المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34096 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: الحكم العطائية ( 11 ) الجمعة أبريل 18, 2014 4:22 pm | |
| ادْفِنْ وجُودَكَ فِى أَرْضِ الْخُمُولِ، البذرة عندما تدفنها فى الأرض وتُحْسِنُ دَفْنَهَا ثم يأتيها الرِّىُّ بالماء تنبت وينتج منها نتاج وثمرة وزرع، لكن لو أنها كانت على الأرض غير مدفونة تدوسها الأقدام أو تذروها الرياح أو يأتى الماء، فبدلاً من أن يطعمها ويسقيها يأخذها ويجرفها. ولذلك إذا أردنا أن نَصِلَ إلى حصول الثمرة فلابد من أن تَدْفِنَ نفسك، أى تجعل نفسك تحت رجليك. فِى أَرْضِ الْخُمُولِ: الخمول ضد الشهرة والظهور وليس ضد النشاط، لأن ضد النشاط هو الكسل، ولقد استعاذ رسول الله ...صلى الله عليه وسلم من (الْعَجْزِ وَالْكَسَل) (جزء من حديث رواه البخاري). لأنه يريد أن يَنْشَطَ فى عبادة الله، ويريد أن يكون صاحب همة فيها. يقال هذا رجل تقى خفى. إذا طُلِبَ لَمْ يُوجَدْ وإذا غَابَ لَمْ يُذْكَر، فلا يسأل عليه أحد، ولا يهتم به أحد، هذا هو الخمول: البعد عن مراء الناس وعن التصدر بغير حق وعن أن تظهر هكذا فجأة وتنسب إلى نفسك ما ليس لك. والخمول هو أن تفعل الشئ وتنشط ولكن لله .. مخلصاً لله .. لا تريد من أحد جزاءً ولا شكوراً. إذا دفنت وجودك فى أرض الخمول وجدت ثمرة ذلك فى قلبك. الشيخ يذكر لنا هنا الخطوات التى نتخذها حتى نصل إلى السير فى طريق الله سبحانه وتعالى، فأول شئ هو إخفاء الأعمال، أى الدخول فى أرض الخمول، وحتى يطمئن قلبك أن ما تفعله صحيح وحتى تعلم علامة صحته فإنه عَلَّلَهُ لك وبَيَّنَ ما الذى سيترتب عليه، فقال: فَمَا نَبَتَ مِمَّا لَمْ يُدفَنْ لاَ يَتِمُّ نِتَاجُه: البذرة التى على وجه الأرض ذهبت .. ضاعت، لكن البذرة التى قمنا بدفنها فى الأرض الطيبة تنبت سبع سنابل وكل سنبلة فيها مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء. ....... | |
|