المحبة للمصطفى المدير العام
عدد المساهمات : 5852 نقاط : 33724 التفاعل مع الاعضاء : 15 تاريخ التسجيل : 18/09/2010 العمر : 74 الموقع : النور المحمدى
| موضوع: الحكم العطائية ( الخلق: مُرَادٌ وَمُرِيد.) 31 السبت نوفمبر 01, 2014 5:14 pm | |
| الخلق: مُرَادٌ وَمُرِيد. فإذا كان الإنسان مُرِيدًا لله سلك طريقه، وترك زخارفَ الدُّنيا وَخَلَّى قَلْبَهُ من القبيح وَحَلَّاه بالصحيح، وأَحْسَنَ نِيَّتَهُ لله وَأَعْلَى هِمَّتَه فى السلوك إليه سبحانه وتعالى، فارتحل وهاجر من مَوَاطِنِ سخط الله إلى مَوَاطِنِ رحمته ورضاه .. هؤلاء رضى الله عنهم، وهؤلاء هم الراحلون إليه، وهؤلاء هم السالكون فى طريقه إلا أنه إذا مَنَّ الله على السالكين والراحلين والمهاجري...ن فى سبيله جعلهم فى مرتبة وَرَضَوْا عنه، فإذا رَضُوا عن الله سبحانه وتعالى فما ذلك إلا أنهم من قبيلِ الْمُرَاد فتحول السالكُ من سلوكه وصبره على الطريق من كونه راحلاً إلى كونه واصلاً، فإذا وَصَلَ فإن الأنوار كانت تَهِلّ عليه فى الطريق إلى الله، النور فى الطريق يسير الإنسان فيدخل فيه، فهو للأنوار سائر .. وللأنوار داخل .. أما إذا وَصَلَ فإن النورَ هو الذى يَسْعَى إليه، فيتحولُ من الفاعل إلى مفعول .. ومن مُرِيد إلى مُرَاد .. ومن سالك إلى واصل. فيقول ابن عطاء الله على هذه الحقيقة فى مرتبة أولئك الصالحين أن هناك راحلاً وهناك واصلاً. الراحلون: اهْتَدَوا إلى الله بِأَنْوَارِ التَّوَجُّهِ، فالنور بعيد وهم يسعون إليه، ومن لَذَّتِه وحَلاوته وضيائه وَبَرَكَتِه يرغبون فيه، وبالرغم من ذلك إلا أن هذا النور ليس هو الله، بل هى لَذَّةُ العبادة وحلاوة الطريق وبركة السلوك. والواصلون: وَالوَاصِلُونَ لَهُمْ أِنْوَارٌ المُوَاجَهَةِ، فهذه الأشياء المذكروة يتخلص منها الواصلون، فتأتيهم ولا يأتونها .. وتتنزل عليهم ولا يطلبونها. لأنهم إنما طلبوا الله وحده، فارتفع الحجاب .. حتى حِجَاب الأنوار وكشف الأسرار فى الملك والملكوت ارتفع عن قلوبهم .. لا يريدون إلا الله، ولا يعرفون إلا الله، ولا يتوصلون إلا إليه، لا يريدون إلا الله فَتَتَنَزَّلُ عليهم الأنوار. لا يطلبونها .. حتى الأنوار وحتى لذة العبادة. فَالْأَوَّلُونَ لِلْأَنْوَارِ ساروا وَهَؤُلَاءِ الْأَنْوَارُ لَهُمْ؛ أرأيتم المقابلة! أرأيتم الفاعل والمفعول! لِأَنَّهُمْ لِلَّهِ لَا لِشَئٍ دُونَهُ، حتى العبادات فهى وسيلةٌ تُوَصِّلُ إلى الله. وحتى الأنوار وهى وسيلة توصل إلى الله وتجذبُ الراحلين إليه، لكن الواصلين لا يريدون لا أنواراً ولا أسراراً .. ولا فوائد .. ولا دعاء .. إنما هم قد أَحَبُّوا الله لله، وَخَلَى قَلْبُهم إلا من الله، فَمَلَكَ عليهم رَبُّهُم نفوسَهم وَتَنَزَّلَت على قلوبِهم رحماته سبحانه وتعالى وأنواره حتى خرجوا من الرحلة إلى الوصول {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِى خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} (الأنعام91).
......... | |
|