وانشر علمك ليصدقك الله تعالىالعلوم على القلوب كالدراهم والدنانير في الأيدي إن شاء الله تعالى نفعك بها وإن شاء ضركمريد واحد يصلح أن يكون محلاً لوضع أسرارك خير من ألف مريد لا يكونون محلاً لوضع أسراركمن ادعى فتح عين قلبه وهو يتصنّع بطاعة الله تعالى أو يطمع فيما أيدي خلق الله فهو كاذبالتصوف تدريب النفس على العبودية وردها لأحكام الربوبيةأبى المحققون أن يشهدوا غير الله تعالى لما حققهم به من شهود القيومية وإحاطة الديموميةلن يصل العبد إلى الله وبقي معه شهوة من شهواته ولا مشيئة من مشيآتهإن من أشقى الناس من يحب أن يعامله بكل ما يريد وهو لا يجد من نفسه بعض ما يريد وطالب نفسك بإكرامك لهم ولا تطالبهم بإكرامهم لك { لا تكلف إلا نفسك }إن أردت أن تكون مرتبطاً بالحق فتبرأ من نفسك واخرج عن حولك وقوتكأربع لا ينفع معهم علم حب الدنيا ونسيان الآخرة وخوف الفقر و وخوف الناسلا تسرف بترك الدنيا فيغشاك ظلمتها وتنحل أعضاؤك لها فترجع لمعانقتها بعد الخروج منها بالهمة أو بالفكرة أو بالإرادة أو بالحركةخصلتان إذا فعلها العبد صار إمام الناس من أهل عصره الإعراض عن الدنيا واحتمال الأذى من أهلهاخصلة واحدة تحبط الأعمال لا ينتبه لها كثير من الناس وهي سخط العبد على قضاء الله تعالى { ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم }كل حسنة لا تثمر نوراً أو علماً في الوقت فلا تعدلها أجر وكل سيئة أثمرت خوفاً من الله تعالى ورجوعاً إليه فلا تعد لها وزراًحسنتان لا يضر معهما كثرة الذنوب الرضا بقضاء الله والصفح عن عباد اللهمن اعترض على أحوال الرجال فلا بد أن يموت قبل أجله ثلاث ميتات أخر موت بالذل وموت بالفقر وموت بالحاجة إلى الناس ثم لا يجد من يرحمه منهمسألت الله أن يجعل القطب من طريقتي فإذا النداء : يا علي قد استجبنا لككان رضي الله عنه يقول:إذا عرضت لك حاجة فأقسم على الله بيلا يكمل عالم في مقام العلم حتى يبتلى بأربع : شماتة الأعداء وملامة الأصدقاء وطعن الجهال وحسد العلماء , فإن صبر جعله الله إماماً يقتدى به* كلامه رضي الله عنه كثير وعال وكبير تركناه مخافة التطويل والله الموفق.