زائر
زائر
 | موضوع: أعظم و أسرع محاكمة في التاريخ  الخميس فبراير 20, 2014 12:09 pm | |
|
أعظم و أسرع محاكمة في التاريخ
اشتهرت مدينة سمرقند – عاصمة بلاد ما و راء النهر- بغناها بالذهب و الفضة
و الحرير و الخزف و الثروات الطبعية , و كان جيشها قويا غير أن أهلها وثنيين
يعبدون الاصنام التي صنعوها من الاحجار المرصعة بالجواهر , و في سنة 87
ه انطلق القائد قتيبة بن مسلم الباهلي والي خرسان لفتح بلاد النهر / التركستان/
الحالية , و بعد أن وصل جيش قتيبة إلى مدينة سمرقند اجتاحها فدخلها دون
إنذار أهلها فأرسل كبير كهنة سمرقند رسالة إلى أمير المؤمنين عمر بن العزيز
يشكو فيها قائد الجيوش قتيبة بأنه دخل بجيوشه سمرقند دون إنذار أو دعوة ,
فأرسل عمر بن عبد العزيز رسالة إلى القاضي /جميع/ للحكم في هذه ا الشكوة ,
فعقد القاضي جلسة محاكمة لقائد الجيوش أمام خصمه كبير الكهنة , و عندما
نادى حاجب المحكمة قائد الجيوش الإسلامية قتيبة باسمه مجردا من أي لقب ,
جاء قتيبة و جلس هو و خصمه أمام القاضي المسلم و قال القاضي : ما دعواك يا
سمرقندي ؟ قال : اجتاحنا قتيبة بجيشه و لم يدعنا إلى الإسلام و يمهلنا حتى ننظر
في أمرنا . نظر القاضي إلى قتيبة و قال : و ما تقول في هذا يا قتيبة ؟ قال قتيبة
: الحرب خدعة و هذا بلد عظيم و كل البلدان من حوله كانوا يقاومون و لم
يدخلوا الإسلام و لم يقبلوا بالجزية , قال القاضي : يا قتيبة , هل دعوتهم إلى
الإسلام أو الجزية أو الحرب ؟ قال قتيبة : لا إلا أننا باغتنا هم كما ذكرت لك ,
قال القاضي : أراك قد أقررت , و إذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة , يا
قتيبة ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين و اجتناب الغدر و إقامة العدل , ثم قال :
قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام و جيوش و رجال و
أطفال و نساء و أن تترك الدكاكين و البيوت و لا يبقى في سمرقند أحد من
المسلمين , على أن ينذرهم المسلمون بعد ذلك قبل الدخول إلى المدينة. و هنا
دهش الكهنة و لم يصدقوا ما شاهدوه و سمعوه ,فلا شهود و لا أدلة و لم تستمر
المحاكمة أكثر من دقائق معدودة و لم يشعر السمرقنديون إلا و القاضي و
الحاجب و قتيبة ينصرفون أمامهم , و بعد ساعات قليلة سمع أهل سمرقند
بأصوات ترتفع و غبار يعم جنبات المدينة و رايات تلوح خلال الغبار , فسألوا
فقيل لهم إن الحكم قد نفذ و أن الجيش قد انسحب في مشهد تقشعر مكنه الأبدان ,,
و ما إن غربت شمس ذلك اليوم إلا و الكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية , , و
صوت بكاء يسمع في كل بيت على روج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم , و
لم يتمالك الكهنة و أهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر حتى حتى خرجوا أفواجا
و كبير الكهنة أمامهم بالتجاه معسكر المسلمين و هم يرددون شهادة أن لا إله إلا
الله و أن سيدنا محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم..
[/size] |
|
