المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34100 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: مع فاتحة الكتاب ( 1 ) الجمعة مايو 09, 2014 4:39 pm | |
| مع كتاب الله نعيش هذه اللحظات وكتاب الله شأنه عظيم لأنه هدى للمتقين، وإن كان وهو فى نفس النص عاما على الكافرين، إذا دخلته تطلب منه الهداية هداك وأنفتح لك ورأيته نسقاً مفتوحًا ترى فيه العجب العجاب كل يوم لا تنتهي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد... كما وصفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإذا دخلته تلعب معه أو تريد أن تنقضه أى تهده أو تنقده أى تبين مسالبه ومحاسنه وهو كله محاسن لا قابل للنقض ولا قابل للنقد لأنه ليس من كلام البشر رب العالمين هو الذى أنزله وجعله العهد الأخير بينه وبين البشر، إذا دخلته للعب أغلق نفسه عليك وصار عاماً وحسرة على من يدخل فيه، فكل هذا فى نص واحد ما هذا الإعجاز فهذه معجزة ولذلك هو معجزة الرسالة مستمرة يصفه ربه فيقول هكذا {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } فسبحان الله المؤمن يدخل فيراه هدى وشفاء ويهديه لأنه استهداه، وغير المؤمن يصم آذانه عنه ويدخل للعب والعبث والنقد والهدم فإذ به يكون عليه عمى فهنا نص واحد فكيف يكون هكذا وكيف يكون هكذا؟! فطلب منا الله - سبحانه وتعالى - أن ندخله طالبين للهداية فإذا ما سمعناه طلباً للهداية هدينا {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ } لو سمع كلام الله فإنه يكون متهيئً للهداية، فهيا بنا ندخل إلى كتاب الله - سبحانه وتعالى - طلباً للهداية نستهديه لأننا عندما نستهدى كتاب الله فإنما نستهدى الله - سبحانه وتعالى - ونطلب منه الهداية، والهداية نور والضلالة ظلام، ونحن نحتاج إلى النور فى حياتنا، ونحتاج إلى طرد الظلام من حياتنا، ونحتاج إلى من خلقنا حتى نمد أيدينا إلى السماء يا رب فيستجيب لنا، نعمل وندعو الله – سبحانه وتعالى - أن يجعل لعملنا فائدة وثمرة نكد ونعمر الدنيا كما أمرنا {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } أى طلب منكم عمارتها ولكن الفلاح يلقى الحب ثم يدعو ويقول يا رب، والطبيب يقوم بالعملية الجراحية ويقول يا رب أنت الشافي، أى أننا عملنا ما علينا كما أمرتنا ولو أمرنا أن نسكت لسكتنا لكنه أمرنا بالعمل {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} ندخل إلى كتاب الله - سبحانه وتعالى - فنجد الفاتحة، وكانت العرب إذا أحبت شيئاً أكثرت من أسمائه فأحب المسلمون الفاتحة لأنها تلخص كل القضية العلاقة بين الإنسان ورب الناس، العلاقة بين الإنسان والأكوان، العلاقة بين الإنسان ونفسه، تلخص كل حياة الإنسان، والإنسان الذى لا هدف له فإنه فى ضلالة، فيجب على كل إنسان أن يجعل لنفسه هدفاً، وهدفنا ومقصودنا ومقصود الكل هو الله - سبحانه وتعالى -، فأنا هدفي فى الحياة الله ولأجل الله أفعل وأترك وأتكلم وأسكت لله. أحب العرب الخمر فسموها تسعين أسم "الشمول، الداء، الدواء، الصفراء، .... وغيرها" ولذلك عندما نزل تشريع تحريم الخمر حفاظاً للعقل كان صعب عليهم لكنهم استجابوا لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، فشرع لهم الإسلام ما بناهم من الداخل وجعلهم إنساناً يعمر الأرض. وخافوا من الأسد فأكثروا من أسمائه فله سبعمائة اسم "الليث، والغضنفر، والضرغام، ... وغير ذلك". كانوا يخافون من البحر فسموه ثلاثين أسم "اليم، والبحر، والظلم، والكافر -لأنه يكفر ما بنزل فيه أى يستر ما ينزل فيه وسمى الكافر كافراً لأنه ستر عن الإيمان لدرجة أنهم سموا النهر بحر أيضاً-" . فالفاتحة لها عشرون اسماً تقريباً "الكافية، والشافية، والفاتحة،.... وغير ذلك" فكانت العرب إذا أحبت شيئاً أكثرت من أسمائه. ............ | |
|