المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 34096 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 75 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: الطريق الى الله ( مراتب النفس البشرية 2 ) الأربعاء يونيو 18, 2014 5:12 pm | |
| وقد تكلمنا عن طريق اللّٰه، وأن هذا الطريق يقصد فيه السالكُ اللّٰه سبحانه وتعالى، فاللّٰه تعالىٰ هو مقصود الكل، وأنه ينبغي علىٰ المريد وهو سائر في طريق اللّٰه ألا يلتفت عن يمينه ولا عن يساره أثناء هذا السير، حتىٰ لا ينشغل عن اللّٰه، وقلنا: إ...ن هذا الالتفات معناه: أن يُعجب الإنسان بنفسه، أو بعبادته، أو بذكره، أو بما يظهره اللّٰه علىٰ يديه وله، من انكشاف للأسرار، أو امتلاء بالأنوار، وقد تكلمنا عن المُلْك المشاهد، وعن الملكوت المغيب {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} واللّٰه جل شأنه هو رب الملك والملكوت؛ فالشهادة هي الملك، والغيب هو الملكوت. وتكلمنا عن الأسرار والأنوار، وأن الإنسان وهو يسير في طريق اللّٰه، عابدًا له بالصلاة، وبالذكر، وبالتلاوة، وبالإخلاص، وبالتخلي من كل قبيح، وبالتحلي بكل صحيح- تنكشف له بعض أسرار الدنيا، وتنكشف له بعض أسرار الغيب، ويمتلئ قلبه ببعض أنوار الدنيا، ويمتلئ قلبه ببعض أنوار الغيب، فعليه ألا يلتفت إلىٰ كل ذلك، بل عليه دائمًا أن يستحضر عظمة مولاه، وأن يرجع دائمًا إلىٰ ربه، وأن يعود دائمًا إلىٰ اللّٰه، وأن يجعل اللّٰه هو مقصوده، فلا يتألم بلذة في قلبه قد زالت، ولا يفرح بلذة قد حلت، وإنما يفعل ذلك للّٰه، لا لتحصيل لذة العبادة، ولا لتحصيل أنوار، ولا لكشف أسرار، ولا لحدوث كرامات. فتكلمنا عن كل ذلك، وقلنا: إن اللّٰه مقصود الكل، وقلنا: إن ملتفتًا لا يصل.. فماذا يفعل الإنسان في هذا الطريق؟ جاء جبريل عليه السلام يعلم الناس أمر دينهم، فقال سيدنا عمر رضى الله عنه : (بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللّٰهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لاَ يُرَىٰ عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّىٰ جَلَسَ إِلَىٰ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَىٰ رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَىٰ فَخِذَيْهِ -يعني علىٰ هيئة المتأدب مع سيدنا رسول اللّٰه صلى الله عليه وسلم - وسأله: يارسول اللّٰه ما الإسلام؟ فأجابه، فقال: صَدَقْتَ. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ) ؛ لأن المفترض في السائل أنه يسأل ليتعلم، ولكن جبريل عليه السلام جاء يسأل ليُعَلِّم، وملخص ما قاله أن الإسلام هو إقامة الشهادتين: شهادة أن لا إله إلا اللّٰه وأن محمدًا رسول اللّٰه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت، هذه كأنها هي السمات التي ينبغي علينا أن نحصِّلها، الآنية التي ينبغي علينا أن نحصِّلها، حتىٰ يضع اللّٰه فيها أنواره، ويكشف من خلالها أسراره، ومن غير هذا لا يمكن أن نُحصِّل الأنوار الربانية، ولا أن تُكشف لنا الأسرار الصمدانية، فلابد من هذه الشريعة المطهرة تحققًا والتزامًا، في الظاهر والباطن. فهذه الأشـياء التي شـرعها اللّٰه لنا هي التي توصلنا إليه، وهي الأساس، لا تسقط أبدًا، ولا تنتهي، والوصول إلىٰ اللّٰه لا يعني أبدًا أن نترك الآنية أو نكسرها، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم كلما زاد ربه في شرفه ومقداره يقوم الليل حتىٰ تتورم قدماه، ويقول: «أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا» صلى الله عليه وسلم .. | |
|